المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن طريق ضخ استثمارات لإنشاء مصنع جديد.. مقترح قطري



سلوى حسن
30-09-2011, 07:48 PM
الشرق القطرية 30/09/2011

أعلنت قطر استعدادها للمزيد من الاستثمارات في ألمانيا، وفاجأ الرئيس التنفيذي لشركة قطر القابضة أحمد محمد السيّد، المشاركين في "يوم الصناعة الألمانية" في برلين (26 و27 سبتمبر) بإعلانه زيادة حجم الاستثمار القطري لإنشاء مصنع جديد، يساعد لاحقا في نجاح المخططات المرسومة لدمج مصنعي "فولكسفاكن" و"بورشيه".

وأضاف السيد قوله:"في حال كانت هناك خطة ثالثة تساعد نجاح عملية دمج المصنعين، كإنشاء مصنع ثالث مشترك، فإن قطر على استعداد للمساعدة على تحقيق ذلك".

وأشار أحمد محمد السيد على هامش لقاءاته في "يوم الصناعة الألمانية" إلى أهمية وجود قطر ممثلة في مجلسي إدارة المصنعين المذكورين، وهذا ما يساعد على إيجاد المصنع الثالث المشترك، وبالتالي يمهد لنجاح عملية الدمج. واعتبر أن المسألة التي تؤخر عملية دمج المصنعين هي مسألة وقت فقط، وبالتالي فإن المصنع الثالث يمهد لوحدة المصنعين.

وتجدر الإشارة إلى أن قطر هي ثالث أكبر المساهين في مصنع "فولكسفاكن" الألماني للسيارات، حيث تبلغ نسبة مساهمتها 17%، وهي أيضا بين أكبر المساهمين في مصنع "بورشيه" للسيارات الفخمة والسريعة حيث تبلغ نسبة مساهمتها 10% .

كما تجدر الإشارة إلى أن البحث في مخطط توحيد مصنعي "فولكسفاكن" و "بورشيه" كان قد بدأ عمليا في شهر أغسطس من العام 2009 وذلك من خلال الاتفاق المبدئي بين مجلسي إدارة المصنعين المذكورين، على إنشاء مصنع ثالث حيادي، يسهّل مخططات الدمج المقترحة، إلا أن الخلافات وصلت إلى ذروتها في مطلع شهر سبتمبر الحالي ما أدى إلى الإعلان عن فشل مخططات الدمج.

وبحسب الاتفاقات الأولية المبدئية لتحقيق عملية دمج المصنعين، والتي كان لدولة قطر نصيب كبير في تقريب وجهات النظر من خلال وجودها في مجلسي إدارة المصنعين، يتوجب على المصنعين (فولكسفاكن وبورشيه) تحديد مسيرتهما بالدمج أو الانفصال النهائي قبل نهاية العام الحالي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن قطر أنقذت عبر استثماراتها المصنعين المذكورين من الإفلاس، وتحديدا مصنع "فولكسفاكن" الذي تمكن في فترة زمنية وجيزة وسريعة من إغراق السوق العالمية بنماذج وموديلات جديدة متطورة ورخيصة، مكنته من منافسة المصانع اليابانية والكورية.

ويؤكد بعض المراقبين إلى أن عامل المنافسة بين مصنعي "فولكسفاكن" و "بورشيه" تاريخي منذ إنشائهما، وقد فشلت معظم محاولات الدمج بين الشريكين المؤسسين. وإلى ذلك فإن دعاوى قضائية مرفوعة في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ضد رئيسي المجلس الإداري (السابق والحالي) لمصنع "بورشيه" قد تؤدي إلى تغريم المصنع المذكور مبالغ مالية كبيرة ويرفض مصنع "فولكسفاكن" انعكاسها عليه وتحمل تبعاتها في حال الوحدة بين المصنعين.

ولقي إعلان قطر استعدادها لزيادة استثماراتها في ألمانيا، وخاصة "الاستثمارات البعيدة المدى" ترحيبا لدى القيادات السياسية الألمانية، وفي الطليعة المستشارة أنجيلا ميركل ووزير الاقتصاد الألماني فيليب روزلر الذي وضع تعبير "نستثمر في ألمانيا" عنوانا رئيسيا لاجتماعات "يوم الصناعة الألمانية".

واللافت في الحوارات التي تمت على هامش اللقاءات في "يوم الصناعة الألمانية" هو الموقف القطري، الإيجابي تجاه الاستثمار في ألمانيا، من خلال تكرار السيّد تأكيده بأن النجاح والربح حليف المستثمر في ألمانيا، وذلك لامتلاكها فريقا من الخبراء المتطورين وإنتاجا صناعيا جيدا جدا.

من ناحية ثانية، وفي أول حديث صحفي له على هامش انعقاد "يوم الصناعة الألمانية" قال الرئيس التنفيذي لشركة قطر القابضة أحمد محمد السيد لصحيفة "هاندلز بلات" يوم أمس الخميس إن قطر تأمل بتوسيع فسحة استثماراتها مستفيدة من الأزمة المالية التي تمر بها أوروبا.

وقال السيد بوضوح:"إن الأزمة تحمل معها فرصا استثمارية جديدة... إن حجم الإستثمارات القطرية في أوروبا يقارب حاليا ثمانية مليار يورو، والنسبة الأكبر من هذه الاستثمارات القطرية في أوروبا هو في ألمانيا، وبشكل رئيسي في مصنع "فولكسفاكن" و "بورشيه" و "هوختيف".

وردا على الشائعات المتعلقة بشراء قطر لحصة "مرسيدس – بنز" في المؤسسة الفرنسية - الألمانية لاكتشاف الفضاء" (eads) رفض السيد التعليق مكتفيا بالقول إن قطر تدرس جميع إمكانيات الاستثمار ولديها علاقات جيدة مع الحكومة الألمانية.

وأكد الرئيس التنفيذي والمدير العام لقطر القابضة، أحمد محمد السيد في مقابلة مع صحيفة "هاندلزبلات" الألمانية أن أزمة الديون في اليونان كانت الأسوأ في أوروبا على مدار خمسين عاماً، وأن هذه التوقعات السيئة لتفاقم الأوضاع في منطقة اليورو كانت عقبة في طريق اتخاذ قرارات الاستثمار طويلة الأجل، لاسيما في ظل تفاقم أزمة الديون في دول القارة الأوروبية، وتزايد مخاوف المستثمرين من فتح خزاناتهم الاستثمارية على مصراعيها مخافة العجز وإحجام البنوك عن الإقراض في ظل تعاظم المشاكل المالية وعدم القدرة على السداد.

وأشار السيد إلى أن قطر القابضة يمكنها التطلع لتعزيز الاستثمارات على المدى القصير، في حين ترى استثمارات المدى الطويل مستبعدة في الوقت الحالي وخصوصاً في ظل الوضع غير المطمئن لأزمة الديون السيادية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً هذا الوضع الأسوأ في أوروبا على مدار العقود الماضية.

غير أن السيد الذي قالت الصحيفة الألمانية بأنه يترأس أكبر صندوق سيادي في العالم في الوقت الحالي من حيث استثماراته الهائلة في السوق العالمي لاسيما القطاع المصرفي، قال إن بنوك الإقراض الأوروبية استطاعت في الآونة الأخيرة تعزيز قواعد رأس المال في ظل الظروف المالية الطاحنة.

وقالت الصحيفة إن القوة الكبيرة التي يمتلكها الصندوق السيادي القطري جعلته في الآونة الأخيرة قادراً على امتلاك أسهم وحصص ضخمة في كبرى الشركات والبنوك العالمية، وهو ما أسهم في تنامي نفوذ الذراع الاستثمارية في الصندوق السيادي.

وعن الظروف السيئة التي انتابت صفقة اندماج بورش وفولكس فاجن، قال السيد بأن الخلافات القانونية أمر وارد، ولا يعني أن هذه الخلافات تؤثر بطبيعتها على الإدارة والترابط الاستثماري القوي بين قطر القابضة وما تحظى به من أسهم وبين الشركتين. وأكد للصحيفة أن الأهم في تلك المسألة أن يبقى الاتفاق سائداً ومخيماً على كيفية إدارة الشركتين، ولا أرى، بحسب قوله، "خللا أو شكاً في ذلك". وقال إن المسؤولين في فولكس فاجن وبورش يعتبرون الشركتين قوة واحدة بغض النظر عن الخلافات القانونية.

وبسؤاله عن العرض القطري لشراء حصة في مجموعة الدفاع الأوروبية eads رد قائلاً "نحن منفتحون على المفاوضات في أوروبا وفي ألمانيا، وحينما تكون هناك فرصة واحتمالية مؤكدة بذلك، سنضع ذلك في عين الاعتبار".