المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيع «فندق دبليو» أبرز صفقات سوق العقارات اللندنية



سلوى حسن
28-09-2011, 08:11 AM
بيع «فندق دبليو» أبرز صفقات سوق العقارات اللندنية


| 2011-09-28

قالت شبكة «بروبرتي واير» الإخبارية البريطانية، إن صفقة شراء مجموعة الفيصل القابضة لفندق دبليو الفخم من شركة «ماكلير آند روش» التي بلغت قيمتها نحو 200 مليون جنيه إسترليني (مليار و125 مليون ريال)، تعد أهم صفقات السوق العقارية البريطانية في شهر سبتمبر والربع الثالث، كما ستجعلها واحدة من أكبر الصفقات الفندقية لهذا العام.
ويرأس المجموعة القطرية سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني أحد رجال الأعمال في الشرق الأوسط.

أكدت الشبكة التي ترصد أداء القطاع العقاري، في تقريرها الشهري الصادر مؤخرا، أن تلك الصفقة أسهمت في إنعاش السوق العقارية في لندن وتكريس موقعها كأهم أسواق الاستثمار في المملكة المتحدة.
ووفقا للرابطة الوطنية لوكلاء العقارات البريطانيين (naea)، فقد جرى بيع ثمانية فنادق في العاصمة لندن خلال شهر سبتمبر، ارتفاعا من سبعة في أغسطس الماضي، ومقارنة مع سبعة أيضاً قبل 12 شهرا مضت.
وأضافت الشبكة أن القطاع العقاري في المملكة المتحدة شهد تباطؤا واضحا خلال الربع الثالث من العام الحالي بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، ما يجعل مثل هذه الصفقات أداة من أدوات تنشيط أداء القطاع الذي يسهم بنحو %12 من الناتج المحلي الإجمالي البريطاني.
وقال بنك إنجلترا مؤخرا إن الأوضاع الاقتصادية البريطانية تشكل تحديا كبيرا للحكومة، إذ لم يتعدَّ النمو الاقتصادي خلال الربع الثاني من هذا العام الـ%0.2، أي أقل بكثير من النسبة المتوقعة على المدى البعيد، التي تتعدى %0.7.

موقع مميز
من جانبه ذكر رولاند بروشان، المستشار لدى «زوبلا» وكالة الوساطة العقارية الشهيرة، لـ «العرب» أن «المستثمرين القطريين نجحوا في اقتناص واحدة من أهم الفرص العقارية المتاحة للاستثمار في لندن، لما يتمتع به المرفق المباع من مزايا استثمارية، لعل أهمهما الموقع المميز جدا».
ويقع الفندق الذي يتألف من عشرة طوابق تضم 192 غرفة فندقية، عند ملتقى ليسستر سكوير وووردر ستريت، إذ شيد في موقع «سويس كورت» في قلب الحي الغربي اللندني.
وأضاف: «إن المستثمرين القطريين سواء من الجهات الرسمية التي يمثلها عادة جهاز قطر للاستثمار والشركات التابعة له، أو من شركات الاستثمار الخاصة، لديهم خبرة واسعة في السوق العقارية البريطانية، من خلال سنوات من الاستثمار المباشر وغير المباشر، أسهمت في تعزيز خبرة هذه الشركات في اقتناص الفرص المناسبة وفي الأوقات المناسبة».
وأشارت بعض المصادر إلى أن صفقة شراء فندق «دبليو» ربما لن تكون الصفقة الوحيدة إذ إن هناك حديثا يجري عن عرض قدمته الديار أيضا لشراء فندقين آخرين في العاصمة البريطانية في صفقة يصل إجمالي قيمتها إلى 195 مليون جنيه إسترليني، هما فندق «ساندرسون» الذي يضم 150 غرفة و «سان مارتنز لين» الذي يضم 204 غرف.
وتابع بروشان: «أرى أن هذه الصفقة تأتي نتاجا طبيعيا لهذا التوجه الاستثماري الذي بات يركز على الأصول عالية الجودة ولفترات استثمارية طويلة الأجل». يذكر أن فندق «دبليو» تم افتتاحه في يناير الماضي، وتديره شركة ستاروود العالمية، ويضم أشهر متاجر العلامة التجارية «أم آند أم»، الذي يشغل مساحة 35 ألف قدم مربعة والتابع لمجموعة مارس العالمية، وهو أول متجر من نوعه في أوروبا.
ويتمتع الفندق بموقع ممتاز، يتوسط ناصية تعج بالحركة التجارية والسياحية بسبب كثرة المسارح والمطاعم والمقاصف ودور العرض، على امتداد أربعة شوارع رئيسية تحيط بالفندق، لعل أشهرها الشارع الصيني أو ما يسمى بـ «تشاينيز تاون».

الجدوى الاستثمارية
ويقول تريفور غريثام، مدير قسم تخصيص الأصول لدى شركة «فيديليتي إنترناشيونال» التي تتخذ من لندن مقرا لها، لـ «العرب»: إن الاقتصادات الغربية تعاني حاليا من تداعيات أزمة مالية شديدة الوطأة، وأصبحت الأصول العقارية واحدة من الملاذات الآمنة القليلة، وهي تحظى باهتمام المستثمرين العالميين بشكل عام ومن الشرق الأوسط بشكل خاص، لذا نتوقع أن تسهم مثل هذه الصفقات في الإبقاء على الجاذبية الاستثمارية لدى القطاعات الاقتصادية في المملكة المتحدة».
وتابع: «إن السيولة المالية الكبيرة التي يتمتع بها المستثمر القطري تتيح له فرصا مضاعفة في اختيار الأصول الأعلى قيمة والأكثر أمانا على المدى الطويل، وكنا قد شاهدنا في السابق استثمارات قطرية في بريطانيا تجاوزت في بعض الأحيان المليارات من الجنيهات الإسترلينية، رفعت بالتالي سقف الحضور الاستثماري والاقتصادي القطري في العاصمة لندن على وجه التحديد».
من جانبه قال غرغوري بيت، من وكالة «سويتسن» العقارية، إن التراجع الأخير في أسعار العقارات في المملكة المتحدة بشكل عام جراء التباطؤ في النمو الاقتصادي يشكل عاملا محفزا إضافيا لاصطياد الفرص الاستثمارية الأكثر جدوى، فغالبية المطورين العقاريين يعانون حاليا من تناقص مخيف في حجم السيولة المالية، كذلك فإن الاشتراطات القاسية من جانب القطاع المصرفي لتمويل المشاريع العقارية لأغراض التطوير أو التمليك تدفع باتجاه مزيد من التراجع في الأسعار.
وكان تقرير لبنك «نيشين وايد» البريطاني، الصادر مؤخرا، أظهر أن تراجع أسعار العقارات خلال شهر أغسطس الماضي كان الأسرع منذ أكتوبر 2010، إذ بينت أرقام التقرير أن نسبة التراجع التي سجلها الشهر الماضي وصلت إلى %0.6. وعلى هذا الأساس يكون معدل سعر العقار في بريطانيا قد تراجع بنسبة %0.4 عما كان في الوقت نفسه من العام الماضي.
وأضاف بيت: «بالتالي فإننا ننظر إلى صفقة الاستحواذ على فندق دبليو في العاصمة لندن من هذا المنظار، وهذا ربما ينطبق إلى حد بعيد على الصفقات الاستثمارية الأخرى في القطاع العقاري البريطاني، بسبب أن غالبية المحللين الاقتصاديين يتوقعون تأرجح أسعار العقارات أو تراجعها ببطء لبقية عام 2011، منوها إلى أن العقارات عالية الجودة ستبقى بمنأى عن التراجعات الأخيرة». وهذا الكلام يتوافق مع تقرير بنك «نيشين وايد» البريطاني المشار إليه، إذ يذكر أن النمو القوي للأسعار في القطاع عالي الجودة نما منذ أبريل عام 2009 حتى أغسطس 2011، بنسبة لا تقل عن %1. ومع هذا النمو تكون أسعار العقارات الفاخرة في لندن قد ارتفعت بنسبة %0.4 عما كانت عليه في مارس عام 2008.
ولم يختلف الوضع في أغسطس الحالي عن الوضع في أغسطس العام الماضي، حيث شهدت سوق العقار الفاخر نشاطا ونموا ملحوظين.
لكن مؤسسة «برايم لوكيشين»، تشير إلى تطورات جديدة أخرى في هذا القطاع الفاخر خارج لندن، إذ تقول إن أسعار العقارات الفاخرة في بريطانيا ارتفعت بنسبة %3.4 خلال النصف الأول من العام الحالي.
وبحسب نصوص عقد صفقة بيع فندق دبليو، فقد أبرمت مجموعة الفيصل القابضة من خلال ذراعها الاستثمارية شركة الريان للاستثمار السياحي (آرتك)، عقد استئجار بعيد الأمد مع كل من «ستاروود» للفنادق والمنتجعات، ومجموعة مارس العالمية.
وتؤكد صفقة الاستحواذ على فندق دبليو توجها واضحا وراسخا نحو الأصول فائقة القيمة الواقعة بمدن عالمية مرموقة، لتعزيز أعمال المجموعة محلياً ودولياً، بحسب ما ذكره وقتها إفصاح الشركة عن الصفقة.

تنوع استثماري
وتعد صفقة فندق «دبليو» أحدث صفقات القطاع الخاص القطري في العاصمة البريطانية لندن، إذ غالبا ما يكون الاستثمار القطري في بريطانيا على شكل صفقات حكومية مبنية بالأساس على استثمارات الصندوق السيادي القطري «جهاز قطر للاستثمار» والشركات التابعة له.
وكانت ذراع جهاز قطر للاستثمار العقارية (شركة ديار) قد فازت في الشهر الماضي، وحليفتها شركة «ديلانسي» العالمية بمزايدة بيع القرية الأولمبية في لندن مقابل نحو 557 مليون جنيه إسترليني (903 ملايين دولار).
وتمتلك ديار ثكنات تشيلسي في العاصمة لندن، وتقول الشركة التي حققت صفقة شراء مبنى السفارة الأميركية في لندن، إن مجموع استثماراتها البريطانية يصل الآن إلى نحو 3 مليارات إسترليني، ولكنها تريد الوصول بها إلى نحو 5 مليارات إسترليني.
وبدأت ديار في يونيو الماضي بالتعاون مع شركة «آير» للتطوير العقاري البريطانية أكبر حملة تسويقية من نوعها لمشروع تطوير ثكنات «سانت جونز وود العسكرية» في لندن.
ويشتمل المشروع على تحويل المنطقة التي تصل مساحتها إلى خمسة أفدنة ونصف الفدان، إلى منازل وشقق وفلل راقية يشير التصور إلى أنها ستصل إلى 133 منزلاً وشقة سكنية.
ويطرح المتعاملون في أسواق العقارات والتطوير العقاري في بريطانيا ضرورة استعانة الشركات التي ستتنافس على التقدم لمشروع تطوير المنطقة بشركة الديار العقارية القطرية بما تملكه من إمكانات هائلة في مجال التطوير العقاري.