المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صيد الفرص الرابحه



امـ حمد
28-07-2011, 04:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صيد الفرص الرابحة

إن العاقل لو فتح عين بصيرته لوجد أن هناك مغانم كثيرة في عالمه وعلى مقربة منه هي أكثر نفعاّ وأدوم بقاءّ,ولكن قل من

يحسن البحث عن الصفقات الرابحة في هذا العالم وفي هذا العصر المشحون بالمغريات الزائفة والبهرجات الصاخبة والملذات الوقتية

الزائلة,إن الصياد الماهر هو من يمتاز بصفات تكسبه صيداّ رابحاّ منها,معرفته وإدراكه بقيمة الصيد الذي يستحق أن يبذل جهده

للحصول عليه ويصرف عمره لأجله,وعلمه بالطريقة المناسبة والمثلى التي تحقق له الصيد الثمين والظفر به دون تخبط أو تردد

فالعلم بإدراك الأمور باحة لأصحاب العقول لهم فيها منافع عظيمة, ومعرفته وحكمته بكيفية الاستفادة من صيده الثمين بعد أن ظفر به

وبات ضمن مقتنياته فبالحكمة تسير الأمور وفق نظام موزون(ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراّ كثيراّ)فكيف لنا أن نطبق هذا في

حياتنا القصيرة لنتلذذ بعدها بما اصطدناه في حيتنا الطويلة الخالدة , إن أيام الإنسان معدودة وعمره قصير مقارنة بأيام الله

والتي يعد فيها اليوم الواحد بألف سنة مما نعد من أيام الدنيا يقول الله تعالى(وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)ولهذا حري

بالإنسان اللبيب أن يبحث عن الفرص الرابحة والصيد الثمين في أيام عمره القليل ليتلذذ بها في خلوده الأبدي وهذا لا يتسنى إلا

لصياد ماهر أدرك قيمة صيده,لقد غفل كثير من الناس عن الفرص الرابحة والكنوز الثمينة الواردة في الشريعة ,وتناسوا قول الله

تعالى(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون)فلا خصوصية في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم

فكيف لنا بقصر فهمنا أن نضيع على أنفسنا فرصة اقتناء الكنوز النفيسة ونرى أنها ليست من معنيات العامة بيد أن هذه الكنوز هي

مصدر الخير الذي يفيض في الوجود فبها يمكن للإنسان أن يضع شغف شهواته وتمرد نفسه في قالب التهذيب الذي يلبسها لباس

التقوى(ولباس التقوى ذلك خير)إن الفرص الرابحة تطوف علينا كل عام,فأين من شمروا لصيدها وارتفعت بهم الهمم

للظفر بها , إن الله عز وجل قد أصبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة فأوجد لنا الفرص الرابحة لينظر من يغتنمها ممن يفرط فيها فمن

اغتنمها فقد فاز فوزاّ عظيماّ ومن فرط فيها فقد خسر خسران مبيناّ, يقول الله تعالى(إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)


إن فرص الخير الرابحة كثيرة ولكننا بالتسويف وطول الأمل أضعناها , فهل لنا أن ندرك شيئا منها فيما تبقى لنا من عمر لعلنا

إن ظفرنا ووفقنا لصيد رابح يكون فيه نفع لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون , إن من فرص الخير المتاحة لنا الصيام لله وجوباّ

وتطوعاّ,إننا على مقربة من صيد عظيم وربح كثير ومغنم وفير وتجارة مع الله لن تبور إنها فرصة رمضان شهر الرحمة والمغفرة

والعتق من النار شهر فيه ليلة خير من ألف شهر فمن أدركها فقد أدرك الخير الوفير والنعيم المقيم والفوز العظيم فيا سعد من أدرك

رمضان واغتنمه بالصيام والقيام وزينه بالبر والإحسان,إن الفرص أمامنا كثيرة ولكن أين المهرة الذين يغتنمونها , لقد انشغلنا

بفرص زهيدة لذتها زائلة وتركنا الفرص الحقيقية الرابحة التي يدوم التلذذ بها , فيا من أسرفت على نفسك وبالغت في بحثك عن

الفرص الدنيوية وماديتها الرخيصة أعلم أن الأعمار تتناقص ونحو القبور مسرعة وكل الحياة زائلة واللذة فيها لحظة عابرة,خذ من

دنياك ما يعينك ويقويك وتزود ليوم الرحيل فإن الصياد الماهر هو من يتحين الفرص ويصطاد أثمنها وأجودها وأحسنها,فلنشمر

السواعد ونوقظ العقول والضمائر ونغتنم الدرر والحرائر ونفوز بأعظم الصفقات قبل أن يفوت الفوات ويدركنا الممات ويكون

نصيبنا الندامة والحسرات يقول الله تعالى(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى,وأن سعيه سوف يرى,ثم يجزاه الجزاء الأوفى)



وفق الله كل مسلم لصيد رابح وفير ونيل الأجر العظيم ورزقنا وإياكم جنات النعيم ورؤية وجهه الكريم ومرافقة نبينا خير المرسلين , فهذا هو النعيم وهذا هو الربح الوفير والفوز العظيم.

مستجدة
28-07-2011, 11:37 PM
بارك الله فيك اختي ام حمد في ميزان حسناتك
والله بلغناا وياك هالشهر الفضيل ويعنا على حسن قيامه وصيامه

امـ حمد
29-07-2011, 01:21 AM
بارك الله فيك اختي ام حمد في ميزان حسناتك
والله بلغناا وياك هالشهر الفضيل ويعنا على حسن قيامه وصيامه




اللهم امين

يزاااج ربي جنة الفردوس حبيبتي