المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحذروا من شراسة يتبعها إنتكاسة



عاشق الشهادة
28-07-2011, 11:26 AM
احذروا من شراسة يتبعها انتكاسة





عبدالرحمن بن ندى العتيبي

الحمد لله الذي هدانا للاسلام، فالله هو الذي يمنُّ على من يشاء بالهداية ويقذف في قلبه الايمان ويوفقه الى محبة الخير والعمل بالطاعة قال تعالى {بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان}، وبعد الهداية الى الحق تأتي منّة الله بالثبات على الحق، فكم من مهتدٍ طال عليه الأمد فاعترضته الشبهات والشهوات فمال اليها فزاغ وانتكس بعد الهداية قال تعالى {ولا يكُونُوا كالّذِين أُوتُوا الْكِتاب مِنْ قبْلُ فطال عليْهِمُ الْأمدُ فقستْ قُلُوبُهُمْ وكثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُون (16)} [الحديد]، فالموفق هو من يمن الله عليه بالهداية ثم الثبات في الدنيا والآخرة قال تعالى {يُثبِّتُ اللّهُ الّذِين آمنُوا بِالْقوْلِ الثّابِتِ فِي الْحياةِ الدُّنْيا وفِي الْآخِرةِ} [ابراهيم: 27]، فالثبات في الدنيا هو العمل بالحق حتى الممات وفي الآخرة حسن الجواب عند سؤال الملكين في القبر، فالثبات منّة من الله، ولقد منّ الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فثبته وعصمه من الغواية قال تعالى {ولوْلا ان ثبّتْناك لقدْ كِدْت ترْكنُ اليْهِمْ شيْئًا قلِيلًا (74) اذًا لأذقْناك ضِعْف الْحياةِ وضِعْف الْمماتِ ثُمّ لا تجِدُ لك عليْنا نصِيرًا (75)} [الاسراء].





‏(التنطع مذموم ويورد المهالك) 


حذر النبي من الغلو عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يا أيها الناس اياكم والغلو في الدين فانه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» [رواه ابن ماجه].

وبيّن النبي ان التنطع سبب للهلاك عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطعون» قالها ثلاثاً [رواه مسلم].
قال النووي في شرحه على مسلم:
«المتنطعون» المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم، ومن المذاهب التي حصل من أصحابها تنطع مذهب الخوارج، فالخوارج كان بداية أمرهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعترض ذو الخويصرة على قسمة النبي فقال: اعدل يا محمد فأجابه النبي «ان لم أعدل فمن يعدل»، ثم تجرأ ذلك المتنطع وقال هذه قسمة ما أريد بها وجه الله، وكان ظهور الخوارج بمذهب مستقل في عهد خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فحصل منهم غلو وتجاوز للحد المشروع، فكفروا مرتكب الكبيرة، وخرجوا على الامام علي وكادوا به حتى قتلوه، واستهانوا بسفك دماء المسلمين، وكل أعمالهم المخالفة زعموا أنهم فعلوها غيرة على دين الله، ولاحقاق الحق ومحاربة الظلم، وكان منهم العُبّاد والزهّاد والحفظة لكتاب الله.

وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم «انكم لتحقرون صلاتكم الى صلاتهم»، وحفظهم لكتاب الله كان من غير فهم وتدبر ووقوف عند حدوده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا يجاوز تراقيهم»، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

واجتمع أهل الاسلام على ان مسلك الخوارج خاطئ، وأن من سار على نهجهم في التنطع وتكفير المسلمين بالمعاصي بأنه قد تشبه بالخوارج وبالتالي فانه يحذر منه ومن نهجه الخاطئ، لكي لا يغرر بالمسلمين فيوقعهم في المحذور الشرعي ويسلمهم الى الهلكة.






