دعبوبه
19-07-2011, 09:23 AM
هذه رسالة لكل رجل وإمرأة حمل على عاتقه هموم الناس بما يرضي الله
الشيخ يوسف الأحمد ! لماذا لا تسكت ؟!
للشيخ: عبدالله عبدالعزيز المبرد
أو بعبارة أخرى : لماذا تتحدث عن موضوعات سكت عنها غيرك ؟ وتثير قضايا تحاشاها أمثالك ؟!!
ولماذا أنت بالذّات يعلو صوتك ؟! وكأنك موكل بحل مشكلات الناس !
لماذا تُغضِب (من إذا قال فعل ) ؟!
ألا تعلم أنّك تعرّض نفسك لمخاطر المساءلة ، وربما الاعتقال ؟!
وحتى لو لم يحصل لك شيء من ذلك؛ ألا تلاحظ أنّك انشغلت بالناس عن نفسك ومستقبلك ؟!
فأنت ياشيخ يوسف شاب ، وأمامك مشوار مهني طويل !
وحصولك على الدكتوراة ، وانتسابك للتعليم العالي ، وقدرتك على البحث والتحدّث ، والمواهب التي تمتلكها، كل ذلك يؤهلك لتحقيق مكاسب ثمينة ؛ أفلا وضعتها في اعتبارك ، وخفضت صوتك ؟!
ألم تلاحظ - ياأخي - أنك بإصرارك على خوض معارك لا تعنيك قد كثّرت خصومك ، وربما أحرقت فرصا ثمينة تنتظرك ؛ فالترشيحات للمناصب العليا ، والتكليف بالعمل في اللجان ، وفرص الانتدابات ، وعقود الاستشارات ، تتطلب شخصية دبلوماسية ، هادئة ، مجاملة .
والذي في مثل وضعك - في العادة - يحذر أن يخسر أو يصادم الشخصيات النافذة التي قد يحتاجها يوما ما ، أو على الأقل يحاول أن لا تعرفه بمواقف مثل مواقفك التي يعرفك بها الناس ؟!!
كل هذه التساؤلات وأضعافها تفرض على الذين لا يعرفونك ، وعلى خصومك الذين يتهمونك ، أن يكونوا أمناء مع أنفسهم يمنحوها فرصة التفكير والتأمل بصدق وتجرّد كما قال تعالى "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ، ثم تتفكروا مابصاحبكم من جنّة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد"
فبعيدا عن موقف التأييد أو المعارضة، وقبل التحيّز مع، أو ضد، ألا يحسن بنا أن نتساءل : ما الذي يدفع الشيخ يوسف الأحمد والشيخ ناصر العمر والشيخ فهد القاضي والعاملين معهم على ركوب هذه المخاطر ، وتحمّل تلك المتاعب والخسائر ؟!
أليس لهم تطلّعات وطموحات يراعونها ؟ ألا يخافون كما يخاف الكثير من أمثالهم ؟! أليس لهم أُسر وأطفال وأموال ومصالح كان يفترض أن ينشغلوا بها ؟!
وليس معنى ذلك أننا نقول لهم : اتركوا الدعوة إلى الله ؛ لكننا نلفت أنظارهم إلى أن طرق الإصلاح متنوعة وكثيرة ، ففيها (غير ذات الشوكة ) السهل المحفوف بالرياحين والورود ؛ حيث يهتمُّ الداعية بالنخب ويغازلها بغريب المصطلحات ، وجديد التراكيب، ويحلّق بالناس في فضآت الترف الفكري ، بعيدا عن جدل الواقع وغباره ، وحساسية مواجهة الأخطاء والمخطئين ، وسيجد نفسه بعد ذلك يتنقّل بعباءته الفاخرة ، وسيّارتة الفخمة أو تذاكر الدرجة الأولى، بين الفضائيات والفنادق والمضافات الباذخة ، يسبقه الصيت الذائع ، وتلاحقه الأضواء والألقاب والمكافآت وكلمات الإعجاب ، والتغطيات الإعلامية الواسعة !!
فلماذا اختار هؤلاء الطريق اللّاحبة اللّاهبة ، الصعبة ، ذات الأشواك والحفر ، حيث يقف المصلح بين أصحاب الشهوات والشبهات وبين مايريدون ، وهو يعلم أنها منطقة حارّة خطرة ، لايسلم - عادة - الواقف فيها ، فهي المنطقة التي خَبَرها لقمان فأوصىٰ ولده فيما يحكيه القرآن عنه " واصبر على ما أصابك " !
