شمعة الحب
16-05-2006, 10:37 PM
السبت الأخضر.. بشرى سلبية أم إيجابية ؟
نواف مشعل السبهان - كاتب وتربوي في التعليم الفني 18/04/1427هـ
nsabhan@hotmail.com
منذ بدء تداول سوق الأسهم يوم السبت الماضي اصطبغ المؤشر فورا باللون الأخضر وأقفلت جميع الشركات على النسب العليا، وكان واضحا أن ذلك كان ردة فعل سريعة وإيجابية مع صدور المرسوم الملكي بتغيير رئيس هيئة سوق المال، وردة الفعل هذه تدفع إلى الشعور بالحذر خوفا من أن تكون مبالغة تدعو إلى التحوط، فهبوط المؤشر المؤلم على مدى الأسابيع الماضية لم يكن لأسباب سوقية منطقية، فالجميع يؤكد وعلى الدوام أنه ليس هناك أي مبرر لاحمرار المؤشر المستمر إلا من فترات قليلة متقطعة كان فيها اللون الأخضر يصارع غريمه اللون الأحمر الذي تكون له الغلبة دائما، وهو ما كان وباستمرار موضع تساؤل عن أين تكمن العلة..؟ هل هي في إدارة سوق الأسهم..؟ أم في أيد خفية تتلاعب به بدافع أنانية مفرطة أو بهدف زعزعة استقرار السوق وضرب المكتسبات الاقتصادية للبلد..؟ فالأمر محير فعلا خصوصا أن كل المعطيات إيجابية تشجع السوق على الأقل على الثبات إن لم يكن لمزيد من النمو.
لقد كان لقرار خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله بتعيين رئيس جديد لهيئة سوق المال أثر إيجابي للوهلة الأولى، ودعم ذلك مسارعة الرئيس الجديد للتصريح بعد ساعات فقط من صدور القرار الذي أشاع جوا من الارتياح أولا لمبادرته بالكلام وثانيا لما قاله من عبارات حملت تطمينا واسعا، وهذا ما كان ينتظره الناس فعلا، فما كان يؤخذ على رئيس الهيئة السابق هو صمته المطبق وعدم تفاعله مع حركة السوق السلبية، وقد يكون لذلك مبرراته ولا شك، فكل شخص له أسلوب في العمل وطريقة في الإدارة قد يصيب فيها وقد يخطئ، ومع تمنياتنا بالتوفيق لرئيس الهيئة الجديد الذي سوف يواجهه كثير من الصعاب والأعباء، فلا بد أيضا من الإنصاف للرئيس السابق لكونه على الأقل اجتهد بصرف النظر عن صوابية اجتهاده من عدمه.
في ضوء ذلك كله لا بد أن نتوقف عند تفاعل السوق المبهر يوم السبت، والذي لا أعلم هل استمر أم لا، وتوقفنا تجاهه يدعونا بالفعل لأخذه بالحذر اللازم ولكن الحذر الإيجابي، فالمثل يقول "من لدغته الحية يخاف من الحبل"، والحكم على إيجابية هذا التفاعل المفرح سوف يكون مرتبطا بما سوف تتخذه الهيئة بتشكيلها الجديد من إجراءات، فالسوق في حاجة إلى عملية دعم مستمر لكي يحافظ على الزخم الذي أصبح عليه يوم السبت الأخضر بتفاعله مع التغيير، والخوف أن تكون ردة الفعل الإيجابية وقتية تؤدي فيما بعد لردة فعل عكسية لا قدر الله حين لا يشعر السوق بجديد وملامح تغيير موضوعية في أسلوب إدارته، ولهذا فالأمر منوط بجملة توقعات نرى فيها عناصر إيجابية أولية ستسهم بلا شك في إشاعة جو من الاطمئنان، وهذا ما يحتاج إليه السوق بالفعل، فليس المطلوب من الهيئة في هذا الوقت اجترار المعجزات وإعادته بلمح البصر إلى ما كان عليه، ولكن المطلوب من الهيئة الآن وبإدارتها الجديدة أن تتخذ عدة خطوات تلعب دورا مؤثرا في تماسك السوق كمرحلة أولى ثم استقرار وضعه ليصبح الارتفاع والهبوط عملية سوق واضحة وليس مثار شكوك وإشاعات وأقاويل تفعل فعلها في غياب التوضيح والمعلومة، وهنا ومن باب الاجتهاد فقط ولصد الغارات السلبية عن السوق فإني أسوق عدة آراء قد تخدم إيجابيا السوق والتي يمكن إيجازها في الأتي:
أولا: أن تسارع الهيئة بإصدار بيان توضيحي مبني على قراءة واقعية وعلمية لأسباب تعرض السوق لذلك الهبوط وانحدار مؤشره الذي أثار الهلع على مدى أسابيع وهدد أرزاق وأموال الناس، فمثل هذا البيان سوف يسهم إسهاما إيجابيا وكبيرا في إعطاء السوق ارتياحا حين تعرف الأسباب وتحدد العلة بقدر الإمكان.
ثانيا: السوق في حاجة ماسة ومستعجلة لاتخاذ قرارات جديدة ذات مضمون فعال وتأثير إيجابي وعملي تهدف لإصلاح أبرز أوجه الخلل الذي اعتراه وتسبب في ذلك الهبوط غير المبرر والمنطقي، ومثال على ذلك لماذا لا يعاد النظر في نسبة التذبذب المطبقة حاليا..؟ فنسبة الـ 10 في المائة لم تعد تتوافق مع التجزئة التي قررت قبل أسابيع، فعندما كانت القيمة الاسمية 50 ريالا كانت هذه النسبة متوافقة، ولكن عندما باتت عشرة ريالات فالأمر اختلف.
ثالثا: الهيئة مطالبة بأن تتواصل مع السوق بشكل دائم ومتواصل من خلال بيان شهري إن لم يكن أسبوعيا يوضح مسار المؤشر بما يعكس متابعتها لما يجري وحتى تضع المتعاملين في الصورة أولا بأول، فغياب المعلومة الموثقة كان أحد أهم أسباب تردي المؤشر واهتزاز السوق.
نخلص من ذلك إلى أن إيجابيات السوق أكثر من سلبياته، والآمال بتحسنه أكثر من التوجس السلبي بهبوطه، وأعتقد أن على المتعاملين فيه الهدوء والتروي وعدم الاندفاع المحموم نحو البيع لحظة الاحمرار، فالوعي الاستثماري سوف يساعد الهيئة على نجاحها خصوصا إذا خرجت من تقوقعها وانعزالها.
نواف مشعل السبهان - كاتب وتربوي في التعليم الفني 18/04/1427هـ
nsabhan@hotmail.com
منذ بدء تداول سوق الأسهم يوم السبت الماضي اصطبغ المؤشر فورا باللون الأخضر وأقفلت جميع الشركات على النسب العليا، وكان واضحا أن ذلك كان ردة فعل سريعة وإيجابية مع صدور المرسوم الملكي بتغيير رئيس هيئة سوق المال، وردة الفعل هذه تدفع إلى الشعور بالحذر خوفا من أن تكون مبالغة تدعو إلى التحوط، فهبوط المؤشر المؤلم على مدى الأسابيع الماضية لم يكن لأسباب سوقية منطقية، فالجميع يؤكد وعلى الدوام أنه ليس هناك أي مبرر لاحمرار المؤشر المستمر إلا من فترات قليلة متقطعة كان فيها اللون الأخضر يصارع غريمه اللون الأحمر الذي تكون له الغلبة دائما، وهو ما كان وباستمرار موضع تساؤل عن أين تكمن العلة..؟ هل هي في إدارة سوق الأسهم..؟ أم في أيد خفية تتلاعب به بدافع أنانية مفرطة أو بهدف زعزعة استقرار السوق وضرب المكتسبات الاقتصادية للبلد..؟ فالأمر محير فعلا خصوصا أن كل المعطيات إيجابية تشجع السوق على الأقل على الثبات إن لم يكن لمزيد من النمو.
لقد كان لقرار خادم الحرمين الشريفين، وفقه الله بتعيين رئيس جديد لهيئة سوق المال أثر إيجابي للوهلة الأولى، ودعم ذلك مسارعة الرئيس الجديد للتصريح بعد ساعات فقط من صدور القرار الذي أشاع جوا من الارتياح أولا لمبادرته بالكلام وثانيا لما قاله من عبارات حملت تطمينا واسعا، وهذا ما كان ينتظره الناس فعلا، فما كان يؤخذ على رئيس الهيئة السابق هو صمته المطبق وعدم تفاعله مع حركة السوق السلبية، وقد يكون لذلك مبرراته ولا شك، فكل شخص له أسلوب في العمل وطريقة في الإدارة قد يصيب فيها وقد يخطئ، ومع تمنياتنا بالتوفيق لرئيس الهيئة الجديد الذي سوف يواجهه كثير من الصعاب والأعباء، فلا بد أيضا من الإنصاف للرئيس السابق لكونه على الأقل اجتهد بصرف النظر عن صوابية اجتهاده من عدمه.
