الوعب
20-07-2011, 08:13 AM
بواسطة د.أنس الحجي بتاريخ 19 يوليو 2011
ما كاد حبر المقال الماضي عن الغاز الأمريكي يجف حتى فوجئت الأسواق العالمية بقيام شركة النفط الأسترالية بي إتش بي بيليتون بشراء شركة بترو هاوك الأمريكية، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من غاز السجيل. على أثر ذلك ارتفعت أسعار أسهم الشركة الأمريكية ورفعت معها أسعار أسهم الشركات المماثلة لاعتقاد المحللين بأن الغزو الأجنبي لحقول الغاز الأمريكية سيستمر، وذلك لأسباب عدة منها اعتقاد الشركات أنها تستطيع تخفيض التكاليف وتحويل حقول الغاز إلى “مصانع″ تتمتع بتكاليف منخفضة بسبب الإنتاج الضخم، وأن بعضها يحتاج إلى تعلم تكنولوجيا استخراج غاز السجيل لنقلها إلى بلادها ومناطق أخرى من العالم. لكن يبدو أن السبب الرئيس هو تأمين إمدادات ضخمة من الغاز الرخيص لمصانع البتروكيماويات التي تملكها هذه الشركات في الولايات المتحدة، أو التي تنوي بناءها في الولايات المتحدة. هذا يعني أن أكبر خطر يواجه صناعة البتروكيماويات الخليجية هو توافر الغاز الأمريكي بسعر رخيص. إن الغزو الأجنبي لحقول الغاز الأمريكية وزيادة إنتاج الغاز الأمريكي بكميات هائلة وزيادة احتياطيات الغاز وانخفاض أسعار الغاز، تعني أن الغاز المنتج من صخور السجيل سيغير من موازين صناعتي الطاقة والبتروكيماويات في العالم في العقود القادمة.
الغزو الأسترالي
أعلنت شركة النفط الأسترالية الخميس الماضي أنها ستشتري شركة بتروهاوك الأمريكية بمقدار 15.1 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي رفع سعر سهم شركة بتروهاوك بنحو 15 دولارا للسهم يوم الجمعة، وهو ارتفاع يمثل 64 في المائة. بعبارة أخرى، إذا كان شخص اشترى ألف سهم في شركة بتروهاوك يوم الأربعاء الماضي وباعها يوم الجمعة فإنه حقق أرباحا قدرها 15 ألف دولار. وأسهم هذا الخبر في رفع أسهم الشركات المماثلة بنحو دولارين أو ثلاثة في ذلك اليوم. ونظرا لتوقع الخبراء أن الشركات المماثلة ستتعرض لغزو مماثل من شركات عالمية، فإنهم يتوقعون أن تستمر أسعار أسهمها في الارتفاع، أو على الأقل، بقاءها في مستويات عالية.
وكانت شركة بي إتش بي الأسترالية قد اشترت قبلها بأيام أصولا من شركة تشيسابيك في ولاية أركنسا الأمريكية بنحو خمسة مليارات دولار، الأمر الذي سيمكنها من السيطرة على حقول غاز في كل تكساس ولويزيانا وأركنسا. ويرى المحللون الماليون أنه رغم أن شركة بي إتش بي دفعت سعرا عاليا إلا أنه من الواضح أنها تستطيع زيادة الاحتياطيات والإنتاج والإنتاجية، كما يبدو أنها تتوقع ارتفاع أسعار الغاز في المستقبل.
الغزو الأوروبي
بدأ الغزو البريطاني لحقول غاز السجيل مبكرا، وذلك عندما اشترت شركة بي بي البريطانية حقوق إنتاج الغاز من شركة تشيسابيك الأمريكية في أجزاء من حقول وودفورد في ولاية أوكلاهوما الأمريكية بمقدار 1.75 مليار دولار. وفي آذار (مارس) من العام الماضي قامت الشركة بتكوين شراكة استراتيجية وذلك عن طريق شراء 40 ألف هكتار من حقوق التنقيب من شركة لويس إنيرجي بنحو 200 مليون دولار، التي تقع في حقول إيجل فورد في جنوب تكساس.
وفي عام 2010 دخلت شركة الغاز البريطانية بي جي في مشروع مشترك مع شركة إكسكو الأمريكية حيث قامت الشركة بدفع مبلغ 1.3 مليار دولار لشركة إكسكو مقابل اشتراكها مناصفة في تطوير حقول هينازفيل في شرق تكساس وغرب لويزيانا.
ولم يقف الفرنسيون مكتوفي الأيدي حيث قامت شركة توتال الفرنسية بشراء ربع ممتلكات شركة تشيسابيك الأمريكية في حقل بارنيت في شمال تكساس بمقدار 2.25 مليار دولار.
وفي عام 2010 أيضا قامت شركة شل الهولندية بشراء شركة إيست ريسورسسس بمبلغ 4.7 مليار دولار، وذلك للسيطرة على إنتاجها وحقوق الإنتاج في أجزاء من حقول مارسيلاس في كل من ولايتي نيويورك و بنسلفانيا.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه قامت شركة ستات أويل النرويجية بتشكيل مشروع مشترك مع شركة تاليمسان الكندية لتطوير جزء من حقول إيجل فورد في جنوب تكساس بقيمة 1.32 مليار دولار، وكانت الشركة قبل ذلك قد اشترت جزءا من حصة شركة تشيسابيك في حقول مارسيلاس بمقدار 253 مليون دولار في عام 2008.
الغزو الآسيوي
بدأت الشركات الهندية تغزو حقول غاز السجيل الأمريكي في عام 2009 وأنفقت حتى الآن أكثر من 3.5 مليار دولار لشراء حصص في ثلاث شركات أمريكية تستخرج غاز السجيل في حقول مارسيلاس وإيجل فورد. ففي نيسان (أبريل) من عام 2010 اشترت شركة ريلاينس الهندية 40 في المائة من شركة أطلس الأمريكية بقيمة 1.7 مليار دولار لتطوير أجزاء في حقول مارسيلاس في ولاية بنسلفانيا، ثم قامت الشركة الجديدة بالتوسع عن طريق شراء حقوق استخراج الغاز بمقدار 192 مليون دولار في المنطقة نفسها. وفي حزيران (يونيو) من العام نفسه اشترت ريلاينس 45 في المائة من شركة بايونير الأمريكية التي تطور أجزاء من حقول إيجل فورد في جنوب تكساس بقيمة 1.3 مليار دولار. أما عملية الشراء الثالثة فتمت في آب (أغسطس) من العام الماضي، حيث اشترت الشركة أصولا من شركة كاريزو الأمريكية بمقدار 392 مليون دولار، الأمر الذي مكنها من الحصول على 60 في المائة في مشروع مشترك مع شركة كاريزو في حقول غاز مارسيالاس في ولاية بنسلفانيا.
وفي بداية هذا العام قامت شركة النفط الوطنية الكورية بشراء ممتلكات من شركة أناداركو الأمريكية في جنوب تكساس بمقدار 1.55 مليار دولار. وفي أواخر العام الماضي اشترت شركة سوميتومو اليابانية حصة في شركة ريكس إنيرجي الأمريكية، التي تطور أجزاء من حقول مارسيلاس في ولاية بنسلفانيا. وكانت الشركة قد دفعت 140 مليون دولار مقابل حصة قدرها 30 في المائة في ريكس.
وخلال هذه الفترات قامت الشركات الأمريكية العملاقة بابتلاع بعض الشركات المنتجة لغاز السجيل، بما في ذلك عملية شراء شركة إكسون موبيل لشركة إكس تي أو بمبلغ 41 مليار دولار، وقيام شركة ماراثون بشراء جزء من ممتلكات شركة هيلكورب في حقول إيجل فورد في جنوب تكساس بمقدار 3.5 مليار دولار. وما ذكر سابقا يقتصر على الولايات المتحدة فقط، لكن هذه الشركات قامت بتوقيع عقود لتطوير حقول غاز السجيل في عدد من الدول الأخرى مثل كندا وبولندا والأرجنتين والصين.
خلاصة الأمر أن تكنولوجيا الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي بدأت بتغيير موازين الطاقة والبتروكيماويات في العالم، الأمر الذي قد يمنع دول الخليج من رفع أسعار الغاز كي تستطيع صناعات البتروكماويات فيها المنافسة عالميا، الأمر الذي يعني مزيدا من هدر موارد الغاز.
