تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس الهيئة.. نجم السوق



شمعة الحب
17-05-2006, 08:13 PM
رئيس الهيئة.. نجم السوق
فهد بن عبد الله القاسم - - - 19/04/1427هـ
falkassim@fincorpgroup.com

رغم إنني لا أعرفه، وهو لا يعرفني، ولم يسبق أن تقابلنا أو تهاتفنا أو تبادلنا الرسائل، إلا إنني أتمنى له كل النجاح من كل قلبي.. وأنا كنت أغبطه على ثقة المسئولين إلا أنني أحمد الله على أنني لست مكانه، المهمة التي أمامه ليست مستحيلة وإن كانت العقبات كبيرة، إنه معالي رئيس هيئة السوق المالية..المكلف.

بمجرد صدور القرار الملكي استبشر الناس، وبدأت رسائل الجوال تزف البشرى والاتصالات الهاتفية تستفسر بين مصدق ومكذب، ومن الغد بدأ المؤشر بالاخضرار وأقفل مرتفعاً مبتسماً متفائلاً بعدما كان معبساً حزيناً كئيباً، ارتفعت أسهم الشركات بالنسب العليا، ما الذي حدث ؟ الاقتصاد هو الاقتصاد وسعر البترول لم يتغير والإنفاق الحكومي متميز كما كان.. الذي حدث أن نجم السوق الحقيقي تغير.. لقد تغيرت نفسيات المتعاملين، لماذا؟ لأن رئيس الهيئة تغير.. لم يتغير أي شيء آخر، هل نستطيع بذلك اعتبار رئيس الهيئة نجم السوق أو صانعه ؟

مشكلة كبرى أن نتوقع أن شخصاً واحداً مهما كان وزنه أو وظيفته أو سلطته يستطيع أن يرفع السوق أو يحرك المؤشر، وهذا الارتفاع يجب ألا ينسب إلى أحد حتى إذا انهار السوق لا يعلق هذا المسكين على خشبة المشنقة.

خطأ كبير نقع فيه عندما نتوقع أن السوق يجب أن يتحسن والتحسن المطلوب يتجلى بكل معانيه في ارتفاع مؤشر السوق وزيادة أسعار الأسهم، هذا يدلل بشكل لا يقبل الشك مدى جهلنا كمجتمع وكبيئة ومتعاملين بالمهام الحقيقية والدور المناط هيئة السوق المالية.

المشكلة لم تكن أبدا في انخفاض المؤشر أو انهياره بمعنى أصح، ولكن كانت في الارتفاع الكبير البالوني الذي وصل إليه، وإن كان في ظاهره يعكس طفرة غير مسبوقة للسوق، إلا أنه في الواقع يشكل تضخماً غير طبيعي وتورماً مرضياً اقتصادياً، والاقتصاديون يعرفون ذلك والمحللون يؤمنون بهذه الحقيقة بل والمستثمرون العقلاء الصادقون مع أنفسهم يؤكدون هذه النتيجة.

أعتقد أن استقرار السوق عند مؤشر ما بين 8 و 9 آلاف نقطة هو المؤشر العادل للسوق، حتى لا تتكرر الكوارث والانهيارات، لأن كل ارتفاع غير منطقي وغير مبرر وغير عادل سيتبعه انخفاض منطقي ومبرر وعادل للسهم لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، فالمكررات الفلكية التي وصل إليها السوق خلال العام الماضي لم تكن أبداً في حسابات المنطق والعقل، وبالتأكيد ستؤدي عقلانية السوق إلى تركيز العقول وتأكيد المنطق في التصرفات، وستجعل كل تاجر يلتفت إلى تجارته وكل مصنع ينتبه لمصنعه وكل موظف يحرص على وظيفته وكل معلم يربي تلامذته.

لكن.. لماذا لن يصعد المؤشر ؟ لاعتقادي بأن عوامل الارتفاع الجنوني قد ولت إلى غير رجعة، فالمتطفلون تأدبوا والمقامرون خسروا وخرجوا، وبالتأكيد البنوك لن تقرض المتعاملين كما في السابق.

إحدى المشكلات الرئيسية في سوقنا المالية المتعاملون وثقافتهم الاستثمارية والمعلوماتية وخبرتهم الاقتصادية والمالية، وإن كنت لا أبريء الهيئة مما يحدث في السوق، ولا أريد زيادة جراح المتعاملين بالأسهم، ولكن من عجائب السوق لدينا وجود ثمانية ملايين متعامل يشكلون ثمانية ملايين مضارب هم أنفسهم ثمانية ملايين محلل مالي وهؤلاء يشكلون نصف الشعب السعودي، وعند كل انخفاض في السوق أو أي هزة في المؤشر تظهر شماعة الهيئة، وعندما كان المؤشر يتصاعد والأرباح تتزايد والأسهم تُنسب بالأخضر كان الجميع مبسوطين، فالمتعاملون لا يعلمون حقيقة ما هو دور الهيئة وما علاقتها بالسوق وما حدود صلاحيتها أو آليات عملها؟

المساهمون لدينا لا يسمعون ولا يقرأون ولا يستنصحون ولا يستشيرون، وإن فعلوا فهم يلجأون للمصدر الخطأ.. فمن توصيات الجوال إلى نصائح منتديات الإنترنت وانتهاء بالشائعات ونصائح الخبراء في صالات التداول.

ومن باب أن المؤمن مرآة أخيه، ألخص فيما يلي نصيحتي للرئيس المكلف:
أن تكون أول مهمة له هي البحث عن رئيس جديد دائم للهيئة، وأن يكون من قطاع الأعمال ويتحلى بمستوى عال من الثقافة الاستثمارية والمعرفة العلمية بالأسواق وقواعد الاستثمار، وأن يكون لديه خبرة مباشرة في الاستثمار في الأسواق العالمية.
أن يفصل سوق الأسهم (البورصة) عن هيئة سوق المال بحيث يكون للسوق رئيس تنفيذي و لجنة تنفيذية وآليات عمل تفصيلية منفصلة تماماً عن الهيئة وأعمالها التي تتوسع كثيراً لتشمل آليات تطوير السوق والإشراف على الشركات العاملة واستصدار التراخيص واستكمال الآليات لعمل السوق بشكلها الصحيح.
تطالب الهيئة المتعاملين والشركات بالشفافية المطلقة، ويفاجأ في كل مرة بأن الهيئة تفتقد التعاطي بشفافية مع قراراتها التي تصدرها وتفاجأ بها السوق والمتعاملون، لذلك على الهيئة تجهيز السوق وإمداده بالمعلومات اللازمة حول أي تعديلات أو تغييرات ستقرر على الأنظمة أو القواعد أو الآليات في الوقت المناسب وبالتفصيل المناسب.

أخيراً.. أعتقد أن مشكلتنا الحقيقية في هيئة تريد أن تطبق أفضل ما في الأسواق العالمية من نظم ولوائح وقرارات، على سوق لا تتوافر فيه مقومات السوق العالمية، لا من حيث النضج ولا من حيث عدد الشركات المدرجة ونوعيتها، ولا من حيث نوعية المتعاملين وثقافتهم، ولا من حيث تحكم المضاربين بالسوق، ولا من حيث توافر الكفاءات التحليلية المساندة للسوق، ولا من حيث توافر شركات الوساطة، ولا من حيث توافر الأدوات الاستثمارية البديلة للمستثمرين صغاراً وكباراً.

ختاماً.. دعائي للهيئة ومعالي رئيسها بالتوفيق وكل رئيس للهيئة وأنتم بخير.

1164 قراءة


تعليقات الزوار
19/04/1427هـ ساعة 2:41 مساءً (السعودية)

شكرا على هذا الايضاح الصريح عن تضخم السوق ولكن هل يعلم كاتبنا الكريم مهي مكررات كثير من الشركات القويه في السوق الان !!!؟

وصول المؤشر الى 9000 و 8000 فيه ايضا اجحاف باسعار كثير من الشركات القياديه والتى لها مكررات ربحيه متدنية جدا , فكما نرفض التضخم الكبير والبالغ فيه نرفض ايضا ان نرى باسعار متدنية وهزيله لشركاتنا , وعلى العموم لا احد يستطيع انزال السوق او رفعه بعد الله الا قوه واحده هي قوة العرض والطلب .
وفي النهايه لا يصح الا الصحيح , فشركة سابك وسافكو والاتصالات و و و الخ , الان يتم تداولها باقل من سعر بيشه الزراعية بكثير !!!! فسبحان الله .