شمعة الحب
21-05-2006, 09:27 PM
الهوامير والصغار.. في سلة واحدة صعوداً وهبوطاً
د. أمين ساعاتي - كاتب أقتصادي 23/04/1427هـ
dr._saaty@yahoo.com
اجتاحت سوق الأسهم الخليجية طيلة الأربعة شهور الماضية سلسلة من الهبوط الحاد في مؤشر أسواق الأسهم. ومن الأسباب التي أسهمت في هبوط مؤشر سوق الأسهم السعودي هو ضعف دور الإعلام في تحليل الأسباب التي أدت إلى النزول المتواصل.
والمؤسف أن هذا الضعف كان يلازم الأغلبية الكبيرة من المحللين الذين كانوا يقفزون على شاشات الفضائيات أو يحتلون أعمدة الصحف ويرمون التصريحات على عواهنها، وكان لبعض هذه التصريحات تأثيرات سلبية وسط مجتمع يعاني من ضعف في ثقافة السوق. وبالتالي تنتشر فيه الإشاعة أسرع من الصاروخ.
ولقد حاولت الحكومة الرشيدة عبر مجموعة من القرارات العاجلة، تصحيح أوضاع السوق وكان آخرها قرار تعيين رئيس جديد لهيئة سوق المال.
والآن نستطيع القول أن قضية سوق الأسهم أصبحت قضية وطنية ينبض بها كل بيت سعودي، بمعنى كل القوى والفعاليات الوطنية تعمل بإخلاص على إعادة التوازن والرشد إلى السوق. ونؤكد أن مقولة الهوامير تلاعبوا وغنموا على حساب صغار المستثمرين، هذه المقولة ليس لها مكان في القاموس العلمي والعملي لأسواق الأسهم. ولكن الصحيح أن كبار وصغار المستثمرين كانوا في مركب واحد، بل أن كبار المستثمرين خسروا أكثر بكثير مما خسر صغار المستثمرين. وأذكر – على سبيل المثال – أن الصديق أحمد حسن فتيحي قال لي أنه خسر أكثر من نصف استثماراته التي كان يستثمرها في السوق السعودي، كما قال لي كثير ممن نسميهم بالهوامير أن خسارتهم موجعة ومؤلمة وغير مسبوقة في سجل أعمالهم الطويل.
ولذلك فإن واجب الإعلام الاقتصادي في هذه المرحلة الجديدة أن يرشد موضوعاته وأن يعمل على دعم رئيس هيئة سوق المال الجديد في جهوده المخلصة والرامية إلى إزالة المعوقات وخلق سوق يتمتع بكامل الصحة والعافية.
وحتى يحسب للإعلام دور في بناء السوق فلا أقل من أن يستخدم المحللون المداخل العلمية في تحليل أداء السوق بعيدا عن التصريحات الإعلامية الرنانة التي لا تقوم على أي أساس علمي.
إن المناهج العلمية المستخدمة في تحليل أداء الأسواق المالية باتت معروفة وفي متناول الجميع وتحتاج فقط إلى قيام المحللين بالوصول إليها وقراءتها وفهمها ثم استخدامها في طروحاتهم حتى يصبح للطرح الإعلامي بعد علمي ودور إيجابي في بناء معطيات السوق.
إن استخدام الأسلوب العلمي في تحليل أداء أسواق الأسهم له مدارس كثيرة ولكن من المداخل المسيطرة على تحليل الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان هو مدخل التحليل الأساسي والتحليل الفني.
ونسلم بأن الأسعار (وهي المتغير الرئيس في السوق أي سوق) تتحرك في المدى الطويل نتيجة تفاعل العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وبينما يدرس الاقتصاديون والمعنيون بالتحليل الأساسي أسباب حركة الأسعار، من خلال معدل النمو في الناتج القومي ومن خلال الدورات الاقتصادية والإطلاع على القوائم المالية والميزانية، نجد أن المحللين الفنيين لا يعيرون هذه البيانات اهتماما كبيرا، فاهتمامهم ينصب أساساً على مقدار حركة الأسعار ومداها، بالإضافة إلى المدة التي استغرقتها وكذلك حجم التداول، وأهم من ذلك كله أثر الحركة على وضع السوق عامة. ويركز المحلل الفني على معرفة اتجاه الأسعار ودراسة الأنماط السلوكية بأشكالها المختلفة وظواهرها التي غالبا ما تتكرر وهو ما يعنيه في تقديراته لحركة الأسعار مستقبلا. بمعنى أن السؤال الذي يطرحه التحليل الأساسي هو: لماذا تحرك السعر في اتجاه معين؟ بينما يطرح المحللون الفنيون أسئلة مختلفة تماماً وهي: ماذا بعد؟ إلى أين المسير؟ إلى متى يستمر الهبوط أو الصعود؟
ويأخذ التحليل الأساسي عوامل الدورات الاقتصادية، والاستقرار السياسي ومعدل نمو الناتج القومي والأرباح التي تحققها الشركات والميزانيات المفصح عنها يأخذ كل ذلك في حساباته.
بينما التحليل الفني يتجه إلى التعبير عن الجانب اللحظي للسوق من حيث الأسعار وحجم التداول، أي أنه يعطي المستثمر صورة واقعية للأسعار في السوق. وتوضح الرسوم البيانية لحظة بلحظة خطوط الدعم وخطوط المقاومة وإذا جاز لي أن أعرف الدعم فإن الدعم يقع عند مستوى سعر تظهر فيه قوة شرائية توقف النزول وتؤدي إلى رفع الأسعار، بينما المقاومة تقع عند مستوى سعر تظهر فيه قوة بائعة توقف الصعود وتؤدي إلى انخفاض الأسعار. وعندئذ تتحدد أمام المستثمر نقاط البيع المجزي ونقاط الشراء الرشيد. كما أن الإلمام بقانون مضاعف الربحية من القوانين المهمة لاتخاذ قرار البيع أو قرار الشراء ومعرفة موسم جني الأرباح.
وواضح مما سبق أن التحليل الأساسي والتحليل الفني يكملان بعضهما البعض واستخدام أحدهما لا يغني عن استخدام المدخلين معاً وهذا من شأنه أن يساعد كثيرا على تضييق هامش الخسائر.
ويعير التحليل الفني أهمية كبيرة جداً لتوقيت الشراء والبيع. فلا شك أن التوقيت هو أحد أهم عناصر العملية الاستثمارية إن لم يكن أهمها على الإطلاق. متى تشتري؟ متى تبيع؟ متى تدخل السوق؟ متى تخرج منه؟ ويرى المحللون الفنيون أن هذه الأسئلة لا يوجد لها إجابات في التحليل الأساسي.
ولذلك فإن التحليل الفني لا يعتمد على الأرقام فحسب بل يعتمد كثيرا على الأشكال الآنية للرسوم البيانية التي تعبر عن الأسباب الاقتصادية لحركة الأسعار، كما تعبر عن كل ما يطلق من إشاعات وروايات، بغض النظر عن كونها صحيحة أو غير واقعية. وعليه فإن المحلل الفني يرى أن دراسة الرسوم البيانية طريق مختصر لدراسة أساسيات السوق، كما أن التحليل الفني يرى أن السعر في لحظة معينة هو تعبير عن المحصلة النهائية لجميع المعلومات الخاصة بالسهم موضوع التداول، لأنه يعكس آمال ومخاوف وأحلام وأطماع وأهداف جميع المشتركين في السوق.
ولذلك فإن مدرسة التحليل الفني تقول: السعر يتحرك أولا والخبر يلحقه ثانيا، أي أن حركة الأسعار تسبق الأخبار حتى يصبح السعر هو الخبر نفسه.
إننا إذا حرصنا على استخدام الأسلوب العلمي في تحليل أداء السوق فإننا نساعد كثيرا على إضفاء صفة الرشد إلى أداء السوق السعودي، وسوف يصبح للإعلام دور إيجابي في أداء السوق، وعندئذٍ سوف يصبح لصعود أسعار الأسهم ولهبوط الأسعار أسبابا موضوعية.
ويجب ألا ننكر، ونحن نحرص على استخدام المداخل العلمية في قراراتنا بالبيع والشراء، أن هناك عوامل نفسية تحرك السوق وتؤثر في زيادة أو خفض الأسعار ولكن استخدام العلم في التحليل لاشك أنه سوف يضيق من هامش الخسائر وينشر الوعي ويساعد على إيجاد سوق أكثر نموا وأكثر توازنا وأكثر نضجا.
