المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البورصة تترقب نتائج الشركات للربع الثالث



سلوى حسن
25-09-2011, 08:59 AM
البورصة تترقب نتائج الشركات للربع الثالث
نتائج الشركات تعزز من إقبال المستثمرين على الشراء
الخبراء: مستويات قياسية جديدة بانتظار بورصة قطر في الربع الأخير
عبد العزيز: عوامل كثيرة تدعم تحقيق الشركات لنتائج إيجابية
عبد الغني: نتائج الشركات الإيجابية تعزز من استقرار الأسواق المحلية


أيام قليلة ويسدل الستار على تعاملات الشركات في الربع الثالث من العام الحالي، ويترقب الجميع الإعلان عن الأرباح والاحتياطيات، لمعرفة مدى تجاوب واستفادة الشركات من الزخم الاقتصادي الذي تعيشه قطر حاليا، ومدى انعكاس تلك النتائج على سوق المال خلال الفترة المقبلة.

وأجمع خبراء أسواق المال على أن نتائج أعمال الشركات ستكون إيجابية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، متوقعين أن يكون الرابح الأكبر قطاع البنوك بالإضافة إلى شركات أخرى مثل صناعات قطر وشركات أخرى بقطاع الخدمات.

ويرى الخبراء أن هناك العديد من الشركات ستحافظ على أدائها القوي بسبب الأخبار الايجابية التي وردت من الربع الماضي، ومن المتوقع أن تظهر العديد من الشركات تحسنا خلال الربع الثالث من حيث المبيعات ومؤشرات الربحية، لتواكب الشركات نسب النمو في الناتج المحلي لقطر والذي يتمحور حول الـ 18 % ، ما يرشح قطر بجدارة لتكون "النمر الاقتصادي" القادم بقوة في منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما، حيث يقود نمو الاقتصاد القطري إلى نمو مبيعات الشركات والذي سينعكس بكل تأكيد على نمو أرباحها، وهو ما حققته الشركات في النصف الأول من هذا العام بعد أن حققت نسب نمو قاربت 18%، وهذا يؤكد أن هناك توافقا بين نمو الناتج المحلي ونمو أرباح الشركات العاملة في السوق. ولا يخفى على أحد أهمية النتائج المالية الربعية للشركات في تحديد مسار السوق حتى نهاية العام الحالي، حيث أن المستثمرين يبنون قراراتهم الاستثمارية استنادا لمعطيات تلك النتائج ، فيتم اقتناء الأسهم المتوقع تحقيقها لربح وعائد جيد بالإضافة إلى تحديد مدى تأثر الشركات بالعوامل الداخلية والخارجية مثل تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الوطني.

لذا يتابع الاقتصاديون والخبراء باهتمام نتائج هذا الربع لمعرفة مدى تفاعل الشركات مع المناخ الاستثماري الايجابي بقطر، ونجد أن هناك اهتماما آخر من قبل المستثمرين بأسواق المال وخاصة في بورصة قطر بنتائج الشركات لما لها من تأثير على مجريات التداول داخل البورصة خاصة بعد أن شهد المؤشر تحركات إيجابية من الناحية الفنية خلال تعاملات الأسبوع الماضي ، فسجل مؤشر بورصة قطر ارتداداً صاعداً نحو مربع المكاسب خلال تعاملات الأسبوع الماضي ، بعد تعرضه لخسائر الأسبوع الذي سبقه، مدعوماً بارتفاعات جيدة شهدتها أسهم الشركات القيادية وسط توقعات تشير إلى إمكانية تحقيق هذه الشركات لأرباح ربعية تكون في مستوى تطلعات المتعاملين.

وكانت الأسهم محط أنظار المستثمرين من خلال الإقبال على الشراء والتجميع عليها في ظل أسعارها المتدنية حالياً، ومكنت طلبات الشراء المؤشر من الارتفاع إلى أعلى نقطة سجلها خلال الجلسة الأخيرة من هذا الأسبوع عند مستوى 8494 نقطة، إلا أن عمليات جني أرباح تمت في التالية له نفسها قلصت من المكاسب وحدت من الارتفاع، غير أن المؤشر تمكن من استيعابها ليغلق عند مستوى 8444 بنهاية الأسبوع. وينتظر أن تبرر بداية تعاملات السوق اليوم نوعية هذه التحركات، مدعومة بتوقعات إيجابية للأسهم القيادية خاصة في قطاع البنوك .

وتوقع محللون أن تواصل بورصة قطر الارتفاع لكن في نطاق ضيق في الأسبوع المقبل بدعم من حالة التفاؤل السائدة في السوق حول نتائج أعمال الشركات التي تشير الإحصاءات إلى أنها مبشرة وتساعد بشكل كبير المؤشر على تخطي حاجز 8500 نقطة .. إلا أن البعض يرى ان درجة التفاعل ما بين المستثمرين والأخبار المتعلقة بنتائج أعمال الشركات لا تزال محدودة وهو ما قد يؤدي إلي الحد من آثارها على تحركات الأسهم سواء جاءت ايجابية أو سلبية، ويتوقع المحللون استمرار المضاربة على الأسهم الصغيرة وأسهم شركات التأمين التي شهدتها السوق خلال تداولات الأسبوع المنصرم.

ورشح محللون فنيون صعود البورصة الأسبوع الحالي وذلك بعد تراجع القوة البيعية لعزوف حملة الأسهم عن بيعها بالأسعار المتاحة.. ومن المرتقب أن يخف الضغط الواقع على الأسهم الكبرى خلال تعاملات الأسبوع الحالي ويأتي ذلك انعكاسا لتمكنها من استيعاب مبيعات الأجانب بدفع من مشتريات المؤسسات.

نتائج الربع الثالث
وفي هذا الصدد أشار المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية، طه عبد الغني إلى أن نتائج الربع الثالث ستواصل النمو وذلك يرجع إلى عدة أسباب أولها قوة الاقتصاد القطري وتحقيقه لنسب نمو عالية، وخطط الإنفاق على البنية التحتية وكذلك مشاريع المونديال، بالإضافة إلى تحقيق الشركات لنسب نمو تجاوزت 17% في النصف الأول من هذا العام، كل ذلك يصب في خانة استمرار الشركات في تحقيق أرباح متميزة، مشيرا إلى أن قطاع البنوك يأتي على رأس القطاعات المتوقع لها تحقيق ربحية في الربع الثالث، مستفيدا من الدعم الذي تلقته من الدولة بالإضافة إلى تحسن نوعي في الاقتصادات العالمية وتحرك أسعار النفط كل ذلك سيكون له مردود ايجابي على نتائج قطاع الصناعة. وأوضح ان من شأن ظهور نتائج الأعمال بصورة ايجابية استمرار الاتجاه الصعودي للمؤشر الرئيسي للبورصة على المديين القصير والمتوسط.

وحول مدى تأثير نتائج أعمال الشركات عن الربع الثالث على مجريات التداول بالبورصة قال عبد الغني: إن نتائج الشركات عن الربع الثالث ستدعم بكل تأكيد من ارتفاع البورصة وتعزيز ثقة المستثمرين بالأسهم المحلية ولكن التأثير الأكبر سيكون من اتجاهات الأسواق العالمية.

ارتفاع السيولة
وقال عبد الغني: "كلما اقتربنا من موسم إعلان النتائج ترتفع السيولة، وتوقع أن تستمر عمليات المضاربة على أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة في الأسبوع القادم مع ترقب موسم إعلان النتائج ، مشيرا إلى أن هناك توقعات بأن تحقق معظم البنوك والشركات الرئيسية في قطاع الخدمات نتائج تاريخية في الربع الثالث إلى جانب قطاع الخدمات الذي يشهد نمواً في طلب بسبب الإنفاق الحكومي على البنية التحتية".

وحول تأثر السوق بعمليات الشراء التي تقوم بها المحافظ الاجنبية هذه الفترة قال عبد الغني:ان عمليات التجميع التي تقوم بها المحافظ الأجنبية الأسبوع الماضي تعد أمرا إيجابيا وتعكس ثقة هذه المحافظ في الاقتصاد القطري وهو ما عزز من ارتفاع المؤشر. وقال: إن السوق قد يشهد فترات جني أرباح لكن هذا لا يعكس الاتجاه الصعودي القوي للسوق خلال الأسابيع المقبلة، معتبرا أن أي تراجع في الأسعار بمثابة فرص جيدة للشراء. وأضاف: أن السوق أظهرت قوة كبيرة ورغبة في مواصلة الارتفاع في ظل تدفق السيولة المتواصل إلى السوق، مشيرا إلى أن السيولة الجديدة التي تدخل تدريجيا من شأنها مساعدة السوق على مواصلة الارتفاع.

تحسن أداء البورصة
من جانبه أكد المستثمر أبو عبد العزيز الأنصاري أن السوق يترقب إعلان نتائج الأعمال الربعية للشركات والتي تشير التوقعات إلى أن أغلبها سيكون قويا، وتوقع تحسن أداء البورصة بدعم من بدء الإعلان عن نتائج الأعمال الربعية للشركات والتي ستكشف عن العديد من المؤشرات والتي ستبلور الاتجاه نحو الارتفاع، ولفت إلى أن الأرقام تؤكد وجود عمليات شراء قوية يقوم بها المستثمرون الأجانب في اتجاه لاقتناص فرص هبوط الأسعار التي تراجعت كثيرا عن قيمها العادلة على الرغم من توقعات نتائج أعمالها الايجابية.

