المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هــل الإنـفاق فـي سبــيل الله .. يــؤدّي إلـى نــقصـان الـــمال ..؟؟



مـــــنــاف
31-07-2011, 01:11 AM
الــحـمدُ لله ربّ العالمـين ’ والصـلاة والسـلام عـلى أفـضل الـخلـق أجـمعـين ’ سـيدّنا ونـبيـّنا (مُـحـّمد) صلـى الله عـليـه وسـلم ’ وعـلى آلـه وصـحـبه أجـمعـين .


الــسلام عــليـكم ورحــمة اللـه وبــركـاتــة




أنـــت للــمال إذا أمــسكــتة ... وإذا أنــفقــتة فـالـمال لــك


يُــعـتبر الإنــفاق فـي ســبيل (الله) مــن أجــّل وأفــضل وأرقــى الأعــمال وأزكــاهـا ’ فــهو يـعمل عــلى تـزكــية النـفـس الـبـشريـة ’ وتـطهـيرهـا مــن الـدنـس ورذائـل الأنـانـية الـمُـقـيتة ’ والــبخل والــشّح الـذمـيم .

لــذلـك كـان الــعطاء مـن صـفات (الله) عــّز وجـل ’ فــهو يــعمل عـلى تـــطهـير الروح مـن الــعبـوديــة لـغيـر(الله) سبـحانــة وتــعالـى ’ وإرتــقاءً وســـمواً لــها ’ ونــجاةً مــن الــبُخـل الــذي يهـبط بالعــبد إلــى مُـــنزلــقات ســحيقــة ’ ومــدارك الــعبـوديـة للــمال ’ والإنــفاق فـي سـبيل الله ’ يُــعتبر بـــحّـد ذاتــة ’ حــفظاً للــمال وزيـادةً لــة ’ ولــيس نــقصاناً لــة ’ كــما يــعتــقد الــبعض ..!!



وهُــنا ســـوف أُورد إحــدى الــقصص الــرائـــعة ’ الــتي يــتداخــل فـــيها الإنـــفاق بـــصبغــة الــريــاء .


يـحكى أن مـلك مـن مـلوك الأرض ’ أراد أن يــبني مسجد فـي مـدينته ’ وأمـر أن لا يُــشارك أحــد في بناء هـذا المـسجد ’ لا بالـمال ولا بــغيره ’ حيــُث يـريد أن يـكون هــذا المــسجد هــومــن مــاله فقــط ’ دون مُــساعدة مــن أحــد ’ وحــّذر وأنــذر مــن ان يســاعد أحــد فـي ذلك ..!!

وفــعلاً تــم الــبدء فــي بـناء المـسجد ’ ووضــع أســمه علــيه ’ ولــكن ’ وفي ليلة مـن اللـيالي ’ رأى الـملك فـي المـنام ’
كـأن ملـك مـن المـلائكة نـزل مـن السـماء ’ فمـسح أسـم المـلك عـن المـسجد وكـتب أسـم إمـرأة ..!!

فـلمـا أستيـقظ المـلك مـن الـنوم ’ أستـيقظ مـفزوعاً وأرسـل جـنوده ينـظرون ’ هـل أسـمه مـازال عـلى الـمسجد ’ فذهـبوا ورجـعوا ’ وقـالوا .. نـعم ... أسـمك مـازال مـوجود ومكـتوب عـلى المـسجد ’ وقـال لـه حاشـيته هـذه أظـغاث أحـلام .

وفـي الـليلة الثانـية ’ رأى الـملك نفـس الـرؤيا ’ رأى مـلك مـن الـملائكة يـنزل مـن السمـاء فيمـسح أسـم الـملك عـن المـسجد ’ ويـكتب أسـم أمـراة عـلى المـسجد ’ وفـي الصبـاح أستيـقظ الملـك وأرسـل جنـودة ’
يتأكـّدون هـل مـازال أسـمه موجـود عـلى المـسجد ’ ذهـبوا ورجـعوا وأخـبروه ’ أن أسـمه مـازال هـو الـموجود عـلى المـسجد ’
تـعّجب المـلك وغـضب ..!!


فــلما كـانت اللـيلة الـثالثة ’ تكـرّرت الـرؤيا ’
فـلما قـام المـلك مـن النـوم ’ قـام وقـد حفـظ أسـم الـمرأة التـي يكـتب أسـمها ’ على المسجد ’ فأمـر بإحضـار هـذه المـرأة ’ فحضرت وكانـت امـرأة عـجوز فـقيرة ترتعـش ’ فسـألها هـل ساعـدت فـي بـناء المسـجد الـذي يبـُنى ...؟

قـالــت : يـا أيهـّا الـملك ’ أنـا أمـرأة عـجوز وفقـيرة ’ وكبـيرة فـي الـسن ’ وقـد سمـعتك تـنهى عـن أن يـُساعد أحـد فـي بـناءه ’
فـلا يمـكنني أن أعـصيك .

فــقال لها : أسألـك بالله مـاذا صـنعت فـي بـناء المسـجد ..؟
قالـت : والله مـا عـملت شـيء قـط فـي بـناء هـذا المـسجد .. إلا .. قـال المـلك : نـعم إلاّ مــاذا ..؟
قالـت : إلاّ أنــني مـررتُ ذات يـوم مـن جـانب المـسجد ’ فـإذا أحـد الـدواب الـتي تحـمل الأخـشاب وأدوات البـناء للمـسجد
مـربوط بحـبل الـى وتـد فـي الأرض , وبالـقرب مـنه سـطل بـه مـاء ’ وهـذا الحـيوان يـُريد ان يقـترب مـن الـماء ليـشرب ’ فـلا يستـطيع بسبـب الحبـل والعـطش ’ بلـغ مـنه مبـلغ شــديد ’ فقـُمت وقــّربت سـطل الـماء مـنه ’ فـشرب مـن الـماء .. هـذا والله الـذي صـنعت ..!!


فــقال الـملك ... عــملتي هــذا لــوجه الله ’
فقــبل الله مــنك ’ وأنا عـملت عـملي لـُيقال ’ مســجد المـلك ’ فــلم يقُــبل الله مــني .

فــأمر المــلك أن يُــكتب أسـم الـمرأة الـعجوز ’ عـلى هــذا المــسجد ..!!



إنــنّا وللـه الـحــمد والـمنـّة , نــعيشُ فـي رفاهــية مُطـلقـة ’ ورغــد فـي الــعيش ’ حيـثُ أنــعم عــلينا سـبحـانـة بـنعـم عــظـيمـة لاتُــعدّ ولا تُــحـصى ’ فـإذا لــم ننُــفق ’ ونــتوسّع فـي الإنــفاق والــبذل والـعطاء ’ والتــضحـية بالــمال والــنفــس .. فــمتى ســوف ننـــفق ..؟؟

هـــل نُـــنفق إذا بــلغــت الــروح الــحلقوم ’ أم إذا نــزل الفــقر بـنا وأخــذ مـالـدينا ..؟؟

إن الــمال والــجاة ’ لايــظهـر أثــرة ’ ومــنفعــتة ’ إلّا بالإنــفاق عـلى الــفقراء والـمُحتاجين ’ وفــي الـمصـلحـة الـعامـة والمشاريـع الخــيريـة ’ أمـا جـمعــة وكــنزة ’ فــهو قــتل لـةُ وحـرمـان لـمنـفعـتة ’ مـن أن تـظـهر ’ ولـخيراتـة مـن أن تــزهــر ’ فالــممسـكون لــة ’ مُـعطـّلون ومـتلفـون ومـحرومـون وجـماعـوّن .. لــغيرهــم ..!!

أنـــظر إلـى نــفسك أيُـــّها الإنــسان ’ تـــهفــوا إلــى كــل شــئ ’ مـن مـلذّات وشــهوات وكــمالــيات عــديـدة ’ تُـــبذّر الأمــوال هـاهُـنا وهُــناك ’ دون رقابــة وحــساب .. أســألك بالـلـه .. كــم تــنفق فـي سبــبيل نــصرة ديــنك ’ ومــواســاة أخــوانــك الــمستضعفين والـمحــتاجــين ..??


