المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستثمارات القطرية في أوروبا تراهن على نهوض القارة من كبوتها



سلوى حسن
18-09-2011, 08:58 AM
ضمن استراتيجية تستهدف تنويع الأصول

الاستثمارات القطرية في أوروبا تراهن على نهوض القارة من كبوتها


الدوحة - العرب | 2011-09-18
تراهن الاستثمارات القطرية في القارة الأوروبية على قدرة الأخيرة على النهوض من كبوتها عقب محاصرتها بالديون التي أثقلت كاهلها.
وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في تقرير أمس إن قرار الدوحة بنهاية أغسطس ضخ زهاء 500 مليون يورو في مصرف يوناني كان الأخير في مسلسل الاستثمارات القطرية في القارة العجوز، بعدما ضمت محفظتها ملكيات في «هارودز» وبورصة لندن وبنك «باركليز» وهي مؤسسات بريطانية، إلى جانب بنك «كريدي سويس» السويسري فضلا عن «فولكس فاغن» الألمانية.
وخاضت قطر غمار الاستثمار الرياضي بامتلاك ناديي باريس سان جيرمان وملقة، فضلا عن احتمالية امتلاك مانشستر يونايتد الذي يوصف بأنه من ضمن أهم 3 أندية في القارة العجوز.
وتقول الصحيفة الأميركية الأكثر شهرة إن قطر استثمرت 685 مليون دولار في دمج المصرفين اليونانيين المتعثرين «ألفا بنك» و «يورو بنك» ضمن كيان يعد الأكبر في جنوب شرقي أوروبا من حيث الرسملة السوقية، حيث امتلك الجهاز القطري %7 في مصرف «ألفا بنك».
ويقول يازان عابدين مدير صندوق في مؤسسة «آي إن جي» لإدارة الاستثمار في دبي في سياق التقرير: «لدى قطر بالفعل التزامات هائلة في أوروبا ويتضمن جزءا من استراتيجيتها السياسية، بينما يتضمن جزء آخر زيادة الالتزام خاصة فيما يعتقدون أنه صفقة رابحة».

مؤشرات
ويضيف عابدين: «إذا كانوا يصدقون سيناريو انهيار اقتصاد الدول الأوروبية بسبب أزمة الديون، لم يكن لينظروا إلى هذه الاستثمارات باعتبارها صفقة رابحة وكانوا سيحاولون التخلص من حصصهم، لكنهم يعملون عوضا عن ذلك بحسب عقلية ترى أن اقتصاد الدول الأوروبية سيتعافى، وبالتالي يزيدون من التزاماتهم تجاه أوروبا».
وزاد: «الاستثمارات القطرية في منطقة دول اليورو يعد جزءا من استراتيجية أكبر تستهدف ربط التنوع في الأصول الخارجية بدعم مبادرات السياسة الأجنبية على حد قول محللين».
ويقول نيك تولتشارد، رئيس عمليات الشرق الأوسط في شركة «إنفسكو» لإدارة الاستثمارات: «في حالة قطر قد يؤدي زيادة رأس المال بفضل المبيعات التي يتم تحقيقها من تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى تضخم في البلاد، لذا من الضروري أن يتم توجيه رأس المال إلى الخارج».
ويوضح تولتشارد قائلا: «إنها مثال على تعدد البدائل التي يمكن من خلالها توجيه رأس المال إلى الخارج. إن ذلك هو الهدف الأساسي لا الحصول على حصص استراتيجية في دول بعينها».
وأنفقت الشركات القطرية الاستثمارية الأساسية مثل «قطر القابضة» مبالغ ضخمة في قطاعات متعددة في فرنسا وإسبانيا وبريطانيا واليونان خلال العام الماضي. إضافة إلى ذلك امتلكت قطر حصصا طويلة المدى خلال أربعة الأعوام الماضية.

تقدم على بقية دول الخليج
وتستثمر دول الخليج الأخرى في أوروبا أيضا، لكن تمثل قطر مستوى متقدما من الاستثمارات في عدة قطاعات خلال العام الحالي.
وبعيدا عن الاستثمار في دمج المصارف اليونانية عبر شركة «باراماونت» التي توصف بأنها ذراع العائلة المالكة القطرية، حصل الصندوق السيادي القطري على حصة نسبتها %2 من شركة «إنيرغياس دي برتغال» للكهرباء في نهاية أغسطس الماضي. وبلغت قيمة الصفقة نحو 160 مليون يورو بسعر شراء 2.16 يورو للسهم.
وللإمارات عدد من الاستثمارات الأخرى تقدر قيمتها بنحو 2.8 مليار دولار في مارس الماضي في قطاع المرافق في دول أوروبا الغربية من ضمنها الاستحواذ على حصة قدرها %6 من شركة «إبيردرولا» الإسبانية للكهرباء عبر «قطر القابضة».
على الجانب الآخر حصلت هيئة الاستثمار القطرية على %70 من فريق باريس سان جيرمان لكرة القدم في مايو الماضي، بينما وقع نادي برشلونة على اتفاق رعاية مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع بقيمة 170 مليون يورو لمدة 5 سنوات بدءا من يوليو.
ويقول فيليب دوبا بانتانكس خبير الاقتصاد البارز لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مصرف «دبي فور ستاندرد تشارترد»: «الدافع اقتصادي وراء شراء مستثمرين في الشرق الأوسط خاصة في قطر لفرق كرة القدم والأصول المشابهة. هناك انعكاس في دوران عجلة التاريخ، حيث باتت الدول المتقدمة مثل الدول الأوروبية تشجع استثمارات دول مثل الصين ودول الشرق الأوسط».
وتتجه الصناديق السيادية في الخليج العربي إلى إقامة استثمارات طويلة الأجل لا لتحقيق أرباح مالية على المدى القصير على بحسب قول تولتشارد.
وتتضمن استراتيجية الاستثمار بعض المشروعات قصيرة الأجل، ففي أكتوبر 2009 حقق الصندوق السيادي القطري أرباحا تقدر بـ103 مليارات دولار من خلال بيع أسهم بقيمة 379 مليون دولار من حصته في مصرف «باركليز».
لكن احتفظ الصندوق بحصة من الأسهم قيمتها %7 من المصرف البريطاني كجزء من خطة استثمار طويل الأمد.
ويقول تولتشارد: «في بعض الحالات، تم شراء أسهم ثم الاحتفاظ بها لفترة قصيرة لتحقيق أقصى حد من الأرباح. لكن الفكرة السائدة هي القيام باستثمارات طويلة المدى ذات قيمة».