المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتكن فضولي متطفل



امـ حمد
24-08-2011, 11:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الفضولية من أكثر العوائق التي تعيق المؤمن عن الترقي في منازل السائرين إلى الله ، وتوهن من عزمه وتضعف من ارادته,ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه,



قال الله تعالى (ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)قال الشيخ السعدي رحمه



الله ,أي,ولا تتبع ما ليس لك به علم ، بل تثبت في كل ما تقوله وتفعله ، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك ، فحقيق بالعبد الذي



يعرف أنه مسئول عما قاله وفعله وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يعد للسؤال جوابا ، وذلك لا يكون إلا



باستعمالها بعبودية الله وإخلاص الدين له وكفها عما يكرهه الله تعالى,قال صلى الله عليه وسلم (إحرص على ماينفعك واستعن



بالله ولا تعجز)قال الإمام النووي رحمه الله,احرص على طاعة الله تعالى ، والرغبة فيما عنده ، واطلب الإعانة من اللَّه على ذلك ،




ولا تعجز ، ولا تكسل عن طلب الطاعة ، ولا عن طلب الإعانة,والمقصود بالفضولية( وهو كل ما لا ينفع في الدنيا



والآخرة من الأقوال والأعمال ، فلا يضيع وقته بالهزل واللهو، والاسترسال في الشهوات ، والانغماس في المباحات ، فضلاً عن



المنهيات ، قال تعالى(والذين هم عن اللغو معرضون)ومن صور من الفضولية في حياتنا ,الفضولية في المجالس الخالية من ذكر




الله, وفي المكالمات التي يضيع معها المال والعرض,وفي نشر الأخبار الواهية لغرض التسلية وإضاعة الوقت,الفضولية في



النظرات المحرمة,وفي مراقبة الناس وتتبع أخبارهم بقصد الفضول أوالإيذاء,وفي كثرة الضحك والمزاح, ومن مفاسد



الفضولية في حياتنا ,ففيهاإضاعة للأوقات ,وارتكاب المحرمات,وتشتيت للأفكار,والإنشغال عن المهمات ,وتضييع



للأمانات,فهي حسرة وندامة,وأسباب الفضولية في حياتنا,إهمال النفس وتركها ترتع في كل ما تهوى،وعدم ضبطها,الفراغ من



العمل بما ينفع من أمور الدنيا أو الآخرة,مصاحبة الفضوليين والبطالين ، فإن لصحبتهم تأثيراً عجيباً في حياة الإنسان,علاج


الفضولية,ترويض النفس ومجاهدتها على ترك ما لا ينفعها في الدنيا والآخرة,تعليق القلب بالله تعالى ، وقطع تعلقه



بالمخلوقين,والسير في طريق السلف الصالح، وكيف كان حرصهم على أوقاتهم ، وشدة انشغالهم بالله تعالى بذكره وطاعته,الابتعاد



عن مصاحبة البطالين والفضوليين ، فإن صحبتهم بلاء وملازمتهم شقاء،وأما مصاحبة المجدين الأخيار فإنها خير وصفاء وعز.