المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلزموا هذا الخلق



امـ حمد
01-08-2011, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الزموا هذا الخلق



الصدق خلق كريم،يحبه الله ورسوله،محبب للنفوس جميعاّ، وهو من الأخلاق الحميدة العالية،فهو خير للعبد في أمور دينه

ودنياه، وسبب لسعادته في الدنيا الآخرة،وقد أمر الله عباده المؤمن بهذا الخلق الكريم،فقال(ياأيها الذين اّمنوا اتقوا الله

وكونوا مع الصادقين)تخلقوا بالصدق في كل مجالات الحياة، اصدقوا في معاملتكم مع ربكم،ومع أنفسكم، وفي تعاملكم مع

الآخرين،فإنه سبب للنجاة في الدنيا والآخرة، ويهديكم إلى البر،والبر يهديكم إلى الجنة، ولا يزال العبد يصدق، ويتحرى

الصدق حتى يكتب عند الله صديقاّ,لسان المسلم لسان صدق وهدى(واجعل لي لسان صدق في الاّخرين)ومقعده مقعد

صدق(إن المتقين في جنات ونهر,في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر)وقدمه قدم صدق، قال الله جل وعلا(وبشر الذين

امنوا أن لهم قدم صدقٍ عند ربهم)ولكن الصدق يحتاج إلى حقيقة لتكون بها صادقًا حقًا،فما كل من ادعى الصدق صادقًا،

ولا كل من تمنى الصدق هو أهله له،فالصدق خلق كريم يمن الله به على من يشاء من عباده،فيخلقهم بهذا الخلق الكريم،

فيكون الصدق خُلقاّ لهم وميزة يعرفون بها بين الناس،أنهم الصادقون إن قالوا، وإن عملوا، وإن وعدوا،فكن صادقًا مع

الله في عبادتك له، فتكون عبادتك خالصة لله،لا تبتغي بعملك رئاء الناس، ولا السمعة والشهرة,فإن الله لا يقبل من الأعمال

إلا ما كان خالصاّ لوجهه الكريم،فمن عمل عملاّ صالحاّ، ولكن أراد بعمله غير الله، وباطنه طلب الثناء من الخلق

وإحسان الظن به، وليتبوأ بينهم مقعداًّ عظيماّ،وليشر إليها بالصلاح والتقى والله يعلم من قلبه خلاف ذلك,فالله لا يقبل إلا

عمل الصادقين الذين صدقوا مع الله في تعاملهم،قال جل وعلا(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاّ صالحاّ ولا يشرك

بعبادة ربه أحداّ)ويقول,صلى الله عليه وسلم(قال الله, أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاّ أشرك معي فيه غيري,

تركته وشركه)وفي لفظ(وأنا منه بريء)اصدق في تعاملك مع الله وفي كل ما تتقرب به إلى الله،فلا يكون هدفك الدنيا

وزينتها، فتكون من الخاسرين(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون,أولئك

الذين ليس لهم في الاّخرة إلا النار وحبط ماصنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون)فالصادقون في تعاملهم مع ربهم على

طريق مستقيم وعلى منهج قويم،والمراءون بأعمالهم والمتمدحون بها لابد أن يخونهم ذلك الرياء،ولا بد أن يستبين

كذبهم، فتراهم متذبذبين في الأعمال،إنما يعملون لأجل الناس، فإذا خلو وحدهم,بارزوا الله بالعظائم(ستخفون من الناس ولا

يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون مالا يرضى من القول)

فالصدق فيه النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.