المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراقبة الله حال الخلوة



امـ حمد
02-08-2011, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مراقبة الله حال الخلوة

ولذا قال سبحانه(إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير)وذلك من انتهكوا محارم الله وهتكوها,قال عليه الصلاة

والسلام(لأعلمن أقواماّ من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات
أمثال جبال تهامة بيضاً ، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا,قال

ثوبان,يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم,قال,أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون

من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)هذا هو شأنهم وديدنهم مع محارم الله فجعلوا الله أهون

الناظرين إليهم,كما في صفة المنافق,إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان,وكتب ابن السماك الواعظ إلى أخ

له,أما بعد أوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ورقيبك ، فاجعل الله من بالك على كل حال في ليلك ونهارك ، وخاف الله

بقدر قربه منك وقدرته عليك ، واعلم أنك بعينه ليس تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره ، ولا من ملكه إلى ملك غيره ، فليعظم

منه حذرك وليكثر منه وجلك ، وكان ابن السماك ينشد,

يا مدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكا
غـرك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا


ومراقبة الله عز وجل حال الخلوة أعظم وفي قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار,فقال أحدهم,
اللهم كانت لي بنت عم كانت

أحب الناس إلي،فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها
سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن

تخلي بيني وبين نفسها,فلما وقعت بين رجليها قالت,يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ، فإن كنت تعلم

أنى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ، ففُرِج لهم,فلما ذكرته بالله تذكر وانتفض وتذكر أن الله مطلع عليه

ناظر إليه,كان لسليمان بن عبد الملك مؤذن يؤذن في قصره بأوقات الصلاة ، فجاءته جارية له مولدة فقالت,يا أمير

المؤمنين إن فلاناً المؤذن إذا مررت به لم يقلع ببصره عني ، وكان سليمان أشد الناس غيرة ، فهم أن يأمر بالمؤذن،ثم

قال,تزيني وتطيبي وامضي إليه فقولي له,إنه لم يخف عني نظرك إلي ، وبقلبي منك أكثر مما بقلبك مني ، فإن تكن لك

حاجة فقد أمكنك مني ما تريد ، وهذا أمير المؤمنين غافل ، فإن لم تبادر لم أرجع إليك أبدا,فمضت إلى المؤذن وقالت له ما قال

لها فرفع طرفه إلى السماء وقال ,يا جليل أين سترك الجميل, ثم قال,اذهبي ولا ترجعي ، فعسى أن يكون الملتقى بين يدي من لا

يخيب الظن,فرجعت إلى سليمان وأخبرته الخبر فأرسل إليه ، فلما دخل على سليمان قال له الحاجب,إن أمير المؤمنين رأى أن

يهب لك فلانة ، ويحمل إليك معها خمسين ألف درهم تنفقها عليها,قال,هيهات يا أمير المؤمنين,إني والله ذبحت طمعي منها

من أول لحظة رأيتها ، وجعلتها ذخيرة لي عند الله ، وأنا أستحيي أن أسترجع شيئاّ ادخرته عنده, فجهد به سليمان أن

يأخذ المال والجارية فلم يفعل ، فكان يعجب منه ، ولا يزال يحدث أصحابه بحديثه,
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني





اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي ، وأسألك خشيتك

في الغيب والشهادة ، وكلمة الحق في الرضا والغضب ، وأسألك نعيما لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع ، وأسألك لذة النظر إلى

وجهك ، والشوق إلى لقائك ، وأعوذ بك من ضراء مضرة ، وفتنة مضلة,

اللهم زينا بزينة الإيمان ، واجعلنا هداة مهتدين .