المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيهات تتعلق بدعاء القنوت للشيخ / بكر ابوزيد رحمه الله



نجد سهيل
02-08-2011, 06:16 PM
التنبيه الأول:

أن التلحين والتطريب والتغني والتقعر والتمطيط في أداء الدعاء منكر عظيم ينافي الضراعة والابتهال والعبودية
وداعية للرياء والإعجاب وتكثير جمع المعجبين به.


التنبيه الثاني:

يـُجتنب جلب أدعية مخترعة لا أصل لها؛ فيها إغراب في صيغتها وسجعها وتكلفها، حتى إن الإمام ليتكلف حفظها
ويتصيدها تصيدا، ومع ذلك تراه يلتزمها ويتخذها شعارا وكأنما أحيا سنّة هجرتها الأمة.

التنبيه الثالث:

ويــُجتنب التزام أدعية وردت في روايات لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنّ في سندها كذابا أو متهما
بالكذب أو ضعيفا لا يقبل حديثه وهكذا.. [وهنا ذكر الشيخ رحمه الله عدد من الأمثلة على ذلك ثم علق عليها بقوله:


ولو أخذ بالصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذكر مبارك سهل ميسور لكان أبرّ وأبرك وأقرب
للإجابة وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم بما دعا به ربه ـ سبحانه ـ

التنبيه الرابع:

ويـُجتنب قصد السجع في الدعاء والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد. وقد ثبت في:
"صحيح البخاري" رحمه الله عن عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال له:
"فانظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون
إلا ذلك الاجتناب" { يعني ترك السجع}
ومن الأدعية المخترعة المسجوعة: ( اللهم ارحمنا فوق الأرض وارحمنا تحت الأرض وارحمنا يوم العرض))
التنبيه الخامس:

ويـُجتنب اختراع أدعية فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة لما تـُحدثهُ من تحريك العواطف وإزعاج الأعضاء
والبكاء والشهيق والضجيج والصعق، إلى غير ذلك مما يحدث للناس حسب أحولهم. وقدراتهم وطاقاتهم قوة وضعفا.
ومنه: تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة أوصافا وتفصيلات ورصّ كلمات مترادفات
يـُخرج عن مقصود الاستعاذة والدعاء إلى الوعظ والتخويف والترهيب.

التنبيه السادس:

يـُجتنب التطويل بما يشق على المأمومين، ويزيد أضعافا على الدعاء الوارد؛ فيحصل من المشقة واستنكار
القلوب وفتور المأمومين؛ مما يؤدي إلى خطر عظيم يــُخشى على الإمام أن يلحقه منه إثم. ولهذا جاء في تفسير
قول الله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} الأعراف/55. أي المتجاوزين ما أمروا
به في الدعاء وغيره ومنه: الإسهاب فيه، ولهذا كان بعض العلماء لا يزيد على كلمات معدودات في الدعاء؛
يدعو بها بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق.

التنبيه السابع:

يـُجتنب إيراد أدعية تخرج مخرج الدعاء لكن فيها إدلال على الله ـ تعالى ـ حتى أنك لتسمع بعضهم في أول
ليلة من رمضان يدعو قائلا:"اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا" وقد يدعو بذلك في آخر رمضان ولا يقرنه بقوله:
"وتجاوز اللهم عن تقصيرنا وتفريطنا".

التنبيه الثامن:

ويـُتركُ زيادة ألفاظ لا حاجة إليها، في مثل قول الداعي: "اللهم انصر المجاهدين في سبيلك" فيزيد : "في كل مكان"
أو يزيد: "فوق كل أرض وتحت كل سماء" ونحو ذلك من زيادة ألفاظ لا محل لها، بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضا
شرعا. ومن الألفاظ المولّدة لفظة: "الشَّعب" في الدعاء المخترع: "واجعلهم رحمة لشعوبهم....."
وهو من إطلاقات اليهود من أنهم شعب الله المختار. ولا يلتبس عليك هذا بلفظ: "الشعب" في باب النسب،
فلكل منهما مقام معلوم. ومن الدعاء بأساليب الصحافة والإعلام، قول بعض الداعين للأمة الإسلامية:
" وهي ترفل في ثوب الصحة والعافية" فمادة : "رفل" مدارها على التبختر والخيلاء؛ فانظر كيف يحصل الدعاء
بأن تقابل النعمة بالمعصية؟ وهكذا بفعل تجاوز السنن وهجر التفتيش بكتب لسان العرب.

التنبيه التاسع:

ولا يأتي الإمام بأدعية ليس لها صفة العموم، بل تكون خاصة بحال ضُرّ أو نصرة، ونحو ذلك. ومنه الدعاء بدعاء
نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ في سورة طه/25_35إلى قوله: {واجعل لي وزيرا من أهلي} إلى آخر الآيات.
ومنه: دعاء الإمام بمن معه : "اللهم أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيرا لنا".

التنبيه العاشر:

ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين، ولا أن يضارهم بوقوف طويل يشق عليهم، ويؤمنون معه على دعاء
مخترع لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم. أو يكونوا في شك من مشروعيته، وبينما هو في حال التغريد
والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج. خير الأمور الوسط الوسيط.....وشرها الإفراط والتفريط.
فيجب على من وفقه الله وأمَّ الناس في الصلاة أن يتقيد بالسنة وأن لا يوظف مزاجه واجتهاداته مع قصور
أهليته وأن يستحضر رهبة الموقف من أنه بين يدي الله ـ تعالى ـ وفي مناجاته، وأنه في مقام القدوة، وتَلقُّن المسلمين
للقنوت المشروع ونشره وتورثهم له. وكان دأب العلماء الاقتصاد في الدعاء ويرون الإسهاب فيه من جملة الاعتداء.


التنبيه الحادي عشر:

لا يُعرف في سنة دعاء القنوت استفتاحه بغير ما ذكر في "المطلب الأول" من المبحث الأول من تعليم
النبي صلى الله عليه وسلم ـ لسبطه الحسن ـ رضي الله عنه : "اللهم اهدنا....) وما ثبت عن أمير المؤمنين عمر
ـ رضي الله عنهما ـ : " اللهم إنا نستعينك...."
والصلاة كلها حمد وثناء على الله تبارك وتعالى، ودعاء القنوت بعد الرفع من الركوع بعد الحمد في قول المصلي:
"اللهم ربنا ولك الحمد..." لهذا فلم أر في المأثور ولم أسمع فيما جرى عليه العمل أن المصلي يجلب أنواعا من
المحامد يستفتح بها دعاء القنوت في صلاة الوتر، ولم أحسُّ لهذا بأثر ولا أثارة إلا من بعض الأئمة بعد عام1400،
والاستدلال له بحديث فضالة بن عبيد ـ رضي الله عنه ـ وهو من إقامة الدليل على غير موضعه،
فلا يستدل به هنا، كما هو الظاهر والله أعلم.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مختارة ومختصرة من كتاب تصحيح الدعاء

"مبحث في تصحيح دعاء القنوت"

فيصل الشمري
02-08-2011, 07:16 PM
جزاك الله خيراً ورحم الله الشيخ بكر ابوزيد

سيف قطر
09-08-2011, 05:45 PM
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/monthly_04_2011/post-91101-1303758870.gif