تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطفرة الاقتصادية لم تبدأ بعد!



شمعة الحب
17-05-2006, 08:17 PM
الطفرة الاقتصادية لم تبدأ بعد!
راشد محمد الفوزان - - - 19/04/1427هـ
Fax4035314@hotmail.com

يعتقد ويتصور الكثير من الجمهور أن طفرة الاقتصاد السعودي بدأت منذ ثلاث سنوات تقريبا, أو بمعنى أدق مع بداية طفرة سوق الأسهم السعودية التي تضاعف المؤشر معها ما يقارب أربع مرات وأكثر ليصل في أحد الأيام إلى ما يفوق 20.677 نقطة من نقطة بداية تقارب أربعة آلاف نقطة, يعتقد الكثير أن ما حدث في سوق الأسهم السعودية هي بداية الطفرة أو أننا أصبحنا في داخل دائرة الطفرة الاقتصادية من خلال مجريات سوق الأسهم, وهذا اقتصاديا غير صحيح نهائيا, وهنا لا أتحدث عن استحقاق أو عدم استحقاق المؤشر بالوصول لهذه المستويات أو حين انهار السوق, لكن ما أريد التطرق إليه, أن سوق الأسهم لا يمثل كليا الاقتصاد الوطني الكلي, لأن الافتراض الاقتصادي يفرض أن يكون الاقتصاد الكلي الإجمالي هو الذي يقود الاقتصاد الوطني ككل وليس سوق الأسهم, وأن سوق الأسهم هو جزء من الاقتصاد الكلي, لا أن يكون الاقتصاد الكلي جزءا من سوق الأسهم أو السوق المالية حين تكتمل, هذه فرضية يجب معرفتها واستيعابها, لا يعني هنا أن السوق السعودي للأسهم بمعزل عن الاقتصاد, لا أبدا, هو جزء ومكمل للعمل الاقتصادي الإجمالي, ولكن يجب ألا يكون قياس الوضع الاقتصادي من خلال سوق أسهم, وبرغم أنني مقتنع أن أحد مؤشرات القوة الاقتصادية والنمو في الاقتصاد يوضحها أو يكشفها سوق الأسهم أو الأسواق المالية في كل أنحاء العالم , كترمومتر للاقتصاد, هذا صحيح, لكن عند حدود معينة ومعقولة ومتوازنة لا كما يحدث من تضخم وارتفاعات كبيرة غير منطقية , وهذه الدرجة من القياس لا يستطيع الناس أو الجمهور البسطاء فهمها بسهولة , فهي للمتخصصين والاقتصاديين في كل أنحاء العالم , إذا يجب أن نقر بأن الأسواق المالية ومنها سوق الأسهم هي جزء من كل وهو الاقتصاد الوطني.
حين نتحدث عن الطفرة economy boom, ماذا تعني أساسا كلمة طفرة اقتصادية؟ التعريف يمكن اختصاره من المعنى الواسع له, إلى القول, هي إجمالي الحركة الاقتصادية الكلية في الدولة, من خلال زيادة الإيرادات العالية وغير المتوقعة, يتبعها نمو اقتصادي شامل في البنية الأساسية بكل تفصيلاتها, وزيادة الاستثمارات الداخلية والخارجية, وارتفاع في الواردات والصادرات خلال الفترة, وارتفاع في الدخل للفرد وأيضا قد يتبعها ارتفاع في الأسعار نسبيا. هذا ما يمكن أن نطلق عليه طفرة اقتصادية, وهي لا تدوم بلا نهاية بل خلال فترة زمنية قد تصل إلى ثلاث أو خمس أو عشر سنوات ما بقيت نفس الظروف التي تدعم الطفرة الاقتصادية. وهذا ما نلاحظه ونربطه مع واقع المملكة لدينا, من خلال زيادة الدخل الكبير وغير المتوقع نسبيا لأسعار النفط التي تتجاوز 70 دولارا في ظل تقديرات تقارب ما بين 40 و45 دولارا, وأسعار ما زالت قابلة للزيادة في ظل صعوبات في تكرير النفط وانخفاض في مخزونات كثير من الدول والظروف السياسية للأزمة الإيرانية, هذا الدخل العالي والكبير لدينا خلق قوة إنفاقية عالية, وهذا نلاحظه في اعتمادات الدولة, من تجديد و زيادة في البنية الأساسية التي تقر العام المنتهي وحاليا وللسنوات المقبلة, من إنشاء مساكن جديدة، مستشفيات، مدارس، جامعات، تغيير للشبكات الأرضية، مطارات، توظيف، تأهيل وجذب استثمارات، وغيرها من عمليات الضخ المالي الكبير, وهذا ينتج عنه بالتالي زيادة طلب على السلع والخدمات لدرجة أن نصل لعدم وجود بعض السلع الخاصة بالبناء سواء للحكومة أو الأفراد, ونلاحظها في الحديد والأسمنت والعمالة وغيرها, نحن نبدأ أو بدأنا من فترة وجيزة بورشة عمل هائلة لدينا في اقتصادنا الوطني, نحن بالكاد نبدأ ولم نصل حتى منتصف الطريق، أستطيع القول إننا في مرحلة 20 في المائة من بداية الطفرة الاقتصادية وكل فترة تحتاج إلى فترة زمنية ليست بالقصيرة, وهذا يعني أن أمامنا سنوات مقبلة في ظل وجود وقود يدفع هذه الزخم الاقتصادي وهو إيرادات النفط فهي انعكاس للحالة الاقتصادية, هذه هي الطفرة الاقتصادية الحقيقية، البناء والعمل والفرص في كل اتجاه, يجب ألا نرهن أو يتصور البعض أن الطفرة هي سوق أسهم, فهي لا توظف مواطنا واحدا ولا تنشئ مصنعا واحدا من تقلبات الأسعار. يجب أن تكون النظرة بعيدة وواسعة جدا, ولها طبعا الأثر على سوق الأسهم إيجابيا كما يفترض ونلاحظه بتوسعات الشركات وزيادة رؤوس أموالها كما لاحظنا في البنوك من خلال التمويل والحاجة له والأسمنتيات من خلال زيادة الطلب والتوسعات, الطفرة لم تبدأ بعد أو بالكاد تبدأ, فيجب أن يستعد لها الجميع ببناء حقيقي وصلب للأجيال المقبلة وأن يستغل ويستفاد من كل ريال يضخ ويستثمر من أجل الوطن والمواطن, بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله.

2889 قراءة


تعليقات الزوار
19/04/1427هـ ساعة 12:35 مساءً (السعودية)

اويد كلامك اخي راشد بأن السوق السعودي للأوراق المالية كترمومتر للأقتصاد الوطني لكن بدون تضخم مفتعل وهنا اقف واقول الدور الحقيقي لضبط ايقاع السوق فلا نشاهد ارتفاعات لا مبرر لها وكذلك انخفاضات لا مبرر لها الوسطية
بحيث يكون ثقة لاابناء الوطن وللمقيميين والاجانب للاستثمار العالمي ويكون السوق السعودي للاوراق المالية يوافق التحليل والواقعية لا لمن يملك النقود ويريد الاضرار بالاخرين . وكثرة الاكتتابات بداية طفرة مباركة في عهد الملك الصالح عبد الله بن العزيز ال سعود باذن الله
وحتى نتفادى خسائر للمواطنيين على الهيئه الشفافية في المعلومات للعامة لا فرق بين صغير وكبير كذلك في تطبيق الجزاءات
--------------------------------------------------------------------------------

19/04/1427هـ ساعة 1:14 مساءً (السعودية)

نسال الله ان يحفظ الملك عبدالله ويسدد على الخير خطاه وندعو الله ان يكفينا بكل فاسدفي هذاالبلد
ويجنب وطننا كل سوء انه هو العزيز القدير
--------------------------------------------------------------------------------

19/04/1427هـ ساعة 2:07 مساءً (السعودية)

استاذ راشد انا من متابعي كتاباتك
وتعليقي هو ان ما تفضلت به يا استاذ راشد عين الصواب .

فالطفره الاقتصاديه لم تبدأ بعد وما يحدث في السوق قبل 25 فبراير هو استباق لها .

والسعودية مقبله على طفره قويه واتوقع ان تكون من كبريات الاقتصاديات في المنطقه خصوصا في مجال الصناعات البتروليه .

وما يحدث في السوق الماليه الان هو ضغط وتركيع قسري غير مبرر اطلاقا وسوف يتعافي السوق بعد ان تهدأ العاصفه والتي اتوقع ان تستمر بضعة أشهر ثم نواصل الصعود ليس مضاربة وانما بالنمو في الارباح التشغيلية لقطاعات الاقتصاد المختلفة كالصناعة والخدمات والبنوك والزراعه ... الخ مع التفاوت بينها بالطبع في نسبة النمو .