Darco
24-08-2011, 10:38 AM
كنت ولا زلت أقول أن مشكلة العرب ليست حكامهم, ولكنها ثقافتهم التي سيظل الوهن فيهم ما ظلّت.
أكتب هذا المقال ونحن في الرابع والعشرين من رمضان 1432, بعد أن منَّ الله على عباده في ليبيا أن يدخلوا وكر طاغيتهم ويرفسون أصنامه أمام شعوب العالم وطواغيتها. مع هذا المنظر, تذكرت الثمن.. وهو آلاف القتلى خلال الفترات السابقة, آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحي ومئات آلاف المشردين, وهدم كبير للبنية التحتيّة وهدم كبير للمنشآت النفطية!! ثم استذكرت تسلسل الأحداث, لأقول أن أن مشكلة الليبيين هي انفسهم وليس معمّر!
حينما خرج الناس في البيضاء وبنغازي ودرنة ومصراته وطرابلس أول أيام الثورة يحملون مطالبهم على شكل لافتات وشعارات, خرج مقابلهم ليبيون –أكانوا قادة أو مرتزقة .. فيهم في النهاية ليبيون- وأمطروهم بمضادات الصواريخ, في مشهد مخزٍ أسود في تاريخ الإنسانيّة. مات المئات, فانتفض الناس بقوّة وجابهوا مضادات الطائرات هذه المرة بأسلحة. حينها, كان هناك الكثير من الشعب نفسه يبرر ويختلق الأسباب ويسجد لصور ربّه معمر القذافي, ولم تحرّك دماء من سقط في جسده شعرة بل رأى أنه مبرر. ثم أنهم أيّدوا وزحفوا بأنفسهم في "زحفهم المقدّس" لـ"تطهير" بنغازي من الشعب الذي لايريدونه, قصفوهم بالطائرات والمدفعية الثقيلة والدبابات, حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً وسلط على الظالمين ظالمين أشد منهم, فكان أن ولّى الجمع الدبر وحلت عليهم حمم من السماء نكالا بما اقترفوا في حقوق شعبهم!!
كل هذا حصل .. لو أن الناس وقادة الجيش انفضّوا من حول مجنونهم أول الأمر لما خسرت ليبيا غير شهدائها قتلى أصحاب القبعات الصفر, ولكنهم أمعنوا في الطغيان وأبوا إلا العناد, واستمرّوا فيه حتى استنزفوا كثيرا من مواردهم وسلاحهم, وشعبهم بشكل أهم.
الأمر نفسه يحصل في سوريا الآن, سوريا الشام التي قال عن شعبها عبدالله الزبير ذات يوم: وددت لو أن لي من كل عشرة من أهل العراق واحدا من أهل الشام صرف الدرهم بالدينار! سوريا الآن يحكمها شخص غير مسلم يقول كلابه لشعبه "قل لا إله إلا بشّار الأسد", يحدث هذا وأشلاء الناس تملأ المستشفيات يوميّاً, بينما أهاليهم من المناطق الأخرى يكتفي أفضلهم بالتفرّج ويقوم أشقاهم –وهم كُثُر- بمساندة الكفر البواح الذي تقشعر منه الأبدان! يحصل هذا والبلاد تستنزف, لأن الشعب نفسه أشرأب ثقافة الخنوع وقبول الطغيان, والإيمان به أحياناً!
أتخيّل لو أن مثل حادثة القبعات الصفر قد حصلت في الأرجنتين, أو اليابان, أو ألمانيا, أو سويسرا .. هل سيقف الناس متفرجين؟ لا أعتقد هذا لسبب بسيط وهو أن الناس لايملكون الثقافة الموجودة عندنا. حتى لو آمنوا أن قائدهم هو النقاء في صورة انسان فإن قتله فرداً من الشعب يحوّل صورته في أعينهم إلى الشر في شكل بشر. لو حصل هذا لأمتنع قادة الجيش عن إطلاق النار, ولأمتنع الناس عن تأييده ولقي نفسه في العراء لا ملجأ له, فكفتهم غيرتهم وثقافتهم كل هذا القتل والدمار, وعاشوا مجدداً في نعيم بعيداً عن هلوسات فكر هذا الفرد القرد.
نحن نحتاج لأن نغيّر من الثقافة التي تبرر القتل والتجويع وسجن الخلق لأنهم لا يحبون الحاكم, أو الثقافة التي ترى أن بقائي حيّاً آكل وأشرب هو كافٍ حتى لو رأيت جيراني يسحلون في الشوارع, وحتى لو تم تعذيب أخي والطلب منه أن يؤمن بديانة تؤلّه الحاكم.
أكتب هذا المقال ونحن في الرابع والعشرين من رمضان 1432, بعد أن منَّ الله على عباده في ليبيا أن يدخلوا وكر طاغيتهم ويرفسون أصنامه أمام شعوب العالم وطواغيتها. مع هذا المنظر, تذكرت الثمن.. وهو آلاف القتلى خلال الفترات السابقة, آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحي ومئات آلاف المشردين, وهدم كبير للبنية التحتيّة وهدم كبير للمنشآت النفطية!! ثم استذكرت تسلسل الأحداث, لأقول أن أن مشكلة الليبيين هي انفسهم وليس معمّر!
حينما خرج الناس في البيضاء وبنغازي ودرنة ومصراته وطرابلس أول أيام الثورة يحملون مطالبهم على شكل لافتات وشعارات, خرج مقابلهم ليبيون –أكانوا قادة أو مرتزقة .. فيهم في النهاية ليبيون- وأمطروهم بمضادات الصواريخ, في مشهد مخزٍ أسود في تاريخ الإنسانيّة. مات المئات, فانتفض الناس بقوّة وجابهوا مضادات الطائرات هذه المرة بأسلحة. حينها, كان هناك الكثير من الشعب نفسه يبرر ويختلق الأسباب ويسجد لصور ربّه معمر القذافي, ولم تحرّك دماء من سقط في جسده شعرة بل رأى أنه مبرر. ثم أنهم أيّدوا وزحفوا بأنفسهم في "زحفهم المقدّس" لـ"تطهير" بنغازي من الشعب الذي لايريدونه, قصفوهم بالطائرات والمدفعية الثقيلة والدبابات, حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً وسلط على الظالمين ظالمين أشد منهم, فكان أن ولّى الجمع الدبر وحلت عليهم حمم من السماء نكالا بما اقترفوا في حقوق شعبهم!!
كل هذا حصل .. لو أن الناس وقادة الجيش انفضّوا من حول مجنونهم أول الأمر لما خسرت ليبيا غير شهدائها قتلى أصحاب القبعات الصفر, ولكنهم أمعنوا في الطغيان وأبوا إلا العناد, واستمرّوا فيه حتى استنزفوا كثيرا من مواردهم وسلاحهم, وشعبهم بشكل أهم.
الأمر نفسه يحصل في سوريا الآن, سوريا الشام التي قال عن شعبها عبدالله الزبير ذات يوم: وددت لو أن لي من كل عشرة من أهل العراق واحدا من أهل الشام صرف الدرهم بالدينار! سوريا الآن يحكمها شخص غير مسلم يقول كلابه لشعبه "قل لا إله إلا بشّار الأسد", يحدث هذا وأشلاء الناس تملأ المستشفيات يوميّاً, بينما أهاليهم من المناطق الأخرى يكتفي أفضلهم بالتفرّج ويقوم أشقاهم –وهم كُثُر- بمساندة الكفر البواح الذي تقشعر منه الأبدان! يحصل هذا والبلاد تستنزف, لأن الشعب نفسه أشرأب ثقافة الخنوع وقبول الطغيان, والإيمان به أحياناً!
أتخيّل لو أن مثل حادثة القبعات الصفر قد حصلت في الأرجنتين, أو اليابان, أو ألمانيا, أو سويسرا .. هل سيقف الناس متفرجين؟ لا أعتقد هذا لسبب بسيط وهو أن الناس لايملكون الثقافة الموجودة عندنا. حتى لو آمنوا أن قائدهم هو النقاء في صورة انسان فإن قتله فرداً من الشعب يحوّل صورته في أعينهم إلى الشر في شكل بشر. لو حصل هذا لأمتنع قادة الجيش عن إطلاق النار, ولأمتنع الناس عن تأييده ولقي نفسه في العراء لا ملجأ له, فكفتهم غيرتهم وثقافتهم كل هذا القتل والدمار, وعاشوا مجدداً في نعيم بعيداً عن هلوسات فكر هذا الفرد القرد.
نحن نحتاج لأن نغيّر من الثقافة التي تبرر القتل والتجويع وسجن الخلق لأنهم لا يحبون الحاكم, أو الثقافة التي ترى أن بقائي حيّاً آكل وأشرب هو كافٍ حتى لو رأيت جيراني يسحلون في الشوارع, وحتى لو تم تعذيب أخي والطلب منه أن يؤمن بديانة تؤلّه الحاكم.