المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جفاف المشاعر



الـمـرقاب
03-08-2011, 01:29 PM
يقال عنا اننا (العرب) عاطفيون جداً ومشاعرنا
مرهفة ربما أكثر من اللازم، وكثيراً ما تغلب علينا
هذه المشاعر وتفسد علينا العديد من قراراتنا
الصارمة أو القوية أو التي يفترض أن تكون لحظة
المواقف التي تتطلب قرارات حاسمة، طبعاً دون
تعميم شامل فهناك العكس أكيد! ولكن السمة
الغالبة هي كذلك، وبالتأكيد ليس ذلك عيباً يلاحقنا
عاره بل على العكس هي صفة انسانية جميلة
ومميزة فهي على الأقل تخرجنا من الالتصاق
بالعالم الغربي المادي والعملي جداً.

حسناً طالما أننا هكذا وهم كذلك لماذا لا نستطيع
التعبير عن مشاعرنا كما يفعل الغرب (الجافون)؟!
لماذا ليست لدينا لغة حوارية نستخدمها للكشف
عن شعورنا تجاه الآخر؟! لماذا نخجل من افراغ
غضبنا وحبنا وكل الحالات الشعورية التي تضج
بنا من الداخل؟ هل هو الخوف أم الخجل أم عدم
الاعتياد على ذلك؟! قد تكون هذه الأسباب مجتمعة
هي السبب! فالشعور بالخوف من ردة فعل الآخر
سواء أكانت ايجابية أم سلبية ومن تعلقياتهم
وسخريتهم وربما لا مبالاتهم ترهب القلب وتجعله
يتمهل وربما يمتنع عن اخراج عاطفته وأيضاً قد
تشعره بالخجل والاحراج من أن يوصف بصفات
تضعه في دائرة الضعف! وكلاهما كانا لأننا
لم نتعود منذ طفولتنا عن التعبير عن ارائنا
ومشاعرنا بحرية، فالفتاة تُمنع من أن تقول هذا
يعجبني وهذا لا أحبه، والشاب يؤنب لأنه الرجل
الذي لابد أن يكون جافاً وقوياً ولا يظهر ضعفه من
خلال عواطفه، فيكبران وهما مكبوتان غير قادرين
على التجاوب مع المشاعر وواقع احتياجهما للحب
والحنان والتعبير!

قد تكون الفتاة أرحم حالاً لأن
عاطفتها الجياشة ورهافة حسها تجعلها أكثر
اندفاعاً وانزلاقاً نحو الحب والأشياء الجميلة
والتعبير عنها وهذا ما سبب التعاسة للكثير من
النساء اللائي يرغبن دائماً في سماع الكلام الجميل
من الرجل وليس لمجرد السماع بل للتأكيد على
استمرار الشعور! بينما الرجل الشرقي وبطبيعته
الصحراوية يميل إلى الصمت والانزواء بمشاعره
وحيداً ولو كان ينزف حاجة للتعبير عن حبه
وألمه ووجعه ودمعه! وبغض النظر عن هذا الجانب
مجرد التعبير عن الأحاسيس كأن أقول لصديقتي
لم أعد أحبكِ كالسابق وأقول لأخي صديقك وسيم
وأقول لمديري أنت متزمت أو متسيب، يحتاج إلى
مجتمع آخر يفهم ويتقبل ويشعر مثلنا، لذا يعيش
البعض منا بل الكثيرون في رهاب شعوري غير
منطقي وغير واضح سوى أنه ليس من العادة وليس
من الدارج! الأبوان في المنزل يغدقان أطفالهما
صغاراً بالحب والكلمات الجميلة ويساعدونهم
على التعبير الأول ولكن وبعد أن يبدأوا بالكبر
يصعقونهم بالعيب وبكبت المشاعر
كنت أحاول وما زلت أن أغير هذا المفهوم في
محيطي الصغير من خلال علاقاتي بمن حولي
من أهلي وأصدقائي الذين لم أسلم من سخريتهم
المحبة والتي تصفني بأنني لست من أهل الأرض
لكني لم أهتم واستمررت في ذلك وبدأوا يعتادون
كلمة (أحبكم) (يعجبني وجهك) (لا يروق لي
عطرك) وغيرها! حتى باتوا الآن يبادلوني بنفس
التعبيرات وكان هذا يفرحني بصمت وكأنني
كسبت في معركة صعبة ولو أن البعض أحزنني
ممن مازالوا مكبوتي الاحاسيس الذين يكتفون
بابتسامة صامتة تحمل الكثير من التعبيرات
الخفية والتي أقرأها بذكاء! أعتقد أنكم تستطيعون
ذلك مثلي ومثل البعض، حاولوا أن تخرجوا شعورا
ما صادفكم تجاه أي موقف أو أي انسان حاولوا أن
تعودوا ألسنتكم على بعض المصطلحات المنسية،
للوالدين للزوجة للزوج للأخ للصديق للزميل
متأكدة أنكم تستطيعون اختيار الكلمات دون أن
تحرجوا أنفسكم فقط تحتاجون إلى الجرأة.

إلى متى سنعيش تحت الكبت المجتمعي ونقتل
أجمل ما فينا من أجل أشياء غير مقنعة سوى أنها
أتت من العرف والعادة! إلى متى سنحيا مع أناس
لا يعرفون شعورنا الحقيقي تجاههم! إلى متى
سنظل تعساء تحت أناقة البياض والسواد، لا أعرف
هذا السؤال متروك لأرواحكم.
قبل أنا أغلق نافذة هذا الصباح..
ربما رمضان فرصة للتعبير، وكسر المألوف،
فرصة للتواصل الحقيقي بيننا كبشر، والآن من
أين ستبدأون؟
كل عام وأنتم بخير ومبارك عليكم الشهر



بقلم: أمينة عبدالله

intesar
04-08-2011, 10:16 PM
ربما لأن طبيعة حياتنا علمتنا أن نكبت مشاعرنا أمام الآخرين.. فالرجل إذا أدمعت عيناه عبنا عليه فعلته.. والبكاء ضد الرجولة.. لكن الآن تغيرت المقاييس فأصبحنا أكثر حرية في التعبير عما يدور في نفوسنا.. حتى الرجل اليوم أصبح بإمكانه البكاء.. لكن بالمقابل لا بد من ذكر نقطة مهمة ربما غابت عن الكثيرين.. لم الغرب يستخدمون الكثير من كلمات الحب للتعبير عن مشاعرهم ولم يستخدمون الصراحة القاتلة كالقنبلة.. لأن تلك الكلمات أصبحت عادة كشرب القهوة كل صباح.. أو لأن الولد لا يرى أباه إلا مرة كل عام فيغدق الواحد منهم على الآخر بكل ما تعلمه طوال حياته في تلك الليلة.. ليعيدها كل سنة.. أما الصراحة التي تكاد تكون كالقنبلة تنفجر في وجه المتلقي.. لزن الانسان الغربي عملي جدا والمادة غلبت على عاطفته فأصبح شحيحا في حبه.. لذا أرى تلك الكلمات ما هي إلا عادة عندهم.. والحب يكون بالعمل والاخلاص للمحب.. أحيانا يكون أقوى من القول..

دمتم بود..