المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : برنانكي" من غير المرجح أن يعلن عما تنتظره الأسواق في "جاكسون هول" يوم الجمعة القادم



مغروور قطر
25-08-2011, 11:06 AM
برنانكي" من غير المرجح أن يعلن عما تنتظره الأسواق في "جاكسون هول" يوم الجمعة القادم
أرقام 24/08/2011 تنتظر الأسواق خطاب "بن برنانكي" يوم الجمعة القادم في قاعة "جاكسون هول" أمام الاجتماع السنوي لمحافظي البنوك المركزية حول العالم، وسط تزايد صدور التقارير التي خفضت توقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي والعالمي، مما يدعو رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى القيام بخطوة ما لتحفيز الاقتصاد الأكبر عالميا.

ولأن نفس القاعة شهدت العام الماضي تصريحات "برناكي" التي مهدت الطريق أمام تفعيل برنامج التسهيل الكمي الثاني بقيمة 600 مليار دولار والذي انتهى بنهاية يونيو/حزيران الماضي، فإن البعض يتفاءل بأنها ستكون مكانا مناسبا للإعلان عن البرنامج الثالث في ظل الظروف الحالية.

ويتمسك البعض بعبارة "بن برناكي" التي أكد عليها أكثرة من مرة والتي تتعلق باستعداد البنك الفيدرالي للتحرك من جديد من أجل تعزيز الاقتصاد الأمريكي، وهو الأمر الذي ساهم في دفع مؤشر "إس آند بي 500" مع نهاية تداولات أمس إلى الارتفاع بنسبة 3.4%.

وتشير بعض التقارير الصادرة مؤخرا إلى أن علامات الضعف الحالية التي يبديها الاقتصاد الأمريكي بحسب رأي "برنانكي" وزملائه في مجلس الاحتياطي الفيدرالي تختلف عن مثيلتها في العام الماضي، حيث يريدون أن يروا مزيدا من الأدلة على ضعف الاقتصاد قبل الإقدام على الخطوة التالية.

ويقول كبير اقتصاديي الولايات المتحدة في بنك "جي بي مورجان "مايكل فيرولي" إن "برنانكي" سوف يقوم بشرح ما قام به البنك الفيدرالي خلال الفترة الماضية، فضلا عن إبرازه تكاليف وفوائد متعلقة بخياراته الحالية.

ومن المعلوم أنه في مثل هذا الوقت من العام كان وضع الاقتصاد الأمريكي مترديا، وكانت مخاطر الإنزلاق إلى هاوية الركود مرة أخرى مرتفعة، لكن الأمر يختلف هذا العام.

فعلى الرغم من إعلان وزارة التجارة يوم أمس الثلاثاء عن تراجع مبيعات المنازل الجديدة إلى أدنى مستوياتها في خمسة شهور خلال يوليو/تموز، وإعلان البنك الاحتياطي في ريتشموند عن تراجع مؤشره الذي يتابع التطور في أداء نشاط الصناعات التحويلية، لكن في المقابل فإن بعض المؤشرات الأخرى أصدرت "ومضات" أكثر إيجابية في الأسابيع الأخيرة.

من تلك الومضات الإيجابية أرقام النشاط الصناعي في يوليو/تموز، وعلى عكس العام السابق تأتي قراءات التضخم في الآونة الأخيرة على مسافة غير بعيدة من 2%، وهو المستوى الذي يستهدفه البنك، في حين أنها كانت منخفضة بشكل أكثر وضوحا خلال العام الماضي.

لذا فإن شهية البنك الفيدرالي لتفعيل برنامج ثالث للتسهيل الكمي لشراء السندات بعدة مليارات من الدولارات تعد منخفضة، والبعض داخل البنك نفسه يشكك في فاعلية هذا الشراء في تحسين آفاق النمو في البلاد.

كما أن هناك "مقاومة" من "برنانكي" تجاه اتخاذ إجراءات أكثر "تطرفا" مثل رفع مستهدف البنك للتضخم في أسعار المستهلكين، فضلا عن السماح للبنك باستخدام سياسة توسعية تهدف إلى تحفيز الاقتصاد لفترة أطول دون الحاجة إلى القلق بشأن التضخم.

لكن في المقابل، فإن "برنانكي" قد يظهر مزيدا من الانفتاح على استخدام أدوات أو اتخاذ خطوات متواضعة لتعزيز النمو مثل إعادة استثمار حيازته الحالية من الأوراق المالية في السندات الأطول أجلا، والتي يمكن أن يكون لها تأثير في خفض معدلات الرهون العقارية والقروض طويلة الأجل للشركات.

ومن المرجح أن يركز "برناكي" في خطاب يوم الجمعة القادم على ما يجب القيام به من أجل إصلاح حال الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل، بما في ذلك خفض عجز الميزانية، حيث إنه أشار في شهادة سابقة أمام الكونجرس إلى ضرورة عدم خفض العجز بسرعة كبيرة، حتى لا يؤدي هذا الفعل إلى تقويض انتعاش الاقتصاد.

وفي هذا الصدد أشارت مذكرة بحثية لكبير الاقتصاديين في "دويتشه بنك" "بيتر هوبر" إلى أن الحاجة إلى إدخال تعديلات على الميزانية في المدى الطويل قد يعد بمثابة حجة ضد تدخل "جديد" من قبل البنك الفيدرالي، ويبقى أي تصرف من قبله ذي تأثير "مؤقت" على الأسواق، ولن يساهم في حل المشاكل الأساسية التي تلقي بثقلها على الاقتصاد الأمريكي.