المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جَميعُنا موتى لكننا مُجبرين لِنُمارس الحياة ...!



شيخ القبيلة
31-07-2011, 10:43 AM
جَميعُنا موتى لكننا مُجبرين لِنُمارس الحياة ...!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جميعنا نشعر بالضجر أحياناً ولانعرف السبب
رغم أننا نعيش أجمل لحظات حياتنا مع ذوينا وأحبابنا واصدقاءنا ولايُنقصنا شيء


الحياة الآن ليست كالسابق
فكل شي مُتشابه وله نفس اللون والطعم والرائحة
ولحظاتنا التي نعيشها لانستطيع التمييز بين كل لحظة وأُخرى..
لم نعد نشعر بالحب تجاة الناس والأشياء من حولنا
ولم نعد نشعر بقيمة تلك العلاقات التي تربطنا بأهلنا وبأقاربنا وجيراننا
لم نعد نشعر بقيمة الحياة وماتحمله لنا من مُفاجأت
بل على العكس أصبحنا نحن نُفاجىء الحياة بِتَبلد أحاسيسنا
نفتقد للمتعة ...

قديماً عندما كان الأب يُقرر أن يذهب بأبناءه لرحلة برية او بحرية
كان يتصل بالعائلة فيجتمعون يخططون لرحلتهم بحماس وسعادة لاتفارق ملامحهم
يتواجدون في مكان واحد..
ازدحام , ضوضاء , ومشاجرات طريفة نوعاً ما
مواقف بين الشباب والكبار بالسن تكون مبنية على عدم التفاهم
لكنها كانت ممزوجة بالفرح والآلفة والمودة
يذهبون ويستمتعون ولازالوا يتذكرون تلك اللحظات..


أما الآن فبالكاد يخرج الأب مع ابناءه فقط ..
ولايعلم قريبه بذلك
فيغضب لماذا لم تخبرني لنخرج معك..
فيخرجون مرة أُخرى مع بعضهم كتأدية واجب لاأكثر
دون رغبة احدهم بوجود الآخر
تغطي وجوههم ملامح الضجر والملل..
لايوجد حماس او معايشة لحظات الرحلة كما ينبغي
مُفترقين ومُنعزلين ليست هناك مُشاركة في اي شيء
وكأنهم مُجبرين للخروج معاً..
كان ابن العم او ابن الخال قديماً يمون على ابناء أعمامه
لكن الآن هو كالغريب بينهم..
كانت العائلة قديماً تعرف كل صغيرة وكبيرة عن احوال بعضها ..
لكن حالياً تتفاجىء بخبر من صديق او شخص بعيد
يهنئك بخطبة ابنة عمك او ابن عمك...
وأنت آخر من يعلم...


لماذا لم نعد نرى ملامح الوجوه من حولنا وبالأخص من يهمنا أمرهم...؟
لماذا الدم الذي يسري في عروقنا هو نفسه لكننا كالأغراب لايعرف احدنا الآخر...؟
برأيكم لماذا فقد الناس شعورهم بقيمة الأشياء من حولهم,
قيمة علاقاتهم ,وأحاسيسهم تجاه ذويهم قيمة حياتهم ومابها من لحظات
سواء كانت لحظات فرح ام حزن...؟
لماذا كلما توفرت وسائل الراحة زادت الفجوة بين البشر, حتى زاد إتساعها بين افراد الأُسرة الواحدة....؟

يُسعدني أن تُدرجوا مشاركاتكم بمواقف تُثبت صحة ماذكرت وماستذكرون
كعلاقات سطحية بين افراد العائلة
او لحظات كنت تشعر بقيمتها من قبل لكنها الآن تمر دون أن تُلاحظ.....


تساؤلات ارغب بمناقشتها معكم ...

الأستاذ
31-07-2011, 11:54 AM
يا شيخ القبيلة ...السلام عليك
الأمور لم تعد كما كانت ..
وكل ما لها في انتكاس ..
لكن .. هذه طبيعة الأمور .. وأرى تسلسلها مترابطاً للآن ..
وإن كان أكثر عجلةً من غيره ..
فعندما تطغى الحياة المادية على الأنسان ..
ويصبح همّه في كم يجمع .. وما هو المستقبل ..
وأين سيدّرس أبناءه .. وكيف يضمن لهم الوظيفة المحترمة ..
ويلهى بما لديه من تجارة .. ومن وسائل للترفيه تغنيه عمّن حوله ..
طبيعي أن تفتر العلاقات التي تربطه بالآخرين ..
المجتمع المادي أخي هذه أحدى سماته ..
فهو يقتل الروح الإنسانية .. ولا يأبه أبداً للعلاقات الإجتماعية ..
بل يراها عائقاً .. أمام طموحاته ..
وبما أننا حددنا بوصلتنا للتوجه نحو الحياة المادية ـ إلاّ من رحم الله ـ
فيجب علينا دفع هذه الضريبة ..
وما سيأتي أدّهى وأمّر ..
ألم تر المجتمع الغربي الذي هو قدوتنا للأسف ..
ما آل إليه ترابطهم الإجتماعي .. بل الأسري ..
لم يعد الأب أو الأم يرون أبنائهم إلاّ في عيد الأم أو في المناسبات السنوية ..
وأحياناً يكتفون بأرسال هدايا عن بُعد ..
عيل تبغون تلاحقون الغرب في كل شئ ..
وتتم لكم حسناتكم الإجتماعية والثقافية ..
لا يجتمع أخي الحداثة .. والأصالة ..
حتى أن حاول البعض جمعهما في سلة واحدة ..
لا يجتمعان .. هما ضديدان ..
فلا تلوم الحياة الإجتماعية أو التفكك أو الجفاء الأسري ..
لُم نفسك ونفسي .. فنحن من أخترنا أن نكون هكذا ..
ها هو رمضان قد أقبل .. فيه من الحياة الإجتماعية بقايا ..
أتعلم لماذا .. لأننا لم نلوثه كما لوثنا غيره ..
لأننا فقط فيه نمارس عبادة ..
ورغم ما أصابه من بعض المستحدثين ..
إلاّ ان بقاياه العطرة .. تفوح في أرجاءنا خلال هذا الشهر ..
ولكنه سيذهب سريعاً ..
وسنعود .. لما كنّا عليه ..
وإن لم يتداركنا الله برحمته عاجلاً غير آجل ..
سترى ما نحن عليه الآن رغم سوءه ..
نعمة تتمناها .. وأخشى ان لا تجدها ..
نسأل الله العفو والعافية ..
ومبارك عليك الشهر ..

نور الحور
31-07-2011, 01:37 PM
ما شاء الله عليك يا شيخ القبيلة .. ملاحظة موضوعاتك يغلب عليها التأملات في الجانب النفسي .. وأصدقك القول ..هي قريبة جداً مت تأملاتي ...

أنا معك أتساءل ... لما كنا صغار كنا نستشعر وجود الأحباب والأشياء حولنا ..
ما كانت مطالبنا كثيرة .. وكان أدنى شيء يرضينا ..
كانت لمة الأهل والأحباب لها (رونق ) خاص ..
أحياناً أفكر.. هل التبلد من سرعة الزمن و تكالبنا على اقتناء الماديات ؟
أم من تشابه أساليب الحياة بسبب العولمة خصوصاً ..
حتى السفر ما صار له روعة الاكتشاف مثل قبل .. كل شيء مر علينا وشفناه وعرفناه :(

موضوع جميل ..
متابعة..

شيخ القبيلة
31-07-2011, 10:37 PM
يا شيخ القبيلة ...السلام عليك
الأمور لم تعد كما كانت ..
وكل ما لها في انتكاس ..
لكن .. هذه طبيعة الأمور .. وأرى تسلسلها مترابطاً للآن ..
وإن كان أكثر عجلةً من غيره ..
فعندما تطغى الحياة المادية على الأنسان ..
ويصبح همّه في كم يجمع .. وما هو المستقبل ..
وأين سيدّرس أبناءه .. وكيف يضمن لهم الوظيفة المحترمة ..
ويلهى بما لديه من تجارة .. ومن وسائل للترفيه تغنيه عمّن حوله ..
طبيعي أن تفتر العلاقات التي تربطه بالآخرين ..
المجتمع المادي أخي هذه أحدى سماته ..
فهو يقتل الروح الإنسانية .. ولا يأبه أبداً للعلاقات الإجتماعية ..
بل يراها عائقاً .. أمام طموحاته ..
وبما أننا حددنا بوصلتنا للتوجه نحو الحياة المادية ـ إلاّ من رحم الله ـ
فيجب علينا دفع هذه الضريبة ..
وما سيأتي أدّهى وأمّر ..
ألم تر المجتمع الغربي الذي هو قدوتنا للأسف ..
ما آل إليه ترابطهم الإجتماعي .. بل الأسري ..
لم يعد الأب أو الأم يرون أبنائهم إلاّ في عيد الأم أو في المناسبات السنوية ..
وأحياناً يكتفون بأرسال هدايا عن بُعد ..
عيل تبغون تلاحقون الغرب في كل شئ ..
وتتم لكم حسناتكم الإجتماعية والثقافية ..
لا يجتمع أخي الحداثة .. والأصالة ..
حتى أن حاول البعض جمعهما في سلة واحدة ..
لا يجتمعان .. هما ضديدان ..
فلا تلوم الحياة الإجتماعية أو التفكك أو الجفاء الأسري ..
لُم نفسك ونفسي .. فنحن من أخترنا أن نكون هكذا ..
ها هو رمضان قد أقبل .. فيه من الحياة الإجتماعية بقايا ..
أتعلم لماذا .. لأننا لم نلوثه كما لوثنا غيره ..
لأننا فقط فيه نمارس عبادة ..
ورغم ما أصابه من بعض المستحدثين ..
إلاّ ان بقاياه العطرة .. تفوح في أرجاءنا خلال هذا الشهر ..
ولكنه سيذهب سريعاً ..
وسنعود .. لما كنّا عليه ..
وإن لم يتداركنا الله برحمته عاجلاً غير آجل ..
سترى ما نحن عليه الآن رغم سوءه ..
نعمة تتمناها .. وأخشى ان لا تجدها ..
نسأل الله العفو والعافية ..
ومبارك عليك الشهر ..


تسلم اخوي الاستاذ على المشاركة المفيدة والفعالة واكرر الشكر ومبارك عليك الشهر

شيخ القبيلة
31-07-2011, 10:40 PM
ما شاء الله عليك يا شيخ القبيلة .. ملاحظة موضوعاتك يغلب عليها التأملات في الجانب النفسي .. وأصدقك القول ..هي قريبة جداً مت تأملاتي ...

أنا معك أتساءل ... لما كنا صغار كنا نستشعر وجود الأحباب والأشياء حولنا ..
ما كانت مطالبنا كثيرة .. وكان أدنى شيء يرضينا ..
كانت لمة الأهل والأحباب لها (رونق ) خاص ..
أحياناً أفكر.. هل التبلد من سرعة الزمن و تكالبنا على اقتناء الماديات ؟
أم من تشابه أساليب الحياة بسبب العولمة خصوصاً ..
حتى السفر ما صار له روعة الاكتشاف مثل قبل .. كل شيء مر علينا وشفناه وعرفناه :(

موضوع جميل ..
متابعة..

مرحبا اختي نور الحور وتو مانورت الشاشة واشكرك اختي على المشاركة وتسلمين على الكلام الجميل وهذا يدل على انك قمة في الذوق واكرر الشكر ومبارك عليج الشهر

تحداني
31-07-2011, 11:10 PM
اصبت كبد الحقيقه
عندما تقنل وتموت الملامح الإنسانية من البشر .. لا يتبقى منها سوى الماديات

ما كتبته جميل جدا .. والمداخلات أجمل
والحديث عن كل ما ذكرته محتاج لنفسيه ايجابيه لان السلبيه ستعطيها حسن مميت آخر
لذلك دعني اقول استمتعت كثيرا


جملك الله برضاه

المـهـفـة والـســفـرة
31-07-2011, 11:44 PM
لسنا أموات ياأخوي الفاضل :
فلله الحمد والمنه ,, في ناس قلوبها حيةّ

عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .

وقيس عليها من هجروا بيوت الله ,,, وهجروا أهليهم وصلة أرحامهم ,,
ولهثوا وراء الدنيا وشهوات أنفسهم ,,.



تقبل عبوري بصفحتك ,,

أخوك الصغير.

المليونير الفقير
31-07-2011, 11:51 PM
اشكرك على هالطرح المميز ومبارك عليك الشهر وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

.خالد
01-08-2011, 01:48 PM
هل النزعة الفردية هي السبب ؟
هل استغاءنا عن الاخرين هو السبب ؟
هل زيادة المعلومات التي نحصل عليها هي السبب ؟

لا اعرف

اشكر الكاتب ، موضوع رائع