المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما زاد الله تعالى عبداّ بعفوا إلا عزاّ



امـ حمد
30-08-2011, 01:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحديث ( وما زاد الله تعالى عبداً بعفو إلا عزاً )
وقال تعالى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب


المحسنين)إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه, وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم,وعن النبي صلى الله عليه وسلم


قال(ليس الشديد بالصرعة, ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)وقال تعالى (فاصفح الصفح الجميل)أمر للنبي صلى الله


عليه وسلم بالتجاوز عن جنايات المؤمنين,إن من مقتضيات التسامح أن يقابل المـرء عنف الناس بالرفق وخشونتهم باللين


وفظاظتهم بالسماحة, وأن يجاهد في نفسه نوازع الغضب وأن يكظم غيظه ويعفو عند المقدرة ,وإن العفو شعار الصالحين


الأتقياء ذوي الحلم والأناة والنفس الرضية, لأن التنازل عن الحق نوع إيثار للآجل على العاجل، وبسط لخلق نقي تقي ينفذ بقوة إلى


شغاف قلوب الآخرين، فلا يملكون أمامه إلا إبداء نظرة إجلال وإكبار لمن هذه صفته وهذا ديدنه, إن العفو عن الآخرين ليس


بالأمر الهين, إذ له في النفس ثقل لا يتم التغلب عليه إلا بمصارعة حب الانتصار، ولا يكون ذلك إلا للأقوياء الذين استعصوا على


حظوظ النّفس ورغباتها، وإن كانت حقًّا يجوز لهم إمضاؤُه لقوله تعالى( ولمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ماعليهم من سبيل)غير أن


التنازل عن الحق وملكة النفس عن إنفاذه لهو دليل على تجاوز المألوف وخرق العادات,ومن هنا يأتي التميزعن العموم، وهذا هو


الشديد الممدوح الذي يملك نفسه عند الغضب,وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله


على رؤوس الخلائق حتى يخيرهُ من أي الحور شاء )إن كثيراً من الناس يظنون أن العفو والتجاوز يقتضي الضعف والذلة،وهذا غير


صحيح، فالعفو والتجاوز لا يقتضي الذلة والضعف، بل إنه قمة الشجاعة والامتنان وغلبة الهوى، لا سيَّما إذا كان العفو عند


المقدرة على الانتصار,وروي عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما ( لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه واعتذر في أُذني


الأخرى لقبلت عذره )نحن إخوة متحابين جمعناّ حب في الله أولاً وآخراً ومن ثم الرفقة الصالحة والتي نبحث عنها,وربما زل أحدنا


بكلمة لم يلق له بالاً,فلماذا لا نحسن الظن ونجعل شعارنا ( العفو والسماحة بيننا ) فالمؤمن الذي يتمنى ويأمل أن يكون الله معه


غفوراً ورحيماً يجب أن يتخلق بهذا الخلق ويجعل العفو والصفح جزءاً لا يتجزأ من خلقه,أخواني الغالين, إن العفو والصفح هما


خلقا النبي صلى الله عليه وسلم فأين المشمرون المقتدون, أين من يغالبهم حب الانتصار والانتقام,أين هم من خلق سيد


المرسلين,سئلت عائشة,رضي الله عنها,عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت,لم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في


الأسواق، ولا يجزِي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح(وما عند الله خير وأبقى للذين اّمنوا وعلى ربهم يتوكلون,والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون)


اللهم اجعلنا ممن اجتمع على طاعتك,واجعلنا من المتحابين فيك, وارزقنا حبك وحب من يحبك وحب العمل الصالح الذي يقربنا إلى حبك,وارزقنا الإخلاص في القول والعمل,وارزقنا العفو والصفح عن إخواننا واغفر لنا,اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد اللهم آمين.

ثاني
30-08-2011, 03:20 AM
جزاج الله خير يا ام حمد
كل عام وانتي بخير بمناسبة عيد الفطر

امـ حمد
31-08-2011, 05:24 AM
جزاج الله خير يا ام حمد
كل عام وانتي بخير بمناسبة عيد الفطر



بارك الله فيك

وكل عام وانت بخير