المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات في تعدد الزوجات من واقع التجربة ............!!!



واثق بالله
01-08-2011, 11:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


ماذا لو عرف الغربيون قيمة التعدد بصورته الشرعية ؟



نستكمل آفات التعدد هنا قبل تناول ما جاء في
العنوان الرئيس حول قيمته حيث نجد بعض الحمقى
من الأزواج يكثرون التهديد به وكأنه عقوبة، فينغص
على نفسه وعلى زوجه سنوات من الحياة وربما لا
يتيسر له بعد ذلك أن يعدد، بل إن كثيرا ممن يكثر
الكلام في التعدد هو من أبعد الناس عنه وإنما حاله
كحال الجبان إذا خلا بنفسه: (وإذا ما خلا الجبان
بأرض * طلب الطعن وحده والنزالا).
ومن آفات التعدد الجهل بالأحكام الشرعية المتعلقة به،
فلابد للمعدد من التفقه فيما يلزمه من أمور القَسم وما
يجب فيه العدل، وقد يؤدي الجهل بالأحكام الشرعية
المتعلقة بالتعدد عند بعض الصالحين إلى هَم
ووسوسة متصلة وإفراط في الخوف من الميل في أمور
عفت عنها الشريعة ومتى تعلمها استراح. كما ينبغي
للمعدد أن يكون أوسع صدرا من صاحب الواحدة
متصفا بالعقل والحكمة والإنصاف والمعرفة بطبائع
النساء، وإلا لم تستقم حياته بل تضطرب أموره أو
يجور على إحدى الزوجات. أما الغيرة فقد تقدمت
في مزايا التعدد ما لم تخرج عن الحد المعقول، فالمرأة
مجبولة على الغيرة على زوجها وحب الاستئثار به
وهذا من حكم اللطيف الخبير، والغيرة في حدودها
المتعارف عليها هي ملح التعدد حتى إن الزوجات
أنفسهن يتذاكرن مواقف الغيرة بينهن بعد زمن على
سبيل التندر والمفاكهة، ومن يملك كف ابتسامته
عندما يقرأ قصة كسر الصحفة و "كلوا غارت أمكم"
ونحوها من لطائف الغيرة



ماذا لو عرف الغربيون التعدد بصورته ◄
الشرعية ؟
أما مع إسلامهم فذلك خير وبركة عليهم وعلى العالم
وسيجني الجميع ثماره الحلوة، وأما مع بقائهم
على كفرهم ففيه ضرر فادح على البشر وعلى الأمن
والاستقرار لأن التعدد سيترتب عليه لديهم استقرار
أسري بدلا من الضياع الذي يعيشونه حيث تكاد
الأسرة تضمحل، وسيتضاعف عددهم، مما يعني
مضاعفة القوة البشرية المخترعة والمنتجة والمحاربة،
وسينقرض اللقطاء، وتغلق مواخير البغاء وتخف
وطأة الأمراض الجنسية الفتاكة. ولن تحتاج نساؤهم
للكد لتحصيل القوت مع وجود زوج يكفلها وبالتالي
ستتفرغ الزوجة لتكوين أسرة ترفرف عليها السكينة
ويتربى فيها الصغار على البر فتختفي ظاهرة
العقوق وتغلق دور العجزة، وإذا وجدت هذه الأسرة
المستقرة بأكثر من خيار للزوج فلن يشعر بالحاجة
للذهاب إلى دور البغاء ولا حانات الخمر هربا من
همومه، وبذلك يوفر مالا ووقتا وجهدا يعينهم على
بسط ظلالهم على العالم.
وقد أعمى الله بصائر الغربيين عن فضائل تعدد
الزوجات ومزاياه بل بالغوا في تجريمه ومعاقبة
(مقترفه) ولعل الله قدر ذلك لطفا بالبشر لاسيَّما
المسلمين، وذلك لما سيعود على العالم من الشر والأذى
إذا تعاظمت قوة الغرب واستقامت سيرتهم، وعفت
نساؤهم، وكف رجالهم عن عبادة الشهوات، فهاهم
يفتكون بالأمم قتلا وتشريدا وإفسادا واضطهادا
ومجتمعاتهم تتآكل من جراء الرذيلة فكيف إذا قضوا
على الرذيلة وتحولوا إلى مجتمعات نظيفة فاضلة
يسودها الطهر والفضيلة بما فيهما من قوة معنوية
عظمى، اللهم اكفناهم بما شئت.

