امـ حمد
20-07-2011, 05:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أَسباب السعادة
إن السعادة مطلب جميع البشرية، ومقصد كل الناس، كل يرجوها ويطلبها ويسعى في نيلها وتحصيلها,ومن يتأمل
أحوال الناس وآراءهم في سبل نيل السعادة يجد وجهات متباينة وآراء مختلفة, فمن الناس من يطلب السعادة بالجاه
والرئاسة، ومنهم من يطلب السعادة بالغنى والمال، ومنهم من يطلب السعادة باللهو واللعب ولو كان بالحرام، ومنهم من
يطلب السعادة بتعاطي أمور محرمة كالخمور والمخدرات ونحو ذلك من المسكرات,وكل من هؤلاء إن قيل له عن ماذا
تبحث,وأي شيء تطلب, يقول أبحث عن السعادة. أريد الراحة,أريد اللذة, أريد قرة العين,أريد انشراح الصدر,أريد
طرد الهموم وزوالها,والبعد عن الأحزان والآلام، ولكن الآراء والأفهام تتباين، والعقول والمدارك تتفاوت ولكل وجهته
هو موليها,بل ربما بعض الناس يطلب سعادته فيما فيه شقاؤه وهلاكه في الدنيا والآخرة،ولكن المسلم بما آتاه الله تبارك
وتعالى من بصيرة ومعرفة بهدى ربه جل وعلا يدرك أن سعادته بيد الله وأنه لن ينالها إلا برضا الله سبحانه
وتعالى,قال جل وعلا(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)ونفي الضلال فيه إثبات الهداية ونفي الشقاء فيه إثبات
السعادة,وقال تعالى(طه ، ما أنزلنا عليك القراّن لتشقى) أي بل أنزلناه عليك لتسعد,فالسعادة بيد الله ولا ينالها العبد إلا
بطاعة الله تبارك وتعالى، ومهما بحث الإنسان عن سعادة نفسه في غير هذا السبيل فلن يحصل إلا الشقاء والنكد
والنصب والتعب وسوء الحال وضياع الأوقات في غير طائل,وهو جل وعلا ميسر الأمور وشارح الصدور والمعين
والهادي والموفق، بيده أزمة الأمور يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويقبض ويبسط، ويهدي ويضل ويغني
ويفقر، ويضحك ويبكي (وأنه هو أضحك وأبكى) فالأمر كلّه بيد الله,وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن,فأساس قاعدة
السعادة,هو الإيمان بالله تبارك وتعالى, رباً وخالقاً ورازقاً، متصرفاً ومدبراً، معطياً ومانعاً، وخافضاً ورافعاً، قابضاً
وباسطاً,والإيمان بأنه جل وعلا المعبود بحق ولا معبود سواه,وهو الإيمان بالله وبما يقتضيه من الطاعات والأعمال
الصالحات تكون السعادة,فالحياة الطيبة التي ليس فيها نكد ولا مكدرات ولا آلام ولا هموم ولا غموم هي حياة الإيمان وحياة
الطاعة, ولهذا فإن المسلم دائماً وأبداً يعيش حياة الهناء والسعادة , ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
(الإيمان بالله ورسوله هو جماع السعادة وأصلها)فأهل الإيمان هم أهل السعادة، ومن فارقه الإيمان فارفته السعادة
وكان من أهل الشقاء في الدنيا والآخرة,ولهذا قال شيخ الإسلام ,مقرراً هذا المعنى(في الدنيا جنة من لم يدخلها لم
يدجل جنةَ الآخرة)يقول عليه الصلاة والسلام(جعلت قرة عيني في الصلاة) فبالإيمان يسعد ويطمئن وتقر العين
وينشرح الصدر ويرتاح البال,إذا أذنب استغفر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر,إذا كان العاصي المتمادي في
عصيانه يجد لذة في تتبعه لشهواته، فإن من حقق الإيمان ومراقبة الرحمن يجد لذة لا تقارن بلذة العصاة, وهي لذة
الطاعة والاستجابة لأوامر الله تبارك وتعالى فيسعد سعادةً حُرمها أهل العصيان ولم يظفروا بها، وهم ينالون في
معاصيهم وشهواتهم لذة تنقضي في حينها وتبقى تبعاتها وحسراتها,وإذا أصابته النعمة لا يدخله كبر ولا بطر ولا
عجب ولا غرور ولا شيء من الأمور المنافية للإيمان ,بل إيمانه يهديه أن هذه نعمة الله عليه ومنته وفضله سبحانه
وتعالى، فتجده معترفاّ بالنعمة للمنعم، شاكراً مستعملاً للنعمة في طاعة الله فيوفق لكل خير,يقول هذا فضل الله عليّ,وأسأل
الله أن يزدني من فضله,فيحمد الله الذي هداه لهذه الطاعة ووفقه لهذه العبادة ولا يدخل في عجب,فالعجب دمار على الإنسان وهلاك، ومجترف لأعماله،
أسال الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكتب لنا جميعاً بحياة السعداء وأن يصلح لنا جميعاً ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أَسباب السعادة
