بوخالد 21
17-07-2011, 10:30 AM
صوت الحقيقة والواقع المؤسف للمواطن القطري
واعيد واكرر نحن في نعمة الحمدلله ولكن لابد ان نسعى للأفضل لأن الامكانيات متوفرة فهل يعقل ان يعاني بعض ( قلت بعض وليس الكل ) المواطنون من الظلم والحرمان في بلد يعتبر الأغنى في العالم نعم للأسف هذه الفئات من المواطنيين المذكورة في المقال موجودة وبغض النظر عن نسبتها فئة كبيرة أو صغيرة المفروض الا توجد لأن بكل بساطة الأمكانيات متوفرة
ولا يجوز ان تحصل فئة معينة على الكيكة وفئة أخرى على الفتات فنحن متساوون أمام الدستور
===========
تبون الصج..الصوت المخنوق لدى المواطن القطري
الكاتبة - هند السويدي :
أفضل لمن يقرأ مقالة اليوم أن تكون لديه روح رياضية وعقل متفتح وسياسة قائمة على أدب الاختلاف واحترام الرأي الآخر وعدم تحقير الرأي. وأن تكون لديه نظرة واقعية وأن ينزل من أي برج عاجي عالٍ هو يجلس فيه الآن ويقترب من المواطنين الأقل حظاً في الحياة والعمل والفرص ؟ وأن يشعر بمعاناة المتعثرين والمهمومين ويترك عنه حياة الهوامير والاكسسوارات ذات الألماس والسيارات الفارهة وينزل إلى مستوى أحلام المواطنين الذين يكتوون كل يوم وكل ساعة بالتحديات والأنفاق التي يدخلونها وليس لها مخارج.
أفضل لمن يقرأ مقالة اليوم أن لا يستنكر ولا يتعجب ويقول : "معقولة في مواطنين على كل الخيرات اللي في البلد لين الحين يتحلطمون ؟". لأن المواطنين الذين يعتقد المواطن المرفه المستفيد من الخدمات ومن موقع وظيفته وأمواله وأرباحه وأرصدته البنكية وعلاقاته الاخطبوطية وسفراته المكوكية وملاعق الذهب التي تملأ فمه أنهم يتحلطمون فإنهم يعانون ويشعرون بالقهر وبعدم قدرتهم على التمسك بحقوقهم لا المعنوية ولا الديمقراطية ولا الوظيفية ولا الأسرية.
وإنهم يشعرون أنه ليست لهم هذه الخدمات والامتيازات ولا يحظون بفرص ولا يقدمون جهودهم كما ينبغي لبناء مجتمعهم. لأنهم يقرأون النصوص النظرية ويجدون الواقع مختلفاً ويقرأون القوانين ثم يجدون تحتها ألف ضابط وضابط ومن تتحقق معه الشروط ومن لا تتحقق ؟ إن المواطن القطري ليس مواطن درجة ثانية وهو في بلده ولكن الواقع يقول هذا.
ولا يمكن أن نحصر اهتمام المواطنين في توافه الأمور ولا أن نجعلهم لصورة رمزية تتزين ببرواز أمام الإعلام الخارجي. إن المواطن القطري ليس كسولاً وليس بالصورة التي تتناقلها أجهزة البلاك بيري ويسخرون في رسائل يجدون فيها طرافة غير مقبولة مثل قولهم "معقولة ونحن دخلنا الألفية الثالثة وبندخل 2012 ولا يزال المواطن القطري يرفع نعاله بيديه ويسير حافياً في البحر" فالمواطن القطري الذي دخل البحر دخله من زمن أجداده وكافح وترك بصمة له على البحر ورفع نعليه بيديه لأن أقدامه تعودت على أن تسير على الرمال الحارقة تحت أشعة الشمس. وأما الرسالة الأخرى التي تتهكم على المواطنة والأم القطرية وتقول: " معقولة ونحن بندخل 2012 ولا تزال أمهاتنا تتكلم بالهاتف الأرضي وترسم باليد الأخرى خطوطا ودوائر على السجادة؟".
فأمهاتنا رسمن الدوائر والخطوط والواحدة منهن تهز المهد بيمينها وتهز العالم بشمالها. وترسم بالدوائر والخطوط مستقبل أبنائها وهي تتحمل الصدمات داخل الأسرة وتحيك الملابس وتقرأ القصص لأطفالها. هذه هي المواطنة القطرية الأصيلة من أمهاتنا الفاضلات وجداتنا .
ولا تزال المواطنة القطرية مع المواطن القطري جنباً إلى جنب نحو الاهتمام بالفكر وبناء العقل و النضج النفسي في الأسلوب والمعاملة وتسخير الجهود لمجتمعنا والتخطيط من أجل رسم مستقبل أفضل وليس خطوطا على سجادة منزلية تختفي معالمها أو نعالاً نشتريه ونخشى أن يتسخ.
تعالوا أكتب لكم عن واقع عن مواطنين قطريين يقرأون عن حماية المستهلك وهم يشترون المواد التموينية بأضعاف الأسعار مما هي لدول مجاورة.
وعن مواطنين قطريين يقرأون في صحف العالم الخارجي بالنهضة العمرانية لبلادهم وخلفهم وأمامهم مساكن شعبية متهالكة وفلل متوقفة البناء وغير مكتملة وشوارع غير مخططة وغير مرصفة. وعن مواطنين قطريين يقرأون عن التشجير والزراعة في قطر وهم يعيشون في مناطق صحراوية ليست فيها خدمات الكهرباء والماء وليست فيها معالم تشجير. وعن مواطنين قطريين يقرأون عن الخدمات الصحية رفيعة المستوى والجودة وهو لا يجد له سريراً أبيض يرتجي العافية عليه. لقد درجت العادة في نظرتنا التي لا ترحم بأن المواطنين القطريين مرفهون ولا يعانون من شيء ولا ينقصهم شيء وأن من الممكن أن تعالج معاناتهم وشكواهم بكنسها تحت طرف سجادة؟. عجبي من هذه النظرة!.
لربما هذه النظرة هي التي تجعلنا ندخل في إطار النمطية والحياة الروتينية الخالية من الإبداعات والأفكار. والعيش في بيئة العمل غير المحفزة وغير المشجعة والمعجبة بالأفكار الأجنبية والمحاربة للأفكار القطرية.
ولربما هذه النظرة هي التي تعامل المواطن القطري كأنه دفتر شيكات متحرك ونحرق أعصابه بأنه يدخل ضمن أعلى دخل بالعالم وأنه يعتقد إذا حفر في منزله سيجد نفطاً؟ وهذه النظرة هي التي تتساءل كيف لهذا المواطن القطري أن يشتكي من ارتفاع أسعار أنابيب الغاز المعد للطبخ وتحت بيته يتسرب الغاز الطبيعي؟ وكيف يصدق الأجانب داخل وخارج قطر شكاوى المواطنين ودولتهم تفتح لهم أفضل الجامعات الأجنبية وتمنحهم أفضل الرواتب وتفتح لهم الإدارات والأقسام والوحدات لمحاربة البطالة؟ كيف يصدقون شكاوى المواطنين ودولتهم لها اقتصاد قوي واستثمارات قوية ولديهم منح قروض وأراضٍ ويسكنون فللاً وقصوراً وينحتون الصخور القاسية ولديهم بنية تحتية قوية؟.
كيف يصدقون المواطنين الذين يجدون نفس الأخطاء تتكرر في تخطيط الشوارع والعمران وهم لا يتجولون في الأحياء العشوائية والمناطق المتهالكة والمناطق التي لا تطالها يد الصيانات وهم حين يأتون إلى قطر فإنهم يتركزون في أفخم الفنادق والمسابح والمطاعم والمدارس والمستوصفات الطبية ويدخلون أفضل المجمعات الاستهلاكية ويتجولون في أفضل المناطق العمرانية حداثة وتصميماً وصيانةً؟.
لماذا ينتقص من حق المواطن وهو في بلده ؟ لماذا يركض وراء الفرص ولا يجد الفرص متاحة في بلده؟ إذا كانت أمامه هذه الجدران العالية والصدود والنكران لجهوده والتعمد لتهميشه وعدم الاقتناع بجهوده وهو في بلده فمن أين سيضمن النجاح وإثبات القدرات؟ أين سيجد عفويته وأين سينشر أفكاره ؟ وأين سيجد من يتبنى مشروعاته ؟ لماذا يقوم المواطن القطري بتسويق أفكاره في الخارج، وينجح في صقل مهاراته في الخارج ، ويجد عفويته وراحته في التحدث بلسانه بحرية والكتابة بقلمه بحرية والمشاركة بعفوية في برامج الإذاعة والتلفزيون الخارجية ويجد النجاح في مشاريعه التجارية في الخارج؟ ويجد له ألف طريقة وطريقة لإثبات نفسه في الغربة والخارج وفي بلاده يتقوقع على الهامش؟ لماذا المعلم القطري يحارب من أجل البقاء كآخر القوافل التربوية القطرية الصابرة المحتسبة لمهنة التدريس؟ لماذا لا يجد الامتيازات والحوافز لوظيفته؟ ولماذا الطالب القطري يصارع أمواج المتطلبات الجامعية في بلاده ويتساقط كأوراق التوت المتساقطة على أبواب الجامعات المحلية في بلده؟ لماذا المواطن القطري يحارب المواطن القطري الآخر ؟ أليس جميعنا مواطنين ونعمل بولاء وإخلاص تحت مظلة وطنية واحدة ونعبر عن حبنا وانتمائنا بأقلامنا وأعمالنا واجتهاداتنا وتربيتنا لأبنائنا وخدمتنا بأي صورة كانت وبأي شكل من الأشكال؟.
هل تعلمون الآن لماذا يعلو الصوت لدى المواطنين؟ إنهم يشعرون بحرقة قلبهم تزداد وحناجرهم تزداد التهاباً وهم يوصلون صوتهم إلى المسؤولين ولا حياة لمن تنادي. وكأن هذه المكاتب العريضة والمكيفة تصم آذانهم وتعمي عيونهم عن الحقائق وعن السلبيات والأخطاء الفادحة في أعمالهم؟ ماذا يعني أن نتهم المواطنين بالكسل والدلع والتحلطم والنظرة الضيقة للأمور؟ ماذا يمثل لكم صوت المواطن المقهور الذي يعاني ارتفاع الإيجارات والمعيشة ويكتوي بنار الأسعار التي تحرق راتبه ؟ ماذا يمثل لكم معاناة الطلاب مع السياسات التعليمية المنقوصة والجدران العالية والصدود من المسؤولين ؟ وماذا تمثل لكم الأقلام التي تكتب في الصحافة من منطلق حرصها وغيرتها ونخوتها وإخلاصها ؟ ماذا يمثل لكم المواطن الذي يتصف بالأنانية والجشع ويستغل منصبه ويأكل من أموال الدولة زوراً وبهتاناً وذمته وسيعة ويسكت عنه بقية المواطنين المتسترين عليه والمتربصين للكعك الموزع؟ ماذا يمثل لكم المواطن المطأطأ الرأس الذي يجد نفسه غريباً مغترباً يتحكم فيه الأجنبي ويبعده عن المسؤوليات ويجعله يعمل على الهامش ويتهمه بالكسل والتواكل وعدم الاعتماد على النفس وعدم القدرة على الإبداع والابتكار وإنجاز المهام؟ ماذا يمثل لكم المواطن المتقاعد في منزله بلا طموح ولا دور ولا مساهمة في تنمية مجتمعه؟ ماذا يمثل لكم هذه المقصلة التي أدخلت ضحايا بالمئات إلى دائرة الظلام واللادور واللاإنجاز واللاشعور بالانتماء إلى مجتمع رفضهم ورفض خدماتهم وأدخلهم النفق المظلم إلى الهامش واللاشيء إلى ماكينة البند المركزي ومقصلة الإبداع والأعمال والانتماء؟ ما هو شعورهم الآن ؟ ماذا يفعلون ؟ ماذا تمثل لكم هذه المئات المحولة إلى التقاعد المبكر وهي في قمة عطائها وحماسها واجتهادها؟ ماذا تمثل لكم هذه الآلاف العاملة والمنتمية إلى التعليم وهي رافضة للخطط غير المدروسة والمشروعات غير الوطنية والمبادرات المبتورة؟ ألا يمثل لكم شيئا هذا الرفض وهذا الانتماء المتزعزع لإدارات التعليم من غير رغبة ولا حماس ولا فخر ؟ ماذا تمثل لكم هذه الشكاوى حول سوء الخدمات الطبية والرعاية الصحية الأولية في مستشفيات حكومية يلجأ لها المواطنون؟ ويضطرون إلى الدفع من نفقتهم الخاصة من أجل البحث عن رعاية أفضل؟ ماذا تمثل لكم مشاهد مواطن قطري واحد مقابل 50 من غير المواطنين من الجنسيات الأخرى في قاعات المعاهد والورش والدورات وفي أماكن التجمعات الترفيهية والسياحية وفي أماكن التعليم والدراسة وفي أماكن الوظيفة والعمل ؟ وفي أماكن المراجعات الطبية ؟ وفي تمثيل قطر في وسائل الإعلام المختلفة؟.
لماذا يكون المواطن القطري مخنوقاً في صوته وتعبيره ومنتقصاً من قدراته في عمله ومحارباً في إبداعه وغير راض ٍ عن تقييمه وغير مستقر على مستوى معيشته وجزء من تركيبة سكانية ضائعة ومهضوم حقها ؟ لماذا بلاده تتقدم في المحافل الدولية وهو كمواطن تصطف أمامه الجموع السكانية من كل حدب وصوب بينما يجلس هو على المقاعد الخلفية ؟.
لقد تعودنا أن نرى خلفية اللوحات التعليمية والرياضية والصحية والثقافية لها جمهور يصفق بحرارة ويجلس في الصفوف الأمامية ويشيد بالإنجازات ثم يتضح أنهم جمهور من الصفوة التي تمسك الراحة الأبدية في يد وقلائد المناصب الكبيرة في اليد الأخرى. فإذا " كح معالي الوزير كحوا معه " وإذا انحنى قليلا ليمسك بالمقص من الوسادة المخملية لقص شريط الاحتفال انحنوا معه وإذا رسم دوائر وخطوطا على شرشف الطاولة أمامه رسموا معه وإذا أمسك نعليه بقدميه أمسكوا بنعالهم معه.
بينما الجمهور الغفير المتلاحم والذي يطل من الأماكن المخصصة للوقوف والفرجة لا تظهر منه غير رؤوس بلا ملامح وأكتاف متلاصقة وأصوات مخنوقة وجيوب ممتلئة بأشعار معبرة عن شجون واقعهم وقصاصات ورق لشكاوى غير مرتبة ومسودات صغيرة لمطالب لا يعرفون لمن يوجهونها ومتى يخرجونها من جيوبهم؟.
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=582327&version=1&template_id=168&parent_id=167
واعيد واكرر نحن في نعمة الحمدلله ولكن لابد ان نسعى للأفضل لأن الامكانيات متوفرة فهل يعقل ان يعاني بعض ( قلت بعض وليس الكل ) المواطنون من الظلم والحرمان في بلد يعتبر الأغنى في العالم نعم للأسف هذه الفئات من المواطنيين المذكورة في المقال موجودة وبغض النظر عن نسبتها فئة كبيرة أو صغيرة المفروض الا توجد لأن بكل بساطة الأمكانيات متوفرة
ولا يجوز ان تحصل فئة معينة على الكيكة وفئة أخرى على الفتات فنحن متساوون أمام الدستور
===========
تبون الصج..الصوت المخنوق لدى المواطن القطري
الكاتبة - هند السويدي :
أفضل لمن يقرأ مقالة اليوم أن تكون لديه روح رياضية وعقل متفتح وسياسة قائمة على أدب الاختلاف واحترام الرأي الآخر وعدم تحقير الرأي. وأن تكون لديه نظرة واقعية وأن ينزل من أي برج عاجي عالٍ هو يجلس فيه الآن ويقترب من المواطنين الأقل حظاً في الحياة والعمل والفرص ؟ وأن يشعر بمعاناة المتعثرين والمهمومين ويترك عنه حياة الهوامير والاكسسوارات ذات الألماس والسيارات الفارهة وينزل إلى مستوى أحلام المواطنين الذين يكتوون كل يوم وكل ساعة بالتحديات والأنفاق التي يدخلونها وليس لها مخارج.
أفضل لمن يقرأ مقالة اليوم أن لا يستنكر ولا يتعجب ويقول : "معقولة في مواطنين على كل الخيرات اللي في البلد لين الحين يتحلطمون ؟". لأن المواطنين الذين يعتقد المواطن المرفه المستفيد من الخدمات ومن موقع وظيفته وأمواله وأرباحه وأرصدته البنكية وعلاقاته الاخطبوطية وسفراته المكوكية وملاعق الذهب التي تملأ فمه أنهم يتحلطمون فإنهم يعانون ويشعرون بالقهر وبعدم قدرتهم على التمسك بحقوقهم لا المعنوية ولا الديمقراطية ولا الوظيفية ولا الأسرية.
وإنهم يشعرون أنه ليست لهم هذه الخدمات والامتيازات ولا يحظون بفرص ولا يقدمون جهودهم كما ينبغي لبناء مجتمعهم. لأنهم يقرأون النصوص النظرية ويجدون الواقع مختلفاً ويقرأون القوانين ثم يجدون تحتها ألف ضابط وضابط ومن تتحقق معه الشروط ومن لا تتحقق ؟ إن المواطن القطري ليس مواطن درجة ثانية وهو في بلده ولكن الواقع يقول هذا.
ولا يمكن أن نحصر اهتمام المواطنين في توافه الأمور ولا أن نجعلهم لصورة رمزية تتزين ببرواز أمام الإعلام الخارجي. إن المواطن القطري ليس كسولاً وليس بالصورة التي تتناقلها أجهزة البلاك بيري ويسخرون في رسائل يجدون فيها طرافة غير مقبولة مثل قولهم "معقولة ونحن دخلنا الألفية الثالثة وبندخل 2012 ولا يزال المواطن القطري يرفع نعاله بيديه ويسير حافياً في البحر" فالمواطن القطري الذي دخل البحر دخله من زمن أجداده وكافح وترك بصمة له على البحر ورفع نعليه بيديه لأن أقدامه تعودت على أن تسير على الرمال الحارقة تحت أشعة الشمس. وأما الرسالة الأخرى التي تتهكم على المواطنة والأم القطرية وتقول: " معقولة ونحن بندخل 2012 ولا تزال أمهاتنا تتكلم بالهاتف الأرضي وترسم باليد الأخرى خطوطا ودوائر على السجادة؟".
فأمهاتنا رسمن الدوائر والخطوط والواحدة منهن تهز المهد بيمينها وتهز العالم بشمالها. وترسم بالدوائر والخطوط مستقبل أبنائها وهي تتحمل الصدمات داخل الأسرة وتحيك الملابس وتقرأ القصص لأطفالها. هذه هي المواطنة القطرية الأصيلة من أمهاتنا الفاضلات وجداتنا .
ولا تزال المواطنة القطرية مع المواطن القطري جنباً إلى جنب نحو الاهتمام بالفكر وبناء العقل و النضج النفسي في الأسلوب والمعاملة وتسخير الجهود لمجتمعنا والتخطيط من أجل رسم مستقبل أفضل وليس خطوطا على سجادة منزلية تختفي معالمها أو نعالاً نشتريه ونخشى أن يتسخ.
تعالوا أكتب لكم عن واقع عن مواطنين قطريين يقرأون عن حماية المستهلك وهم يشترون المواد التموينية بأضعاف الأسعار مما هي لدول مجاورة.
وعن مواطنين قطريين يقرأون في صحف العالم الخارجي بالنهضة العمرانية لبلادهم وخلفهم وأمامهم مساكن شعبية متهالكة وفلل متوقفة البناء وغير مكتملة وشوارع غير مخططة وغير مرصفة. وعن مواطنين قطريين يقرأون عن التشجير والزراعة في قطر وهم يعيشون في مناطق صحراوية ليست فيها خدمات الكهرباء والماء وليست فيها معالم تشجير. وعن مواطنين قطريين يقرأون عن الخدمات الصحية رفيعة المستوى والجودة وهو لا يجد له سريراً أبيض يرتجي العافية عليه. لقد درجت العادة في نظرتنا التي لا ترحم بأن المواطنين القطريين مرفهون ولا يعانون من شيء ولا ينقصهم شيء وأن من الممكن أن تعالج معاناتهم وشكواهم بكنسها تحت طرف سجادة؟. عجبي من هذه النظرة!.
لربما هذه النظرة هي التي تجعلنا ندخل في إطار النمطية والحياة الروتينية الخالية من الإبداعات والأفكار. والعيش في بيئة العمل غير المحفزة وغير المشجعة والمعجبة بالأفكار الأجنبية والمحاربة للأفكار القطرية.
