المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحساب



امـ حمد
21-08-2011, 04:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحساب

أن الله سبحانه وتعالى,سيعدد على الخلق أعمالهم من إحسان وإساءة، ويعدد عليهم نعمه، ويشمل الحساب ما يقوله الله

لعباده،وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين، وشهادة الشهود، ووزن الأعمال,والحساب منه العسير، ومنه اليسير، ومنه


التكريم،ومنه الفضل والصفح، ويتولى ذلك أكرم الأكرمين,الإمام القرطبي رحمه الله,فيقول, فإذا بعثوا,أي العباد,من قبورهم إلى

الموقف، وقاموا فيه ما شاء الله، حفاة عراة، وجاء وقت الحساب الذي يريد الله أن يحاسبهم فيه، أمر بالكتب التي كتبها الكرام


الكاتبون، بذكر أعمال الناس فأتوها، فمنهم من يؤتى كتابه بيمينه، فأولئك هم السعداء، ومنهم من يؤتى كتابه بشماله أو وراء ظهره،

وهم الأشقياء، فعند ذلك يقرأ كل كتابه,فتوهم نفسك,إذا تطايرت الكتب، ونصبت الموازين، وقد نوديت باسمك على رؤوس

الخلائق,أين فلان بن فلان,هلم إلى العرض على الله تعالى، وقد وكلت الملائكة بأخذك، فقربتك إلى الله، لا يمنعها اشتباه الأسماء
باسمك واسم أبيك، إذا عرفت أنك المراد بالدعاء، إذا قرع النداء قلبك، فعلمت أنك المطلوب،واضطربت جوارحك، وتغير

لونك,خطى بك الصفوف إلى ربك للعرض عليه والوقوف بين يديه، وقد رفع الخلائق إليك أبصارهم، وأنت في أيديهم وقد طار

قلبك واشتد رعبك لعلمك أين يراد بك,فأنت بين يدي ربك في يدك صحيفة مخبرة بعملك ,وأنت تقرأ ما فيها بقلب منكسر، والأهوال

محدقة بك من بين يديك ومن خلفك، فكم من سيئة قد كنت أخفيتها قد أظهرها وأبداها,فيا حسرة قلبك ويا أسفك على ما فرطت فيه

من طاعة ربك(فأما من أوتي كتابه بيمينه)فعلم أنه من أهل الجنة(فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه)وذلك حين يأذن الله فيقرأ كتابه,فإذا

كان الرجل يدعو إلى الخير ويأمر به، ودعي باسمه واسم أبيه فيقدم,حتى إذا دنا أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض في باطنه

السيئات وفي ظاهره الحسنات، فيبدأ بالسيئات فيقرؤها فيصفر وجهه، ويتغير لونه، فإذا بلغ آخر الكتاب، وجد فيه هذه سيئاتك


وقد غفرت لك، فيفرح عند ذلك فرحاً شديداً، ثم يقلب كتابه فيقرأ

حسناته، فلا يزداد إلا فرحاً شديداً،ويؤتى بتاج فيوضع على رأسه،

ويقال له, انطلق إلى أصحابك فبشرهم وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا, فإذا أدبر قال الله(فهو في عيشةٍ راضية) أي

مرضية (في جنة عالية)في السماء ,قطوفها, أي ثمارها وعناقيدها ,دانية, أدنيت منهم، فيقول لأصحابه هل تعرفونني,

فيقولون, قد غمرتك كرامة الله من أنت, فيقول, أنا فلان ابن فلان يبشر كل رجل منكم بمثل هذا (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في

الأيام الخالية)أي في أيام الدنيا,وإذا كان الرجل يدعو إلى الشر

ويأمر به،نودي باسمه واسم أبيه، فيتقدم إلى حسابه فيخرج له كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات،


فيبدأ بالحسنات فيقرؤها ويظن أنه سينجوا، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه,هذه حسناتك وقد ردت عليك، فيسود وجهه ويعلوه الحزن،

وتقنط من الخير، ثم يقلب كتابه فيقرأ سيأته فلا يزداد إلا حزناً ولا يزداد وجهه إلا سواداً، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه,هذه سيئاتك


وقد ضوعفت عليك، أي يضاعف عليه العذاب،فينظر إلى النار وتزرق عيناه، ويسود وجهه، ويكسي سرابيل القطران، ويقال

له,انطلق إلى أصحابك فأخبرهم,وهو يقول(يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية)يعني الموت (هلك عني

سلطانيه) (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه)والله أعلم بأي ذراع,وأما من أوتي كتابه وراء

ظهره فتخلع كتفه اليسرى، فتجعل يده خلفه فيأخذ بها كتابه، قال مجاهد,يحول وجهه في موضع قفاه فيقرأ كتابه كذلك,وإن كنت من

السعداء، وقد خرجت على الخلائق مسرور الوجه، قد حل لك الكمال والحسن والجمال، كتابك بيمينك، آخذ بأصبعك ملك ينادي على

رؤوس الخلائق,هذا فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً,أما إن كنت من أهل الشقاوة، فيسود وجهك، وتتخطى

الخلائق، كتابك في شمالك أو من وراء ظهرك، تنادي بالويل والثبور، وملك آخذ بأصبعك ينادي على رؤوس الخلائق,إلا أن فلان بن فلان

شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً,وأول مايحاسب يوم القيامة,الفرائض من صلاة وزكاة، يقول ربنا ,جل وعلا لملائكته

وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاّ قال انظروا هل لعبدي من تطوع،

فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه,والدماء وسفكها بغير حق، قال رسول الله ,صلى الله عليه وسلم(كل ذنب

عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركاّ أو يقتل مؤمنا متعمداّ)والعمر,والمال,والجسم,والعلم، والدليل قوله صلى الله عليه وسلم(لا

تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه

وعن جسمه فيما أبلاه)والنعم وشكرها، قال الله تعالى( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)والحواس واستعمالها، قال تعالى( إن السمع

والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)والمسؤولية والأمانة، قال تعالى(وقفوهم إنهم مسؤولون)قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم( ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع عليهم وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته

وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي

مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه)


والحقوق والمظالم،يقول الله تعالى(أنا الديان، أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ,ولا ينبغي لأحد من أهل النار

عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة ,

أسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.

مستجدة
22-08-2011, 02:49 AM
اللهم اجرنا من يوم الحساب وجعلنا ممن يعطى كتابه بيمنه نحن وامة محمد اجمعين

جزاك الله خير اختي ام حمد

امـ حمد
22-08-2011, 06:20 AM
اللهم اجرنا من يوم الحساب وجعلنا ممن يعطى كتابه بيمنه نحن وامة محمد اجمعين

جزاك الله خير اختي ام حمد





وبارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس

ZURICH
22-08-2011, 06:48 AM
آية من ايات الكتاب الكريم تستوقفني كلما قراتها وهي تتكلم عن حال الكفار إذا حشروا استقلوا مدة حياتهم في الدنيا

حتى كأنها قدر ساعة عندهم .. والأية في آخر صورة " النازعات "

( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) الآية 46

الله يجزاك كل خير ام حمد

امـ حمد
23-08-2011, 06:27 AM
آية من ايات الكتاب الكريم تستوقفني كلما قراتها وهي تتكلم عن حال الكفار إذا حشروا استقلوا مدة حياتهم في الدنيا

حتى كأنها قدر ساعة عندهم .. والأية في آخر صورة " النازعات "

( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) الآية 46

الله يجزاك كل خير ام حمد



جزاك الله كل الخير