إن السعادة مطلب جميع البشرية، ومقصد كل الناس، كل يرجوها ويطلبها ويسعى في نيلها وتحصيلها,ومن يتأمل
أحوال الناس وآراءهم في سبل نيل السعادة يجد وجهات متباينة وآراء مختلفة, فمن الناس من يطلب السعادة بالجاه
والرئاسة، ومنهم من يطلب السعادة بالغنى والمال، ومنهم من يطلب السعادة باللهو واللعب ولو كان بالحرام، ومنهم من
يطلب السعادة بتعاطي أمور محرمة كالخمور والمخدرات ونحو ذلك من المسكرات,وكل من هؤلاء إن قيل له عن ماذا
تبحث,وأي شيء تطلب, يقول أبحث عن السعادة. أريد الراحة,أريد اللذة, أريد قرة العين,أريد انشراح الصدر,أريد
طرد الهموم وزوالها,والبعد عن الأحزان والآلام، ولكن الآراء والأفهام تتباين، والعقول والمدارك تتفاوت ولكل وجهته
هو موليها,بل ربما بعض الناس يطلب سعادته فيما فيه شقاؤه وهلاكه في الدنيا والآخرة،ولكن المسلم بما آتاه الله تبارك
وتعالى من بصيرة ومعرفة بهدى ربه جل وعلا يدرك أن سعادته بيد الله وأنه لن ينالها إلا برضا الله سبحانه
وتعالى,قال جل وعلا(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)ونفي الضلال فيه إثبات الهداية ونفي الشقاء فيه إثبات
السعادة,وقال تعالى(طه ، ما أنزلنا عليك القراّن لتشقى) أي بل أنزلناه عليك لتسعد,فالسعادة بيد الله ولا ينالها العبد إلا
بطاعة الله تبارك وتعالى، ومهما بحث الإنسان عن سعادة نفسه في غير هذا السبيل فلن يحصل إلا الشقاء والنكد
والنصب والتعب وسوء الحال وضياع الأوقات في غير طائل,وهو جل وعلا ميسر الأمور وشارح الصدور والمعين
والهادي والموفق، بيده أزمة الأمور يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويعز ويذل، ويقبض ويبسط، ويهدي ويضل ويغني
ويفقر، ويضحك ويبكي (وأنه هو أضحك وأبكى) فالأمر كلّه بيد الله,وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن,فأساس قاعدة
السعادة,هو الإيمان بالله تبارك وتعالى, رباً وخالقاً ورازقاً، متصرفاً ومدبراً، معطياً ومانعاً، وخافضاً ورافعاً، قابضاً
وباسطاً,والإيمان بأنه جل وعلا المعبود بحق ولا معبود سواه,وهو الإيمان بالله وبما يقتضيه من الطاعات والأعمال
الصالحات تكون السعادة,فالحياة الطيبة التي ليس فيها نكد ولا مكدرات ولا آلام ولا هموم ولا غموم هي حياة الإيمان وحياة
الطاعة, ولهذا فإن المسلم دائماً وأبداً يعيش حياة الهناء والسعادة , ولهذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
(الإيمان بالله ورسوله هو جماع السعادة وأصلها)فأهل الإيمان هم أهل السعادة، ومن فارقه الإيمان فارفته السعادة
وكان من أهل الشقاء في الدنيا والآخرة,ولهذا قال شيخ الإسلام ,مقرراً هذا المعنى(في الدنيا جنة من لم يدخلها لم
يدجل جنةَ الآخرة)يقول عليه الصلاة والسلام(جعلت قرة عيني في الصلاة) فبالإيمان يسعد ويطمئن وتقر العين
وينشرح الصدر ويرتاح البال,إذا أذنب استغفر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا ابتلي صبر,إذا كان العاصي المتمادي في
عصيانه يجد لذة في تتبعه لشهواته، فإن من حقق الإيمان ومراقبة الرحمن يجد لذة لا تقارن بلذة العصاة, وهي لذة
الطاعة والاستجابة لأوامر الله تبارك وتعالى فيسعد سعادةً حُرمها أهل العصيان ولم يظفروا بها، وهم ينالون في
معاصيهم وشهواتهم لذة تنقضي في حينها وتبقى تبعاتها وحسراتها,وإذا أصابته النعمة لا يدخله كبر ولا بطر ولا
عجب ولا غرور ولا شيء من الأمور المنافية للإيمان ,بل إيمانه يهديه أن هذه نعمة الله عليه ومنته وفضله سبحانه
وتعالى، فتجده معترفاّ بالنعمة للمنعم، شاكراً مستعملاً للنعمة في طاعة الله فيوفق لكل خير,يقول هذا فضل الله عليّ,وأسأل
الله أن يزدني من فضله,فيحمد الله الذي هداه لهذه الطاعة ووفقه لهذه العبادة ولا يدخل في عجب,فالعجب دمار على الإنسان وهلاك، ومجترف لأعماله،
أسال الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكتب لنا جميعاً بحياة السعداء وأن يصلح لنا جميعاً ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر.