المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «سيب» تتطلع لحيازة 6% من سوق التأمين المحلية



سلوى حسن
20-09-2011, 09:12 AM
«سيب» تتطلع لحيازة 6% من سوق التأمين المحلية


الدوحة - العرب | 2011-09-20

قالت شركة «سيب للتأمين وإعادة التأمين» أمس إنها تعتزم الاستحواذ على نحو %6 من سوق التأمينات المحلية المرشحة للقفز فوق حاجز المليار دولار في السنوات القليلة المقبلة.
وأكدت الإدارة التنفيذية لأحدث الشركات المحلية العاملة في قطاع التأمين إنها ترنو لاقتسام حصة من السوق المحلية الآخذة بالنمو، مقتفية أثر صعود نجم الاقتصاد القطري، فيما أسهم الاستقرار السياسي والأمني بالدوحة في تدافع الشركات العالمية والإقليمية على الوفود إليها، هربا من حالة عدم اليقين السائدة بالشرق الأوسط.

قال السيد فريد شديد الرئيس التنفيذي للشركة -التي نهلت اسمها من معين التراث القطري- إن «سيب» تطمح في حجز موقع متقدم بين نظيراتها المحلية، مشددا على أهمية انفتاح السوق المحلية على أجواء التنافسية التي تصب في خدمة المنتفعين، فضلا عن خياراتهم وجودة الخدمات التي يتلقونها.
ويتواجد في السوق المحلية خمس شركات تأمين مدرجة في البورصة، زادت أقساطها عن مستوى 3.6 مليار ريال العام الماضي من دون احتساب تلك الحصة التي حظيت بها شركة الكوت للتأمين وإعادة التأمين التابعة لـ «الخليج الدولية المساهمة العامة» إحدى وحدات مؤسسة قطر للبترول.
وأبلغ شديد الصحافيين في لقاء جمعه بهم بمقر الشركة أمس إن الأخيرة تمكنت من جمع أقساط قدرها 70 مليون ريال خلال العشر الأشهر الأخيرة، عازيا ذلك الإنجاز للمعرفة الفنية العالية التي يحظى بها كادرها، فضلا عن تعاملها مع أكبر معيد للتأمين في العالم، إذ إن الدعم الذي تحظى به من «ميونخ ري» يعزز موقفها لدى تأمينها أصول الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز.
وسجلت الشركة في مركز قطر للمال قبل نحو عام، ويمتلك الشيخ جبر بن يوسف بن جبر آل ثاني %70 من أسهمها، فيما تعود الملكية المتبقية لمجموعة شديد اللبنانية.
وتواكب المؤتمر الصحافي لإدارة الشركة مع مرور عام على إطلاقها وتوجيهها حملة تهدف لتوعية السوق المستهدف بنشاطاتها التي برز منها نيلها أكبر عقد تأمين خارج القارة الأميركية، من خلال توفيرها التغطية التأمينية لأعضاء مجلس إدارة «كيوتل» بقيمة قدرها 600 مليون دولار.
وتعد «كيوتل» رابع أكبر شركات الاتصالات الخليجية، بانتشار زاد عن 16 دولة، وهو ما قد يفتح آفاقا جديدة أمام «سيب» حال توطيد علاقتها بشركة الاتصالات المملوكة بنسبة %55 من جهاز قطر للاستثمار الحكومي.
ويقول شديد إن تعامل شركته الوليدة مع مؤسسات إعادة التأمين الكبرى التي تتقدمها «ميونخ ري» و «هانوفر» ساعدها في تقديم نفسها للسوق المحلية لدى توجهها لتسويق منتجاتها للمؤسسات، إذ إن العلاقة المذكورة يعني توفير غطاء لازم لأكبر المشاريع المحلية.
وفي مطلع العام الحالي، قال الدكتور لادجر أندرولسن عضو مجلس إدارة شركة «ميونخ ري» لـ «العرب» إن دولة قطر بدأت تستفيد بصورة استثنائية من ثورة الاستثمارات في قطاعي النفط والغاز عقب انقشاع غبار الأزمة المالية العالمية وتصاعد أسعار النفط والطلب القوي على الغاز المسال وصناعات تحويل الغاز إلى سوائل.
ويتوقع أن يشهد العقد المقبل إقامة مشاريع مختلفة في قطر بقيمة 170 مليار دولار، تتواكب مع تجهيزات الدوحة لاستضافة مونديال 2022 المقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط، ما دعا شديد للتأكيد على قدرات شركته العالية في مجال التأمين الهندسي على المنشآت الرياضية المختلفة.
ووقع اختيار اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على قطر لتكون أول دولة بالمنطقة تحظى بشرف استضافة المونديال المذكور، مطلع ديسمبر الماضي، فيما قدمت الدوحة ملفا لاحتضان أولمبياد 2020.
مؤشرات
ويذكر شديد أن شركته البالغ رأسمالها 109 ملايين ريال قد تفكر مستقبلا بطرح أسهمها بالبورصة، حال انسجام معطياتها مع القوانين المنظمة لعملية الإدراج، وأكد مواصلة شركته عمليات التأمين التقليدية في رده على سؤال حيال إمكانية اقتفائها أثر شركات أخرى توجهت نحو سوق التكافل الإسلامي التي وصفها شديد بالصاعدة.
وتوفر الشركة تغطية للتأمين الصحي لنحو 12 ألفا في السوق القطرية، ما اعتبره شديد مؤشرا قويا على قدرة نفاذ «سيب» لهذه السوق الصغيرة نسبيا.
وحول تنوع محفظة استثمارات الشركة ومنتجاتها قال شديد «لدينا جزء من رأس المال موظف في أدوات الاستثمار الثبات، فضلا عن العوائد».
وزاد في شأن المنتجات بالقول «تشمل التأمين الصحي وعلى المنشآت فضلا عن تأمين السيارات والمسؤولية المدنية إلى جانب التغطيات اللازمة للمطارات والطائرات وشركات النفط الكبرى».
وتتطلع قطر لإطلاق مطار الدوحة الجديد بحلول اليوم الوطني بنهاية العام المقبل.
وقد أبدى شديد ثقته المطلقة بقدرات السوق القطرية «الأكثر أمنا» بالمقارنة مع دول المنطقة، ما سيضمن ديمومة النمو الاقتصادي، وبالتالي أداء بقية القطاعات التي ستنسج على منوال سرعة اقتصاد أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وتمتلك قطر تصنيفا قدره a+ من قبل وكالات التقييم المختلفة وأبرزها «موديز» و «فيتش»، فضلا عن «ستاندرد آند بورز» و « كابيتال إنتيليجنس»، إذ رأت تلك المؤسسات أن التدفقات المالية المنتظمة الناتجة عن بيع النفط والغاز يعززان من مكانة الدولة على المستوى الاقتصادي، فضلا عن الوفاء بديونها التي لا ترقى على %18 من الناتج المحلي الإجمالي البالغ 127 مليار دولار.
وقبل نحو أسبوعين قالت دراسة صادرة عن مركز قطر للمال إن قطاع إعادة التأمين الخليجي يسير نحو موجة جديدة من النمو، ذاكرة بأن قطر أنفقت وحدها أكثر من 75 مليار دولار لمشاريع البنية التحتية بين عامي 2004 و2010، ومع حلول الأول من يناير الماضي، بلغت قيمة المشاريع الجارية في الدولة 88 مليار دولار، مع وجود مشاريع إضافية بقيمة 130 مليار دولار ستبدأ في السنوات الثلاث المقبلة، ما يعزز أداء قطاع التأمين وإعادته.
يشار إلى أن اسم «سيب» من صيد اللؤلؤ، وهي الحرفة التقليدية الأشهر في قطر. والسيب هو حبل النجاة للصياد الذي يغوص في عمق البحر، بينما ينتظره زميل له على ظهر المركب وهو يمسك بالطرف الآخر من الحبل ليسحبه في الوقت المناسب ويعيده إلى المركب.