‏(الشباب والحماس)

ما أجمل منظر الشاب المؤمن التقي المجاهد لنفسه المواظب على العبادة فهو رصيد لأمته ومحل الثناء من الله قال تعالى {انّهُمْ فِتْيةٌ آمنُوا بِربِّهِمْ وزِدْناهُمْ هُدًى (13) وربطْنا على قُلُوبِهِمْ اذْ قامُوا فقالُوا ربُّنا ربُّ السّماواتِ والْأرْضِ لنْ ندْعُو مِنْ دُونِهِ الهًا لقدْ قُلْنا اذًا شططًا (14) هؤُلاءِ قوْمُنا اتّخذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهةً لوْلا يأْتُون عليْهِمْ بِسُلْطانٍ بيِّنٍ فمنْ أظْلمُ مِمّنِ افْترى على اللّهِ كذِبًا (15)} [الكهف]، فالشاب الذي بذل زهرة عمره في طاعة ربه سيكون في أمان يوم القيامة، وسيظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله...وشاب نشأ في طاعة الله..»..[الحديث].

ومما يغيظ الشيطان ان يرى شاباً مطيعاً لربه كافاً عن المعاصي، ويعمل الشيطان على اغواء هذا الشاب، فيأتيه من باب الشهوات والشبهات لعله يظفر به، فان كان الشاب طالب علم وعنده تؤدة نجا باذن الله، وان كان الشاب جاهلاً متحمساً فيه عجلة تلقفه الشيطان، فمرحلة الشباب مرحلة حساسة 
ان الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة 
فمرحلة الشباب اذا لم تستغل بما يعود بالخير على الفرد ومجتمعه، فستصبح وبالاً على صاحبها فان فترة الشباب فترة جامحة وكما قيل الشباب شعبة من الجنون، وبالنسبة للحماس فاننا نرشد الشاب الى ألا يفرط في حماسه لما هو عليه، فلربما اكتشف بعد مدة أنه على خطأ، وعليه ان يقتصد في حماسه خاصة عندما يتعلق الأمر باتهام الآخرين ورميهم بأنهم متخاذلون لأنهم ليسوا ثوريين أو تبديع الناس لأنهم على خلاف مع منظريه، وننصح الشاب بأن يقتصد في حماسه اذا كان الأمر يتعلق بسفك الدماء سواء كان ذلك بقتل نفسه، أو بازهاق الأرواح البريئة ففي الحديث «لايزال المرء في فسحة من دينه ما لم يسفك دما»، وقد يحصل من الشاب حماس في غير محله فيقوم بأعمال يؤذي فيها نفسه، ثم يندم وينتكس والعياذ بالله.

حدثني من أثق به ان أحد جيرانه كان شاباً تقياً محافظاً على صلاة الجماعة في المسجد يحفظ أجزاء من القرآن، ثم سافر للقتال في بلد مجاور، وبعد فترة رجع الى بلده واذا به قد انتكس فأصبح في عداد الفساق، فلما سألوه عن سبب تغيره أخبرهم بأنه كان متحمساً فسافر للقتال فحيل بينه وبين ما أراد فلجأ الى بلد مجاور وهناك وقع في الموبقات وأضر بدينه ودنياه، فمثل هذا يقال له اذا لم تكن الطريق معبدة، ولم يكن العمل منظماً فلا تذهب الى الفوضى ولا تخاطر بنفسك في أمر لا تؤمن عواقبه، وحماسك اصرفه في البر بوالديك فالنبي صلى الله عليه وسلم قال «ففيهما فجاهد»، واصرف الحماس في المحافظة على صلاتي الفجر والعصر فهناك الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه «من صلى البردين دخل الجنة»، وعندما يدعى المسلم للجهاد تحت رايات معلومة متميزة وفق عمل منظم ملتزم بالضوابط الشرعية فيجب عليه تلبية النداء نسأل الله ان يفرج كربات المسلمين وينصرهم على أعدائهم.

امـ حمد
29-07-2011, 01:22 AM
بارك الله فيك اخوي عاشق الشهاده

وجزاك ربي جنة الفردوس