في ضوء ذلك كله لا بد أن نتوقف عند تفاعل السوق المبهر يوم السبت، والذي لا أعلم هل استمر أم لا، وتوقفنا تجاهه يدعونا بالفعل لأخذه بالحذر اللازم ولكن الحذر الإيجابي، فالمثل يقول "من لدغته الحية يخاف من الحبل"، والحكم على إيجابية هذا التفاعل المفرح سوف يكون مرتبطا بما سوف تتخذه الهيئة بتشكيلها الجديد من إجراءات، فالسوق في حاجة إلى عملية دعم مستمر لكي يحافظ على الزخم الذي أصبح عليه يوم السبت الأخضر بتفاعله مع التغيير، والخوف أن تكون ردة الفعل الإيجابية وقتية تؤدي فيما بعد لردة فعل عكسية لا قدر الله حين لا يشعر السوق بجديد وملامح تغيير موضوعية في أسلوب إدارته، ولهذا فالأمر منوط بجملة توقعات نرى فيها عناصر إيجابية أولية ستسهم بلا شك في إشاعة جو من الاطمئنان، وهذا ما يحتاج إليه السوق بالفعل، فليس المطلوب من الهيئة في هذا الوقت اجترار المعجزات وإعادته بلمح البصر إلى ما كان عليه، ولكن المطلوب من الهيئة الآن وبإدارتها الجديدة أن تتخذ عدة خطوات تلعب دورا مؤثرا في تماسك السوق كمرحلة أولى ثم استقرار وضعه ليصبح الارتفاع والهبوط عملية سوق واضحة وليس مثار شكوك وإشاعات وأقاويل تفعل فعلها في غياب التوضيح والمعلومة، وهنا ومن باب الاجتهاد فقط ولصد الغارات السلبية عن السوق فإني أسوق عدة آراء قد تخدم إيجابيا السوق والتي يمكن إيجازها في الأتي:
أولا: أن تسارع الهيئة بإصدار بيان توضيحي مبني على قراءة واقعية وعلمية لأسباب تعرض السوق لذلك الهبوط وانحدار مؤشره الذي أثار الهلع على مدى أسابيع وهدد أرزاق وأموال الناس، فمثل هذا البيان سوف يسهم إسهاما إيجابيا وكبيرا في إعطاء السوق ارتياحا حين تعرف الأسباب وتحدد العلة بقدر الإمكان.
ثانيا: السوق في حاجة ماسة ومستعجلة لاتخاذ قرارات جديدة ذات مضمون فعال وتأثير إيجابي وعملي تهدف لإصلاح أبرز أوجه الخلل الذي اعتراه وتسبب في ذلك الهبوط غير المبرر والمنطقي، ومثال على ذلك لماذا لا يعاد النظر في نسبة التذبذب المطبقة حاليا..؟ فنسبة الـ 10 في المائة لم تعد تتوافق مع التجزئة التي قررت قبل أسابيع، فعندما كانت القيمة الاسمية 50 ريالا كانت هذه النسبة متوافقة، ولكن عندما باتت عشرة ريالات فالأمر اختلف.
ثالثا: الهيئة مطالبة بأن تتواصل مع السوق بشكل دائم ومتواصل من خلال بيان شهري إن لم يكن أسبوعيا يوضح مسار المؤشر بما يعكس متابعتها لما يجري وحتى تضع المتعاملين في الصورة أولا بأول، فغياب المعلومة الموثقة كان أحد أهم أسباب تردي المؤشر واهتزاز السوق.
نخلص من ذلك إلى أن إيجابيات السوق أكثر من سلبياته، والآمال بتحسنه أكثر من التوجس السلبي بهبوطه، وأعتقد أن على المتعاملين فيه الهدوء والتروي وعدم الاندفاع المحموم نحو البيع لحظة الاحمرار، فالوعي الاستثماري سوف يساعد الهيئة على نجاحها خصوصا إذا خرجت من تقوقعها وانعزالها.