المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعد عن التحزب واهل الاهواء واتباع علماء الامة الثقات



ابداع قلم
04-09-2011, 09:04 PM
في كل يوم وفي كل عصر وفي كل مصر تزيد من البدع بدع أخرى إلى ما كان معروفا من قبل .

وإن من الناس من تنطلي عليه البدع الحديثة وإن كانت في أصولها قديمة ,

لكن تتغير بأشكالها التي تطرح بها في الأعصار كل عصر بما يناسبه ,

ومن أعظم البدع التي حدثت في هذه الآونة الأخيرة

وفرقت عباد الله في كثير من البلدان ودب إلينا نحن هنا الأمر العظيم من جرائها وبسببها

بدعة التحزب

وهذا الأمر فيه قد كثر والكلام فيه قد كثر والحديث فيه قد كثر وتنوع

ولكن

نحتاج دائما إلى التذكير فيه

لأننا
كم قد رأينا من الصرعى لهذه البدع

كلما غفل الناس عنها

أو تهاونوا فيها .

والباب الذي دُخِلَ علينا منه في هذه المسألة هو أن هذه القضية يكثر فيها الكلام وأصبحت مشتهرة عند الناس وأصبحت معروفة عند الناس ,
لماذا لا تصرفون الناس إلى العلم والتعلم ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟
وهذه في الحقيقة من أساليب هؤلاء الذين نعرفهم ولا يخفى حالهم علينا .

فهل أنتم في الوقت هذا الذي تقولون فيه هذا القول تفقهون الناس ؟

تعلمون الناس ؟

تبينون لهم أحكام دينهم ؟

تبينون لهم عقائدهم ؟

تبينون لهم معاملاتهم ؟
لا !!

وإن جاءوا بهذا فإنما هو من باب التشكيك لا غير

وينطلي مثل هذا الكلام على بعض من حسنت نيته من إخواننا وطابت سريرته

ولا يعلم خبث أهل الأهواء ولا يعلم مقاصدهم ,

والمقاصد علمها عند الله

ولكن يستدل عليها العارفون بأسبابها ومقدماتها

(( فإن الفتن إذا نزلت لا يعرفها كل أحد وإنما يعلمها العلماء – كما قال ذلك الحسن البصري – فإذا أدبرت عرفها العامة )) ,
لافضل لهم , يعني في المثل العامي يقولون عندنا العوام " لا شكر لمن غداني يوم العيد " يوم عيد الأضحى كل الناس تذبح ,

فإذا أدبرت الفتن عرفها العوام لاشكر لهم ,

أن الناس قد عرفوها ووقع كثير منهم فيها وهم غافلون عنها , فما يعرفونها إلا بعد إدبارها

وربما بعد أن يقعوا فيها ويتندمون بعد ذلك على وقوعهم فيها ,

يقولون " والله ما كنا نعرفها ما ظننا الأمر "

فهنا ميزة العالم على العامي

وميزة طالب العلم الذي نور الله بصره وبصيرته على العامي في هذا الباب ,

فينظر بنور الله جل وعلا ,

هذا أولا لما منحه الله جل وعلا من العلم والبصيرة والهدى ,

ثم أيضا ينظر من ناحية أخرى وهي قياس الأمور على مثيلاتها ,

فجمع الأنواع المشتبهة بعضها مع بعض ,

فإذا كان الأمر كذلك

فهذه ميزتنا نحن طلبة العلم مع علماءنا أهل السنة والجماعة السلفية يجب علينا أن نكون حذرين في هذا الباب

ملتفين عليهم آخذين بما يقولون

وقد جربنا ولله الحمد نحن وإياكم جميعا يوم أن كانت الفتن مدلهمة

كيف كانت المواقف لنا جميعا بفضل الله جل وعلا ورحمته ثم بفضل من ؟

بفضل أئمة السنة , لأنهم عرفوا الفتن عند إقبالها
فنجانا الله جل وعلا بفضله ورحمته

ثم بفضل نفسنا لغرز هؤلاء وأخذنا بركابهم والتفافنا حولهم

لأنهم قد وفقوا للعلم الصحيح والمنهج الصحيح فعرفوا الحق وحذروا مما عداه

وعرفوا الفتن والمشتبهات وحذروا منها قبل أن تعم وتطم ،

فكانت لهم علينا المنة العظمى بعد رحمة الله جل وعلا بنا ,

فجزاهم الله عنا خير الجزاء ,

وإذا كان أئمة أهل السنة في هذا الباب أصلب من أن يضحك عليهم ,

فكذلك الواجب علينا نحن أن نقتفي آثارهم فلا يضحك علينا ,



فهذا أحمد رحمه الله رحمه الله وكلكم تعرفون قصته في الكرابيسي كما خرجها ابن هانئ النيسابوري في مسائله عن أحمد لما ذكر له الكرابيسي قال:

( أخزى الله الكرابيسي ) شوف أخزاه الله ! ومن الكرابيسي ؟

الكرابيسي عالم فقيه محدث له قدره , يقول فيه أحمد :( أخزى الله الكرابيسي )
دعاء عليه بالخزي أعوذ بالله من يقول هذا ؟
هذا أحمد , ماهو بأنا ولا أنت .
أخزى الله الكرابيسي لا يجالس ولايجالس من يجالسه ولا يؤخذ عنه العلم ولا يكتب عنه

مسكين الكرابيسي

إذا جئت تلقى عنده حاجة يعني سهلة إذا ما قارنتها بأئمة أهل الأهواء


ومع ذلك أحمد وقف منه هذا الموقف الصلب مع عامة المسلمين في عصره

يدعو عليه بالخزي (أخزى الله الكرابيسي ) ثم يقول فيه

( لا يجالس ولا يجالس من يجالسه ) ليه ؟

لأن اللي يجالسه يأتي بفيروس , يأتي معه مرض ينقله فيعديك ,

صح أنت ما تروح للكرابيسي لكن تلميذ الكرابيسي أنت تجالسه ,

فيبدأ ينفث فيك فيأتيك فيروسه , والفيروس هو أخذه من شيخه , فتنتقل العدوى إليك

وحينئذ أحمد أخذ بماذا ؟ (( لا يورد ممرض على مصح ))

أنت صحيح ما تروح للمرضى , ( ولايكتب عنه ولا تكتب كتبه )

بالله ماذا يكون الكرابيسي عند أهل الأهواء والبدع من عصره من أهل التجهم وغلاة المعتزلة والصوفية وأصحاب الطرائق ؟

بل حكوا عن عبد الواحد الخفاف مر على عمرو بن عبيد وهو منعزل وحده فقال له مالك تركك الناس ؟

مالك تركك الناس ؟ فقال " حَضَّ النَّاسَ ابنُ عون على تركي فتركوني "

شوف راح وحده أصبح عمرو بن عبيد وحده , لماذا ؟

هو بنفسه يسأل , قال " أمر الناس أو حض الناس ابن عون على تركي فتركوني "

فينك وينك من هذا ؟ يعني انقياد لأئمة السنة ماهو انقياد تقليد أعمى ,

لا ! تحذير لهم من البدعة , خلاص تركوه , فأصبح وحيدا .

فهكذا كان طلبة أئمة السنة مع أهل السنة ,




وقد ذكروا في مجالستهم لأهل الأهواء والبدع والتساهل معهم

أربع أو خمس قضايا كلها فواقر ,

أنا ما أحفظ العدد لكن سأعده عليكم وأنتم احفظوها :


1- الأولى : تكثير سوادهم .

2- والثانية : خداع العامة بجلوسنا معهم ,
فيحسنون الظن بهم فيقعون في ضلالتهم , وإن كنت أنت تعرف ضلالته لكن العامي لايعرف ضلالته , فربما اجتنبتها أنت ووقع هو فيها بسبب إحسانه للظن بك , فيجالسه فيقع في قلبه البلاء والإنحراف ,

إذن الأول ماذا ؟ تكثير السواد ,
والثانية ؛ انخداع العامة بسبب هذا .

3- الثالثة : تعلق القلب بهم ,
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " المرء مع من أحب "" .

4- الرابعة : الإحساس أحيانا بالجميل لهم عليك أنت أيها المجالس ,
وقد جاء ما تعلمون أن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها .

هذه كم قضية الآن ؟ أربعة ! .

5- الخامسة : نزع التوفيق من قلب ذلك المجالس لأهل الأهواء , والاستفادة أيضا من العلم ؛

فإنه قد جاء في هذا عن السلف آثار كثيرة , من ذلك ما جاء عن بُنْدار ( ليس الإمام الحافظ المشهور محمد بن بشار , وإنما بندار بن الحسين وهو أنزل طبقة من محمد بن بشار ) أنه قال : ( من جالس أهل الأهواء لم يفده الله جلا وعلا بما سمع ) أبدا ! يقول بندار بن الحسين وهو أنزل درجة كما قلنا من محمد بن بشار بندار المعروف , قال : ( من جالس أهل الأهواء لم ينفعه الله بما سمع ) , وصدق , لأنك تقرأ عليك الآيات , وتقرأ عليك الأحاديث في هجر أهل الأهواء والبدع , فإذا جالستهم , استفدت من الآيات والأحاديث وَلاَّ ما استفدت ؟ ما استفدت ! لم ينفعك الله بما سمعت ,

فهذه كم ؟ خمس نقاط .

6- والسادسة : تسلل الهوى إلى قلبك .


7- والسابعة : المجادلة والمماحلة لرد الحق .


هذه سبع فوائد ذكروها ,

ذكر بعضها الخطيب البغدادي في ( الفقيه والمتفقه )
وذكرها بعضها ابن الجوزي في ( الحث )
وذكر بعضها أيضا ابن عبد البر في ( جامع بيان العلم وفضله )
وذكر بعضها ابن بطة في ( الإبانة )
وذكر بعضها اللالكائي في ( شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة ) .

فهذه قضايا خطيرة

كلها تأتينا من

مجالسة أهل الأهواء والبدع

واللين معهم

والتساهل معهم في هذا الجانب ,

وما جاءنا التساهل ولا تسلل إلينا إذا وجدنا ذلك في أنفسنا

فاعلموا أنه لواحد من العوامل التي ذكرناها :

إما للنسيان وإما للغفلة وإما للإنشغال وإما للضعف ,

هذه أربع عوامل ,

وكما قلنا أكثرها دائما

يأتينا من باب الضعف في تطبيق السنن

والصلابة في دين الله جل وعلا

منقول بتصرف

كازانوفا
05-09-2011, 10:47 AM
الله يحسن حالنا يارب بالفعل لو انشغلنا بالعلم والتعلم ما كان وصلنا لما وصلنا له الان

جزيت خيرا

بنـ الدحيل ـت
07-09-2011, 12:06 AM
جزاكم الله خيرا

امـ حمد
07-09-2011, 05:14 AM
جزاك الله خير