المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أداب الصحبة في الإسلام



امـ حمد
14-07-2011, 05:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أداب الصحبة في الإسلام

اهتم الاسلام بالصحبة اهتماماّ بالغاّ، لما لها من شأن كبير، وأمر خطير، فأمر بإلتزام الصادقين، قال سبحانه(ياأيها الذين

اّمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)وحض على صحبة العابدين,ورغب باتباع طريق المنيبين، ونهى عن صحبة

الظالمين، فرب صحبة ساعة كشفت صاحبها الى قيام الساعة، وأعقبته ندماّ لا ينتهي،قال تعالى( ويوم يعض الظالم

على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا,ياويلتي ليتني لم أتخذ فلاباّ خليلاّ) وجعل كل صحبة لا تجتمع

أواصرها على تقوى الله تعالى فمصيرها الى عداوة محققة، قال سبحانه( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)

ولا عجب فالصاحب ما هو إلا معلم لصاحبه من حيث لا يشعر، تنطبع صفاته في نفس صاحبه، وتنتقل أخلاقه الى

أخلاقه، وتسري معاملاته الى معاملاته، بتأثير القرب، وعن طريق الحب، فلا يلبث إلا وهو نسخة عن صاحبه تتردد على

لسانه كلماته، وتظهر في أعماله تصرفاته من حيث لا يدري، ولذلك فقد حذر الله تعالى من صحبة من قال فيهم( فأعرض

عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا) وقال النبي (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)وإذا كان

المرء ينتقي من أطيب الطعام والشراب لبطنه، ويحرص على صحة جسمه فيتقي ما يسبب مرضها وضعفها، فأولى به أن

ينتقي لروحه وقلبه وأخلاقه من يغذيها بأحسن الصفات، وأجمل الآداب، وأكمل العادات، وأكرم الأخلاق، ويتقي

مرضى النفوس، ويتجنب ضعيفي الإيمان خوفاّ على دينه، وعلى أخلاقه، أن يصيبها ما أصابهم، قال( لا تصاحب

إلا مؤمنا،ولا يأكل طعامك إلا تقي)قال عمر(عليك بإخوان الصدق، تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في

البلاء)وقال عمر( اعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين من القوم، ولا أمين إلا من خشي الله، فلا تصحب الفاجر

فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخافون الله تعالى)ويؤكد لنا الواقع العملي المنظور أنه

من صحب الأبرار الصالحين صار منهم، ومن التزم الذاكرين ثوى في قلبه ذكرهم، ومن لصق بالعلماء إنتقل إليه

نور العلم والإيمان، وامتد هذا النفخ الى يوم القيامة، روي أن أعرابيا قال لرسول الله متى الساعة, قال, ما أعددت لها,

قال,حب الله ورسوله, قال,أنت مع من أحببت,لكل من المتصاحبين آداب وواجبات، كل تجاه صاحبه، لتدوم عرى

هذه الصحبة، وتؤتي ثمارها من رضوان الله في الدارين,انتقاء الصاحب واختياره قبل مصاحبته،قال لقمان

الحكيم لإبنه, يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن القلوب لتحيا بالحكمة، كما تحيا الأرض الميتة بوابل

القطر,وتجنب صحبة الجهلة والفسقة، والأراذل والحمقى، فالصاحب ساحب، ومن جالس جانس,الإخلاص في صحبة

من تصاحب لوجه الله تعالى، دون النظر الى غاية دنيوية، أو مصلحة عاجلة، والصحبة لوجه الله تعالى هي أن تصاحبه

لعلمه أو حسن خلقه أو صلاحه أو قربه من الله ومحبته لرسول الله,قال رسول الله, إن الله تعالى يقول يوم القيامة

( أين المتحابون بجلالي,اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)واخبار صاحبه بمحبته له في الله، ليكون تواصلهما أكبر

وارتباطهما أشد وإخلاصهما أعمق,وعن أنس أن رجلا كان عند النبي فمر رجل فقال يا رسول الله, إني لأحب هذا، فقال

له النبي,أعلمته, قال, لا، قال, أعلمه. فلحقه فقال,إني أحبك في الله، فقال, أحبك في الله الذي أحببتني له)وعن النبي قال

(إذا آخيت أخاّ فاسأله عن إسمه، وإسم أبيه، فإن كان غائباّ حفظته، وإن كان مريضاّ عدته، وإن مات شهدته),قال أحد

العلماء,لا تصاحب من الناس من لا يكتم سرك، ويستر عيبك، ويكون معك في النوائب،وينشر حسنتك، ويطوي

سيئتك، فإن لم تجده فلا تصاحب إلا نفسك,حق أخيك عليك أن تغفر زلته، وترحم عبرته، وتقبل معذرته،وتقبل

هديته،وتشكر نعمته، وتحفظ حرمته،وتشمت عطسته،ولا تقاطعه في حديثه،وأن تواليه ولا تعاديه،وأن تحب له من

الخير ما تحب لنفسك، وتكره له من الشر ما تكره لنفسك.

R 7 A L
14-07-2011, 10:59 AM
اللهم ارزقنا بالصحبة الطيبة


بارك الله فيك يا ام حمد

اليافعي 1
14-07-2011, 11:27 AM
قال الشاعر :

عن المرء لا تسأل وسل عن خليله ### فكل خيللاً بالمقارن يقتدي

وأفضل من ذلك

قول رسول الله صلى الله علي وسلم : ( المء على دين خليله , فلينظر أحدكم إلى مَن يخالل )))

وأفضل من ذلك قول الله سبحانه وتعالى : ( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]

وقفة قصيرة مع الآية التالية:

الأخلاء: جمع خليل، والخلة الصداقة البالغة
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ أي أعداء، يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً.
إِلاَّ الْمُتَّقِينَ فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة،


قصة:

ذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال: كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر. ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني. فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما، فيقول الله تعالى ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله تعالى ( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )،


قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا رب، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهده بعدي، وأن تضله كما أضللتني، وأن تهينه كما أهنتني؛ فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب؛ فيقول الله تعالى ( بئس الصاحب والأخ والخليل كنت ). فيلعن كل واحد منهما صاحبه. والآية عامة في كل مؤمن وكافرومضل

موضوع قيم جداً ومميز

بوركتي اختي أم حمد

امـ حمد
14-07-2011, 04:04 PM
اللهم ارزقنا بالصحبة الطيبة


بارك الله فيك يا ام حمد





وبارك الله فيك اخوي

امـ حمد
14-07-2011, 04:05 PM
قال الشاعر :

عن المرء لا تسأل وسل عن خليله ### فكل خيللاً بالمقارن يقتدي

وأفضل من ذلك

قول رسول الله صلى الله علي وسلم : ( المء على دين خليله , فلينظر أحدكم إلى مَن يخالل )))

وأفضل من ذلك قول الله سبحانه وتعالى : ( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67]

وقفة قصيرة مع الآية التالية:

الأخلاء: جمع خليل، والخلة الصداقة البالغة
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ أي أعداء، يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً.
إِلاَّ الْمُتَّقِينَ فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة،


قصة:

ذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال: كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر. ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني. فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما، فيقول الله تعالى ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله تعالى ( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )،


قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا رب، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهده بعدي، وأن تضله كما أضللتني، وأن تهينه كما أهنتني؛ فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب؛ فيقول الله تعالى ( بئس الصاحب والأخ والخليل كنت ). فيلعن كل واحد منهما صاحبه. والآية عامة في كل مؤمن وكافرومضل

موضوع قيم جداً ومميز

بوركتي اختي أم حمد




وبارك الله فيك اخوي