المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلطف ولا تدهن



امـ حمد
31-07-2011, 05:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تلطف ولا تدهن


المداهنة هي,أن يبذل الشخص جزءاً من دينه لإصلاح الدنيا، وليس من ذلك ما كان الشخص مكرهاً عليه، فإنه إذا أكره بما

يخاف عقوبته لا يعتبر مداهناً، كمن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل أن لا يوصف بأوصاف بذيئة، فكثير

من الناس يريد أن يتخلص من الأوصاف القبيحة لدى الآخرين بأن يترك جزءاً من دينه فيترك الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر لئلا يقال فيه كذا من الأوصاف الذميمة، ومن كان يريد أن ينجو مما نجا منه الأنبياء, أن يسلك طريقهم، وهذا الطريق

الموصل إلى الجنة محفوف بالمكاره، فإن الله حين خلق الجنة أرسل إليها جبريل وزينها قبل أن يصل إليها بأنواع الزينة، فلما

رآها ورجع إليه سأله قال,هل رأيتها,قال,نعم، وعزتك وجلالك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، ثم أمر بالنار فأعدت، فأرسله إليها،


فلما رآها، قال,أرأيتها, قال, نعم، وعزتك وجلالك لا يسمع بها أحد فلايدخلها، فأمر بالجنة فحفت بالمكاره وأمر بالنار فحفت

بالشهوات، فأرسل جبريل فنظر إلى الجنة فرجع فقال,وعزتك وجلالك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد، ورأى النار فقال, وعزتك

وجلالك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد، وذلك حين حفت بالشهوات, فلذلك لابد أن يدرك الشخص أن هذا الطريق لابد فيه

من كثير من العقبات والمشكلات، وأنه لا يمكن أن يصبر على دينه، فيجمع بين العافية العاجلة,والعاقبة الآجلة،وبعض الدعاة

وطلاب العلم وغيرهم قد يخرجهم التلطف من حيز المدارة إلى حيز المداهنة، فبدل أن يكون ناصحاّ أميناّ، يسعى لمدارة الناس

ليصلحهم، يسلك مسلك المداهنة ليكسب ودهم على حساب دين الله، وفرق بين الملاطفة والمدارة والمداهنة. قال ابن

القيم,رحمه الله,المداراة صفة مدح والمداهنة صفة ذم، والفرق بينهما أن المداري ,يتلطف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو

يرده عن الباطل، والمداهن ,يتلطف به ليقره على باطله ويتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان ,والمداهنة لأهل النفاق،وقد

ضرب لذلك مثل مطابق وهو حال رجل به قرحة قد آلمته فجاءه الطبيب المداوي الرفيق ,فتعرف حالها ثم أخذ في تليينها حتى

إذا نضجت أخذ في بطها برفق وسهولة، حتى أخرج ما فيها, ثم وضع على مكانها من الدواء والمرهم ما يمنع فساده ويقطع

مادته، ثم تابع عليها بالمراهم التي تنبت اللحم، ثم يذر عليها بعد نبات اللحم ما ينشف رطوبتها، ثم يشد عليها الرباط، ولم

يزل يتابع ذلك حتى صلحت, والمداهن قال لصاحبها لا بأس عليك منها وهذه لا شيء فاسترها عن العيوب بخرقة، ثم اله

عنها فلا تزال مدتها تقوى وتستحكم حتى عظم فسادها,وقد أصاب بعض المداهنين العزوف عن دعوة الحق,وذلك باسم

التلطف، فكم من المهمات يتغافل عنها رغبة في عدم تعكير الأجواء، وقد دأب أرباب الضلال إلى السعي للظفر بمداهنة أهل

الحق ,قال الله تعالى( ودوا لو تدهن فيدهنون)بل تلك هي المداهنة المذمومة والركون المذموم للباطل، وإن كان لديه

مشروع إصلاح واضح لا مجرد تعايش في ود ووئام مع الباطل وأهله، ولا يصح الخلط بين اللطف في الدعوة وبين التنازل عن

ثوابت الدين أو التنازل عن دعوة الناس تلطيفًا لأجواء الحياة, فهناك من يداهن في المهور,ويسعى لإرضائهم ولا يتكلم إلا بما

يطلبه المستمعون,سعيا في زيادة حبهم له,وهذا شأنه كشأن الأول فالمداهنة محرمة أيا كان المداهن، وقد قال النبي,صلى الله

عليه وسلم(من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)

وأما الذين يداهنون من أجل المكاسب الدنيوية فما أكثرهم في سائر الأزمان فكيف الشأن الآن,والمقصود لاطف الناس ودارهم

ولكن لإيصالهم إلى ما يحبه الله ويرضاه، وإلاّ فلا تدهن فتغش ولم تكره, وارض الله ولو بسخط الناس يكتب لك رضاه,واحذر

سخطه فيحل عليك غضبه ومن يحلل عليه غضبه فقد هوى،


أعاذني الله وإياك من ذلك ومن اتباع الهوى.

وأسأل الله عز وجل أن يبصّرنا بديننا وأن يلهمنا رشدنا.

ارين
01-08-2011, 09:27 PM
أعاذني الله وإياك من ذلك ومن اتباع الهوى.

وأسأل الله عز وجل أن يبصّرنا بديننا وأن يلهمنا رشدنا.

اللهم آمين

جزاك الله خير يا أم حمد على موضوعك الرائع هذا وجعله في ميزان حسناتك

امـ حمد
02-08-2011, 12:31 AM
أعاذني الله وإياك من ذلك ومن اتباع الهوى.

وأسأل الله عز وجل أن يبصّرنا بديننا وأن يلهمنا رشدنا.

اللهم آمين

جزاك الله خير يا أم حمد على موضوعك الرائع هذا وجعله في ميزان حسناتك



ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغاليه