المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية



ارين
31-07-2011, 01:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقدم لكم كتاب " مقدمة في أصول التفسير "
لشيخ الإسلام ابن تيمية

وهو كتابٌ لا يستغني عنهُ مسلمٌ يطمحُ إلى فهم القرآن ومعرفة مناهج المفسرين واختلافاتهم ..
والمقدمة تتضمن قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه والتمييز فى منقول ذلك ومعقوله بين الحق وأنواع الأباطيل والتنبيه على الدليل الفاصل بين الأقاويل
فإن الكتب المصنفة فى التفسير مشحونة بالغث والسمين والباطل الواضح والحق المبين

للتحميل .. اضغط
كتاب " مقدمة في أصول التفسير " (http://ia700309.us.archive.org/34/items/waq93735/93735.pdf)



__________________________________________________ __



هذا بحث عن شيخ الإسلام ابن تيمية وعن كتابه مقدمة في أصول التفسير

- اسمه ونسبه :هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد اللهبن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني الحنبلي .
وذكر مترجموه أقوالاً في سبب تلقيب العائلة بآل (تيمية) منها ما نقله ابنعبد الهادي رحمه الله : (أن جده محمداً كانت أمه تسمى (تيمية)، وكانت واعظة، فنسبإليها، وعرف بها.

وقيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء، فرأى هناك طفلة،فلما رجع وجد امرأته قد ولدت بنتاً له فقال: يا تيمية، يا تيمية، فلقب بذلك.

- مولده ونشأته : ولد رحمه الله يوم الاثنين، عاشر،وقيل: ثاني عشر من ربيع الأول سنة 661هـ. في حرّان .
وفي سنة 667هـ أغار التتارعلى بلده، فاضطرت عائلته إلى ترك حران، متوجهين إلى دمشق ، وبها كان مستقر العائلة،حيث طلب العلم على أيدي علمائها منذ صغره، فنبغ ووصل إلى مصاف العلماء من حيث التأهل للتدريس والفتوى قبل أن يتم العشرين من عمره .
وعني بالحديث وقرأ ونسخ،وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه، وقرأ العربية على ابنعبد القوي ، ثم فهمها، وأخذ يتأمل كتاب سيبويه حتى فهم في النحو، وأقبل على التفسيرإقبالاً كلياً، حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك.هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فُرط ذكائه، وسيلان ذهنه، وقوة حافظته،وسرعة إدراكه
وكان رحمه الله حسن الاستنباط، قوي الحجة، سريع البديهة، قال عنه البزار رحمه الله (وأما ما وهبه الله تعالى ومنحه من استنباط المعاني من الألفاظ النبوية والأخبار المروية، وإبرازالدلائل منها على المسائل، وتبيين مفهوم اللفظ ومنطوقه، وإيضاح المخصص للعام،والمقيد للمطلق، والناسخ للمنسوخ، وتبيين ضوابطها، ولوازمها وملزوماتها، وما يترتب عليها، وما يحتاج فيه إليها، حتى إذا ذكر آية أو حديثاً، وبين معانيه، وما أريد فيه، يعجب العالم الفطن من حسن استنباطه، ويدهشه ما سمعه أو وقف عليه منه .
وكان رحمه الله ذا عفاف تام، واقتصاد في الملبس والمأكل، صيناً، تقياً، براًبأمه، ورعاً عفيفاً، عابداً، ذاكراً لله في كل أمر على كل حال، رجاعاً إلى الله فيسائر الأحوال والقضايا، وقافاً عند حدود الله وأوامره ونواهيه، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا تكاد نفسه تشبع من العلم، فلا تروى من المطالعة، ولا تمل من الاشتغال، ولا تكل من البحث.

في عصر ابن تيمية أثر في علمه ألا وهو: اكتمال المكتبة الإسلامية بكثير من الموسوعات الكبرى في العلوم الشرعية: من التفسير، والحديث، والفقه، وغيرها.
فالسنة مبسوطة، والمذاهب مدونة،ولم يعد من السهل تحديد الكتب التي قرأها وتأثر بها، ولا معرفة تأثير شيوخه عليه بدقة.

- محن الشيخ :امتحن الشيخ مرات عدة بسبب نكاية الأقران وحسدهم، ولما كانت منزلة شيخ الإسلام في الشام عالية عند الولاة وعندالرعية وشى به ضعاف النفوس عند الولاة في مصر، ولم يجدوا غير القدح في عقيدته، فطلبإلى مصر، وتوجه إليها سنة 705هـ. بعدما عقدت له مجالس في دمشق لم يكن للمخالف فيها حجة ، وبعد أن وصل إلى مصر بيوم عقدوا له محاكمة كان يظن شيخ الإسلام رحمه الله أنها مناظرة، فامتنع عن الإجابة حين علم أن الخصم والحكم واحد .
واستمر في السجن إلى شهر صفر سنة 707هـ، حيث طلب منه وفد من الشام بأن يخرج من السجن، فخرج وآثرالبقاء في مصر على رغبتهم الذهاب معهم إلى دمشق.
وفي آخر السنة التي أخرج فيها من السجن تعالت صيحات الصوفية في مصر، ومطالباتهم في إسكات صوت شيخ الإسلام رحمه الله فكان أن خُير شيخ الإسلام بين أن يذهب إلى دمشق أو إلى الإسكندرية أو أن يختارالحبس، فاختار الحبس، إلا أن طلابه ومحبيه أصروا عليه أن يقبل الذهاب إلى دمشق،ففعل نزولاً عند رغبتهم وإلحاحهم.
وما إن خرج موكب شيخ الإسلام من القاهرة متوجهاً إلى دمشق، حتى لحق به وفد من السلطان ليردوه إلى مصر ويخبروه بأن الدولة لاترضى إلا الحبس.
وما هي إلا مدة قليلة حتى خرج من السجن وعاد إلى دروسه، واكب الناس عليه ينهلون من علمه.
وفي سنة 709هـ نفي من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان هذا من الخير لأهل الإسكندرية ليطلبوا العلم على يديه، ويتأثروا من مواعظه،ويتقبلوا منهجه، لكن لم يدم الأمر طويلاً لهم، فبعد سبعة أشهر طلبه إلى القاهرة الناصر قلاوون بعد أن عادت الأمور إليه، واستقرت الأمور بين يديه، فقد كان من مناصري ابن تيمية رحمه الله وعاد الشيخ إلى دورسه العامرة في القاهرة.

وامتحن شيخ الإسلام بسبب فتواه في مسألة الطلاق ، وطُلب منه أن يمتنع عن الإفتاء بها فلم يمتنع حتى سجن في القلعة من دمشق بأمر من نائب السلطنة سنة 720هـ إلى سنة 721هـ لمدة خمسة أشهر وبضعة أيام.
وبحث حساده عن شيء للوشاية به عند الولاة فزوروا كلاماً له حول زيارة القبور، وقالوا بأنه يمنع من زيارة القبور حتى قبر نبينا محمدصلّى الله عليه وسلّم، فكتب نائب السلطنة في دمشق إلى السلطان في مصر بذلك، ونظروافي الفتوى دون سؤال صاحبها عن صحتها ورأيه فيها، فصدر الحكم بحقه في شعبان من سنة 726هـ بأن ينقل إلى قلعة دمشق ويعتقل فيها هو وبعض أتباعه واشتدت محنته سنة 728هـ حين أُخرج ما كان عند الشيخ من الكتب والأوراق والأقلام، ومنع من ملاقاة الناس، ومن الكتابة والتأليف .

- وفاته رحمه الله:في ليلة الاثنين لعشرين منذي القعدة من سنة (728هـ) توفي شيخ الإسلام بقلعة دمشق التي كان محبوساً فيها.

بعض ثناء الناس عليه: قال العلامة كمال الدين بن الزملكاني (ت - 727هـ) : (كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك،ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين ) .وقال أيضاً فيه : (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها.
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذمنها ما يريد، ويدع ما يريد .

وقال أبو البقاء السبكي : (والله يا فلان مايبغض ابن تيمية إلا جاهل أو صاحب هوى، فالجاهل لا يدري ما يقول، وصاحب الهوى يصده هواه عن الحق بعد معرفته به) .

وأما ثناء الإمام الذهبي على شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو كثير، وذِكر ثناء الإمام الذهبي على ابن تيمية هو الغالب على من ترجم لشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى مواضع ترجمة ابن تيمية في كتب الإمام الذهبي، ولعلي أذكر بعض مقولات الإمام الذهبي في ابن تيمية، ومنها قوله:ابن تيمية:(الشيخ الإمام العالم، المفسر، الفقيه،المجتهد، الحافظ، المحدث، شيخ الإسلام، نادرة العصر، ذو التصانيف الباهرة، والذكاءالمفرط).
وقال فيه: (... كان قوالاً بالحق، نهاءًعن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومنخالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه) . وقال الشوكاني رحمه الله (إمام الأئمة المجتهدالمطلق) .

مذهب الشيخ في الفقه: هو المذهب الحنبلي

اسم الكتاب:

لم يُسمها شيخ الإسلام ابنُ تيمية باسم معروف، و سماها بعضهم - مقدمة التفسير - أخذاً من قوله في بدايتها مبيناً سبب التأليف:
" فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية، تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه ... " إلى أن قال: "وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد ".
وقد اشتهرت بعد ذلك باسم مقدمة التفسير لابن تيمية إلى زماننا هذا.

وصف عام للكتاب ، ومنهج المؤلف:

هذه المقدمة صغيرة الحجم، تقع في 46 صفحة بحسب مجموع الفتاوى في الجزء رقم 13 من ص 329 حتى ص 375. وقد ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية استجابة لرغبة بعض طلابه، وقد أشار إلى ذلك في المقدمة.

