المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأنه هو أضحك وأبكى



امـ حمد
22-08-2011, 04:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البكاء هو مظهر من مظاهر انفعال النفس الإنسانية كما إنه فطرة بشرية,قال الله تعالى(وأنه هو أَضحك وأَبكى)يعني أفرح وأحزن,لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع


إليه ابن ابنته وهو في الموت, ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال له سعد, ما هذا يا رسول الله قال( هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده, وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم


دخل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه، وهو يجود بنفسه, فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان,فقال له عبد الرحمن بن عوف,وأنت يا رسول الله, فقال, يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى فقال, إن العين تدمع،


والقلب يحزن, ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)فوائد البكاء،فهي جلاء للهموم والتماس للراحة ورقة للقلب ونقاوة للنفس,وهو نعمة من الله, لأنه اصدق تعبير عن المشاعر الإنسانية, فالطفل


الصغير يبكي فنلبي حاجته وهنا البكاء أداة تعبير وحيدة تعوضه عن الكلام والحركة حتى يتمكن من التواصل مع الآخرين,أما بالنسبة للكبار فالأمر يختلف,عندما نحزن نبكي,وعندما نفرح نبكي,والدموع للعين تغسلها وتنقيها تماماً


من اي ميكروبات أو افرازات أخرى,فالبكاء المخرج الأفضل لكل التوترات النفسية والانفعالات لأنه لو أخفى الإنسان هذه التغيرات النفسية والعصبية بداعي الرجولة والخوف من الضعف أمام الآخرين أو الشعور


بالانهزامية,فهنا تكمن الخطورة. حيث سيعاني من العقد والمشكلات،حيث سيؤدي ذلك لارتفاع ضغط الدم المنتشر كثيراً هذه الأيام وربما لإظهار داء السكري, كذلك حبس البكاء والمشاعر كثيراً ما يؤدي


إلى تقرح بالمعدة وأمراض القولون العصبي ولهذا نجد أن النساء وهن أكثر قدرة على البكاء,بسبب الاختلاف الهرموني عن الرجال ولأن البكاء ربما يكون مظهراً مقبولاً من السيدة كتعبير عن الرقة أو الضعف, لهذا نجد أنهن


اقل عرضة لكثير من الأمراض التي تنجم عن عدم البكاء,لذلك علينا ألا نحرم أنفسنا رجالاً ونساءً من البكاء ,حرصاً على الصحة حتى ولو من وراء حجاب,ولايشكل البكاء غسولا للعين من السموم ولكنه يساعد البدن أيضا على طرح


سمومه وبالتالي راحة النفس,فمن خلال البكاء يشعر الإنسان بالارتياح من ثقل يتعب كاهله، وان الكبت قد يؤدي إلى نتائج وخيمة،إن البكاء يخفف من حدة التوتر والضغوط النفسية,فكثير من الرجال ,يبكون بصمت,كما يقولون,عيب


على الرجل ان يبكي,ومن الناس ممن يتألمون أو يحزنون يلجأون لتناول المهدئات للتغلب على مظاهر الأسى والحزن وهذا نوع من الكبت، والذي قد يظهر فيما بعد على شكل اضطراب نفسي شديد ولو بعد حين، ان كبت


مشاعر الحزن وعدم التعبير عنها قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأمراض العضوية كتقرح الأمعاء أو قرحة المعدة،وذلك بسبب التوترات والضغوط المتواصلة ,فالبكاء والصياح والصوت الحاد المرتفع, كلها وسائل تعبيرية


عن حالة انفعالية مرتبطة بالغضب أو الحزن،فقد تبين ان البكاء ينشط الغدد الدمعية ويغسل مقلة العين ويطهرها ويقلل من الضغط الذي نتعرض له,قال الله تعالى(وأنه هو أضحك وأبكى)الضحك المعتدل بلسم للهموم وللأحزان،


وله قوة عظيمة في فرح الروح، قال أبو الدرداء,إني لأضحك حتى يكون إجمامًا لقلبي، وكان أكرم الناس صلى الله عليه وسلم يضحك أحيانًا حتى تبدو نواجذه، وهذا ضحك العقلاء العارفين بداء النفس ودوائها، والضحك ذروة


الانشراح، وقمة الراحة، ونهاية الانبساط، ولكنه ضحك بلا إسراف، فإن كثرة الضحك تميت القلب، ولكنه التوسط، قال عليه الصلاة والسلام (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)وليس ضحك الاستهزاء والسخرية، قال تعالى(فلما جاءهم


باّياتنا إذا هم منها يضحكون)ومن نعيم أهل الجنة الضحك قال تعالى(فاليوم الذين اّمنوا من الكفار يضحكون)وكانت العرب تمدح ضحوك السن، وتجعله دليلاً على سعة الصدر، وجود الكف، وسخاوة الطبع، وكرم السجايا، ونداوة الخاطر,



والحقيقة أن الإسلام بني على الوسطية والاعتدال، فلا عبوس مخيف قاتم، ولا قهقهة مستمرة عابثة.