لاتـــتّردد .. وإحــذر مــن وسـاوس الــشيطـان ’ إنــفق ولــن تــندم عــلى الإنــفاق والــبذل والــعطـاء ’ فــلربــما درهــماً يُـــنادي يـــوم الــقيامــة (أنــا صــدقــة فُــلان) ...!!


مُـــبارك عــليــكم شـــهر الــغفــران ’ والـــعتــق مــن الـــنيران , ويـــحفــظكــم الــرحــمن .

(الفيصل)
31-07-2011, 01:17 AM
تطمنوا مانقص مالاً من صدقه
اسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه
ولن تطيب الجنة إلا برؤيته
أن يديم ثباتك ويقوي إيمانك وصحتك
ويرفع قدرك ويشرح صدرك
ويسهل خطاك لدروب الجنة
وأن يجعلك وإيانا من عتقائه من النار بقدوم هذا الشهر الفضيل

بوخالد88
31-07-2011, 01:23 AM
تطمنوا مانقص مالاً من صدقه
اسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه
ولن تطيب الجنة إلا برؤيته
أن يديم ثباتك ويقوي إيمانك وصحتك
ويرفع قدرك ويشرح صدرك
ويسهل خطاك لدروب الجنة
وأن يجعلك وإيانا من عتقائه من النار بقدوم هذا الشهر الفضيل


مانقص مالاً من صدقه الرد الكامل :nice:


بالتوووووووفيق

الخفي
31-07-2011, 01:28 AM
(( المال هبه من الله لك ونعمه اذا قدمته ابغيته لك في الاخره

قال الله تعالي (( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم )) وكل معط من الخلق عطاؤه عائد

أليه هو ولا يوجد معط عطاؤه لايعود عليه الا الله

الامام الحسن البصري رضي الله عنه كان اذا دخل عليه من يسأله هش في وجهه وبش

وقال له : مرحبا بمن جاء يحمل زادي الى الاخره بغير اجره

والانفاق عهو بالاصل لك زاد تبتغيه عند الله

فلا تجعل نفقتك عند مادح لانك ابتغيت المدح

ولذلك قال بعض السلف الذين لهم لمحه ايمانيه : مافعلت لأحد خيرا قط ؟ فقيل له

قد فعلت لفلان وفلان قال انما فعلته لنفسي

اللهم اجعلنا من المنفقين

( من كلام الامام الشعراوي في مسأله الانفاق )

بيض الله وجهك يامناف

مواضيعك دائما قيمه وتعجبني ))

الأصيلة
31-07-2011, 01:42 AM
ماشاء الله موضوع مميز كـ العادة أخي مناف...
والله لو يعلم الناس مالهم من الإنفاق وإخلاص النية فيه..
لماتركوه لحظة واحدة...
لقد مّن الله على المؤمنين بما هو كفيل بـ سعادتهم ودفع البلاء عنهم
وإطفاء غضب الرب ...وتييسر أمورهم وحياتهم...
ويضمن لنا سعادة الدارين...
ألا وهي الصدقة والإنفاق..
وساق لنا الأدلة التي تثبت ذلك...
كما ضرب الأمثلة المحسوسة الملموسة في هذا...
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )

الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً
وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ
وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً
لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}

مـــــنــاف
31-07-2011, 01:49 AM
تطمنوا مانقص مالاً من صدقه
اسأل الله الذي لن تطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب الآخرة إلا بعفوه
ولن تطيب الجنة إلا برؤيته
أن يديم ثباتك ويقوي إيمانك وصحتك
ويرفع قدرك ويشرح صدرك
ويسهل خطاك لدروب الجنة
وأن يجعلك وإيانا من عتقائه من النار بقدوم هذا الشهر الفضيل


الــــعيـــن لاتــــعلوا عــلى الــحاجــب ’ أنُـــفتي ومــالكٌ بالــمديـــنة ’ ألــدينا قــولٌ (والــفيصل) عـــندنا .. يامــرحـبا ويامــسهـلا .

لـــقد ســعدنا بـــوجــودك يا أخــي الفاضل والمُبدع والــغالـي ’ ولــقد جـادت قـريــحتـك بــعبارة ’ نــفيـــسة ’ قــلّما تتـــفـّكر الــعقول والألــباب فــي مــعانـــيها فـــي وقــت يا أخــي الــعزيـــز ’ نـــحنُ أحــوج مــانـــكون فــية إلــى دعــــوة صــادقــة ’ أو صـدقــة جــاريــة ’ فـو(الله) الــذي لا إلـه إلاّ هـــو ’ ســـوف نــتحــسّر عــلى تــلك الــنعــم الــتي أعــطاهــا ربّ الــعباد ’ لــعبادة ’ ولــكننا بــددناهّــا في ملـّذات الدنيا وشهـواتـها .

ســــبحانــة .. هــو الـــغني والــقادر عــلى أن يُـــغني الــخلق مــن خــيراتـــة ’ ولـــكن لــحكــمة بالـــغة ’ ورحـــمة بالأُمــّة ’ جــعلهــا لـــدى بـــني الإنـــسان ’ كـــي تُـــعيـــنة وتـــرحــمة وتــُنـــجــيّة ’ فــي يـــوم لايـــنفـــع مالٌ ولابـــنون .

قــــد تــــعجــز الألـــسنة ’ فـــي إســـتدراك الألــفاظ والــكلمات الــتي تُلـــيق بكــم ’ ولــكن عُــذراً يا أســتاذنا الــفيصل ’ نــحنُ لـم ننـساكــم ’ فأسأل الله أن يــحفظـكم ’ ويُـديـم علــيكم نــعمائــة ’ ويبـــعد عــنكـم ضرائــّة ’ ويجـعل الفردوس مــثواكــم .

بـــــــنت النوخـّــــذه
31-07-2011, 11:29 AM
وايد سمعت عن ناس تصدقو وراح عنهم البلاء 00 يعني خيرها كثير هالصدقه


وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل)

ممكن تفسير لهذا الحديث من اهل الخبره ؟؟؟؟

وسؤال آخر : لماذا جمع الصدقه والعفو والتواضع في حديث وهل لهم علاقه ببعض؟

ولماذا كان لفظ الصدقه بالبدايه ؟؟؟

السموحه على الاسئله الفضوليه ومنكم نستفيد

وشكرا"

بوخالد911
31-07-2011, 11:41 AM
ما نقص مال من صدقة

حديث شريف


والله يتقبل منا ومنكم

مكتوم
31-07-2011, 11:48 AM
كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله مقالة نشرت سنة 1956 في مجلة الإذاعة تقول :

نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو منه أو أطلب زيادة عليه .

فقلت " الحمد لله " ، أخرجتها من قرارة قلبي ، ثم فكرت فرأيت أن " الحمد " ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها ، حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء ، وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين ، فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟، وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟

وسألتني زوجتي: فيمَ تفكر ؟، فقلت لها .

قالت : صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم .

قلت : لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير ، تغدو خماصا ً وتروح بطاناً ؟

لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية ، وأنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، ورب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا ، وليس فيها صغير ولا كبير ، ومن شك فإني أسأله أصعب سؤال يمكن أن يوجه إلى إنسان ، أسأله عن العصفور : هل هو صغير أم كبير ؟، فإن قال صغير ، قلت : أقصد نسبته إلى الفيل ، وإن قال كبير ، قلت : أقصد نسبته إلى النملة ..

فالعصفور كبير جدا مع النملة ، وصغير جدا مع الفيل ، وأنا غني جدا مع الأرملة المفردة الفقيرة التي فقدت المال والعائل ، وإن كنت فقيرا جدا مع فلان وفلان من ملوك المال ..

تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم .. لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن " مجدّرة " ( وهو طعام من البرغل أي القمح المجروش مع العدس ) ، تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة ..

والذي ليس عنده إلا أربعة ثياب مرقعة يعطي ثوبا لمن ليس له شيء ، والذي عنده بذلة لم تخرق ولم ترقع ولكنه مل منها ، وعنده ثلاث جدد من دونها ، يستطيع أن يعطيها لصاحب الثياب المرقعة ، ورب ثوب هو في نظرك عتيق وقديم بال ، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد ولاتخذه لباس الزينة ، وهو يفرح به مثل فرحك أنت لو أن صاحب الملايين مل سيارته الشفروليه طراز سنة 1953 – بعدما اشترى كاديلاك طراز 1956 – فأعطاك تلك السيارة .

ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه ، إن أصغر موظف لا يتجاوز راتبه مئة وخمسين قرش ، لا يشعر بالحاجة ولا يمسه الفقر إذا تصدق بقرش واحد على من ليس له شيء ، وصاحب الراتب الذي يصل إلى أربعة جنيهات لا يضره أن يدفع منها خمس قروش ويقول " هذه لله " ، والذي يربح عشرة آلاف من التجار في الشهر يستطيع أن يتصدق بمئتين منها في كل شهر .

ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا ؛ تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي ، أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ، وكانت زوجتي تقول لي دائما : " يا رجل ، وفر واتخذ لباتك دارا على الأقل " ، فأقول : خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟ !!

لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم : {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ} ، وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح : {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} ، فأرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء .

وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك .

فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ، ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟، وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس .

فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة ، وأنا لا أحب أن أسوق لكم الأمثلة فإن كل واحد منكم يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها ،

إنما أسوق لكم مثلا واحدا : قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله ، وقد كان شيخ أبي ، وكان – على فقره – لا يرد سائلا قط ، ولطالما لبس الجبة أو " الفروة " فلقي بردان يرتجف فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار ، وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها للسائل ، وكان يوما في رمضان وقد وضعت المائدة انتظارا للمدفع ، فجاء سائل يقسم أنه وعياله بلا طعام ، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه الطعام كله ! ، فلما رأت ذلك امرأته ولولت عليه وصاحت وأقسمت أنها لا تقعد عنده ، وهو ساكت ..

فلم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من يحمل الأطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة ، فسألوا : ما الخبر ؟، وإذا الخبر أن سعيد باشا شموين كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا ، فغضب وحلف ألا يأكل أحد من الطعام وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ سليم المسوتي ، قال : أرأيت يا امرأة ؟

وقصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ،

فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ،

فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى ،

قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول " لقمة بلقمة " ، ولم أفهم مراده .

فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير ، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .

والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع ، وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح ، والملحد ما لنا معه كلام .

والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وإن كانت المرأة –بطبعها- أشد بخلا بالمال من الرجل ، وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد مقفر ، وأن يكون له أثره ، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر .

ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع ، ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت : تعالي يا بنت ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا ، إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز .

ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين ، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة أو البصل ، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر " شطارتها " كلها ، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها ، لا تساوي كلها عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين !

فيا أيها النساء أسألكن بالله ، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم ما يطلبون ، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة ؛ إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ .

ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات شراء ملابس الرياضة مثلا ، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة ، أن تفكر أن من التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت ، وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو " الأطلس " أو علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير ، والمسائل – كما قلت – نسبية ، ولو كلفت المعلمة دفع ألف جنيه لنادت بالويل والثبور ، مع أن التاجر الكبير يقول : وما ألف جنيه ؟! سهلة ! سهلة عليه وصعبة عليها ، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء .

والخلاصة يا سادة : إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر ، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر ، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه ، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر ، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده ، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة " الحمد لله " وهو يضن بماله إن كان غنيا ، ويبخل بجاهه إن كان وجيها ، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله ، وإنما يكون مرائيا أو كذابا .

فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا ، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن الله إليكم ، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر على العدو ومن جملة الاستعداد له ؛ فهو جهاد بالمال ، والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس .

ورحم الله من سمع المواعظ فعمل بها ولم يجعلها تدخل من أذن لتخرج من الأخرى

مـــــنــاف
31-07-2011, 06:55 PM
(( المال هبه من الله لك ونعمه اذا قدمته ابغيته لك في الاخره

قال الله تعالي (( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم )) وكل معط من الخلق عطاؤه عائد

أليه هو ولا يوجد معط عطاؤه لايعود عليه الا الله

الامام الحسن البصري رضي الله عنه كان اذا دخل عليه من يسأله هش في وجهه وبش

وقال له : مرحبا بمن جاء يحمل زادي الى الاخره بغير اجره

والانفاق عهو بالاصل لك زاد تبتغيه عند الله

فلا تجعل نفقتك عند مادح لانك ابتغيت المدح

ولذلك قال بعض السلف الذين لهم لمحه ايمانيه : مافعلت لأحد خيرا قط ؟ فقيل له

قد فعلت لفلان وفلان قال انما فعلته لنفسي

اللهم اجعلنا من المنفقين

( من كلام الامام الشعراوي في مسأله الانفاق )

بيض الله وجهك يامناف

مواضيعك دائما قيمه وتعجبني ))



جــائـت الشريـعه الإسلامـية ’ بـعطايا ومـنح عـظيـمة ’ قلـمّا نُشـاهـد ذلك فـي مـكان آخـر ’ حـيثُ حـثّـت على بــذل الغالـي والـنفـيس لأجـل تقـويـة صـلة الـتراحـم وإدخال البهجـة والـسرور عـلى الآخرين ’ بـل تـعّدى ذلك إلى حصـول الأجـر والـمثوبـة للـقائـمين علـى أعـمال الـخير ’ لذلك ينبغـي للمسـلم أن ينفق ويتصّدق ولا يمسك عن الإنـفاق والـبذل فـي سـبـيل الله ’ ولـيحرص عـلى أن يكـون عـمله هـذا خالـصاً لـوجه الله تعـالى لا ريـاءً ولا سـمعةً أو طـمعاً بمنـافع دنـيوية مـن سمـعة وثنـاء ’ وأن لا يُتـبع نفـقته بالـمن والأذى لـمن أعـطاه وتصـّدق عليـه .

لا يُــنفـق الإنـسان لأحد ’ إنما ينفق لنفسه هو ’ فمن يبخل فإنـما يبـخل عـلى نفـسه وإن أنـفق فـعلى نفـسه ’ (وَمَـن يَبْـخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء)’ ولا يمسـك الإنسان مـالـة ويبـخل خـشية الفـقر ’ فـإن الله تعـالى قـد تكـّفل لـمن أنفـق فـي سبـيله بالخـلف والخـير الكثـير ’ حيـثُ يقول تعالى : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) .


أنـفق ولا تخـش إقـلالاً ... فقـد قسمت على العـباد مـن الرحمن أرزاق
لا يـنفع البخل مـع دنياً موليـّة ... ولا يضّر مـع الإقـبال إنفـاق


لــو نـظرنا إلـى الكثـير مـن النـاس فـي يـومـنا هــذا ’ لـوجـدنا بحـوزتـهم المـال الضـائع والـتالف ’ والـذي هـوأحـّب إليـهم مـن المـال البـاقي ’ ومـال وارثـهم أحـب إلـيهم مـن أمـوال أنفسـهم ’ وذلـك لأن ما يبـذلونه عـلى شهـواتهم إسـرافاً وتبـذيراً لـهو مـالٌ تالـف ’ ومـا ينفـقونه فـي سـبيل الله لـهو مالٌ باق ونائـم ’ إذ ينـّميه الله حـتى تكـون الحبـّة كالـجبل ’ ولا تنـدفع نفـوسهم إلى إدخـاره عـند الله وتخـليده في خـزائن رحمـته وفضـله ’ والذيـن يبـخلون عـن الإنفـاق فـي وجـوه الخـير ’ إنـما يكنـزون أمـوالهم لوارثـهم ’ فـمال وارثـهم أحـب إليـهم مـن مالهـم لأن ما يجـمعونه بالـّكد والجـهد ’ سـوف يأخـذه الـوارث بالـراحة التـامة مـن غيـر تعـب ولا جـهد .. والله الـمستـعان .

أســعدني حـضورك أخـي الـخفـي ’ وإثـرائـك للـموضـوع ’ بتلك المُـداخلـة الـرائـعة ’ وهـي لــيست بغـريـبة عـلى أمـثالـكم ’ فلكم كـل الـشكر والـتقديـر عـلى سـمو أخلاقـكم ومـانضـح فـكركـم ’ فأسأل الله أن يـُّوفـقكم ’ ويتقـبّل صـيامـكم وقـيامـكم .

BoFahed
31-07-2011, 07:15 PM
والله الذي لا اله الا هو اي مبلغ ازكي فيه الله يعوضني فيه وفي بعض الاحيان ضعفه من غير لا ادري وساعات قضاء الله يرد عني حوادث مميتة او مشكلة تنحل لي بتسخير اولاد الحلال وكل مرة افكر شلون اقوم اسبح واحمد لله هذا يا اخوان وانا من المقصريين نسال الله يغفر لنا

مـــــنــاف
01-08-2011, 12:43 AM
ماشاء الله موضوع مميز كـ العادة أخي مناف...
والله لو يعلم الناس مالهم من الإنفاق وإخلاص النية فيه..
لماتركوه لحظة واحدة...
لقد مّن الله على المؤمنين بما هو كفيل بـ سعادتهم ودفع البلاء عنهم
وإطفاء غضب الرب ...وتييسر أمورهم وحياتهم...
ويضمن لنا سعادة الدارين...
ألا وهي الصدقة والإنفاق..
وساق لنا الأدلة التي تثبت ذلك...
كما ضرب الأمثلة المحسوسة الملموسة في هذا...
( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل
في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )

الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً
وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ
وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً
لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ
وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}



لـــن أتــطّرق إلى الـفوائـد الـجـمّة الـتي يُـــجنيها الإنــسان ’ جـراءّ الإنــفاق فـي سبيـل الله ’ ولأ يــنطـبق ذلك الــمفــهوم عــلى الــمُنفق رياءً أو نـفاقاً ’ فالمــشاهــد عـديدة ’ والــعبر كــثيرة ’ ولــكن سأكـتفي بـعبارة وحـــيدة (إنـفاقك للخــير ’ أدّى لنـزوح العثرات والـزلاّت ’ وبارك الله لـك فـي أهـلك وذريتـّك دون أن تـدري) .

الــبعــض مــن الــناس ’ يـلهــث وراء الــموضــة الــزائـــفة ’ ســواء فــي إقـــتناء الــهواتـف ’ أو الــملابــس أو الــسيارات الفارهـة ’ أو تــقــضية ربـــوع الإجـازة فــي الــترحال والــمهمات إلـى أصــقاع الأرض بــحثاً عـن الــملـّذات بأنـواعـها .. ولــكن للأســـف عــندمــا تُــبادرة بـــسؤال (كـــم يــتيم تــقوم بــكفالـتـة ورعــايــتة ..؟ كـــم مــن الــمشاريـع الــخيريـة قـــمت بالــتبرّع لــها هــذا الــعام ..؟ هـــل أخـــرجــت زكــاة الأســـهم الــتي تـــملـــكها ..؟ هـــل أخــرجــت زكــاة أمــوالك الــقابــعة فــي الــبنوك والــتي طــال عــليهــا الأمــد وتــنتظر إخــلاء ســبيلــها ..؟

للأســــف .. مــن الــممكن أن يــأتــيك الــجواب بالــــنفـــي ’ دون الـــتسبيب أو الـــقول الـــسديــد ’ ونـــسي هـــذا الإنــسان الــفقير بأن كــل مــايــملك مــن الــممكــن أن يـــذهب هــباءً مـــنثوراً فــي ثـــوانــي مـــعدودات .


أصــــيلة يا الأصـــيلة ’ فــي كــلماتــكم الــتي أبـــدعــتن فــي تــسطيرهــا ’ وهــذا لــيس بــغريب عــنكن ’ فأسـأل الله لــكم الــتوفـــيق والــسداد .. وتقــبّل الله صيامكم وقـيامــكم .

BIG-VEGA
01-08-2011, 09:24 AM
بارك الله فيك

سوال في بالي
كيف الموازنه بين الانفاق والادخار ؟؟؟
خصوصا ان زمنا هذا والضروف المحيطه تحث على الادخار وبشده!!

مـــــنــاف
01-08-2011, 06:15 PM
وايد سمعت عن ناس تصدقو وراح عنهم البلاء 00 يعني خيرها كثير هالصدقه


وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل)

ممكن تفسير لهذا الحديث من اهل الخبره ؟؟؟؟

وسؤال آخر : لماذا جمع الصدقه والعفو والتواضع في حديث وهل لهم علاقه ببعض؟

ولماذا كان لفظ الصدقه بالبدايه ؟؟؟

السموحه على الاسئله الفضوليه ومنكم نستفيد

وشكرا"



بـارك الله فــيكم يا ’ بــنت الـنوخــذة ’ عــلى إشــارتــكم لــهذا الــحديث الــشريف ’ والــذي بإعــتقادي أنــكم تـــعلــمون مــقاصــدة ’ وتــفهــمون مــآربــة ’ ولــكن أشـــرتــم إلــية فــي مُــداخــلتكم الــكريـــمة ’ لأجــل الإطــلاع عــلية مــن الــجميع ’ كــي يـــستفــيدوا مــن الــدُرر الــنفــيسة الــتي جائــت بـــها الـــسنّة الــنبويــة الــمُطــّهرة ’ وهـاأنـا أنــــقلــها إلـــيكــم .


هــــذا الحـديث احـتوى عـلى فـضل الصـدقة ’ والعـفو والـتواضع ’ وبـيان ثـمراتها العـاجلة والآجـلة ’ وأن كـل مـا يتـّوهمه المـتوهم مـن نقـص الـصدقة للمــال ’ ومـنافاة العـفو لـلعز والتواضع للرفعة ’ لــهو وهـم غالـــط وظــن كــاذب .


فالصـدقة لا تـنقص المـال ’ لأنـه لـو فـرض أنـه نقـص مــن جهـة ’ فــقد زاد مــن جـهات أُخــرى ’ فـإن الصـدقة تـبارك المال ’ وتــدفع عنــه الآفـات وتنـّميه ’ وتفـتح للمتـّصدق مـن أبـواب الـرزق وأسـباب الـزيادة أمـوراً ما تفتـح عـلى غـيره... فهـل يقـابل ذلـك النـقص بعـض هـذه الــثمرات الجـليلة ..؟

فالصدقة لله التي فـي محــلها لا تنـفد المـال قطــعاً ’ ولا تنقــصه بنـص النـبي صلى الله عليه وسلم ’ وبالمـشاهدات والتجـارب المعلومة ’ هـذا كــله سـوى مـا لصـاحبها عنــد الله .. مــن الثــواب الــجزيل والــخير والرفــعة .


وأمـــا العــفو عـن جنايات المسيئين بأقـوالهم وأفعـالهم ’ فـلا يتـّوهم مـنه الـّذل ’ بــل هــذا عيــن الــّعز ’ فــإن الــعزة هي الـرفعة عـند الله وعــند خلقــه ’ مــع القــدرة عـلى قــهر الخصوم والأعــداء ’ ومعــلوم مـا يحـصل للعـافي مــن الخــير والثـناء عنـد الخـلق وانقــلاب الـعدو صــديقاً ’ وانقــلاب الــناس مــع الــعافي ’ ونصــرتهم لــه بالقــول والــفعل عــلى خصـمه ’ ومعــاملة الله لـه مـن جنــس عــمله ’ فــإن مــن عــفا عن عبـاد الله عـــفا الله عـــنه .


وكـذلك المــتواضع لله ولعبـاده ’ يرفـعه الله درجـات ’ فــإن الله ذكـر الــرفعة فـي قوله : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ’ فــمن أجــلّ ثــمرات العـلم والإيمــان .. التــواضع ’ فإنــه الانقــياد الكامـل للــحق ’ والخـضوع لأمــر الله ورســوله ’ امتـثالاً للأمـر ’ واجـتناباً للنـهي ’ مـع الـتواضع لعـباد الله ’ وخـفض الـجناح لهـم ’ ومــراعاة الصغير والكبير والشريف والوضيع ’ وضـد ذلك التــّكبر ’ فــهو غـمط الحــّق واحتـقار النـاس .


وهــذه الثلاث المذكورات في هــذا الحديث ’ لــهي ’ مقدمــّات صـفات المحسـنين ’ فـهذا محـسن فـي مالـه ’ ودفـع حـاجة المـحتاجين ’ وهـذا محـسن بالـعفو عــن جنـايات المسـيئين ’ وهــذا محـسن إلـيهم بحـلمه وتواضـعه ’وحــسن خـلقه مـع الناس أجمـعين ’ وهــؤلاء قــد وسـعوا الناس بأخـلاقهم وإحسانهم ’ فرفـعهم الله فــصار لهم المحــل الأشـرف بيــن العــباد ’ مــع ما يدخر الله لـهم مـن الــثواب .


أمــا في قولــه ’ صلى الله عليه وسلم : "وما تواضع أحد لله" ’ تنبــيه عـلى حسـن القـصد والإخـلاص لله فــي تواضــعه ’ لأن كثيــراً مــن الـناس قـد يــظهر الـتواضع للأغنياء ليصيب مــن دنـياهم ’ أو لــلرؤساء ليــنال بسببهم مطــلوبه ’ وقــد يـظهر الـتواضع ريـاء وســمعة ’ وكــل هــذه أغــراض فاســدة ’ لا يــنفع الـعبد إلا التـواضع لله تقرباً إليــه ’ وطـلباً لثـوابه ’ وإحساناً إلـى الـخلق ’ فكـمال الإحسان وروحه .. الإخلاص لله .


بارك الله فــيكم ’ وعــلى مــروركم وإثــرائـــكم للــموضــوع ’ فــلكم كــل الــشكر والــتقدير ’ وتـــقبل الله طــاعــتكم وصـالح أعــمالــكم

مـــــنــاف
02-08-2011, 02:03 PM
ما نقص مال من صدقة

حديث شريف


والله يتقبل منا ومنكم


بــــفضل تلـك الــصدقات ’ لاتــــعلم أيُـــها الإنــسان مــستقرّهــا ومــسارهــا ’ والــتي حــتما ســـوف تــصل بإذن الله إلــى طــالب عــلم ’ أومــريض بالداء يـــحتاج إلــى الــمال لــعلاجـة ’ أو مــحتاج لايـــجد قــوت يـــومــة ’ أو أُناس تــقطــّعت بـــهم الــسبل لايـــجدون الــماء فــما الــمانــع مــن حــفر بــئر لاتتــعــّدى تــكلفــتة 5000 ريال ’ يـــشرب مــنةُ الآلاف ’ بــدلاً مــن إنــفاقــها عــلى هــاتـــف نــقالّ ’ أو ســـفر قــريب لأجــل الــترفــــية .

كــم تــؤجــر أيــّها الإنــسان ’ عــلى إدخــالك الـــبســمة فــي مـــحيّا الــفقراء والــمساكــين والــمحــتاجــين .. وكــم مــن الأجــر الــكبير الــذي ســـوف تــنالــة مــن دعـــوات صــادقــة لـــهؤلاء ’ جــراء الأعــمال الــجليلة التـي قـــمت بـــها ... ولــكن أيــن الــمعــتبر ..؟


أســـعدنــي مــرورك أخــي ’ بــوخالـد ’ شــاكراً حــضورك وإســهامــك بالــموضوع ’ ومُبارك عــليك الــشهر ’ وتــقبّل الله صــيامــك وقــيامــك .

مـــــنــاف
03-08-2011, 12:55 PM
كتب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله مقالة نشرت سنة 1956 في مجلة الإذاعة تقول :

نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة ، وأنا على أريكة مريحة ، أفكر في موضوع أكتب فيه ، والمصباح إلى جانبي ، والهاتف قريب مني ، والأولاد يكتبون ، وأمهم تعالج صوفا تحيكه ، وقد أكلنا وشربنا ، والراديو يهمس بصوت خافت ، وكل شيء هادئ ، وليس ما أشكو منه أو أطلب زيادة عليه .

فقلت " الحمد لله " ، أخرجتها من قرارة قلبي ، ثم فكرت فرأيت أن " الحمد " ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة ، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها ، حمد الغني أن يعطي الفقراء ، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء ، وحمد الصحيح أن يعاون المرضى ، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين ، فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد ؟، وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه ؟

وسألتني زوجتي: فيمَ تفكر ؟، فقلت لها .

قالت : صحيح ، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم .

قلت : لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم ، فكيف وأنا رجل مستور ، يرزقني الله رزق الطير ، تغدو خماصا ً وتروح بطاناً ؟

لا ، لا أريد أن أغني الفقراء ، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية ، وأنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير ، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء ، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها ، ورب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين ؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا ، وليس فيها صغير ولا كبير ، ومن شك فإني أسأله أصعب سؤال يمكن أن يوجه إلى إنسان ، أسأله عن العصفور : هل هو صغير أم كبير ؟، فإن قال صغير ، قلت : أقصد نسبته إلى الفيل ، وإن قال كبير ، قلت : أقصد نسبته إلى النملة ..

فالعصفور كبير جدا مع النملة ، وصغير جدا مع الفيل ، وأنا غني جدا مع الأرملة المفردة الفقيرة التي فقدت المال والعائل ، وإن كنت فقيرا جدا مع فلان وفلان من ملوك المال ..

تقولون : إن الطنطاوي يتفلسف اليوم .. لا ؛ ما أتفلسف ، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه ، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن " مجدّرة " ( وهو طعام من البرغل أي القمح المجروش مع العدس ) ، تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء ، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدّرة ..

والذي ليس عنده إلا أربعة ثياب مرقعة يعطي ثوبا لمن ليس له شيء ، والذي عنده بذلة لم تخرق ولم ترقع ولكنه مل منها ، وعنده ثلاث جدد من دونها ، يستطيع أن يعطيها لصاحب الثياب المرقعة ، ورب ثوب هو في نظرك عتيق وقديم بال ، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد ولاتخذه لباس الزينة ، وهو يفرح به مثل فرحك أنت لو أن صاحب الملايين مل سيارته الشفروليه طراز سنة 1953 – بعدما اشترى كاديلاك طراز 1956 – فأعطاك تلك السيارة .

ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه ، إن أصغر موظف لا يتجاوز راتبه مئة وخمسين قرش ، لا يشعر بالحاجة ولا يمسه الفقر إذا تصدق بقرش واحد على من ليس له شيء ، وصاحب الراتب الذي يصل إلى أربعة جنيهات لا يضره أن يدفع منها خمس قروش ويقول " هذه لله " ، والذي يربح عشرة آلاف من التجار في الشهر يستطيع أن يتصدق بمئتين منها في كل شهر .

ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان ، لا والله ، إنكم تقبضون الثمن أضعافا ؛ تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة ، ولقد جربت ذلك بنفسي ، أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة ، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال ، ولم أدخر في عمري شيئا ، وكانت زوجتي تقول لي دائما : " يا رجل ، وفر واتخذ لباتك دارا على الأقل " ، فأقول : خليها على الله ، أتدرون ماذا كان ؟ !!

لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة ، نعم : {كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ} ، وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح : {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ} ، فأرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار ، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق ، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا ، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء .

وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني ، ولا احتجت لشيء إلا جاءني ، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك .

فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحاً حراماً وربما أفلس أو احترق ، ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا ؟، وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس .

فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة ، وأنا لا أحب أن أسوق لكم الأمثلة فإن كل واحد منكم يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها ،

إنما أسوق لكم مثلا واحدا : قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله ، وقد كان شيخ أبي ، وكان – على فقره – لا يرد سائلا قط ، ولطالما لبس الجبة أو " الفروة " فلقي بردان يرتجف فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار ، وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها للسائل ، وكان يوما في رمضان وقد وضعت المائدة انتظارا للمدفع ، فجاء سائل يقسم أنه وعياله بلا طعام ، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه الطعام كله ! ، فلما رأت ذلك امرأته ولولت عليه وصاحت وأقسمت أنها لا تقعد عنده ، وهو ساكت ..

فلم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من يحمل الأطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة ، فسألوا : ما الخبر ؟، وإذا الخبر أن سعيد باشا شموين كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا ، فغضب وحلف ألا يأكل أحد من الطعام وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ سليم المسوتي ، قال : أرأيت يا امرأة ؟

وقصة المرأة التي كان ولدها مسافرا ، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقمة إدام وقطعة خبز ،

فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة ،

فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى ،

قال : ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق ، وكنت وحدي فهربت منه ، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه ، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول " لقمة بلقمة " ، ولم أفهم مراده .

فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير ، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد .

والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض ، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة ، وقد وردت فيها الآثار ، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع ، وهو الذي يشفي وهو يسلم ، يعلم أن هذا صحيح ، والملحد ما لنا معه كلام .

والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف ، وإن كانت المرأة –بطبعها- أشد بخلا بالمال من الرجل ، وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد مقفر ، وأن يكون له أثره ، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها ، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها ، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب ، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر .

ولا تعطي عطاء الكبر والترفع ، فإن الابتسامة في وجه الفقير ( مع القرش تعطيه له ) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع ، ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت : تعالي يا بنت ، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا ، إنك لم تخسري شيئا ، الطعام هو الطعام ، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل ( الشحاذ ) ، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحسّ كأنه ضيف عزيز .

ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين ، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة أو البصل ، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر " شطارتها " كلها ، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها ، لا تساوي كلها عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين !

فيا أيها النساء أسألكن بالله ، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم ما يطلبون ، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة ؛ إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ .

ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات شراء ملابس الرياضة مثلا ، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة ، أن تفكر أن من التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت ، وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو " الأطلس " أو علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير ، والمسائل – كما قلت – نسبية ، ولو كلفت المعلمة دفع ألف جنيه لنادت بالويل والثبور ، مع أن التاجر الكبير يقول : وما ألف جنيه ؟! سهلة ! سهلة عليه وصعبة عليها ، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء .

والخلاصة يا سادة : إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر ، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر ، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه ، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر ، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده ، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة " الحمد لله " وهو يضن بماله إن كان غنيا ، ويبخل بجاهه إن كان وجيها ، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله ، وإنما يكون مرائيا أو كذابا .

فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا ، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن الله إليكم ، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر على العدو ومن جملة الاستعداد له ؛ فهو جهاد بالمال ، والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس .

ورحم الله من سمع المواعظ فعمل بها ولم يجعلها تدخل من أذن لتخرج من الأخرى


بـارك اللــه فـــيك ’ وجُـــزيت خــيراً ’ وجــعك أنــت ومــن جــابك جــنّة الــفردوس ’ عــلى هــذةِ الــدُرر الــنفـيسة الــتي أتــحفتــنا بِــها ’ حــقيقــة لـــقد تـــمتــّعنا وأرتــوت نــفوســنا ’ ونــحنُ نـــطلــّع عــلى تــلك الــمآثــر الــعظــيمة الــتي ســـطرّها أولــئك الأجــلاّء الــذين باعـــوا الــدُنيا وأشــتروا الآخــرة ’ فــهنيــئاً لــهم ’ ونــسأل الله أن نـــكون مــثلــهم .

أبـــدعــت يا أخــي ’ مــكــتوم ’ فلك كل الشكر والــتقدير ’ وتــقبّل الله صــيامــك وقــيامــك .

مخطط قطري
03-08-2011, 05:19 PM
مانقص مال عبد من صدقه

مـــــنــاف
04-08-2011, 01:56 AM
والله الذي لا اله الا هو اي مبلغ ازكي فيه الله يعوضني فيه وفي بعض الاحيان ضعفه من غير لا ادري وساعات قضاء الله يرد عني حوادث مميتة او مشكلة تنحل لي بتسخير اولاد الحلال وكل مرة افكر شلون اقوم اسبح واحمد لله هذا يا اخوان وانا من المقصريين نسال الله يغفر لنا



إن الصـدقة إذا كانـت لله سـبحانـة وتعالى ’ فلا تستحـّقرنّ شيئاً منها ’ فــإن الله كــريم ’ يضـاعف الحسنات ’ وإعــلم بأنـك عــندما تتــصّدق فإنـــك تتعـامل مـع الله عــّز وجــل ’ المتــفرّد بالأمــر .

قـــيل إن الحــسن ’ مـــرّ بهِ نخـــّاس ومــعه جاريــة ’ فقــال للنـّخاس (أترضـى فـي ثمـنها الـدرهم والدرهــمين) ’ قـال : لا ..!
قــال : (فـاذهـب فـإن الله عز وجـل رضـى فـي الحـور العيـن بالـفلس والــلقمة) .

فتصـــدّق .. وثــّق وإعــلم ’ بــوعــد الله تعالى ’ فـــإنه لا يخــلف المــيعاد ’ وإعــلم كـذلك ’ أنــّك مـا مــن شــيء تُخــرجه لله تعــالى ’ إلا وجــّدته أمــامك مــدخـــراً ’ فتــّصدق ’ وأنـــفق ’ وتــّذكر قــول الــنبي (اتقوا النار ولو بشق تمرة ’ فمن لم يجد فبكلمة طيبة) [رواه البخاري ومسلم] .

فــأيقظ همــّتك أيُــّها الــمسلم ’ واطــرد الشـحّ والحــرص مــن قلــبك وابــذل المــعروف للمــحتاج ’ فإنــك لا تــدري مــتى تــرحل مــن الــدنيا ’ فـــهل يسـرّك أن تــرحل بغـــير زاد ..!!

بارك اللــه فــيك أخــي ’ بـــوفـــهد ’ عــلى إســهامــك فــي الــموضــوع ’ بتلك الــكلمات الــتي لاغُــبار عــليها ’ ونــثّق بــمحتوياتــها ’ فأســأل الله أن يُــديم عــليك مــن خــيراتة ’ ويُــغدق عــليك مــن بركــاتــة .

هبوب الكوس
04-08-2011, 04:11 AM
الصدقه و كفالة اليتيم

لن تحتاجون الي احد

بأذن الله عزوجل

milan
04-08-2011, 04:21 AM
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ" وفي لفظ " إِلَّا جُعِلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَتْبَعُهُ يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ فَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ قَرَأَ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رواه البخاري وأحمد .


جزاك الله خير اخوي مناف على الموضوع المتميز

مـــــنــاف
05-08-2011, 12:05 AM
بارك الله فيك

سوال في بالي
كيف الموازنه بين الانفاق والادخار ؟؟؟
خصوصا ان زمنا هذا والضروف المحيطه تحث على الادخار وبشده!!




أتــــمنى بارك اللــه فـــيك يا أخــي الــكريـــم ’ الإطــلاّع عــلى الـــجواب أدنــاة ’ لــعلــّة يـــكون واضـــح وشــافي لِـــما تـــوّد الــعثـــور عــليــة ’ ومـــعرفــــتة بــشأن الــمسألــة الــقيـــّمة الــتي تــــطرقـــتّ لــها .



الــــــسؤال :ـ

شخص يريد أن يتصدق ب 5000 ريال ’ وهو لا يملك إلا 15000 ’ وله راتب شهري وليس له مصدر رزق آخر وقد يترك عمله في أي وقت ولديه أسرة ويصرف على أهله كذلك ’ ويساعد أخوات له متزوجات بشكل شهري ’ عدا صدقات أخرى هل الأجر في الصدقة بكبر المبلغ فإذا تصدق بألف ريال او ألفين ووفر الباقي هل يقل هذا من أجره ’ وما الأفضل أن يتصدق في شكل شهر بثلث ماله أو يتصدق بمبالغ أقل ويدخر لأولاده ما يعينهم على الحياة ’ وما تفسير معنى قول الرسول اتركوهم أغنياء ولا تتركوهم فقراء ’ وهل هناك مبلغ محدد للصدقة وهل التفكير بالادخار والتوفير خطأ خاصة إذا كان الأبناء أطفالا، أرجو أن تكون فكره السؤال واضحة ..؟؟



الإجابــــة :ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ’ أما بعـد ـ:

فإن أجر الصدقات يزداد بكبر المبلغ المتصدق به ’ فمن تصدق بخمسة آلاف محتسبا نرجوا الله أن يجعل أجره أعظم مما إذا أنفق ألفين فقط إن لم يترتب على ذلك ضرر في نفسه أو عياله ’ وإذا أدى المسلم الزكاة الواجبة فلا حرج عليه في الادخار والتوفير لعياله فإن الإنفاق على العيال فيه أجر كثير ’ لمن أحسن النية ’ وابتغى وجه الله تعالى، ’ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخر لأهله قوت سنة , وكان يقول : (دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك) ... رواه مسلم .


وقال : (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة) . متفق عليه.


وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ’ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل دينار ينفقه الرجل ’ دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله) ... رواه مسلم .


وقال المناوي في فيض القدير .. مقصود الحديث ’ الحث على النفقة على العيال وأنها أعظم أجرا من جميع النفقات كما صرحت به رواية مسلم ’ أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك .


ويدل لتقديم العيال ما في الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص ’ وفيه (إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ’ وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ’ حتى ما تجعل في في امرأتك) .


وقال النووي في شرح هذا الحديث ’ قوله صلى الله عليه وسلم إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ’ العالة الفقراء ’ ويتكففون يسألون الناس في أكفهم ... وفي هذا الحديث حث على صلة الأرحام ’ والاحسان إلى الأقارب والشفقة على الورثة وأن صلة القريب الأقرب والإحسان إليه أفضل من الأبعد .


وقد نص العلماء على جواز إنفاق القوي المكتسب ثلث أو نصف أو جميع ماله ’ إن لم يؤد ذلك لضرر في نفسه أو عياله لما في الحديث عن عمر قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالا فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ’ قال : فجئت بنصف مالي ’ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ..؟ فقلت مثله.

وأتى أبو بكر بكل ما عنده ’ فقال يا أبا بكر ..؟ ما أبقيت لأهلك ..؟ فقال أبقيت لهم الله ورسوله ’ قلت لا أسبقه إلى شيء أبدا .. رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني .


وفي حديث مسلم (بينما رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله ’ فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته ’ فقال له يا عبد الله ما اسمك ’ قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمي فقال إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول أسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها قال : أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه .

فمن كان مكتسبا قوي الثقة بالله تعالى وبإخلاصــة على المتصدق فلا حرج في أن يقتدي بأبي بكر في إنفاق ماله ’ أما من لم يكن كذلك فالأولي به أن يترك له ولعياله ما يستعفون به عن التعلق بما عند الناس ’ ففي الصحيحين عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله ’ إن من توبتي .. أن أنخلع من مالي ’ صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك .


قال ابن دقيق العيد في شرح العمدة .. فيه دليل على أن إمساك ما يحتاج إليه من المال أولى من إخراج كله في الصدقة ’ وقد قسموا ذلك بحسب أخلاق الإنسان ’ فإن كان لا يصبر على الإضاقة كره له أن يتصدق بكل ماله ’ وإن كان ممن يصبر: لم يكره .


وقال البخاري في صحيحه ’ باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى ’ ومن تصدق وهو محتاج أو أهله محتاج أو عليه دين فالدين أحق أن يقضى من الصدقة ’ والعتق والهبة ’ إلا أن يكون معروفا بالصبر ’ فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر رضي الله عنه حين تصدق بماله ’ وكذلك آثر الأنصار المهاجرين ’ وقال كعب رضي الله عنه قلت : يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم قال : أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك ’ قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر .

وقد أسند البخاري في هذا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول .

قال النووي في شرح هذا الحديث : معناه ’ أفضل الصدقة ما بقي صاحبها بعدها مستغنيا بما بقي معه وتقديره أفضل الصدقة ما أبقت بعدها غنى يعتمده صاحبها ويستظهر به على مصالحه وحوائجه وإنما كانت هذه أفضل الصدقة بالنسبة إلى من تصدق بجميع ماله لأن من تصدق بالجميع يندم غالبا أو قد يندم إذا احتاج ويود أنه لم يتصدق بخلاف من بقي بعدها مستغنيا فإنه لا يندم عليها بل يسر بها ’ وقد اختلف العلماء في الصدقة بجميع ماله فمذهبنا أنه مستحب لمن لا دين عليه ولا له عيال لا يصبرون بشرط أن يكون ممن يصبر على الإضافة والفقر ’ فان لم تجتمع هذه الشروط فهو مكروه ’ قال القاضي جواز جمهور العلماء وأئمة الأمصار الصدقة بجميع ماله ’ وقيل يرد جميعها وهو مروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ’ وقيل ينفذ في الثلث هو مذهب أهل الشام ’ وقيل إن زاد على النصف ردت الزيادة ’ وهو محكي عن مكحول قال أبو جعفر والطبري ومع جوازه فالمستحب أن لا يفعله وأن يقتصر على الثلث .

مـــــنــاف
10-08-2011, 05:38 PM
مانقص مال عبد من صدقه


إن أبـــواب الـــخير ســامــية ’ وهــي مـــفتوحــة بـــملأ ذراعـــيهــا تــــنتظــر مـــّنا الــمزيـــد ’ وهــي نـــعمــة أنـــعمهـا الله ســبحانــة وتــعالى عــلينا ’ وخــاصــة ’ بأن الإنــفاق فــي سبيل الله ’ ســوف يأتـــيك عــلية الــرد والـــجواب آجــلاً أم عــاجِلاً ’ ولــيس فــي مــالك فــــقط ’ وإنــما الــخير ســـوف يــمتد أثـــرة بإذن الله فــي صـــحتك أو أهــل بـــيتك ’ أو دفــع ضـــرّاء عـــنك دون أن تــــدري .

أتــــمنى أن يـــعي بـــعض الــناس مــن خــازنيها ’ أي تــلك الأمــوال ’ والــحارســين عــليها فــي الــتفكــّر بـــفضل الـــصدقــة وعـــظيــم تأثــيرهــا عــلى الــنفس الــبشريـــة ’ قائــلاً لـــها (إذهـــبوا فأنـــتم الــطلقاء فــي وجــوة الـــخير) .

بارك الله فــيك أخــي ’ الــمخطّط الــقطري ’ عــلى حــضورك ومــرورك ’ ونــفع الله بـــك ســائر الــعباد ’ وتـــقبــّل الله طــاعــتك .

بوحارب
10-08-2011, 10:27 PM
جزاك الله خير اخوي مناف

مـــــنــاف
13-08-2011, 03:04 AM
الصدقه و كفالة اليتيم

لن تحتاجون الي احد

بأذن الله عزوجل



تُــــعتبر كفالة اليــتيم مــن الأمــور الــهامــة الــتي حــّث عليـها ديــننا الــحنيف ’ وهــي مــن الأدويــة الــتي تــعمل عــلى مــعالــجة الــنفس الــبشريــة مــن الأمــراض الــنفــسية والــجسدية ، وبــها تتــكامل تلك الـــصورة الــرائــعة للتــعاون والتـــكافل بين المــسلمين فــي أســـمى مــعانــيها .



وكفــالة اليـــتيم مـــن أعـــظم أبــواب الــخير وقـد جـاءت آيـات الــقرآن الـكريم دالة عـلى بـيان فـضل رعـاية اليــتيم ’ وعـظم أجـر كافــله ’ لــقولةِ تعالــى (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) ’ وقال عــّز وجــّل (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) .

وقــد وردت أحـاديث كثـيرة فـي فـضل كـفالة اليتـيم والإحـسان إلـيه ’ مـنها ’ (عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ’ وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) .. رواه البخاري .

ومــنها مـا روي عنـه ’ صلى الله عليه وسلم أنـُه قال : (أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ..؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك) .


واليـــتيم .. هــو الــذي مـات أبـوه ولـم يبـلغ مبـلغ الـرجال ’ فـإذا بـلغ الصـبي الـرشد لـم يعـد يتـيما ’ إلا إذا كــان فـي عـقله ســفه أو جنــون ’ فيـظل فـي حـكم الــيتيم ’ وتسـتمر كفـالته ’ والبنـت تظـّل فـي الكـفالة حتـى تـتزوج ’ لقوله تعالى (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ) .

لـــذلك .. لايـــعلم مـــقدار الأجــر الــوفــير والأثــر الــكبير مــن جــّراء كفـالـة الــيتيم ’ إلاّ مــن قام بــذلك الــعمل الــجلــيل .


ســـعدنا بــوجــودكــم وحــضوركـم (هــبوب الكـوس) ’ فأسـأل الله أن يــحفــظكــم ويــبارك فــيكــم .

فرحة ايامي
13-08-2011, 05:27 PM
كتبت ردا مطولا منذ يومين على ما أعتقد على هذا الموضوع عن تجربة تجيب عن السؤال المطروح من قبلكم أخي الكريم لكن طفلي الصغير الذي يلازمني ضغط على الزر كعادته محى ما كتبت0

ملخص التجربة أني تصدقت ذات مرة بخمسة مائة ريال وهي ما أملكه وقتها في حقيبتي فعوضني الله في نفس الليلة بخمسة آلاف ريال0

لك التحية والتقدير أخي الكريم000 دامت مواضيعك كما هو العهد بك تفيد الدارين الدنيا والاخرة0*

مـــــنــاف
14-08-2011, 01:24 AM
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ" وفي لفظ " إِلَّا جُعِلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَتْبَعُهُ يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ فَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ قَرَأَ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رواه البخاري وأحمد .


جزاك الله خير اخوي مناف على الموضوع المتميز




إن الــمال فــي وقـــتنا هـــذا لهـــو قــوام الــحياة ’ وهـــي مــن الــنعم الــتي أنـــعمهــا الله ســبحانــة وتــعالــى عــلى عـــبادة ’ وقـــد تـــكون وبالاً ونـــقمــة عــلى صــاحــبها إن لــم يـــحســن الــتصــرّف فـــيهــا ’ فـــبِسببة يتــــشرّد الأولاد ’ وتُـــهدم الــبيوت ’ ويــنحرف الأبــناء ’ وقـــد يــرفع أُناس فــي الــدُنيا ’ وتُــــفتح لـــهم الأبــواب ’ وتُــــقّدم لــهم الــطاعــات بـــسبب أمــوالــهم .

ولـــكن ســـوف تـــصبح وبالاً عــليهــم إن لــم يــحســنوّا الــتصرفّ فــيها ’ وذلــك بالإنــفاق عــلى أهــل بــيتهم وأقاربــهم ’ والفـــقراء والــمحتاجــين والأعـــمال الــخيريــة ’ والــتي جــميعها ســوف تــصبّ فــي مــوازيــن أعــمالـــهم .


بارك الله فــيك يا أخــي الــكريــم ’ مــيلان ’ عــلى حــضورك وإثــرائك للـــموضــوع بـــهذا الـــحديـــث الـــشريـــف ’ نــسأل الله أن يــجعـلة بـــميزان حــسناتــك ’ ويـــحفظك الله .

مـــــنــاف
15-08-2011, 01:48 AM
جزاك الله خير اخوي مناف


يامــرحــبا بأخـونا الــعزيـــز (بـــوحـارب) ’ وحــياّك الله وبــيّاك فــي تــلك الإطــلاله ’ والــمُصادِفــة لـــهذةِ الأيــام الــمُباركــة ’ وبالــمناســبة ’ هُــناك مــن أخــبرنـي والــعهــدة عــلى الــراوي ’ بأن مُــشرفنا الــعزيز (عــابر ســبيل) ســوف يــفتتح أول فـــرع مــن فــروع الــكوفي شــوب والــمُتخــصّص فــي شاي الـــكرك ’ والــعلم عــند الله .
أســأل اللــه أن يـــحفــظك ’ ويــتقبّل صــيامـك وقــيامــك .

مـــــنــاف
16-08-2011, 01:11 AM
كتبت ردا مطولا منذ يومين على ما أعتقد على هذا الموضوع عن تجربة تجيب عن السؤال المطروح من قبلكم أخي الكريم لكن طفلي الصغير الذي يلازمني ضغط على الزر كعادته محى ما كتبت0

ملخص التجربة أني تصدقت ذات مرة بخمسة مائة ريال وهي ما أملكه وقتها في حقيبتي فعوضني الله في نفس الليلة بخمسة آلاف ريال0

لك التحية والتقدير أخي الكريم000 دامت مواضيعك كما هو العهد بك تفيد الدارين الدنيا والاخرة0*



يـامــرحبا بأخــتنا الــكريـمة (فرحــة أيامـي) والـحمدلله عـلى سـلامــة الــوصــول ’ وتـقبّل الله صــيامــكم وقيامــكم فــي الــشهــر الــفضيل ’ وكُــنّا نــتمـّنى إثــراء الــمُنتدى بإحــدى الـروائـــع الــتي تُـــسطرّ مـــن عـــقولــكم الــنيرّة ولـــكن قـــدرّ الله ومــاشاء فـــعل ’ لــذا أنــصحكم بارك الله فــيكم بإعــطاء ولـــدكــم يـــحفظة الله ’ كُــل مــاتـبتغية نــفســة ’ حــتى لايـــقوم بالإنــتقام مُـــن اللاّب تـــوب ويُـــفسد عــلينا إبــداعــكن .

الـــحقــيقة .. بأن هُـــناك الــكثير والــكثير مــن الــروايات الــتي جــلبت الــسعادة للآخــرين بــــفضل تــلك الــصدقات وأعــمال الـــخير الــتي يــــقوم بــــها الـــبعـــض ’ لــذا سأروي إحــدى الأحــداث الــتي أبـــلغنــي بـــها أحــد الأصــدقاء والــذين أكــن لـــهم الــمحــبّة فــي الله والإحــترام لـــشخصـــة الــكريـــم .

قال لــي ذات مــرّة : يابــومــحمد ’ أنا لا أمــلك ســـوى راتــبي الــذي لايـــتعــّدى عـــشرون ألـــف ريال ’ نـاهــيك عــلى الــصرف عــلى شــؤن الــمنزل وزوجــة وأربــــعة مــن الـــبنات يـــحفــظهم الله ’ وكــنتُ فـــي كُــل جــمعــة أقـــوم بالــتصــّدق بـــمبلغ وقـــدرة 2000 ريال عــلى الــمحتاجـين ووضــع الــبعض مــنها فــي الــصناديق الــخيريــة الــتي تُــوضــع عــند الــجوامــع .

يـــقول : تـــم إبلاغــي فــي إحــدّى الــمرّات بـــوجــوب ســفري إلــى إحــدى الــدول فــي مــهمــّة رســـمية ’ ولــم أمــلك فــي ذلــك الــوقـــت ســـوى 1000 ريال فـــقط فــي مــحفظــتي ’ وباقـــي عــلى الــراتـــب عــشرة أيام ’ ناهــيك عــن أقـــساط الـــبنك .

الــمُهــم وفــي تــكملتــة لــقصــتّة ’ يــقول : خــجلت أن أبــوح لـــزوجــتي بأني لا أمــلك ســوى ذلك الــمبلغ الــيسير ’ ولــم تُــطاوعــني نــفسي عــلى الإقــتراض أو طــلب الــمُساعــدة مــنها ’ عــلماً بأنــها مُــدرســّة ..!!

ولـــكن قـــدرة الله ســبحانــة وحــكمــته أبـــت أن أُســافـــر وأنا خــالــي الــيــدين ’ فـــبيوم الـــسفر إتـــصل بـــي أحـــد الأصـــدقاء الــذين أنــقطعــت عــلاقــتي مــعهــم مــنذوا فــترة طــويــلة ’ طــالباً أن يُـــشاهــدني لــفترة يــــسيرة ’ فـــرحــبتُّ بــةِ ولــم أعــرف مُــبتغاة ’ وعــند حــضورة لــمنزلــي فـــوجــئت بإعــطائــي مــُغلـّف بــةِ 15000 ريال كــان قــد أســتدانــها مــني قــبل خـــمسة ســـنوات ’ ولــما تــيسّرت أمــورة ’ قام بإرجــاعــها فــي الــيوم الــذي كُــنتُ مــحتاجــاً لــها أشـــّد الإحــتياج ..!!


تلــك يا أخــتنا الــكريـــمة إحــدى الأحــداث الــتي ســـمعــتها مــن أحــد الأصــدقاء يـــحفــظة الله ’ ويالــيت يــتفــّكر الــبعض فـــي الأجــر الــعظــيم والـــثواب الــكبير الــذي يــنالــة فاعــل الـــخير .


بارك الله فـــيكــم يا فــرحــة الأيام ’ وحــفظكم وأبنائـــكم مــن كــل شـــّر ومــكروة ’ وتــقبّل الله طاعــتكم وصالح أعــمالــكم .