- وقد ابتدأها بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما مات حتى بين لأصحابه جميع القرآن بمعانيه وألفاظه، ولذلك كان الخلاف بين الصحابة قليلاً، وكذلك عند التابعين .
- ثم فصل الحديث عن تفسير الصحابة والتابعين ونوع الاختلاف الحاصل بينهم في التفسير، وأن الاختلاف بينهم في التفسير قليل، أقل منه في الأحكام، وغالبه من قبيل اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.
واستطرد في ذلك، ثم تحدث عن أهمية معرفة سبب النزول.
- ثم تطرق للاختلاف في التفسير وأنه على نوعين، ما مستنده النقل، وما يعلم بغير ذلك. وذكر أعلم الناس بالمغازي ، ثم ذكر أعلم الناس بالتفسير وهم أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وعكرمة وطاووس وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير، ثم يأتي بعدهم أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، ثم أهل المدينة كزيد بن أسلم الذي أخذ عنه الإمام مالك بن أنس وغيره.
- ثم عرض لبعض مسائل مصطلح الحديث كالتواتر ونحوه وأثر ذلك في اختلاف المفسرين، ثم ذكر مدارس المفسرين وأعلامها، وتحدث عن أدلة كذب الحديث وذكر طرفاً من الموضوعات في التفسير.
- ثم تحدث عن تفاسير المعتزلة وأصولهم في الاعتقاد التي بنوا عليها هذه التفاسير، وذكر رأيه في بعض تفاسيرهم مثل الكشاف للزمخشري، ثم عرض لبعض ضلالات الرافضة والفلاسفة والقرامطة في تأويل القرآن على غير وجهه.
- ثم رتب أصح طرق التفسير ، وأن أعلاها تفسير القرآن بالقرآن فما أجمل أو اختصر في مكان فقد فسر في مكان آخر ... وأن قطع الآية عن سياقها في بعض الأحيان أو دون الرجوع إلى ورودها في مواضع أخرى من القرآن قد أوقع كثيراً من المفسرين في لبس. ثم يليها تفسير القرآن بالسنة النبوية فإنها شارحة للقرآن وموضحة له ، ثم بعد ذلك تفسير القرآن بأقوال الصحابة لكونهم أدرى بذلك لما شاهدوه من التنزيل ، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح ، وقد أطال في ذلك وذكر منزلة تفسير الصحابة ولا سيما ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وقد فصل الرأي في حكم الإسرائليات في كتب التفسير تفصيلاً جيداً نقله عنه ابن كثير ومن بعده ، ثم يليهم التابعون .
- أما التفسير بالرأي المجرد فقد ذهب ابن تيمية إلى تحريمه ، ونقل في ذلك نقولاً كثيرة تغلظ القول في القرآن بالرأي .

أثر هذه المقدمة:

استفاد العلماء الذين عاصروا ابن تيمية والذين جاءوا بعده من هذه المقدمة، وأثنوا عليها.
- فابن كثير - رحمه الله - أورد جملة كبيرة منها في أول تفسيره.
- والسيوطي في كتابه: (الإتقان في علوم القرآن) أورد جملة كبيرة منها كذلك. وكان يصفها بالنفاسة.
- جمال الدين القاسمي في تفسيره محاسن التأويل في المقدمة، أشار إلى مقدمة شيخ الإسلام عدة مرات ونقل منها نقولاً مطولة.
- رشيد رضا نقل منها بواسطة الإتقان للسيوطي ولم يطلع عليها كاملة.

خلاصة ختامية عن هذه المقدمة :
- هذه المقدمة من نفائس ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فقد ذكر فيها قواعد نافعة كعادته في مصنفاته.
-هذه المقدمة ليست متناً بالمعنى العلمي المعروف للمتون، فهي غير مستوعبة لأصول التفسير، ولم تكتب بلغة المتون العلمية الدقيقة، لأنه لم يقصد بها ذلك، وإنما كتبها إجابة لسؤال أحد الطلاب على عجل. ولذلك فإن الذين يقومون بالتوقف عند كل لفظة في شرح هذه المقدمة يضيعون كثيراً من الوقت في توضيح الواضحات، والأفضل أخذ هذه المقدمة كمقاطع تشرح على وجه العموم، لا بفك العبارات كما يفعل مع زاد المستقنع في الفقه الحنبلي مثلاً ونحوه.
- استطرد المؤلف فيها استطرادات كثيرة ليست من صلب الموضوع.
- افتقرت المقدمة إلى الترتيب والتنظيم للموضوعات ترتيباً منطقياً يعين على الفهم والاستيعاب.
- أقبل العلماء عليها وشرحها لمكانة مصنفها عند علماء السنة، وحرصهم على علمه، ولعدم وجود متن بديل معروف عند طلاب العلم يستوعب أصول التفسير.
- تعد هذه المقدمة من أوائل المصنفات في علم أصول التفسير الذي كتبت فيه بعد ذلك المصنفات وخاصة في زماننا هذا ولله الحمد، وهو جزء من علم التفسير الذي يعد جزءاً من علوم القرآن والله الموفق لكل خير.
-وتشتمل هذه المقدمة على خمسين قاعدة مجملة وقد شرحها كثير الشراح مثل الشيخ محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله وغيره ...

رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وأسكننا وإياه في الفردوس الأعلى من جنته