المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب المعاصي



امـ حمد
21-07-2011, 04:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )قال احد المشائخ ,لو علمتم مافاتكم من الرزق بسبب

المعاصي والذنوب لقتلتم انفسكم حسرات,يقول رحمه الله أبن القيم الجوزية,المعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب

والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله,فمنها,حرمان العلم , فإن العلم نور يقذفه الله في القلب , والمعصية تطفيء ذلك

النور,ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه , وكمال فهمه , فقال,إني أرى

الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية,وقال,اعلم بأن العلم فضل,وفضل الله لا يؤتاه إلى عاصِ,وحرمان

الرزق,وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر,ووحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله , لاتوازنها

ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تف بتلك الوحشة,وشكى رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في

نفسه,فقال له,إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس,وليس على القلب أمر من وحشة الذنب على الذنب فالله

المستعان,ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس , ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلك

الوحشة بعُد منهم ومن مجالستهم , وحرم بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن , وتقوى

هذه الوحشة حتى تستحكم , فتقع بينه إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه ,وقال بعض السلف إني

لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وإمرأتي,وتعسير أموره عليه,فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه , أو متعسراً عليه ,وهذا

كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا , فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسرا,ويالله العجب ,كيف يجد العبد أبواب

الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتي,وظلمة يجدها في قلبه حقيقة, يحِس بها كما يحس بظلمة الليل

البهيم , إذا ادلهم ,فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره , فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة

ازدادت حيرته , حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر , كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده ,قال

عبد الله بن عباس, إن للحسنة ضياءً في الوجه , ونوراً في القلب وسعة في الرزق , وقوة في البدن , ومحبة في قلوب الخلق , وإن

للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب , ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق,وكلما قوى قلبه قوى

بدنه ,وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه,أن المعاصي

تقصر العمر وتمحق بركته , فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر,وتأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن تفوته

حقيقة الحياة , وهي حياة القلب,ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي , كما قال تعالى ( أموات غير أحياء )فالحياة في الحقيقة

حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته , فليس عمره إلا أوقات حياته بالله ,فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي

حقيقة عمره ولا عمر له سواها,فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد ثمرة

إضاعتها يوم يقول (ياليتني قدمت لحياتي)وأن عمر الانسان مدة حياته ولا حياة له إلا باقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته ,

حـ ن ـيـ ن
21-07-2011, 08:52 AM
اللهم وفقنا لفعل الطاعات وباعد بيننا وبين المعاصي ...

ام حمد جزاك الله خير

واثق بالله
21-07-2011, 01:22 PM
بارك الله فيج اختنا الفاضله

وجزيتي خيرا

Rosy
21-07-2011, 11:49 PM
بارك الله فيج حبيبتي عالموضوع

امـ حمد
21-07-2011, 11:57 PM
وبارك الله فيكم يالغالين

بومحمد911
22-07-2011, 12:14 AM
الله يجزاج خير على الموضوع الطيب

والله يحسن خاتمتنا

امـ حمد
22-07-2011, 04:46 AM
الله يجزاج خير على الموضوع الطيب

والله يحسن خاتمتنا






وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي