الوعب
21-07-2011, 08:19 AM
القبس-حسن عزالدين
يجب ألا تقولوا حتى كلمة واحدة، حتى يعرف الجميع أنكم فزتم مثلا بجائزة مالية كبيرة، أو أن مزاجكم تعكّر. فجسدكم يتحدث بالنيابة عنكم، وهو قادر على كشف الصدق والكذب، وما عليكم سوى أن تتعلّموا قراءة المظاهر غير الشفهية حتى تعرفوا حقيقة أنفسكم والآخرين.
لا بد أنكم قرأتم في مكان ما، أن الأيدي الموضوعة على الصدر تعني الانغلاق والبُعد عن الشريك، والأيدي الموضوعة على قمة الرأس بالتناسق مع الاسترخاء في الجلوس تعني الثقة بالنفس. بالتأكيد، يمكن ترجمة تلك المظاهر، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، وليس بالضرورة أن تكون الترجمة صحيحة تماما، فالشخص الذي يضع يديه على الصدر مثلا قد يكون يشعر بالبرد، ويحاول بهذه الحركة تدفئة نفسه.
إشارات الجسد يمكن أن تكون منطقية فقط عندما تلاحظون السياق الذي استخدمت على أساسه. وفي الغالب يكون الأمر مرتبطا بعادة سيئة تتكرر لدينا منذ أعوام طويلة. وفي كتابها عن لغة الجسد عند النساء تصف كورنيليا توبف الأخطاء التي ترتكب بشكل دائم خلال التواصل غير الشفهي، وكيف يمكن تجنبها، وتؤكد أننا يمكننا التخلص من كل عادة سيئة.
باشروا عملية الإصلاح بمراقبة أخطائكم والتعرف عليها.
افهموا طريقة النظر
تصوروا أنكم ذاهبون إلى مقابلة مع رئيسكم المقبل في العمل. بالطبع المهم هنا هو شهاداتكم وخبرتكم، تماما مثل أهمية مظهركم الأنيق والمتناسق. لكن حتى لو كنتم تملكون كل المقومات المطلوبة، إلا أن ذلك لن يضمن لكم الفوز بعقد العمل. لغة جسدكم خلال المقابلة قد تكون الفيصل هنا، فلا أهم دبلوم، حتى لو كان من جامعة هارفارد نفسها، ولا حتى الشهادة التي تثبت أنكم تتحدثون خمس لغات عالمية بطلاقة، سيضمنون لكم أي شيء. إن لغة الجسد ستجعلكم تخسرون كل شيء إن لم تعرفوا كيف تخفون توتركم، ولم تستطيعوا التواصل مع الشخص الذي تقابلونه.
تجنبوا أثناء الحديث الحركات المبالغ فيها، فهي دائما تعطي انطباعا بالسيطرة. بالعكس تماما، المطلوب هنا هو الإيماءات اللطيفة، التي تكمّل بشكل ملائم كلامكم الشفهي.
وستفوزون بنقاط اضافية إذا اعتمدتم على الاتصال عبر العيون. فكلّما دققتم النظر إلى الشخص الآخر، أظهرتم نسبة أكبر من الثقة بالنفس، وكذلك أظهرتم اهتماما بذلك الشخص الذي تثيرون فيه بالتالي شعورا لطيفا.
لكن لا تنظروا إليه بشكل مستمر، حيث يمكن أن يفسّر ذلك كهجوم ضده. الشيء الطبيعي أن تحيدوا عنه النظر أحيانا، لكن ليس إلى الأرض، بل يفضّل إلى الجوانب. من ينظر إلى اليسار ومن ثم إلى الأعلى ويفكّر، ثم ينظر إلى اليمين وبعد ذلك إلى الأعلى، إنما يعكس شخصا كذابا. أما إذا أشحت بنظرك عن عيون الشخص الآخر أثناء حديثه إليك، فأنك تخبئ شيئا ما.
وبالرغم من أن النساء يُجدن فهم لغة الجسد بشكل جيد في الغالب، إلا أنهن لسن قادرات عادة على استخدامها في بيئة العمل. ففي الوقت الذي يعتمد الرجال نظرة مباشرة خلال اجتماعات العمل ويقيسون امكانات كل شخص، وبهذا يعطون انطباعا بأنهم شركاء أقوياء لا يمكن الاستهانة بهم، تبدو المرأة كأنها راغبة في الفرار قبل أن تدخل إلى الغرفة. فعندما تنظر بعينيها إلى الأرض تُظهر حالة من عدم الطمأنينة، ما يدعو الأشخاص المحيطين بها إلى عدم التعامل معها بجدية.
أعطني يدك لأصافحها
طريقة المصافحة أيضا من وسائل التعبير غير اللفظي، فنحن نستطيع التعبير عن تفوقنا على الشخص الآخر من خلال الضغط بقوة على يده، أو وضع يدنا على يده من فوق وإضافة يدنا اليسرى أثناء الضغط على يده. وللتعبير عن عدم الرغبة في المصافحة، نُبعد نظرنا عن الشخص المعني.
للرد على تصرفات مماثلة يمكن القيام بهجوم معاكس، فالمصافحة التي يتم تتويجها بوضع الكف، يمكنكم الرد عليها بشكل قوي من خلال صرفها باتجاه الشخص الآخر الذي يتراجع بسرعة. ويمكن تتويج ذلك بنظرة مباشرة وصارمة لكي نؤكد تفوّقنا مرّة أخرى.
فلنتفق على هدنة
يمكن الفوز بالمعارك غير الشفهية دائما، حيث إن الإطاحة بالطرف الآخر هي مسألة تدريب غير صعب. فلنأخذ العبرة من الأطفال الذين يمكنهم ممارستها بتفوق، هل يزعجهم الأستاذ؟ ليس أسهل من رفع النظر إلى السقف وإطلاق العنان للفم للقيام بحركات السخرية.
قبل بدء المعركة جاوبوا على سؤال حول ما إذا كنتم راغبين بخوضها. فعندما تصافحون الرئيس المقبل لعملكم بقوة وتقدمون انطباعا عن تفوقكم، فإنكم بذلك تجعلون أنفسكم منافسين محتملين له في المستقبل. لأنكم ترسلون بذلك إشارات مفادها أنكم راغبون في الارتقاء إلى أعلى المراكز، حتى تصلوا إلى مركزه، فهل سيستقبلكم في هذه الحالة؟
حتى أشكال عدم التواصل هي بحد ذاتها أسلوب من التواصل، وما يمكن تثمينه في هذا السياق، تلك الاشارات التي تؤدي إلى ردة فعل جيدة.
انسخوا الآخرين
لا بد أنكم لاحظتم أن الأشخاص الموجودين في مجموعة واحدة يشبه بعضهم بعضا في أغلب الأحيان، مثل الأزواج الذين يعيش بعضهم مع بعض لفترة طويلة، حيث يبدون في الواقع كتوأم لا كزوجين. فهم يتقاربون مع تقدم العمر بطريقة التعبير والإيماءات والإشارات وغير ذلك، وهذا أمر لا شعوري.
وهؤلاء الذين يشبوهننا نعتبرهم بشكل تلقائي أشخاصا محبوبين، وبالتالي إذا أردتم الاقتراب من الآخر، انسخوا طريقة تصرفه، وردّوا بشكل إيجابي على كلام جسده. رجال الشرطة من ذوي الخبرة يستخدمون هذه الطريقة عندما يرغبون في الحصول من المتهم على المعلومات الصحيحة، وهكذا يفعل أيضا المحامون المحنّكون.
المهم في التواصل غير الشفهي هو ردة الفعل، أي تقييم إشارات جسدنا ومعرفة أي منها تلقاها الآخرون بإيجابية، وأي منها بسلبية، لكي لا نكررها مجددا.
فقاعة ذاتية.. انتبه.. لا تدخل!
لكل منا منطقة ذاتية محددة لا نُدخل إليها إلا المقرّبين، وحجمها يختلف عند كل شخص، فما يمكن أن يعتبره شخص ما مقبولا، يثير لدى شخص آخر آليات المراقبة الذاتية التي تحذره من مغبة القيام بأمر ما.
كيف نعرف حجم المناطق الذاتية؟ بسهولة، يكفي النظر بدقة. عندما تقتربون من شخص وتلاحظون أنه قد بدأ يتراجع، فهذا يعني أنكم بدأتم الدخول إلى منطقته الخاصة، وبأنه يدافع عن نفسه بالتراجع. أو قد يقوم ربما بحركة هجوم مباشرة تجاهكم، ويجبركم بالتالي على التراجع، لكي يفوز بالحرية مجددا.
أقول نعم.. أقصد لا
هل تفكرين الآن في القيام بعملية شراء كبيرة تحضيرا للعطلة وزوجك يزعم أنه سيكون سائق التاكسي والحمّال معا، لكنه في الوقت نفسه يرمي الأشياء يمينا وشمالا، ويتحدث بصوت مرتفع ويعض على شفته السفلى؟
هو شفهيا يوافق، لكنه من خلال جسده يشير إلى أنك تثيرين غضبه، لأن التلفزيون سيبدأ بعد عشر دقائق ببث مباراة في كرة القدم، ومن الواضح أن هذه الحالة ستنتهي بمشكلة.
عندما يكون التواصل الشفهي وغير الشفهي متناقضين، اختاروا دائما غير الشفهي. ماذا يمكن فعله في مثل هذه الحالة؟ حاولوا التقاط الإشارات التي يبعثها جسد الطرف الآخر بأسرع وقت ممكن، ولا تسمحوا بجرّكم إلى ميدان المبارزة، حتى لو حاول الطرف الآخر ذلك بكل قواه. ضعوا كل أوراقكم على الطاولة واسألوه ماذا يريد، وافعلوا ذلك قبل أن تبدأ المنازلة الشفهية.
الضحك أثمن من الذهب
في الحالات المتوترة لا ينفع أي شيء مثل الضحك، لكن المقصود هنا هو الضحك الوقور، لا الصاخب. في كتابه الذهبي حول التواصل، يقول دافيد غروبير «الضحك سلاح أساسي ووجيه، خصوصا ذلك الصادق، المعقول، غير المبالغ فيه والمريح. لا يوجد ربما آلة تواصل أخرى قادرة على تحقيق كمية كبيرة من الربح من خلال استثمار بسيط مثل هذا».
الجسد يكشف عنا كل شيء تقريبا، لذلك من الجيد أن نعرف كيف نعبّر من خلاله، كما أنه من المهم أن نعرف كيف نقرأ تعبير أجساد الآخرين.
لكن تماما مثلما هو الأمر في مجالات الحياة الأخرى، فهنا أيضا يجب عدم المبالغة في أي شيء. وكما تقول نعومي زاروبوفا ـ بفيفيرمان: «بمجرّد أن يحاول المرء القراءة مليّا عن التواصل غير الشفهي، ويسعى لإيجاد الأسلوب الامثل للتوصل إليه، سيفقد ما هو أثمن من ذلك، أي القدرة البديهية على ملاحظة الأشياء».
لعبة الرجال مع النساء
الرجال يلعبون مع النساء دائما في العمل لعبة الوقت الإضافي، كيف يمكنك فرض رأيك؟ لا تحاولي أن تجعلي من نفسك رجلا، ابقي امرأة.
الناجحات يقفن على الأرض بثبات
تتبنى النساء القلقات عادة وقفة غير مريحة، فيملن بحيث يتحول وزن الجسد فوق قدم واحدة، وبهذا تبدو المرأة غير مؤهلة. الناجحات منهن يقفن على كلتا القدمين بشكل طبيعي، أي ألا تكونا متباعدتين كثيرا بعضهما عن بعض. يفضل ارتداء الأحذية ذات الكعب المنخفض، حيث لا تبدو المرأة معه غير متوازنة أو ضعيفة.
منظر أبو الهول
عندما يدفعكن شخص إلى نزاع لا تردنه، أو عندما يبدأ شخص بالثرثرة وأنتن لا تملكن الوقت اللازم، اجعلن من أنفسكم أبو الهول. انظرن إلى عينيه وابتسمن بشكل ودود. هذا يسحر كل شخص. في هذه اللحظة أنهين الجدال بقولكن إن كل شيء قد قيل.
هجوم ودفاع
الرجال يحبّون استخدام الإيماءات الكبيرة المسيطرة والنساء يوافقن على التراجع.
لا تسمحن لهم بهدم شخصيتكن، فبمجرد أن تعرفن تلك الإيماءات، لن يكونوا قادرين على التأثير عليكن. عندما يعمل الرجل للتأثير على منطقتكن الذاتية، قد يجلس ربما على طاولتكن، انهضن، لكي لا تبدون في موقع أدنى. اقترحن مناقشة الأمر في مكان آخر، بدعوى أنكن في هذه الغرفة ستشوشن على أشخاص آخرين.
يجب ألا تقولوا حتى كلمة واحدة، حتى يعرف الجميع أنكم فزتم مثلا بجائزة مالية كبيرة، أو أن مزاجكم تعكّر. فجسدكم يتحدث بالنيابة عنكم، وهو قادر على كشف الصدق والكذب، وما عليكم سوى أن تتعلّموا قراءة المظاهر غير الشفهية حتى تعرفوا حقيقة أنفسكم والآخرين.
لا بد أنكم قرأتم في مكان ما، أن الأيدي الموضوعة على الصدر تعني الانغلاق والبُعد عن الشريك، والأيدي الموضوعة على قمة الرأس بالتناسق مع الاسترخاء في الجلوس تعني الثقة بالنفس. بالتأكيد، يمكن ترجمة تلك المظاهر، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، وليس بالضرورة أن تكون الترجمة صحيحة تماما، فالشخص الذي يضع يديه على الصدر مثلا قد يكون يشعر بالبرد، ويحاول بهذه الحركة تدفئة نفسه.
إشارات الجسد يمكن أن تكون منطقية فقط عندما تلاحظون السياق الذي استخدمت على أساسه. وفي الغالب يكون الأمر مرتبطا بعادة سيئة تتكرر لدينا منذ أعوام طويلة. وفي كتابها عن لغة الجسد عند النساء تصف كورنيليا توبف الأخطاء التي ترتكب بشكل دائم خلال التواصل غير الشفهي، وكيف يمكن تجنبها، وتؤكد أننا يمكننا التخلص من كل عادة سيئة.
باشروا عملية الإصلاح بمراقبة أخطائكم والتعرف عليها.
افهموا طريقة النظر
تصوروا أنكم ذاهبون إلى مقابلة مع رئيسكم المقبل في العمل. بالطبع المهم هنا هو شهاداتكم وخبرتكم، تماما مثل أهمية مظهركم الأنيق والمتناسق. لكن حتى لو كنتم تملكون كل المقومات المطلوبة، إلا أن ذلك لن يضمن لكم الفوز بعقد العمل. لغة جسدكم خلال المقابلة قد تكون الفيصل هنا، فلا أهم دبلوم، حتى لو كان من جامعة هارفارد نفسها، ولا حتى الشهادة التي تثبت أنكم تتحدثون خمس لغات عالمية بطلاقة، سيضمنون لكم أي شيء. إن لغة الجسد ستجعلكم تخسرون كل شيء إن لم تعرفوا كيف تخفون توتركم، ولم تستطيعوا التواصل مع الشخص الذي تقابلونه.
تجنبوا أثناء الحديث الحركات المبالغ فيها، فهي دائما تعطي انطباعا بالسيطرة. بالعكس تماما، المطلوب هنا هو الإيماءات اللطيفة، التي تكمّل بشكل ملائم كلامكم الشفهي.
وستفوزون بنقاط اضافية إذا اعتمدتم على الاتصال عبر العيون. فكلّما دققتم النظر إلى الشخص الآخر، أظهرتم نسبة أكبر من الثقة بالنفس، وكذلك أظهرتم اهتماما بذلك الشخص الذي تثيرون فيه بالتالي شعورا لطيفا.
لكن لا تنظروا إليه بشكل مستمر، حيث يمكن أن يفسّر ذلك كهجوم ضده. الشيء الطبيعي أن تحيدوا عنه النظر أحيانا، لكن ليس إلى الأرض، بل يفضّل إلى الجوانب. من ينظر إلى اليسار ومن ثم إلى الأعلى ويفكّر، ثم ينظر إلى اليمين وبعد ذلك إلى الأعلى، إنما يعكس شخصا كذابا. أما إذا أشحت بنظرك عن عيون الشخص الآخر أثناء حديثه إليك، فأنك تخبئ شيئا ما.
وبالرغم من أن النساء يُجدن فهم لغة الجسد بشكل جيد في الغالب، إلا أنهن لسن قادرات عادة على استخدامها في بيئة العمل. ففي الوقت الذي يعتمد الرجال نظرة مباشرة خلال اجتماعات العمل ويقيسون امكانات كل شخص، وبهذا يعطون انطباعا بأنهم شركاء أقوياء لا يمكن الاستهانة بهم، تبدو المرأة كأنها راغبة في الفرار قبل أن تدخل إلى الغرفة. فعندما تنظر بعينيها إلى الأرض تُظهر حالة من عدم الطمأنينة، ما يدعو الأشخاص المحيطين بها إلى عدم التعامل معها بجدية.
أعطني يدك لأصافحها
طريقة المصافحة أيضا من وسائل التعبير غير اللفظي، فنحن نستطيع التعبير عن تفوقنا على الشخص الآخر من خلال الضغط بقوة على يده، أو وضع يدنا على يده من فوق وإضافة يدنا اليسرى أثناء الضغط على يده. وللتعبير عن عدم الرغبة في المصافحة، نُبعد نظرنا عن الشخص المعني.
للرد على تصرفات مماثلة يمكن القيام بهجوم معاكس، فالمصافحة التي يتم تتويجها بوضع الكف، يمكنكم الرد عليها بشكل قوي من خلال صرفها باتجاه الشخص الآخر الذي يتراجع بسرعة. ويمكن تتويج ذلك بنظرة مباشرة وصارمة لكي نؤكد تفوّقنا مرّة أخرى.
فلنتفق على هدنة
يمكن الفوز بالمعارك غير الشفهية دائما، حيث إن الإطاحة بالطرف الآخر هي مسألة تدريب غير صعب. فلنأخذ العبرة من الأطفال الذين يمكنهم ممارستها بتفوق، هل يزعجهم الأستاذ؟ ليس أسهل من رفع النظر إلى السقف وإطلاق العنان للفم للقيام بحركات السخرية.
قبل بدء المعركة جاوبوا على سؤال حول ما إذا كنتم راغبين بخوضها. فعندما تصافحون الرئيس المقبل لعملكم بقوة وتقدمون انطباعا عن تفوقكم، فإنكم بذلك تجعلون أنفسكم منافسين محتملين له في المستقبل. لأنكم ترسلون بذلك إشارات مفادها أنكم راغبون في الارتقاء إلى أعلى المراكز، حتى تصلوا إلى مركزه، فهل سيستقبلكم في هذه الحالة؟
حتى أشكال عدم التواصل هي بحد ذاتها أسلوب من التواصل، وما يمكن تثمينه في هذا السياق، تلك الاشارات التي تؤدي إلى ردة فعل جيدة.
انسخوا الآخرين
لا بد أنكم لاحظتم أن الأشخاص الموجودين في مجموعة واحدة يشبه بعضهم بعضا في أغلب الأحيان، مثل الأزواج الذين يعيش بعضهم مع بعض لفترة طويلة، حيث يبدون في الواقع كتوأم لا كزوجين. فهم يتقاربون مع تقدم العمر بطريقة التعبير والإيماءات والإشارات وغير ذلك، وهذا أمر لا شعوري.
وهؤلاء الذين يشبوهننا نعتبرهم بشكل تلقائي أشخاصا محبوبين، وبالتالي إذا أردتم الاقتراب من الآخر، انسخوا طريقة تصرفه، وردّوا بشكل إيجابي على كلام جسده. رجال الشرطة من ذوي الخبرة يستخدمون هذه الطريقة عندما يرغبون في الحصول من المتهم على المعلومات الصحيحة، وهكذا يفعل أيضا المحامون المحنّكون.
المهم في التواصل غير الشفهي هو ردة الفعل، أي تقييم إشارات جسدنا ومعرفة أي منها تلقاها الآخرون بإيجابية، وأي منها بسلبية، لكي لا نكررها مجددا.
فقاعة ذاتية.. انتبه.. لا تدخل!
لكل منا منطقة ذاتية محددة لا نُدخل إليها إلا المقرّبين، وحجمها يختلف عند كل شخص، فما يمكن أن يعتبره شخص ما مقبولا، يثير لدى شخص آخر آليات المراقبة الذاتية التي تحذره من مغبة القيام بأمر ما.
كيف نعرف حجم المناطق الذاتية؟ بسهولة، يكفي النظر بدقة. عندما تقتربون من شخص وتلاحظون أنه قد بدأ يتراجع، فهذا يعني أنكم بدأتم الدخول إلى منطقته الخاصة، وبأنه يدافع عن نفسه بالتراجع. أو قد يقوم ربما بحركة هجوم مباشرة تجاهكم، ويجبركم بالتالي على التراجع، لكي يفوز بالحرية مجددا.
أقول نعم.. أقصد لا
هل تفكرين الآن في القيام بعملية شراء كبيرة تحضيرا للعطلة وزوجك يزعم أنه سيكون سائق التاكسي والحمّال معا، لكنه في الوقت نفسه يرمي الأشياء يمينا وشمالا، ويتحدث بصوت مرتفع ويعض على شفته السفلى؟
هو شفهيا يوافق، لكنه من خلال جسده يشير إلى أنك تثيرين غضبه، لأن التلفزيون سيبدأ بعد عشر دقائق ببث مباراة في كرة القدم، ومن الواضح أن هذه الحالة ستنتهي بمشكلة.
عندما يكون التواصل الشفهي وغير الشفهي متناقضين، اختاروا دائما غير الشفهي. ماذا يمكن فعله في مثل هذه الحالة؟ حاولوا التقاط الإشارات التي يبعثها جسد الطرف الآخر بأسرع وقت ممكن، ولا تسمحوا بجرّكم إلى ميدان المبارزة، حتى لو حاول الطرف الآخر ذلك بكل قواه. ضعوا كل أوراقكم على الطاولة واسألوه ماذا يريد، وافعلوا ذلك قبل أن تبدأ المنازلة الشفهية.
الضحك أثمن من الذهب
في الحالات المتوترة لا ينفع أي شيء مثل الضحك، لكن المقصود هنا هو الضحك الوقور، لا الصاخب. في كتابه الذهبي حول التواصل، يقول دافيد غروبير «الضحك سلاح أساسي ووجيه، خصوصا ذلك الصادق، المعقول، غير المبالغ فيه والمريح. لا يوجد ربما آلة تواصل أخرى قادرة على تحقيق كمية كبيرة من الربح من خلال استثمار بسيط مثل هذا».
الجسد يكشف عنا كل شيء تقريبا، لذلك من الجيد أن نعرف كيف نعبّر من خلاله، كما أنه من المهم أن نعرف كيف نقرأ تعبير أجساد الآخرين.
لكن تماما مثلما هو الأمر في مجالات الحياة الأخرى، فهنا أيضا يجب عدم المبالغة في أي شيء. وكما تقول نعومي زاروبوفا ـ بفيفيرمان: «بمجرّد أن يحاول المرء القراءة مليّا عن التواصل غير الشفهي، ويسعى لإيجاد الأسلوب الامثل للتوصل إليه، سيفقد ما هو أثمن من ذلك، أي القدرة البديهية على ملاحظة الأشياء».
لعبة الرجال مع النساء
الرجال يلعبون مع النساء دائما في العمل لعبة الوقت الإضافي، كيف يمكنك فرض رأيك؟ لا تحاولي أن تجعلي من نفسك رجلا، ابقي امرأة.
الناجحات يقفن على الأرض بثبات
تتبنى النساء القلقات عادة وقفة غير مريحة، فيملن بحيث يتحول وزن الجسد فوق قدم واحدة، وبهذا تبدو المرأة غير مؤهلة. الناجحات منهن يقفن على كلتا القدمين بشكل طبيعي، أي ألا تكونا متباعدتين كثيرا بعضهما عن بعض. يفضل ارتداء الأحذية ذات الكعب المنخفض، حيث لا تبدو المرأة معه غير متوازنة أو ضعيفة.
منظر أبو الهول
عندما يدفعكن شخص إلى نزاع لا تردنه، أو عندما يبدأ شخص بالثرثرة وأنتن لا تملكن الوقت اللازم، اجعلن من أنفسكم أبو الهول. انظرن إلى عينيه وابتسمن بشكل ودود. هذا يسحر كل شخص. في هذه اللحظة أنهين الجدال بقولكن إن كل شيء قد قيل.
هجوم ودفاع
الرجال يحبّون استخدام الإيماءات الكبيرة المسيطرة والنساء يوافقن على التراجع.
لا تسمحن لهم بهدم شخصيتكن، فبمجرد أن تعرفن تلك الإيماءات، لن يكونوا قادرين على التأثير عليكن. عندما يعمل الرجل للتأثير على منطقتكن الذاتية، قد يجلس ربما على طاولتكن، انهضن، لكي لا تبدون في موقع أدنى. اقترحن مناقشة الأمر في مكان آخر، بدعوى أنكن في هذه الغرفة ستشوشن على أشخاص آخرين.