وقال الأنصاري: إن إغلاق المؤشر خلال تعاملات الأسبوع الماضي أعطى انطباعاً إيجابياً عن سير التداولات، مشيرا الى انه كان متوقعا ان يتخطى المؤشر مستوى 8500 نقطة، تمهيداً لاختراق مستوى 9 آلاف نقطة، للدخول إلى مستويات عليا أخرى، إلا أن الأزمات العالمية فيما يتعلق بالديون السيادية الأوروبية، أدى إلى تراجع السوق دون تلك المستويات، على الرغم من الأجواء الايجابية التي تخيم على السوق القطري، حيث ان كل المؤشرات الاقتصادية القطرية جيدة، إلا أن تتبع المستثمرين للأسواق الخارجية أدى إلى التذبذب في الأداء.

وعن توقعاته لنتائج الشركات للربع الثالث من هذا العام أكد أن نتائج الربع الثالث ستواصل النمو بالنظر إلى أدائها خلال الربعين السابقين، وذلك يرجع إلى عدة أسباب أولها قوة الاقتصاد القطري الذي تستفيد منه جميع الشركات العاملة في السوق، بالإضافة الى توفر سيولة في السوق عقب قرار زيادة الرواتب وان ذلك من شأنه ان يوفر سيولة في البنوك وهذا بالتأكيد ساهم وسيسهم في تخفيف القيد على عمليات الإقراض وبالتالي انتعاش موارد هذا القطاع بالإضافة إلى ان ارتفاع أسعار النفط سيؤدي إلى تكوين فوائض مالية يتم استخدامها في تدعيم اقتصاد الدولة وكذلك الشركات العاملة فيه.

تقلبات الأسواق الخارجية
ووافقه الرأي المستثمر والمحلل المالي سعيد الصيفي وأضاف: ان هناك توقعات بأن تحقق الشركات نتائج ايجابية للربع الثالث من هذا العام مدعومة بالأرباح النصفية الجيدة التي حققتها الشركات في النصف الأول وخاصة القطاع البنكي وصناعات قطر.

وأكد على أهمية النتائج المالية بالنسبة لأداء الأسهم مشيرا إلى وجود شريحة من المستثمرين تعتمد على المضاربة بشكل أكبر من اعتمادها على نتائج الشركات. وما يدعم مسيرة صعود الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
ولكنه لفت إلى أنه على الرغم من التوقعات بتحقيق الشركات لنتائج جيدة، إلا أن تقلبات الأسواق الخارجية منعت البورصة من استمرارها في رحلة الصعود حيث تراجع السوق في آخر جلسات الأسبوع بنحو 62 نقطة، مشيرا إلى أن هناك من يحاول الاستفادة من تراجع السوق لشراء الأسهم بأسعار متدنية.

وأشار الصيفي إلى ان من العناصر الايجابية هو متماسك السوق في أوقات الأزمات المالية العالمية، وعدم انجرافه بشدة نحو الهبوط كما كان يحدث سابقا، وأرجع ذلك إلى زيادة وعي المستثمرين، بالإضافة إلى قوة الاقتصاد القطري.

وأضاف: ان أسعار الأسهم الحالية باتت مرشحة لصعود قوي في الربع الأخير من العام ونحن على أبوابه ولينظر المتعاملون إلى أداء الأجانب الذي مال إلى الشراء الأسبوع الماضي وهذا دليل على أنهم يعلمون أن القادم أفضل.

وأكد "أنه لو نظرنا إلى أوضاع البورصة سنجد العديد من الأنباء الإيجابية تسود السوق سواء فيما يتعلق بالشركات وأدائها المالي أو توسعاتها في الداخل والخارج في مختلف القطاعات، وأوضح أن هناك أنباء إيجابية أخرى يترقب السوق الإعلان عنها في الفترة المقبلة من شأنها أن تساعد على تعافي السوق وتحسن أدائه ؛ ورأى أن العديد من الأسهم وصلت إلى مستويات جيدة بما يجعلها فرصة جيدة للشراء على المديين المتوسط وطويل الأجل، لافتًا إلى أن الفترة الحالية من عمر البورصة تعد مرحلة تجميع وإعادة تكوين للمحافظ وليست مرحلة البيع بخسارة.