فهؤلاء الثلاثة وإخوانهم المحتسبون ، اختاروا هذا الطريق وهم يعرفونها ، ويعرفون ماينتظرهم على جنباتها ومنعطفاتها ، ويدركون حجم التضحيات التي دفعوها وسيدفعونها ، ويعلمون قدر المكاسب التي فاتتهم وستفوتهم لو أنهم سلكوا ذات الرياحين والورود !!
ففي دربهم هذه عضّتهم أقلام مسعورة ، وسلقتهم ألسنة حداد ، وتناوشتهم سهام التجريح المؤلم ، وحُرموا فرصا يسيل عليها لعاب غيرهم ، ومع ذلك لم نر أحدا منهم يقابل إساءة بإساءة ، أو حتى يلتفت للدفاع عن نفسه ، أو ينشغل بتبرئة ذاته ، بل تراه ينتقّل مع الناس من قضية إلى قضية ، ومن ساحة إلى ساحة ، وعُذّاله والمتضرّرون من نشاطه في أثرة بالسخرية والتهكم ، والتهم والتهجم ، والمغالطة وتحريف الكلام ، والتحريض والاستعداء عليه، ومع ذلك يظل محتفظا بسمته ، وطمأنينة قلبه ، وسمو خلقه ، وعفاف لسانه ، ويمضي إلى غايته ورسالته غير مكترث لهم ، ولا حاقد عليهم ، ويبقى كما هو ؛ في المقدمة ، وهم من خلفه يتعقٌبون أثره !!
ومن أعاجيب القرآن ، وباهر حُججه تلك الجملة العجيبة ، التي حكاها الله عن كثير من أنبيائه أنهم قالوها لأقوامهم ، كبرهان قاطع على صدقهم وإخلاصهم وتجردهم ، ودليل على براءتهم مما يوجّه إليهم من تهم ، إنها قول الله تعالى " و ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " قالها نوح لقومه، وقالها هود لعاد ، وقالها صالح لثمود ، وقالها لوط لقومه ، وقالها شعيب لأصحاب الأيكة ، وقالها محمد لأمته ،
فكل أنبياء الله عليهم صلاته وسلامه وكل مصلح يقول لقومه : سلوا أنفسكم بصدق مامصلحتي ؟! وأين مكاسبي المعنوية أو المادية التي أجنيها من وراء دعوتكم ، وأمركم ، ونهيكم؟!! ألا ترون أني لا أخرج بغير المخاطر والخسائر الدنيوية ؟!
ألا يكفي هذا لبيان صدقي معكم ، وإخلاصي وحبي لكم ، وخوفي عليكم؟!
فمكاسبي التي أركض خلفها ، وأجرتي التي أطمع فيها ، إنما هي هناك ؛ عند ربي ، فأنا لا أنافح عن أفكاري الخاصة ، ولا عن آرائي الشخصية ، إنما أبلّغ كلمته سبحانه، وأحاول التمكين لدينه ، ولهذا لا أنتظر من غيره جزاءً ولا ثناءً ، ولا أكترث لعاذل أو كاره ، ولا يؤلمني إيذاء ولا سخرية !!
فقد جاءت هذه الآية القرآنية المبهرة لتكون علامة فارقة بين الصادقين والمنتفعين ، وهي أيضا محكٌ حقيقي ؛ واضح للناس ، قاس حاسم (يفرز) المنتسبين للدعوة !!
انظر إلى المصلح الصادق - ولا نزكي على ربنا أحدا - وقد بذل وقته ، وجهده ، وجزءا من ماله ، في سبيل الدفاع عن دين الناس ودنياهم ، يحمل همومهم ، وينصر مظلومهم ، ويجادل عنهم؛ فمرّة في شأن المساجين ، ومرة في شأن العاطلين ، ومرة في وجه الفساد والمفسدين ....الخ
انظر إليه بهندامه البسيط ، وهيئته المتواضعه ، قد ترك مشاغله الشخصية وراء ظهره وانهمك في سلسلة من الزيارات والمتابعات والمقابلات والحوارات التي أكلت عليه عمره وأعصابه وهو لا يملّ ولا يكلّ من زيارة مكاتب لا تفرح بطلّته ، ويقف - كثيرا - بأبواب لايؤذن له بدخولها ، ويناقش مسؤولين يستثقلون حديثه ، وهو يتلطّف بهم ، ويعتذر عنهم ، ويستحثهم ويشجعهم ، ويذكرهم الله والدار الآخرة ، ويبشرهم بالأجر العظيم ودعاء المسلمين ...الخ
إنهم شموع تبكي وتحرق نفسها وتذبل ؛ ليظل المجتمع مشرقا على نضارته وطهره ونقائه
كتب هذا المقال قبل إعتقال الشيخ الدكتور يوسف الأحمد
الشيخ يوسف الأحمد ! لماذا لا تسكت ؟!