ولربما هذه النظرة هي التي تعامل المواطن القطري كأنه دفتر شيكات متحرك ونحرق أعصابه بأنه يدخل ضمن أعلى دخل بالعالم وأنه يعتقد إذا حفر في منزله سيجد نفطاً؟ وهذه النظرة هي التي تتساءل كيف لهذا المواطن القطري أن يشتكي من ارتفاع أسعار أنابيب الغاز المعد للطبخ وتحت بيته يتسرب الغاز الطبيعي؟ وكيف يصدق الأجانب داخل وخارج قطر شكاوى المواطنين ودولتهم تفتح لهم أفضل الجامعات الأجنبية وتمنحهم أفضل الرواتب وتفتح لهم الإدارات والأقسام والوحدات لمحاربة البطالة؟ كيف يصدقون شكاوى المواطنين ودولتهم لها اقتصاد قوي واستثمارات قوية ولديهم منح قروض وأراضٍ ويسكنون فللاً وقصوراً وينحتون الصخور القاسية ولديهم بنية تحتية قوية؟.
كيف يصدقون المواطنين الذين يجدون نفس الأخطاء تتكرر في تخطيط الشوارع والعمران وهم لا يتجولون في الأحياء العشوائية والمناطق المتهالكة والمناطق التي لا تطالها يد الصيانات وهم حين يأتون إلى قطر فإنهم يتركزون في أفخم الفنادق والمسابح والمطاعم والمدارس والمستوصفات الطبية ويدخلون أفضل المجمعات الاستهلاكية ويتجولون في أفضل المناطق العمرانية حداثة وتصميماً وصيانةً؟.
لماذا ينتقص من حق المواطن وهو في بلده ؟ لماذا يركض وراء الفرص ولا يجد الفرص متاحة في بلده؟ إذا كانت أمامه هذه الجدران العالية والصدود والنكران لجهوده والتعمد لتهميشه وعدم الاقتناع بجهوده وهو في بلده فمن أين سيضمن النجاح وإثبات القدرات؟ أين سيجد عفويته وأين سينشر أفكاره ؟ وأين سيجد من يتبنى مشروعاته ؟ لماذا يقوم المواطن القطري بتسويق أفكاره في الخارج، وينجح في صقل مهاراته في الخارج ، ويجد عفويته وراحته في التحدث بلسانه بحرية والكتابة بقلمه بحرية والمشاركة بعفوية في برامج الإذاعة والتلفزيون الخارجية ويجد النجاح في مشاريعه التجارية في الخارج؟ ويجد له ألف طريقة وطريقة لإثبات نفسه في الغربة والخارج وفي بلاده يتقوقع على الهامش؟ لماذا المعلم القطري يحارب من أجل البقاء كآخر القوافل التربوية القطرية الصابرة المحتسبة لمهنة التدريس؟ لماذا لا يجد الامتيازات والحوافز لوظيفته؟ ولماذا الطالب القطري يصارع أمواج المتطلبات الجامعية في بلاده ويتساقط كأوراق التوت المتساقطة على أبواب الجامعات المحلية في بلده؟ لماذا المواطن القطري يحارب المواطن القطري الآخر ؟ أليس جميعنا مواطنين ونعمل بولاء وإخلاص تحت مظلة وطنية واحدة ونعبر عن حبنا وانتمائنا بأقلامنا وأعمالنا واجتهاداتنا وتربيتنا لأبنائنا وخدمتنا بأي صورة كانت وبأي شكل من الأشكال؟.
هل تعلمون الآن لماذا يعلو الصوت لدى المواطنين؟ إنهم يشعرون بحرقة قلبهم تزداد وحناجرهم تزداد التهاباً وهم يوصلون صوتهم إلى المسؤولين ولا حياة لمن تنادي. وكأن هذه المكاتب العريضة والمكيفة تصم آذانهم وتعمي عيونهم عن الحقائق وعن السلبيات والأخطاء الفادحة في أعمالهم؟ ماذا يعني أن نتهم المواطنين بالكسل والدلع والتحلطم والنظرة الضيقة للأمور؟ ماذا يمثل لكم صوت المواطن المقهور الذي يعاني ارتفاع الإيجارات والمعيشة ويكتوي بنار الأسعار التي تحرق راتبه ؟ ماذا يمثل لكم معاناة الطلاب مع السياسات التعليمية المنقوصة والجدران العالية والصدود من المسؤولين ؟ وماذا تمثل لكم الأقلام التي تكتب في الصحافة من منطلق حرصها وغيرتها ونخوتها وإخلاصها ؟ ماذا يمثل لكم المواطن الذي يتصف بالأنانية والجشع ويستغل منصبه ويأكل من أموال الدولة زوراً وبهتاناً وذمته وسيعة ويسكت عنه بقية المواطنين المتسترين عليه والمتربصين للكعك الموزع؟ ماذا يمثل لكم المواطن المطأطأ الرأس الذي يجد نفسه غريباً مغترباً يتحكم فيه الأجنبي ويبعده عن المسؤوليات ويجعله يعمل على الهامش ويتهمه بالكسل والتواكل وعدم الاعتماد على النفس وعدم القدرة على الإبداع والابتكار وإنجاز المهام؟ ماذا يمثل لكم المواطن المتقاعد في منزله بلا طموح ولا دور ولا مساهمة في تنمية مجتمعه؟ ماذا يمثل لكم هذه المقصلة التي أدخلت ضحايا بالمئات إلى دائرة الظلام واللادور واللاإنجاز واللاشعور بالانتماء إلى مجتمع رفضهم ورفض خدماتهم وأدخلهم النفق المظلم إلى الهامش واللاشيء إلى ماكينة البند المركزي ومقصلة الإبداع والأعمال والانتماء؟ ما هو شعورهم الآن ؟ ماذا يفعلون ؟ ماذا تمثل لكم هذه المئات المحولة إلى التقاعد المبكر وهي في قمة عطائها وحماسها واجتهادها؟ ماذا تمثل لكم هذه الآلاف العاملة والمنتمية إلى التعليم وهي رافضة للخطط غير المدروسة والمشروعات غير الوطنية والمبادرات المبتورة؟ ألا يمثل لكم شيئا هذا الرفض وهذا الانتماء المتزعزع لإدارات التعليم من غير رغبة ولا حماس ولا فخر ؟ ماذا تمثل لكم هذه الشكاوى حول سوء الخدمات الطبية والرعاية الصحية الأولية في مستشفيات حكومية يلجأ لها المواطنون؟ ويضطرون إلى الدفع من نفقتهم الخاصة من أجل البحث عن رعاية أفضل؟ ماذا تمثل لكم مشاهد مواطن قطري واحد مقابل 50 من غير المواطنين من الجنسيات الأخرى في قاعات المعاهد والورش والدورات وفي أماكن التجمعات الترفيهية والسياحية وفي أماكن التعليم والدراسة وفي أماكن الوظيفة والعمل ؟ وفي أماكن المراجعات الطبية ؟ وفي تمثيل قطر في وسائل الإعلام المختلفة؟.
لماذا يكون المواطن القطري مخنوقاً في صوته وتعبيره ومنتقصاً من قدراته في عمله ومحارباً في إبداعه وغير راض ٍ عن تقييمه وغير مستقر على مستوى معيشته وجزء من تركيبة سكانية ضائعة ومهضوم حقها ؟ لماذا بلاده تتقدم في المحافل الدولية وهو كمواطن تصطف أمامه الجموع السكانية من كل حدب وصوب بينما يجلس هو على المقاعد الخلفية ؟.
لقد تعودنا أن نرى خلفية اللوحات التعليمية والرياضية والصحية والثقافية لها جمهور يصفق بحرارة ويجلس في الصفوف الأمامية ويشيد بالإنجازات ثم يتضح أنهم جمهور من الصفوة التي تمسك الراحة الأبدية في يد وقلائد المناصب الكبيرة في اليد الأخرى. فإذا " كح معالي الوزير كحوا معه " وإذا انحنى قليلا ليمسك بالمقص من الوسادة المخملية لقص شريط الاحتفال انحنوا معه وإذا رسم دوائر وخطوطا على شرشف الطاولة أمامه رسموا معه وإذا أمسك نعليه بقدميه أمسكوا بنعالهم معه.
بينما الجمهور الغفير المتلاحم والذي يطل من الأماكن المخصصة للوقوف والفرجة لا تظهر منه غير رؤوس بلا ملامح وأكتاف متلاصقة وأصوات مخنوقة وجيوب ممتلئة بأشعار معبرة عن شجون واقعهم وقصاصات ورق لشكاوى غير مرتبة ومسودات صغيرة لمطالب لا يعرفون لمن يوجهونها ومتى يخرجونها من جيوبهم؟.
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=582327&version=1&template_id=168&parent_id=167