ما كاد حبر المقال الماضي عن الغاز الأمريكي يجف حتى فوجئت الأسواق العالمية بقيام شركة النفط الأسترالية بي إتش بي بيليتون بشراء شركة بترو هاوك الأمريكية، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من غاز السجيل. على أثر ذلك ارتفعت أسعار أسهم الشركة الأمريكية ورفعت معها أسعار أسهم الشركات المماثلة لاعتقاد المحللين بأن الغزو الأجنبي لحقول الغاز الأمريكية سيستمر، وذلك لأسباب عدة منها اعتقاد الشركات أنها تستطيع تخفيض التكاليف وتحويل حقول الغاز إلى “مصانع″ تتمتع بتكاليف منخفضة بسبب الإنتاج الضخم، وأن بعضها يحتاج إلى تعلم تكنولوجيا استخراج غاز السجيل لنقلها إلى بلادها ومناطق أخرى من العالم. لكن يبدو أن السبب الرئيس هو تأمين إمدادات ضخمة من الغاز الرخيص لمصانع البتروكيماويات التي تملكها هذه الشركات في الولايات المتحدة، أو التي تنوي بناءها في الولايات المتحدة. هذا يعني أن أكبر خطر يواجه صناعة البتروكيماويات الخليجية هو توافر الغاز الأمريكي بسعر رخيص. إن الغزو الأجنبي لحقول الغاز الأمريكية وزيادة إنتاج الغاز الأمريكي بكميات هائلة وزيادة احتياطيات الغاز وانخفاض أسعار الغاز، تعني أن الغاز المنتج من صخور السجيل سيغير من موازين صناعتي الطاقة والبتروكيماويات في العالم في العقود القادمة.
الغزو الأسترالي
أعلنت شركة النفط الأسترالية الخميس الماضي أنها ستشتري شركة بتروهاوك الأمريكية بمقدار 15.1 مليار دولار أمريكي، الأمر الذي رفع سعر سهم شركة بتروهاوك بنحو 15 دولارا للسهم يوم الجمعة، وهو ارتفاع يمثل 64 في المائة. بعبارة أخرى، إذا كان شخص اشترى ألف سهم في شركة بتروهاوك يوم الأربعاء الماضي وباعها يوم الجمعة فإنه حقق أرباحا قدرها 15 ألف دولار. وأسهم هذا الخبر في رفع أسهم الشركات المماثلة بنحو دولارين أو ثلاثة في ذلك اليوم. ونظرا لتوقع الخبراء أن الشركات المماثلة ستتعرض لغزو مماثل من شركات عالمية، فإنهم يتوقعون أن تستمر أسعار أسهمها في الارتفاع، أو على الأقل، بقاءها في مستويات عالية.
وكانت شركة بي إتش بي الأسترالية قد اشترت قبلها بأيام أصولا من شركة تشيسابيك في ولاية أركنسا الأمريكية بنحو خمسة مليارات دولار، الأمر الذي سيمكنها من السيطرة على حقول غاز في كل تكساس ولويزيانا وأركنسا. ويرى المحللون الماليون أنه رغم أن شركة بي إتش بي دفعت سعرا عاليا إلا أنه من الواضح أنها تستطيع زيادة الاحتياطيات والإنتاج والإنتاجية، كما يبدو أنها تتوقع ارتفاع أسعار الغاز في المستقبل.
الغزو الأوروبي
بدأ الغزو البريطاني لحقول غاز السجيل مبكرا، وذلك عندما اشترت شركة بي بي البريطانية حقوق إنتاج الغاز من شركة تشيسابيك الأمريكية في أجزاء من حقول وودفورد في ولاية أوكلاهوما الأمريكية بمقدار 1.75 مليار دولار. وفي آذار (مارس) من العام الماضي قامت الشركة بتكوين شراكة استراتيجية وذلك عن طريق شراء 40 ألف هكتار من حقوق التنقيب من شركة لويس إنيرجي بنحو 200 مليون دولار، التي تقع في حقول إيجل فورد في جنوب تكساس.
