المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصفقات المليارية تنقرض في دول الخليج رغم تعافي نش



سلوى حسن
01-10-2011, 07:47 AM
الصفقات المليارية تنقرض في دول الخليج رغم تعافي نشاط الاستحواذ والاندماج

01/10/2011

ربما لا تكون الصفقات من فئة مليارات الدولارات التي تثير اهتمام البنوك الاستثمارية العالمية، غير أن نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط يظهر مؤشرا على عودة الحياة اليها بعد فترة من النمو الباهت.

ففي تقرير صدر أخيراً، ذكرت «ارنست آند يونغ» أن حجم صفقات الاندماج والاستحواذ ارتفع بنسبة %36 في النصف الأول من العام الجاري، على أساس سنوي، بينما زادت قيمة تلك الصفقات بنسبة %8. وكانت السعودية والامارات الأسواق الأكثر نشاطا في هذا المجال.

وأظهرت دراسة أعدتها الشهر الماضي شركة زاوية للمعلومات أن صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زادت بنسبة %33 في النصف الأول مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفعت القيمة الاجمالية لتلك الصفقات في النصف الأول بنسبة %30 الى 21.2 مليار دولار مقارنة مع 16.3 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي.

نسبة كبيرة من ذلك المبلغ جاءت من عملية استحواذ شركة الاستثمارات البترولية الدولية ومقرها أبوظبي على شركة سيسبا النفطية الاسبانية بقيمة 3.7 مليارات يورو في فبراير الماضي.

كما نشطت صناديق قطر السيادية هذا العام وأعلنت عن عمليات استحواذ على عقارات في بريطانيا فضلا عن استثمارات في القطاع المصرفي اليوناني.


لا صفقات عملاقة

ويعني ذلك بالنسبة للمتخصصين في عمليات الاندماج والاستحواذ، الذين لم يغادروا المنطقة خلال سنوات التباطؤ الاقتصادي، أن البراعم الخضراء، أي مؤشرات التعافي، قد بدأت في الظهور وان لم يكن على نطاق مليارات الدولارات. وتكتسب الصفقات البينية المتوسطة الحجم زخما بشكل خاص.

يقول مدير ادارة تمويل الشركات في بنك أرقام كابيتال الاستثماري - ومقره دبي - تامر مكاري: «يكفي أن ترضيني. حتى ولو كانت تلك الصفقات بمليارات الدولارات، فان تلك قصة أخرى. ربما سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تحدث هذه الصفقات الرئيسية».

ويقول المتخصص في عمليات الاندماج والاستحواذ والشريك في لينكليترز في دبي سكوت كامبل «بدأت تظهر بدايات التعافي والنمو. هناك حاجة للاندماج داخل هذه الاقتصادات، اذ إن هناك الكثير من التجزؤ». ويشير كامبل بكلامه - خصوصا - الى القطاع المالي باعتباره المجال المتوقع أن يشهد صفقات من هذا النوع.

ورغم أن المنطقة شهدت صفقات اندماج محدودة حتى الآن، لكن عاملي دفع جديدين قد ظهرا.

الأول، قد تضطر البنوك في البلدان المتضررة من الاضطرابات السياسية المستمرة الى الاتحاد حتى تتمكن من النجاة والاستمرار. ففي البحرين حيث تسبب عدم الاستقرار السياسي في الاضرار بالبنوك، أعلن بنك البحرين الاسلامي وبنك السلام في الشهر الماضي عن خطة للاندماج في بنك واحد يبلغ مجموع أصوله 5. 4 مليارات دولار.

الثاني، سوف تؤدي قواعد صادرة عن البنك المركزي في قطر - التي لم تتعرض لاضطرابات شعبية، تلزم البنوك بفصل الخدمات المصرفية الاسلامية عن البنوك التقليدية - الى بيع الادارات التي تعمل وفق مبادئ الشريعة الاسلامية الى البنوك الاسلامية الأخرى. وقد أعلن بنك قطر الدولي في الشهر الماضي عن بيع عمليات اليسر الاسلامي للتجزئة الى بنك بروة القطري.


فشل الصفقات

صفقات الاندماج والاستحواذ الخارجية تحجم تقليديا تلك التي تتم داخل منطقة الشرق الأوسط التي غالبا ما تتعثر عند مرحلة التنفيذ.

ففي العام الماضي، أخفق عرض تقدمت به شركة اتصالات الاماراتية لشراء حصة بقيمة 12 مليار دولار في شركة زين للاتصالات في أن يتحقق وينجز، وهو الأمر الذي خيب آمال المصرفيين. وفي العام الحالي، أخفق - ايضا - اندماج مقترح بين المصرف الخليجي التجاري في قطر وبنك قطر الدولي.

وكان نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط تراجع خلال الأزمة المالية العالمية مع تردد البائعين في التخلص من الأصول بأسعار منخفضة. ويقول مصرفيون ان الجهات البائعة باتت حاليا تتقبل الظروف المالية الجديدة.

يقول مدير ادارة الاستشارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «اتش اس بي سي» في دبي عمر مهنا «التقييمات بدأت تصبح أكثر واقعية في المنطقة. والمستثمرون الذين يفهمون المنطقة يرون فرصا فيها مع تضاؤل فجوة الأسعار بين الجهات البائعة والجهات المشترية». وزادت الثورات التي أطاحت بزعيمي مصر وتونس ونظام معمر القذافي في ليبيا، من النظرة السلبية لصناعة الاندماج والاستحواذ في المنطقة. ويقول مصرفيون إن المستثمرين بدأوا يبحثون عن فرص في دول ما بعد الثورة.

وفي مصر التي أعيد رسم المشهد السياسي فيها في الأشهر الأخيرة، بدأت تستقطب المستثمرين من منطقة الخليج والبلدان الغربية والآسيوية.

ويقول الشريك في شركة بيريلا واينبيرغ بارتنرز للخدمات المالية نبيل لحام «المستثمرون الاقليميون والأجانب المطلعون يبحثون في عدد من الفرص في المنطقة. ومن الواضح أن القيمة هي أحد المحفزات، لكن المشهد الجيوسياسي المتغير دافع رئيسي، أيضا».

أحد أولئك المستثمرين «أبراج كابيتال»، وهي شركة ملكية خاصة مقرها دبي. وقد استحوذت الشركة الشهر الماضي على «أموندي للملكية الخاصة» في شمال أفريقيا، وهي شركة لادارة الأصول مملوكة لجنرال سوسيتيه وكريدي أغريكول. وسوف تستحوذ «أبراج» على الأصول في المغرب وتونس.

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة أبراج كابيتال مصطفى عبدالودود «انك تبدأ بالتمييز في مرحلة ما بعد «الربيع العربي» وتبحث في الأسواق المختلفة التي تأثرت بما حدث. في اعتقادي أن الموضوع الرئيسي عند التفكير في دخول تلك الأسواق هو امكانات النمو على المدى البعيد، التي ستؤدي في النهاية الى نتائج أكثر ايجابية».

السندان
01-10-2011, 08:50 PM
يعطيك العافيه