المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجاء شهر رمصان



امـ حمد
11-08-2011, 04:55 PM
بسم الله الرحمـن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجلوس في بيوت الله لتذاكر أمور الدين,التي يستقبلها المؤمنون من الأمور المهمة التي ينبغي أن تحظى بعنايتنا واهتمامنا,لما



يترتب على ذلك من العوائد الكريمة والخيرات العظيمة والمنافع الجمة التي لا تعد ولا تحصى,أن النبي,صلى الله عليه وسلم,خرج


على أصحابه يومًا وهم جلوس في المسجد يتذاكرون فقال,صلى الله عليه وسلم(ما أجلسكم) قلنا,جلسنا نتذاكر الإسلام وما منّ الله


علينا به، فقال,صلى الله عليه وسلم(آلله ما أجلسكم إلا ذلك)قلنا,والله ما أجلسنا إلا ذلك، فقال,صلى الله عليه وسلم(أما والله


إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل آنفا فأخبرني أن الله يباهي بكم ملائكته)فهذه إشارة عظيمة لمن أكرمه الله تعالى,بحفظ


وقته في مثل هذه المجالس التي تعقد في بيوت الله التي أَذن الله جل وعلا,أن ترفع ويذكر فيها اسمه,ومثل هذه المجالس المباركة


لابد للمسلم أن يصبر نفسه عليها وأن يقتطع لها من وقته,حتى يستفيد وينتفع،وإلا إذا كان لاهياّ منصرفاّ منشغلاّ على أمور دنياه


التي لا تنتهي فلا يتهيأ له معرفة الخير,وإلى ما يرضي الله,تبارك وتعالى,وفي مثل هذه المجالس يتم التوجيه وتأتي


الموعظة,وإيقاظ القلب والضمير,فينتفع الناس ويستفيدون فوائد عظيمة,وقد بقي على دخول هذا الشهر المبارك أيام معدودة


وأوقات قلائل ثم يطل هذا الشهر بخيراته العميمة وأفضاله الكريمة وبركاته المتوالية,فشهر رمضان قد أقبل وإقباله له شأن عظيم عند



المسلمين ووقع عظيم في نفوسهم, لأنهم يتشوقون مجيئه ويتطلعون إلى قدومه,ويفرحون به إذا دخل فرحا عظيما,ومن


أكرمه الله ,جلا وعلا,ومدّ في عمره ليصل ويبلغ هذا الشهر الكريم فهذه منّة عظيمة على العبد ليشارك الناس هذا الموسم العظيم


المبارك,موسم الطاعة والإيمان والتقرب إلى الرحمن,وقد جاء في السنة الصحيحة أن النبي,عليه الصلاة والسلام, كان يبشر


أصحابه بقدوم هذا الشهر،ويقول لأصحابه(هذا شهر رمضان قد جاءكم، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتسلسل


الشياطين)هذه بشارة لكم وتهنئة لكم,وهو أن شهر رمضان قد جاءكم، وأنتم تتمتعون بالصحة والعافية وتنعمون بالأمن والإيمان


والسلامة والإسلام،شهر هو موسم عظيم لكم للإقبال على الله ولمحاسبة النفس وللقيام بطاعة الله ,تبارك وتعالى,وللبعد عن


الأمور التي حرمها الله,جل وعلا,فتهيئوا له واستعدوا لمجيئه واستقبلوه بأحسن استقبال,وشهر رمضان هو ضيف كريم، عزيز


على كل مؤمن، وكل مؤمن يفرح بهذا الضيف،أرأيتم الشخص الكريم الذي يتمتع بالسخاء والجود والبذل والعطاء عندما يقدم


عليه ضيف عزيز القدر عالي المكانة رفيع الشأن،كيف يكون استقباله له,وفرحه به,وضيافته له, فشهر رمضان قد جاء، هذا


الضيف العزيز,فتهيئوا لضيافته،و لإكرامه،واللقيام بحقه، هيئوا أنفسكم لذلك, لأنه كما أنه يأتي سريعا يمضي سريعًا فتهيئوا له،


وأعدوا أنفسكم للقيام بالأعمال الجليلة والطاعات النبيلة والعبادات التي يسرركم أن تلقَوا ربكم تبارك وتعالى بها,ففئه من



الناس,يستقبلون هذا الشهر بالإقبال على الأسواق إقبالا شديدا ليشتروا أصناف الأطعمة وأنواع المأكولات وأطايب المطاعم


فيتسابقون على الأسواق,وكأنهم يستقبلون شهر أكل وشرب وتناول للطعام،وهناك آخرون منّ الله عز وجل,عليهم


بتوفيقه,وأحاطهم بعنايته,فأخذوا يهيئون أنفسهم لرمضان،فيبدأ يرتّب للقرآن لذكر الله ولقيام الليل ولمساعدة المحتاجين,وهناك


أناس يتعاملون مع شهر رمضان تعاملهم مع كل شهر فيمضي عليهم شهر رمضان كما تمضي عليهم بقية الشهور، حتى إن


الليلة جاء في القرآن أنها خير من ألف شهر تمضي على كثير من الناس مضي سائر الليالي وهذه الخسارة فادحة,وإهدار لما لا يليق


بالمسلم أن يهدره،ثم قوله,صلى الله عليه وسلم(ولله عتقاء من النار وذلك في ليله) أن الله ,كل ليلية من ليالي هذا الشهر الكريم


يعتِق أناسًا من النار،فيكونون في تلك الليلة عتقاء لله,من نار جهنم، والمسلم تتوق نفسه بأن يحظى بهذه المنزلة الرفيعة


والدرجة العالية,وهو أن تعتق رقبته من النار،أجارنا الله وإياكم من النار.