المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الإعلام الفاسد المأجور في أفساد أمتنا



المعتدل
16-05-2006, 04:55 PM
إن الناظر و الراصد لما تمر به الأمة الإسلامية من مشارق الأرض إلى مغاربها ، من تكالب لشياطين الإنس و الجن ، وتعاونهم و تجمعهم ، و توحدهم - على الرغم مما بينهم من تفرق - من أجل القضاء علي عناصر القوة في الأمة ؛ سواء كانت عناصر مادية مثل : المواد الخام، و المعادن ، و البترول ، أو عناصر تمدها بالإيمان : مثل المناهج التعليمية الربانية ، و العلماء الربانيين - ليست من قبيل المصادفة ، و لا هي من قبيل إرادة شياطين الإنس و الجن ؛ و لكن ما يجري هو تنفيذ لسنة من سنن الله سبحانه و تعالى في دعوات الرُسل و أتباعهم تجري بقدر حسب ما حدده الله من غير زيادة و لا نقصان ، و الجميع في قبضة الله سبحانه و تعالى : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون } [ الزمر :67 ] .




ولقد قرر الله - سبحانه و تعالى - من فوق سبع سماوات في كتابه العزيز : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } [ الأنعام :112-113] .



قال الإمام ابن كثير في تفسيره :" يقول تعالى : وكما جعلنا لك يا محمد أعداء يخالفونك ويعادونك ويعاندونك- جعلنا لكل نبي من قبلك أيضاً أعداء فلا يحزنك ذلك، كما قال تعالى : { ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا } ، وقال تعالى : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }، وقال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين }، وقال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي ". والشيطان : كل من خرج عن نظيره بالشر ولا يعادي الرسل إلا الشياطين من هؤلاء وهؤلاء قبحهم الله ولعنهم ". [ تفسيرابن كثير ].



والذي يخلص لنا من هذه الآيات كما قال صاحب الظلال : " أن الذين يقفون بالعداوة لكل نبي ; ويقفون بالأذى لأتباع الأنبياء . . هم "شياطين" ! . شياطين من الإنس ومن الجن.. وأنهم يؤدون جميعاً - شياطين الإنس والجن - وظيفة واحدة ! وأن بعضهم يخدع بعضاً ويضله كذلك ، مع قيامهم جميعاً بوظيفة التمرد والغواية وعداء أولياء الله..



ويخلص لنا ثانياً: أن هؤلاء الشياطين لا يفعلون شيئاً من هذا كله , ولا يقدرون على شيء من عداء الأنبياء وإيذاء أتباعهم بقدرة ذاتية فيهم . إنما هم في قبضة الله . وهو يبتلي بهم أولياءه لأمر يريده ، من تمحيص هؤلاء الأولياء , وتطهير قلوبهم , وامتحان صبرهم على الحق الذي هم عليه أمناء . فإذا اجتازوا الامتحان بقوة كفّ الله عنهم الابتلاء وكف عنهم هؤلاء الأعداء وعجز هؤلاء الأعداء أن يمدوا إليهم أيديهم بالأذى وراء ما قدر الله وآب أعداء الله بالضعف والخذلان ; وبأوزارهم كاملة يحملونها على ظهورهم..



ويخلص لنا ثالثاً: أن حكمة الله الخالصة هي التي اقتضت أن يترك لشياطين الإنس والجن أن يتشيطنوا - فهو إنما يبتليهم في القدر الذي تركه لهم من الاختيار والقدرة - وأن يدعهم يؤذون أولياءه فترة من الزمان - فهو إنما يبتلي أولياءه كذلك لينظروا : أيصبرون ? أيثبتون على ما معهم من الحق بينما الباطل ينتفش عليهم ويستطيل? أيخلصون من حظ أنفسهم في أنفسهم ويبيعونها بيعة واحدة لله , على السراء وعلى الضراء سواء . وفي المنشط والمكره سواء ? وإلا فقد كان الله قادراً على ألا يكون شيء من هذا الذي كان!



ويخلص لنا رابعاً: هو أن الشياطين من الإنس والجن , وهو أن كيدهم وأذاهم فما يستطيلون بقوة ذاتية لهم ; وما يملكون أن يتجاوزوا ما أذن الله به على أيديهم..."



الطابور الخامس.. و دور الببغاوات و الإمعات :



" وهناك حكمة أخرى : غير ابتلاء الشياطين , وابتلاء المؤمنين .. لقد قدر الله أن يكون هذا العداء , وأن يكون هذا الإيحاء , وأن يكون هذا الغرور بالقول والخداع.. لحكمة أخرى: { ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون }



أي يلقي بعضهم إلى بعض القول المزين المزخرف وهو المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة بأمره { ولو شاء ربك ما فعلوه } أي وذلك كله بقدر الله وقضائه وإرادته ومشيئته أن يكون لكل نبي عدو من هؤلاء. "



و لتستمع إلى ذلك الخداع والإيحاء قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة.. فهؤلاء يحصرون همهم كله في الدنيا، وهم يرون الشياطين في هذه الدنيا يقفون بالمرصاد لكل نبي وينالون بالأذى أتباع كل نبي ويزين بعضهم لبعض القول والفعل فيخضعون للشياطين , معجبين بزخرفهم الباطل , معجبين بسلطانهم الخادع ، ثم يكسبون ما يكسبون من الإثم والشر والمعصية والفساد ، في ظل ذلك الإيحاء , وبسبب هذا الإصغاء ..



وهذا أمر أراده الله كذلك وجرى به قدره ، لما وراءه من التمحيص والتجربة ، ولما فيه من إعطاء كل أحد فرصته ليعمل لما هو ميسر له ; ويستحق جزاءه بالعدل والقسطاس ، ثم لتصلح الحياة بالدفع ; ويتميز الحق بالمفاصلة ; ويتمحض الخير بالصبر ; ويحمل الشياطين أوزارهم كاملة يوم القيامة.. وليجري الأمر كله وفق مشيئة الله .. أمر أعدائه وأمر أوليائه على السواء.. إنها مشيئة الله , والله يفعل ما يشاء ..



إنها معركة تتجمع فيها قوى الشر في هذا الكون.. شياطين الإنس والجن.. تتجمع في تعاون وتناسق لإمضاء خطة مقررة.. هي عداء الحق الممثل في رسالات الأنبياء وحربه.. خطة مقررة فيها وسائلها.



دور الإعلام الفاسد المأجور :



{ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً }، يزين بعضهم لبعض ، الأمر الذي يدعون إليه ، من الباطل ، و يزخرف له العبارات ، حتى يجعلوه في أحسن صورة ، ليغتر به السفهاء ، و ينقاد له الأغبياء ، الذين لا يفهمون الحقائق ، و لا يفهمون المعاني بل تعجبهم الألفاظ المزخرفة ، و العبارات المموهة ، فيعتقدون الحق باطلاً و الباطل حقاً .. بعد أن يصغوا إليه ، فإذا مالوا إليه ، و رأوا تلك العبارات المستحسنة ، رضوه ، و زين في قلوبهم ، و صار عقيدة راسخة ، و صفة لازمة. ثم ينتج من ذلك أن يقترفوا من الأعمال و الأقوال ما هم مقترفون ، ثم يمد بعضهم بعضاً بوسائل الخداع والغواية ; وفي الوقت ذاته يغوي بعضهم بعضاً ! وهي ظاهرة ملحوظة في كل تجمع للشر في حرب الحق وأهله.. إن الشياطين يتعاونون فيما بينهم ، ويعين بعضهم بعضاً على الضلال أيضاً ! إنهم لا يهدون بعضهم البعض إلى الحق أبداً ، ولكن يزين بعضهم لبعض عداء الحق وحربه والمضي في المعركة معه طويلاً ! [ في ظلال القرآن : سورة الأنعام ، آية 112 – 113 ].



موقف المؤمن من تلك الحرب :



والمؤمن الذي يعلم أن ربه هو الذي يقدر , وهو الذي يأذن , خليق أن يستهين بأعدائه من الشياطين ; مهما تبلغ قوتهم الظاهرة وسلطانهم المدّعى؛ ومن هنا هذا التوجيه العلوي لرسول الله الكريم: { فذرهم وما يفترون }.. فذرهم" أي دع أذاهم وتوكل على الله في عداوتهم ؛ فإن الله كافيك وناصرك عليهم، فهو - سبحانه - من ورائهم قادر على أخذهم , مدخر لهم جزاءهم .

خاربه خاربه
17-05-2006, 01:10 AM
يعطيك العافيه وجزاك الله كل الخير يارب

الشحانية يونايتد
17-05-2006, 11:19 AM
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم
وجعله الله في ميزان حسناتك ونفع الله بك المسلمين