المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكبر الخاسرين أكثرهم علماً ودراية بالأسواق المالية



Love143
18-05-2006, 03:30 PM
أكبر الخاسرين أكثرهم علماً ودراية بالأسواق المالية
بقلم :محمد صوان



رغم كل محاولات التحليل والبحث عن أسباب مقنعة لتراجع أسعار الأسهم في سوق دبي المالي وسوق أبوظبي المالي لتحديد إن كانت هناك عوامل اقتصادية مقنعة أو عوامل خارجية مؤثرة وتلعب دوراً في تحديد اتجاه السهم نزولا، لم أجد السبب القوي المقنع لذلك، لو استعرضنا كلا من أداء الشركات ونتائج أعمال الربع الأول من عام 2006 نجدها اكثر من جيدة.


في بعض الشركات تجاوزت الأرباح نسبة 100%، والأرباح التشغيلية للشركات مقارنة مع الأرباح من غير العمليات تعد مفخرة للاقتصاد الوطني، ومضاعف ربحية أسهم الشركات (خارج قسمة السعر السوقي للسهم على صافي ربح السهم) تقل عن 20 وتصنف بذلك بالجيدة، أما معدلات النمو فهي واعدة جدا، ومعدل الدخل القومي العام عالي جدا وكذلك فان نسبة التضخم منخفضة.


الإجراءات الحكومية من حيث إصدار وتفعيل القرارات المتعلقة بتحسين أداء وعمل الأسواق المالية والتأكيد على شفافية المعلومات وشفافية التوجهات فهي قائمة ومستمرة وواضحة. إذا لا بد من البحث عن عوامل اقتصادية خفية تؤثر في انخفاض الأسعار ما هي؟


ـ اشتداد المضاربة وخاصة بين صغار المستثمرين : لا شك أن الارتفاعات السابقة ساهمت في جذب العديد من صغار المستثمرين مواطنين ووافدين، ومعظمهم من فئة المقترضين الذين يعتمدون على ضمانات الراتب ومنهم من تخلى عن أداء عمله اليومي ومصدر رزقه الأساسي معتقدا انه أكثر معرفة وتحليلا وممارسة من غيرة، تجده يوميا يحسب ويخطط لليوم المقبل كيف سيبيع هذا السهم ويشتري بدلا منه السهم الآخر.


ما أن ينتهي اليوم إلا ويجد نفسه أما متعادلا بين الربح المحقق وبين عمولات السوق، هذا إن لم يكن قد خرج خاسرا، لماذا لأنة غير متمرس ولا يعمل كمستثمر طويل الأمد ووجد نفسه في لحظة ما أمام حلول مواعيد استحقاق القروض ويشعر بحاجته للخروج من السوق مهما كانت النتائج.


ـ عمليات البيع الكبيرة التي تتم بواسطة الكبار: وتؤدي إلى خفض أسعار بعض الأسهم إلى ما دون المستوى المتوقع، مما يلحق بالصغار خسائر غير متوقعة وتجعلهم يتدافعون للبيع من اجل تخفيف الخسائر حسب اعتقادهم، في حين يستطيع الكبار العودة للسوق وحصد الأسعار الرخيصة في أي وقت مستفيدين من فرق النزول للأسعار.


ـ العوامل النفسية وحالة الخوف والفزع: في الأسابيع والأيام الأخيرة سادت لدى المتعاملين بالسوق حاله غريبة من ردود الفعل فبمجرد انتهاء عملية الإعلان عن توزيع أرباح المنحة أو تحديد اليوم الفاصل لسعر السهم الجديد من حيث الانتفاع من الأرباح أو التوزيعات والإصدارات نجد السوق تلقائيا يتراجع بنفس قيمة الأرباح الموزعة وهذا التراجع بدد كل وسائل التفاؤل لتحل محلها مشاعر الخوف والترقب والحذر، وازدادت هذه المشاعر كلما انخفض السوق.


ـ صافي الأرباح المحققة والتوزيعات مقارنة مع توزيعات السنوات السابقة: طموحات المستثمرين دائما تكون كبيرة وبالرغم من النمو الكبير في صافي الربح إلا أن ذلك لم يعجب المستثمرين وجاءت بأقل من المتوقع مما اثر سلبا على الأسعار.


ناهيك عن إدراك المستثمرين لعمليات ترحيل الأرباح التي يقوم بها المسؤولون بين السنوات والتي يلجأ إليها لتوازن الأداء السنوي.


ـ الإصدارات الجديدة وظهور أصول مالية: إن تجربة المساهمين وحصولهم على أسعار مرتفعة لأسهم الاكتتابات الجديدة وبوقت قصير لا يزيد عن شهر أو شهرين وتحقيق عائد كبير، جعلهم يحرصون على تسييل ما لديهم من الأسهم لتحقيق أغراضهم بالاكتتابات الجديدة.


ورغم معرفة العديد من المستثمرين وخاصة الماليين منهم، بحقيقة الوضع المالي السليم للشركات والبنوك المدرجة بالبورصة، واطلاعهم على القيم الدفترية ومعدلات العائد ومضاعفات الربحية.


مقارنتها بأسعار السوق وبأداء الشركات، وتحليلهم لقوائم الدخل ومتابعة النمو في حقوق المساهمين وعلمهم بان علاوة الإصدار المدفوعة تدعم من وضع الشركة وتحقق المزيد من الأرباح، مع كل هذا.


وللأسف تبقى العوامل النفسية لها التأثير الأكبر والتي تضع كل المعايير والأسس والسياسات والتحليلات على جنب، والتي لم ينفع معها سياسة التبريد أو النفس الطويل مما يجعل صبرهم ينفد بحجة البحث عن مصادر أخرى للاستثمار.


لماذا كونهم من المحللين والعارفين بأهمية التنوع والتغيير وأنهم من ذوي العلم والمعرفة ومن أكثر الخاسرين وممن ينطبق عليهم المثل الشهير «باب النجار مكسور»


أخصائي مالي