المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأجعلنك طعاماً له



لعديد
15-09-2011, 04:55 PM
لأجعلنك طعاماً له


تلك العبارة قالتها زبيبة والدة عنترة العبسي، أشجع رجالات العرب في العصر الجاهلي، وكانت قد أرسلت به ليلاً ليقضي له حاجة، فلما سمع نباح الكلب جاءها مهرولاً خائفاً منه، فلما رأته على هذه الحال صرخت به وقالت له: إن جئتني خائفاً من الكلب لأجعلنك طعاماً له. لذلك أين أنت يا زبيبة؟ من النساء وهن يروعن أبناءهن (بحمارة القايلة، وأم السعف والليف)، وهن لا يدركن أن هذا من أخطاء التربية التي تقوم على التخويف والترويع التي يجب أن تكون مرفوضة تماماً، لأنها تزرع في الإنسان الجبن وضعف الشخصية في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الأقوياء الأشداء في كل شيء في البنية وفي الجسد وفي التفكير.
لذلك ما كرهت شيئاً في حياتي ككراهيتي للأفلام المرعبة، ولقد اعتبرتها أسوأ صناعة قدّمت للبشرية، والأغرب أن الفريد هتشكوك الذي ألفها وأخرجها وقدّمها للعالم ما كان يراها، والإنسان عند رؤيته هذه الأفلام يكون متشنجاً متوتراً يرى كثيراً من الدماء وطرق القتل بوحشية أدت فيما بعد إلى امتصاص النفس لهذه الصور وتطبيقها في الواقع، لذلك لم نعد نسمع عن بطولات، بل أصبحنا نقرأ قصصا كلها يطبق فيها القتل بصورة لا تخطر للآدمي على بال وبقسوة شيطانية. الفريد هتشكوك يشبه كثيرا الفريد نوبل الذي قدم للبشرية صناعة القنابل وندّم بعد ذلك، فجعل جزءاً من ثروته لجوائز السلام والاكتشافات الطبية والكيميائية والإبداعات الأدبية.
ولكن ما الفائدة؟؟!! وقد أشارت بعض الروايات التاريخية أن العالم الأندلسي عباس بن فرناس توصل إلى اختراع القنابل، ولكن تكتم عليه حتى لا يصل إليه أحد، فيكون هو السبب في موت الآلاف.
ولذلك فإنني أطالب جميع دور السينما أن تتوقف عن عرض الأفلام المرعبة، وعلينا أن نكتفي بما تقدمه لنا قناة الجزيرة وقناة العربية من صور مرعبة جعلت من الابتسامة حلماً بعيد المنال للواقع المرير الذي تعيشه الأمة، بل جعلت من الآمال طائراً ضل طريقه إلى النفوس المتعطشة للنصر.
إذا كنا نطمح إلى بناء جيل قوي فلا نلوم فقط التعليم، بل هناك جهات كثيرة مشتركة تهز من هذا الجيل الذي يقضي كثيرا من عطلته الأسبوعية في دور السينما، ويحرص الصغار منهم على دخول الأفلام المرعبة، وما لا يدرك كله لا يترك جله، فإذا كنا نقول لا بأس بأفلام الأكشن، فهي تصوير مبالغ فيه لواقع بعض المجتمعات، وإذا كنا نقول لا بأس للأفلام العاطفية فهي كما تذكر بعض التقارير الطبية ترفع مستوى الشعور بالسعادة، وإذا كنا نقول لا بأس بالأفلام الكوميدية مع أن أغلبها هابطة، فهي تنزع تلك الضحكات قسراً من تلك القلوب الدامية، ولكن أين نضع لا بأس مع عالم يخوفنا من الوحوش والشياطين، ونسي أننا نقابلهم في وضح النهار لا في الليل الدامس، يجتثون السعادة كما تجتث الوحوش الرؤوس، لذلك ليس كل ما يقدم فنا ولا كل ما يخترع مفيدا.
قال الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه **** إذا كنت تبني وغيرك يهدم

وقفة:
نبارك للشعب القطري الزيادة التي اعتمدها سمو الأمير حفظه الله وولي عهده الأمين، وإذا كنا نبارك لهذا الشعب القدير، فنحن نبارك لأنفسنا تلك القيادة الرشيدة التي نظرت بعين الأبوة الرحيمة لمطالب شعوبهم، ولم تقم بجزرهم كما نرى على الشاشات لمجرد المطالبة بالإصلاحات، وعلى رأسها القوت الذي عز مطلبه على الشعوب.

منقول عن جريدة العرب
للكاتبة / سارة الخاطرhttp://www.alarab.qa/details.php?issueId=1370&artid=150745

intesar
15-09-2011, 10:49 PM
سارة الخاطر كاتبة رائعة..

سوبر
16-09-2011, 11:39 AM
مقاله قيمه

الفخامة
16-09-2011, 10:44 PM
مقاله رائعة

OM_OMAR_QATAR
17-09-2011, 12:54 AM
كلام رائع