المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للعبد بين يدي الله موقفان



امـ حمد
15-08-2011, 04:28 PM
بسم
الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للعبد بين يدي الله موقفـان

موقف بين يديه في الصلاة,وموقف بين يديه يوم لقائه,فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر,ومن استهان بهذا

الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف,قال تعالى(ومن الليل فاسجد له وسبحه طويلا إن هؤلاء يحبون العاجله ويذرون ورائهم

يوماّ ثقيلا) لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر,وله عليه فيه نهي,فإن قام لله في ذلك العضو بأمره واجتنب فيه نهيه,فقد أدى

شكر نعمته عليه فيه,وإن عطل أمر الله ونهيه فيه,عطله الله من انتفاعه بذلك العضو,وجعله من أكبر أسباب ألمه و مضرته,وله

عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه وتقربه منه,فإن شغل وقته بعبودية الوقت , تقدم إلى ربه,وإن شغله بهوى أو راحة

وبطالة تأخر,فالعبد لا يزال في تقدم أو تأخر,قال تعالى(لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)ترك الشهوات لله أنجى من عذاب الله

وأوجب للفوز برحمته,فكنوز البر ولذة الأنس والشوق إليه والفرح والابتهاج به,لا يحصل في قلب فيه غير الله,وإن كان من أهل

العبادة والزهد والعلم,فإن الله سبحانه لا يجعل في قلبه سواه,ويرى الفقر غنى مع الله,والغنى فقرا دون الله,والعز ذلا دونه,والذل عزا

معه,فلا يرى الحياة إلا به ومعه,الله, له جنتان,جنة في الدنيا معجلة,وجنة يوم القيامة مؤجلة,فافترقوا فرقتين,فرقة قابلت,أمره,

بالترك,ونهيه, بالارتكاب,وعطاءه, بالغفلة عن الشكر,ومنعه, بالسخط,وهؤلاء أعداؤه ,صاروا إلى الحسرة والألم,وفرقة

قالوا,إنما نحن عبيدك, فإن أمرتنا,سارعنا إلى الإجابة,وإن

نهيتنا,أمسكنا نفوسنا , وكففناها عما نهيتنا عنه,وإن أعطيتنا,حمدناك وشكرناك,وإن منعتنا,تضرعنا إليك

وذكرناك,فصاروا إلى النعيم المقيم وقرة الأعين,فالفريق الثاني استغشوا الهوى فخالفوه,واستنصحوا العقل فشاوروه,وفرغوا قلوبهم

للفكر فيما خلقوا له,وجوارحهم للعمل بما أمروا به,وأوقاتهم لعمارتها بما يعمر منازلهم في الآخرة,واستظهروا على سرعة

الأجل بالمبادرة إلى الأعمال,وسكنوا الدنيا وقلوبهم مسافرة عنها,واستوطنوا الآخرة قبل انتقالهم إليها,واهتموا بالله وطاعته

على قدر حاجتهم إليه,وتزودوا للآخرة على قدر مقامهم فيها,فجعل لهم سبحانه من نعيم الجنة وروحها,أن آنسهم بنفسه,وأقبل بقلوبهم

إليه,وجمعها على محبته,وشوقهم إلى لقائه ونعّمهم بقربه,وفرّغ قلوبهم مما ملأ قلوب غيرهم,من محبة الدنيا والهم والحزن,وأنسوا

بما استوحش منه الجاهلون,صحبوا الدنيا بأبدانهم , والملأ الأعلى بأرواحهم.

محمد 93
17-08-2011, 02:01 AM
بارك الله فيج

امـ حمد
18-08-2011, 05:27 AM
بارك الله فيج



وبارك الله فيك اخوي

دمعة موحد
25-08-2011, 07:33 AM
جزاكم الله خيرا