1119 قراءة
تعليقات الزوار
23/04/1427هـ ساعة 6:26 مساءً (السعودية)
على قولك خسر الجميع هوامير وغيرهم (العجينه من الطينه والخباز واحد ) لكن سمعنا ان فيه هوامير خرجو من السوق قبل 25فبراير وعلى اي اساس خرجو
د. أمين ساعاتي - كاتب أقتصادي 23/04/1427هـ
dr._saaty@yahoo.com
اجتاحت سوق الأسهم الخليجية طيلة الأربعة شهور الماضية سلسلة من الهبوط الحاد في مؤشر أسواق الأسهم. ومن الأسباب التي أسهمت في هبوط مؤشر سوق الأسهم السعودي هو ضعف دور الإعلام في تحليل الأسباب التي أدت إلى النزول المتواصل.
والمؤسف أن هذا الضعف كان يلازم الأغلبية الكبيرة من المحللين الذين كانوا يقفزون على شاشات الفضائيات أو يحتلون أعمدة الصحف ويرمون التصريحات على عواهنها، وكان لبعض هذه التصريحات تأثيرات سلبية وسط مجتمع يعاني من ضعف في ثقافة السوق. وبالتالي تنتشر فيه الإشاعة أسرع من الصاروخ.
ولقد حاولت الحكومة الرشيدة عبر مجموعة من القرارات العاجلة، تصحيح أوضاع السوق وكان آخرها قرار تعيين رئيس جديد لهيئة سوق المال.
والآن نستطيع القول أن قضية سوق الأسهم أصبحت قضية وطنية ينبض بها كل بيت سعودي، بمعنى كل القوى والفعاليات الوطنية تعمل بإخلاص على إعادة التوازن والرشد إلى السوق. ونؤكد أن مقولة الهوامير تلاعبوا وغنموا على حساب صغار المستثمرين، هذه المقولة ليس لها مكان في القاموس العلمي والعملي لأسواق الأسهم. ولكن الصحيح أن كبار وصغار المستثمرين كانوا في مركب واحد، بل أن كبار المستثمرين خسروا أكثر بكثير مما خسر صغار المستثمرين. وأذكر – على سبيل المثال – أن الصديق أحمد حسن فتيحي قال لي أنه خسر أكثر من نصف استثماراته التي كان يستثمرها في السوق السعودي، كما قال لي كثير ممن نسميهم بالهوامير أن خسارتهم موجعة ومؤلمة وغير مسبوقة في سجل أعمالهم الطويل.
ولذلك فإن واجب الإعلام الاقتصادي في هذه المرحلة الجديدة أن يرشد موضوعاته وأن يعمل على دعم رئيس هيئة سوق المال الجديد في جهوده المخلصة والرامية إلى إزالة المعوقات وخلق سوق يتمتع بكامل الصحة والعافية.
وحتى يحسب للإعلام دور في بناء السوق فلا أقل من أن يستخدم المحللون المداخل العلمية في تحليل أداء السوق بعيدا عن التصريحات الإعلامية الرنانة التي لا تقوم على أي أساس علمي.
إن المناهج العلمية المستخدمة في تحليل أداء الأسواق المالية باتت معروفة وفي متناول الجميع وتحتاج فقط إلى قيام المحللين بالوصول إليها وقراءتها وفهمها ثم استخدامها في طروحاتهم حتى يصبح للطرح الإعلامي بعد علمي ودور إيجابي في بناء معطيات السوق.
إن استخدام الأسلوب العلمي في تحليل أداء أسواق الأسهم له مدارس كثيرة ولكن من المداخل المسيطرة على تحليل الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان هو مدخل التحليل الأساسي والتحليل الفني.
ونسلم بأن الأسعار (وهي المتغير الرئيس في السوق أي سوق) تتحرك في المدى الطويل نتيجة تفاعل العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وبينما يدرس الاقتصاديون والمعنيون بالتحليل الأساسي أسباب حركة الأسعار، من خلال معدل النمو في الناتج القومي ومن خلال الدورات الاقتصادية والإطلاع على القوائم المالية والميزانية، نجد أن المحللين الفنيين لا يعيرون هذه البيانات اهتماما كبيرا، فاهتمامهم ينصب أساساً على مقدار حركة الأسعار ومداها، بالإضافة إلى المدة التي استغرقتها وكذلك حجم التداول، وأهم من ذلك كله أثر الحركة على وضع السوق عامة. ويركز المحلل الفني على معرفة اتجاه الأسعار ودراسة الأنماط السلوكية بأشكالها المختلفة وظواهرها التي غالبا ما تتكرر وهو ما يعنيه في تقديراته لحركة الأسعار مستقبلا. بمعنى أن السؤال الذي يطرحه التحليل الأساسي هو: لماذا تحرك السعر في اتجاه معين؟ بينما يطرح المحللون الفنيون أسئلة مختلفة تماماً وهي: ماذا بعد؟ إلى أين المسير؟ إلى متى يستمر الهبوط أو الصعود؟
ويأخذ التحليل الأساسي عوامل الدورات الاقتصادية، والاستقرار السياسي ومعدل نمو الناتج القومي والأرباح التي تحققها الشركات والميزانيات المفصح عنها يأخذ كل ذلك في حساباته.
بينما التحليل الفني يتجه إلى التعبير عن الجانب اللحظي للسوق من حيث الأسعار وحجم التداول، أي أنه يعطي المستثمر صورة واقعية للأسعار في السوق. وتوضح الرسوم البيانية لحظة بلحظة خطوط الدعم وخطوط المقاومة وإذا جاز لي أن أعرف الدعم فإن الدعم يقع عند مستوى سعر تظهر فيه قوة شرائية توقف النزول وتؤدي إلى رفع الأسعار، بينما المقاومة تقع عند مستوى سعر تظهر فيه قوة بائعة توقف الصعود وتؤدي إلى انخفاض الأسعار. وعندئذ تتحدد أمام المستثمر نقاط البيع المجزي ونقاط الشراء الرشيد. كما أن الإلمام بقانون مضاعف الربحية من القوانين المهمة لاتخاذ قرار البيع أو قرار الشراء ومعرفة موسم جني الأرباح.
وواضح مما سبق أن التحليل الأساسي والتحليل الفني يكملان بعضهما البعض واستخدام أحدهما لا يغني عن استخدام المدخلين معاً وهذا من شأنه أن يساعد كثيرا على تضييق هامش الخسائر.
ويعير التحليل الفني أهمية كبيرة جداً لتوقيت الشراء والبيع. فلا شك أن التوقيت هو أحد أهم عناصر العملية الاستثمارية إن لم يكن أهمها على الإطلاق. متى تشتري؟ متى تبيع؟ متى تدخل السوق؟ متى تخرج منه؟ ويرى المحللون الفنيون أن هذه الأسئلة لا يوجد لها إجابات في التحليل الأساسي.
ولذلك فإن التحليل الفني لا يعتمد على الأرقام فحسب بل يعتمد كثيرا على الأشكال الآنية للرسوم البيانية التي تعبر عن الأسباب الاقتصادية لحركة الأسعار، كما تعبر عن كل ما يطلق من إشاعات وروايات، بغض النظر عن كونها صحيحة أو غير واقعية. وعليه فإن المحلل الفني يرى أن دراسة الرسوم البيانية طريق مختصر لدراسة أساسيات السوق، كما أن التحليل الفني يرى أن السعر في لحظة معينة هو تعبير عن المحصلة النهائية لجميع المعلومات الخاصة بالسهم موضوع التداول، لأنه يعكس آمال ومخاوف وأحلام وأطماع وأهداف جميع المشتركين في السوق.
ولذلك فإن مدرسة التحليل الفني تقول: السعر يتحرك أولا والخبر يلحقه ثانيا، أي أن حركة الأسعار تسبق الأخبار حتى يصبح السعر هو الخبر نفسه.
إننا إذا حرصنا على استخدام الأسلوب العلمي في تحليل أداء السوق فإننا نساعد كثيرا على إضفاء صفة الرشد إلى أداء السوق السعودي، وسوف يصبح للإعلام دور إيجابي في أداء السوق، وعندئذٍ سوف يصبح لصعود أسعار الأسهم ولهبوط الأسعار أسبابا موضوعية.
ويجب ألا ننكر، ونحن نحرص على استخدام المداخل العلمية في قراراتنا بالبيع والشراء، أن هناك عوامل نفسية تحرك السوق وتؤثر في زيادة أو خفض الأسعار ولكن استخدام العلم في التحليل لاشك أنه سوف يضيق من هامش الخسائر وينشر الوعي ويساعد على إيجاد سوق أكثر نموا وأكثر توازنا وأكثر نضجا.
1119 قراءة
تعليقات الزوار
23/04/1427هـ ساعة 6:26 مساءً (السعودية)
على قولك خسر الجميع هوامير وغيرهم (العجينه من الطينه والخباز واحد ) لكن سمعنا ان فيه هوامير خرجو من السوق قبل 25فبراير وعلى اي اساس خرجو