المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البورصة تعاني من انطباق نظرية التنبؤ الذي يحقق نفسه



Love143
21-05-2006, 01:46 AM
تمر بأطول فترة مبالغة في البيع من عام 2001
البورصة تعاني من انطباق نظرية التنبؤ الذي يحقق نفسه


تحليل أعده أسامة القروي:
تحاليل تأتي وتحاليل تذهب، تصريحات رسمية تتم ومن ثم تنكر ولا يقر أصحابها بها، أخبار ايجابية بالمجان وأخرى سلبية تتبعها البورصة بادارتها وأنظمتها تعيش عصرها الحجري ومع هذا نجد البعض يظن بأننا نملك أفضل الأنظمة الحديثة، وفي النهاية المحصلة التي تهمنا هي حالة مؤشر السوق وقيمة الأسهم والتي واقعها يعاني من نزيف مستمر وخسارة بالمليارات من القيمة الرأسمالية وبقيمة تداول هزيلة لا تتعدى كونها «خردة»!
عجزنا يا سوق الكويت أن نفهم واقعك! تحاليل أساسية محكمة تشير الى أن الوضع غير طبيعي وأن الطبيعي هو صعود أسعار أغلب الأسهم (ويصادق على هذه الجزئية تصريح وزير المالية في المنتدى الاقتصادي). بيانات مالية للكثير من الشركات الواعدة تشير شمالا وأسعار أسهمها تعدوعدوا باتجاه الجنوب! أخوة لنا في الساحة الاقتصادية راهنوا على أن الوضع مؤقت وسوف ينتهي بعد نهاية الربع الأول والاعلان عن الأرباح، انتهى الربع الأول وأعلنت بعض الشركات أرباحا وبعضها خسارة ولم يتأثر السوق بتلك الأرباح أوالخسائر لا من قريب ولا من بعيد! وها نحن وقد تبقى من الربع الثاني ما يقارب الـ 5 أسابيع ولا توجد بوادر لتحقيق الشركات الخاسرة أية أرباح تعوض من خلالها خسائر الربع الأول! اذا فالتداول حاليا لا يتم بناء على أسس اقتصادية كما يوافقني على هذه العبارة غالبية المحللين والمتخصصين. اذا فلا عزاء للدراسة الاقتصادية الأساسية وقراءة البيانات المالية فهي غير مجدية حالية للتنبؤ بتوجه السوق المستقبلي.
السوق عانى مؤخرا من انطباق نظرية ـSelf Fulfilling Prophecy ـ أوكما يمكن ترجمته بنظرية «التنبؤ الذي يحقق نفسه». فكثرة الحديث عن توقع أوتنبؤ حصول أمر معين في الكثير من الأحيان يؤدي الى تحقق هذا الأمر! الأمثلة في علوم النفس وعلوم المجتمع كثيرة، وأغلب تلك الأمثلة حدثت وتكررت في أسواق المال والأسواق الاقتصادية، وتوجد دراسات واحصائيات علمية بهذا الشأن. حديث الناس عن انهيار السوق الكويتي واقتناعهم بحقيقة حدوث الانهيار أدى الى تقبل النفسيات لهذه النبوة والتحاليل المساندة لها، فمنهم من دعم تلك النظرية بنقص السيولة، ومنهم من عول على الأحداث السياسية الخارجية، ومنهم من قال بأن الأرباح المتوقعة للربع الأول ستكون متواضعة مع احتمال وجود خسائر (وكأن الخسائر لم تكن نتاج النزول وليس العكس!) هل يعقل أن أصدر حكماً على شركة وجودة ملاءتها المالية بسبب خسائر دفترية تكبدتها وقت النزول الجائر؟ فتلك الشركات لم تعان يوما ما من سوء ادارة أوقصر بصيرة أوركاكة في التخطيط الاقتصادي، فالكل بلا استثناء كان يشيد بوضع البورصة القوي وصلابة الشركات المدرجة وجودة أرباحها والجدوى الاستثمارية الممتازة من وراء تكوين مواقع استثمارية استراتيجية آنذاك. ولكن ماذا عن الآن؟ انقسام رهيب في صفوف المصرحين!
التحليل الفني أداة ممتازة لاستشعار تحرك مؤشر أي سوق مال أو أي سلعة، فهي أداة قد زاد انتشارها مؤخرا بين أوساط المهتمين بالبورصة وأسواق المال، ولكن للأسف، نجد مؤخرا بأن سوقنا أبى ألا يتماشى مع متطلبات هذا العلم وهذا النوع من التحاليل. أي متخصص ومدرك لشروط تطبيقات التحليل الفني يعلم بأن أحد أهم المعطيات في تحليل أي سلعة هو كميات أو كثافة التداول على تلك السلعة. والسوق الكويتي للأسف نزيف مؤشره العام يتم من غير تداول كميات تذكر! فأنا كمتخصص في التحليل الفني عندما أريد التحقق من كسر مقاومة معينة أو دعم معين، أريد أن أرى كمية تداول عالية توثق كسر تلك الخطوط الفنية حتى يتسنى لي الجزم بما سيحدث مستقبلا أو على الأقل أن يكون توقعي مبني على أسس صلبة. ومع هذا وذاك لنا وقفة فنية من خلال الرسم البياني المرفق حيث يتبين لنا بأن هناك خط دعم أسبوعي صلب بالقرب من منطقة 9100 نقطة (السهم المبين في الرسم). مؤشرات الاندفاع وخاصة مؤشر القوة النسبية RSI ومؤشر ويليام William's R قد وصل الى أدنى نقطة خلال خمس السنوات الماضية حيث يشير مؤشر ويليام بأن السوق قد عانى من مبالغة في البيع امتدت منذ 5 مارس الماضي وحتى يومنا الحالي وهي أطول فترة مبالغة في البيع منذ سنة 2001!
سؤال مهم: هل سينسى المتداولون حقيقة سوقنا في المستقبل القريب؟ هل سينسون بأن الموضوع لم يكن أبدا متعلقا بأرباح محققة أو خسائر دفترية؟ أو أوضاع سياسية؟ أو سوء ادارة الجهاز الاداري للسوق؟ أو نقص سيولة؟ هل عند الصعود سنسمع من يرجع أسباب الصعود لأمور اقتصادية علمية فنية؟ هل سينسون كيف تخلت الحكومة عن السوق وهو جهاز حكومي؟ وسؤال أهم: هل سيتذكر المتداولون بأن سوقنا لم يعد فيه «بركة» وأصبح عبارة عن لعبة تنس طاولة بأيدي مجموعة من المضاربين، وان الغالبية من المتداولين سينتهجون منهج المضاربة اليومية أو شبه اليومية لفقدان هذا السوق المصداقية المطلوبة وصمام الأمان الذي من شأنه الحفاظ على نسبة الأكسجين في قاعة التداول!