وفي عام 2010 دخلت شركة الغاز البريطانية بي جي في مشروع مشترك مع شركة إكسكو الأمريكية حيث قامت الشركة بدفع مبلغ 1.3 مليار دولار لشركة إكسكو مقابل اشتراكها مناصفة في تطوير حقول هينازفيل في شرق تكساس وغرب لويزيانا.
ولم يقف الفرنسيون مكتوفي الأيدي حيث قامت شركة توتال الفرنسية بشراء ربع ممتلكات شركة تشيسابيك الأمريكية في حقل بارنيت في شمال تكساس بمقدار 2.25 مليار دولار.
وفي عام 2010 أيضا قامت شركة شل الهولندية بشراء شركة إيست ريسورسسس بمبلغ 4.7 مليار دولار، وذلك للسيطرة على إنتاجها وحقوق الإنتاج في أجزاء من حقول مارسيلاس في كل من ولايتي نيويورك و بنسلفانيا.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه قامت شركة ستات أويل النرويجية بتشكيل مشروع مشترك مع شركة تاليمسان الكندية لتطوير جزء من حقول إيجل فورد في جنوب تكساس بقيمة 1.32 مليار دولار، وكانت الشركة قبل ذلك قد اشترت جزءا من حصة شركة تشيسابيك في حقول مارسيلاس بمقدار 253 مليون دولار في عام 2008.
الغزو الآسيوي
بدأت الشركات الهندية تغزو حقول غاز السجيل الأمريكي في عام 2009 وأنفقت حتى الآن أكثر من 3.5 مليار دولار لشراء حصص في ثلاث شركات أمريكية تستخرج غاز السجيل في حقول مارسيلاس وإيجل فورد. ففي نيسان (أبريل) من عام 2010 اشترت شركة ريلاينس الهندية 40 في المائة من شركة أطلس الأمريكية بقيمة 1.7 مليار دولار لتطوير أجزاء في حقول مارسيلاس في ولاية بنسلفانيا، ثم قامت الشركة الجديدة بالتوسع عن طريق شراء حقوق استخراج الغاز بمقدار 192 مليون دولار في المنطقة نفسها. وفي حزيران (يونيو) من العام نفسه اشترت ريلاينس 45 في المائة من شركة بايونير الأمريكية التي تطور أجزاء من حقول إيجل فورد في جنوب تكساس بقيمة 1.3 مليار دولار. أما عملية الشراء الثالثة فتمت في آب (أغسطس) من العام الماضي، حيث اشترت الشركة أصولا من شركة كاريزو الأمريكية بمقدار 392 مليون دولار، الأمر الذي مكنها من الحصول على 60 في المائة في مشروع مشترك مع شركة كاريزو في حقول غاز مارسيالاس في ولاية بنسلفانيا.
وفي بداية هذا العام قامت شركة النفط الوطنية الكورية بشراء ممتلكات من شركة أناداركو الأمريكية في جنوب تكساس بمقدار 1.55 مليار دولار. وفي أواخر العام الماضي اشترت شركة سوميتومو اليابانية حصة في شركة ريكس إنيرجي الأمريكية، التي تطور أجزاء من حقول مارسيلاس في ولاية بنسلفانيا. وكانت الشركة قد دفعت 140 مليون دولار مقابل حصة قدرها 30 في المائة في ريكس.
وخلال هذه الفترات قامت الشركات الأمريكية العملاقة بابتلاع بعض الشركات المنتجة لغاز السجيل، بما في ذلك عملية شراء شركة إكسون موبيل لشركة إكس تي أو بمبلغ 41 مليار دولار، وقيام شركة ماراثون بشراء جزء من ممتلكات شركة هيلكورب في حقول إيجل فورد في جنوب تكساس بمقدار 3.5 مليار دولار. وما ذكر سابقا يقتصر على الولايات المتحدة فقط، لكن هذه الشركات قامت بتوقيع عقود لتطوير حقول غاز السجيل في عدد من الدول الأخرى مثل كندا وبولندا والأرجنتين والصين.
خلاصة الأمر أن تكنولوجيا الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي بدأت بتغيير موازين الطاقة والبتروكيماويات في العالم، الأمر الذي قد يمنع دول الخليج من رفع أسعار الغاز كي تستطيع صناعات البتروكماويات فيها المنافسة عالميا، الأمر الذي يعني مزيدا من هدر موارد الغاز.