للشيخ: عبدالله عبدالعزيز المبرد
أو بعبارة أخرى : لماذا تتحدث عن موضوعات سكت عنها غيرك ؟ وتثير قضايا تحاشاها أمثالك ؟!!
ولماذا أنت بالذّات يعلو صوتك ؟! وكأنك موكل بحل مشكلات الناس !
لماذا تُغضِب (من إذا قال فعل ) ؟!
ألا تعلم أنّك تعرّض نفسك لمخاطر المساءلة ، وربما الاعتقال ؟!
وحتى لو لم يحصل لك شيء من ذلك؛ ألا تلاحظ أنّك انشغلت بالناس عن نفسك ومستقبلك ؟!
فأنت ياشيخ يوسف شاب ، وأمامك مشوار مهني طويل !
وحصولك على الدكتوراة ، وانتسابك للتعليم العالي ، وقدرتك على البحث والتحدّث ، والمواهب التي تمتلكها، كل ذلك يؤهلك لتحقيق مكاسب ثمينة ؛ أفلا وضعتها في اعتبارك ، وخفضت صوتك ؟!
ألم تلاحظ - ياأخي - أنك بإصرارك على خوض معارك لا تعنيك قد كثّرت خصومك ، وربما أحرقت فرصا ثمينة تنتظرك ؛ فالترشيحات للمناصب العليا ، والتكليف بالعمل في اللجان ، وفرص الانتدابات ، وعقود الاستشارات ، تتطلب شخصية دبلوماسية ، هادئة ، مجاملة .
والذي في مثل وضعك - في العادة - يحذر أن يخسر أو يصادم الشخصيات النافذة التي قد يحتاجها يوما ما ، أو على الأقل يحاول أن لا تعرفه بمواقف مثل مواقفك التي يعرفك بها الناس ؟!!
كل هذه التساؤلات وأضعافها تفرض على الذين لا يعرفونك ، وعلى خصومك الذين يتهمونك ، أن يكونوا أمناء مع أنفسهم يمنحوها فرصة التفكير والتأمل بصدق وتجرّد كما قال تعالى "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ، ثم تتفكروا مابصاحبكم من جنّة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد"
فبعيدا عن موقف التأييد أو المعارضة، وقبل التحيّز مع، أو ضد، ألا يحسن بنا أن نتساءل : ما الذي يدفع الشيخ يوسف الأحمد والشيخ ناصر العمر والشيخ فهد القاضي والعاملين معهم على ركوب هذه المخاطر ، وتحمّل تلك المتاعب والخسائر ؟!
أليس لهم تطلّعات وطموحات يراعونها ؟ ألا يخافون كما يخاف الكثير من أمثالهم ؟! أليس لهم أُسر وأطفال وأموال ومصالح كان يفترض أن ينشغلوا بها ؟!
وليس معنى ذلك أننا نقول لهم : اتركوا الدعوة إلى الله ؛ لكننا نلفت أنظارهم إلى أن طرق الإصلاح متنوعة وكثيرة ، ففيها (غير ذات الشوكة ) السهل المحفوف بالرياحين والورود ؛ حيث يهتمُّ الداعية بالنخب ويغازلها بغريب المصطلحات ، وجديد التراكيب، ويحلّق بالناس في فضآت الترف الفكري ، بعيدا عن جدل الواقع وغباره ، وحساسية مواجهة الأخطاء والمخطئين ، وسيجد نفسه بعد ذلك يتنقّل بعباءته الفاخرة ، وسيّارتة الفخمة أو تذاكر الدرجة الأولى، بين الفضائيات والفنادق والمضافات الباذخة ، يسبقه الصيت الذائع ، وتلاحقه الأضواء والألقاب والمكافآت وكلمات الإعجاب ، والتغطيات الإعلامية الواسعة !!
فلماذا اختار هؤلاء الطريق اللّاحبة اللّاهبة ، الصعبة ، ذات الأشواك والحفر ، حيث يقف المصلح بين أصحاب الشهوات والشبهات وبين مايريدون ، وهو يعلم أنها منطقة حارّة خطرة ، لايسلم - عادة - الواقف فيها ، فهي المنطقة التي خَبَرها لقمان فأوصىٰ ولده فيما يحكيه القرآن عنه " واصبر على ما أصابك " !
فهؤلاء الثلاثة وإخوانهم المحتسبون ، اختاروا هذا الطريق وهم يعرفونها ، ويعرفون ماينتظرهم على جنباتها ومنعطفاتها ، ويدركون حجم التضحيات التي دفعوها وسيدفعونها ، ويعلمون قدر المكاسب التي فاتتهم وستفوتهم لو أنهم سلكوا ذات الرياحين والورود !!
ففي دربهم هذه عضّتهم أقلام مسعورة ، وسلقتهم ألسنة حداد ، وتناوشتهم سهام التجريح المؤلم ، وحُرموا فرصا يسيل عليها لعاب غيرهم ، ومع ذلك لم نر أحدا منهم يقابل إساءة بإساءة ، أو حتى يلتفت للدفاع عن نفسه ، أو ينشغل بتبرئة ذاته ، بل تراه ينتقّل مع الناس من قضية إلى قضية ، ومن ساحة إلى ساحة ، وعُذّاله والمتضرّرون من نشاطه في أثرة بالسخرية والتهكم ، والتهم والتهجم ، والمغالطة وتحريف الكلام ، والتحريض والاستعداء عليه، ومع ذلك يظل محتفظا بسمته ، وطمأنينة قلبه ، وسمو خلقه ، وعفاف لسانه ، ويمضي إلى غايته ورسالته غير مكترث لهم ، ولا حاقد عليهم ، ويبقى كما هو ؛ في المقدمة ، وهم من خلفه يتعقٌبون أثره !!
ومن أعاجيب القرآن ، وباهر حُججه تلك الجملة العجيبة ، التي حكاها الله عن كثير من أنبيائه أنهم قالوها لأقوامهم ، كبرهان قاطع على صدقهم وإخلاصهم وتجردهم ، ودليل على براءتهم مما يوجّه إليهم من تهم ، إنها قول الله تعالى " و ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين " قالها نوح لقومه، وقالها هود لعاد ، وقالها صالح لثمود ، وقالها لوط لقومه ، وقالها شعيب لأصحاب الأيكة ، وقالها محمد لأمته ،
فكل أنبياء الله عليهم صلاته وسلامه وكل مصلح يقول لقومه : سلوا أنفسكم بصدق مامصلحتي ؟! وأين مكاسبي المعنوية أو المادية التي أجنيها من وراء دعوتكم ، وأمركم ، ونهيكم؟!! ألا ترون أني لا أخرج بغير المخاطر والخسائر الدنيوية ؟!
ألا يكفي هذا لبيان صدقي معكم ، وإخلاصي وحبي لكم ، وخوفي عليكم؟!
فمكاسبي التي أركض خلفها ، وأجرتي التي أطمع فيها ، إنما هي هناك ؛ عند ربي ، فأنا لا أنافح عن أفكاري الخاصة ، ولا عن آرائي الشخصية ، إنما أبلّغ كلمته سبحانه، وأحاول التمكين لدينه ، ولهذا لا أنتظر من غيره جزاءً ولا ثناءً ، ولا أكترث لعاذل أو كاره ، ولا يؤلمني إيذاء ولا سخرية !!
فقد جاءت هذه الآية القرآنية المبهرة لتكون علامة فارقة بين الصادقين والمنتفعين ، وهي أيضا محكٌ حقيقي ؛ واضح للناس ، قاس حاسم (يفرز) المنتسبين للدعوة !!
انظر إلى المصلح الصادق - ولا نزكي على ربنا أحدا - وقد بذل وقته ، وجهده ، وجزءا من ماله ، في سبيل الدفاع عن دين الناس ودنياهم ، يحمل همومهم ، وينصر مظلومهم ، ويجادل عنهم؛ فمرّة في شأن المساجين ، ومرة في شأن العاطلين ، ومرة في وجه الفساد والمفسدين ....الخ
انظر إليه بهندامه البسيط ، وهيئته المتواضعه ، قد ترك مشاغله الشخصية وراء ظهره وانهمك في سلسلة من الزيارات والمتابعات والمقابلات والحوارات التي أكلت عليه عمره وأعصابه وهو لا يملّ ولا يكلّ من زيارة مكاتب لا تفرح بطلّته ، ويقف - كثيرا - بأبواب لايؤذن له بدخولها ، ويناقش مسؤولين يستثقلون حديثه ، وهو يتلطّف بهم ، ويعتذر عنهم ، ويستحثهم ويشجعهم ، ويذكرهم الله والدار الآخرة ، ويبشرهم بالأجر العظيم ودعاء المسلمين ...الخ
إنهم شموع تبكي وتحرق نفسها وتذبل ؛ ليظل المجتمع مشرقا على نضارته وطهره ونقائه
كتب هذا المقال قبل إعتقال الشيخ الدكتور يوسف الأحمد