واثق بالله
01-08-2011, 11:40 AM
يتبع ....


أما لماذا المستقيمون هم أكثر من يتزوج بأكثر من
زوجة فجوابه لا يخفى على لبيب وهو أنهم يرون
في ذلك تحصينا لدينهم وإعفافا لأنفسهم وإحسانا
إلى الأيامى من نساء المسلمين وتكثيرا للأمة واقتداء
بالقدوة الحسنة صلى الله عليه وسلم وتحصيلا
للمصالح الشرعية للنكاح التي لا تحصى وتقديم
حفظ الدين على جمع المال. يعينهم على ذلك قلة
الاكتراث بالجاهلين وعدم التأثر بالثقافات الوافدة،
مع بساطة عيشهم وعدم مغالاتهم في أمور المعيشة،
وثقتهم بأن الرزق بيد الله وأن كثرة الزوجات لن
يحرمهم رزقا كتبه الله لهم، كل هذا وغيره يجعلهم
أكثر الناس حظا بالتنعم بهذه المتعة التي هي باتفاق
العقلاء أعلى المتع الحسية. ولعل ذلك من عاجل
البشرى لهم، في حين يُصرف عنه غيرهم إلى الرذائل
وما يجلب الخزي والندامة.



ماذا لو ساد التعدد في الأمة؟ ◄
إذا ساد التعدد المنضبط بضوابط الشريعة فإنه
يترتب على ذلك آثار حميدة منها أن يكثر عدد الأمة
ويزيد إنتاجها، وتتعاظم قوتها، ويعف رجالها
وتُكفى الأيامى الكد ومزاحمة الرجال على القوت،
وتُستر أعراض أيامى المسلمين، وتكف البغايا عن
البغاء، ويرعوي الزناة عن الزنا، وتكسد تجارة
البغاء وتعلن المدن التي قامت على تجارة الفجور
في الخليج وشرق آسيا وأوروبا وغيرها إفلاسها،
وتصبح مدنا موحشة ليس فيها إلا سكان الضواحي
من أهلها، وتضمحل العنوسة، وتقل الفواحش
وتختفي لفافات اللقطاء من أبواب المساجد وحاويات
القمامة.
وأختم بحكمة (تبدو لي كذلك) سمعتها من بعضهم
مفادها أن الرجال صنفان صنف ميله إلى النساء
أكثر من المال وصنف ميله إلى المال أكثر، ومن صفات
الصنف الأول كرم النفس والعناية بالمروءة والتجمل
والطيب ونحو ذلك، وهو لا يبالي في إنفاق المال
لراحة نفسه وشراء دينه وعرضه، على أن بعض أفراد
هذا الصنف قد تحول موانع دون تزوجه بأخرى،
ومن صفات الصنف الثاني أنه أميل للبخل وأحرص
على جمع المال وأقرب للؤم وأقل عناية بالمروءة، مع
أن بعض أفراد هذا الصنف قد يعدد ولكن للمباهاة
وإظهارا للفحولة، أو لأغراض تجارية. وبتنزيل هذه
النظرية على واقع الناس تجدها منطبقة إلى حد
كبير. لكن لا يعني هذا أن كل معدد هو من الصنف
الأول ولا أن كل موحد هو من الصنف الثاني لما تقدم
بيانه.
ولما كان التعدد من عوامل قوة الأمة فقد كان شائعا
بل هو الغالب على الرجال في زمن عافية الأمة وذلك
لصلاح تلك الأجيال واستقامتها وعفتها وتقديم الدين
على الدنيا. لذا ذكر بعض أهل العلم أنه لا يكاد يوجد
من الصحابة الكرام من اقتصر على زوجة واحدة بل
هم بين مثن ومثلث ومربع، وصلاح آخر هذه الأمة
بما صلح به أولها كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه
الله. ولا شك أن من وقع في الفجور من المتزوجين مع
إمكان التزوج بثانية وثالثة فهو من أشقى الأشقياء
عياذا بالله.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ماذا لو عرف الغربيون قيمة التعدد بصورته الشرعية ؟



بقلم : عبدالعزيز الناصر


جريدة الشرق اليوم