المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لازال القطار يسير .. فهلمّوا نلحق بةِ .



شـــامـــــس
02-10-2011, 01:23 AM
إن نعم الله سبحانة وتعالى علينا , لايُمكن حصرها وتعدادها , ويصعب على المرء فينا مهما قام من أعمال وأفعال , أن يقوم بإعطاء المُنعم بها علينا حقّة من الثناء والشكر , فسبحانه القائل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا).. فتلك النعم منها ماهو مُشاهد للعيان ومحسوس للعامة , وآخر لايُدركها إلاّ عقلاء البشر , لكثرة وقوعها وخفائها عن الناس .. ولكن سوف نعرج إلى ماقالة الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ).. رواه البخاري .


إن العيون في وقتنا هذا لتُشاهد عجباً من هذا الإنسان , والذي أصبح يُضيّع وقتة وزمنة على اللهو العابث أو الفراغ الدائم والذي يصبّان في مضيعتة للوقت , دون أي إهتمام وأكتراث بالأهميّة القصوى بتأثير ذلك الأمر على حياتة في الدنيا وندمة في الآخرة .


لقد أضحى البعض في السعي إلى العدو خلف ملذاّت الدنيا الزائلة طوال يومة , وفرّط في إعطاء الوقت اليسير من أجل إصلاح نفسة بمايعود علية وعلى دينة بالخير الكثير والأجر العظيم .. فما بال أبنائنا يشتكين من ثقل الوقت وبطئ الزمن وتسرّب الملل واليأس في نفوسهم , وعدم وجود مايقتلون بةِ هذا الفراغ الجاثم على صدورهم ..! .. ونسوا قول الحبيب ـ صلى الله علية وسلم ـ عندما قال (ما جلس قوم مجلسا , فتفّرقوا عن غير ذكر الله عزوجل , إلا تفرّقوا عن مثل جيفة الحمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة).. وفي حديث آخر (لا يجلس قوم مجلساً لا يذكرون الله عز وجل ولا يصّلون على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة).. إذاً هذا الذي ضيعّ وقتة .. ولكن ماذا سوف نقول للإنسان الذي أنغمس في بحور الشهوات والرذائل بأصنافها , وأبتعد عن آداء الصلوات المفروضة , أو تهاون في آدائها .. (نسأل الله العافية) ..؟


سبحان الله .. عندما نرى بني الإنسان يقوم بتقديم أسمى آيات التبريكات والتهاني , لإنقضاء السنين والأعوام .. ولكن نسوا بأن تلك الأوقات والأزمنة والأيام , تُسجّل عليهم وتُؤخذ من أعمارهم وتنقص آجالهم وتقربهم من الآخرة .. ولكن لماذا لانجعل تلك الأيام بذوراً نزرعها لأجل يوم الحصاد .. فأحد السلف يقول (كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره , وشهره يهدم سنته , وسنته تهدم عمره .. كيف يفرح من يقود عمره إلى أجله , وتقوده حياته إلى موته)..؟


إن عقارب الساعة لاتعود للخلف , وعمر الإنسان يطول ولايقصر , فحري بنا أن نستثمر تلك الأوقات في آداء العبادات , والقيام بالصالحات من صلة الأرحام وزيارة المريض وحضور مجالس الذكر والإيمان , والإجتهاد في إعطاء الأسرة نصيباً في ذلك , فالزوجة والأبناء لهم حقٌ عليك في إقتطاع جزأً من وقتك للجلوس بقربهم والإستماع إليهم .. فأبن عمر يقول (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح , وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء , وخذ من صحتك لمرضك , ومن حياتك لموتك) ..رواه البخاري .


لذلك يقع العبئ الأكبر على الوالدين في تنشئة الأبناء النشئة الصالحة , وحثّهم على الإهتمام بالوقت وإدراك قيمتة , وتعويدهم على ذلك منذوا صغرهم , من خلال إستثمار يومهم في إشغالهم بالأنشطة المُفيدة التي تعود عليهم وعلى حياتهم وقدراتهم بالفائدة المرجوّة , فلو حاسبنا أنفسنا وراجعنا حساباتنا .. فسوف نجد التفريط الجسيم في إهدار أوقاتنا بأمور لافائدة فيها , ولاخير يرتجى منها , فإن النعم زائلة , ولا يشعر بلذتّها إلّا من حُرم منها .. والقطار لازال في بدايتة , فمن فرّط في ذلك الأمر , فعلية تدارك ذلك واللحّاق بالآخيار قبل الفوات , وإنقطاع الأجل ... فهل نتعّظ ..؟

R 7 A L
02-10-2011, 01:45 AM
الله يجزاك خير

شـــامـــــس
02-10-2011, 01:49 AM
الله يجزاك خير



نسهى كثيراً عن التفكرّ في أحوالنا , وماسوف يأتي من غدٍ , ولكن نتذكّر كل ذلك وينتابنا الألم والحسرات إذا وصلنا إلى أرذل العمر .

لك شكري وتقديري , وبارك الله فيك

شـــامـــــس
02-10-2011, 01:26 PM
لقد أنشغل العديد منا في جمع المال وتكنيزة , والإشتغال بالتجارة التي لاضير من القيام بها , ولكن نسوا إخراج الزكاة , وسهوا عن آداء الصلوات المفروضة , وغفلوا عن الإهتمام بشؤون المنزل .


لقد أضحت سبل قطع الأرحام من الظواهر الغريبة على مُجتمعاتنا الإسلامية , وخاصةً بأنها من الأُسس التي نادت بها شريعتنا الغراّء , ولكن حّب الدنيا وكراهية الآخرة .. هي من أوصلتنا إلى ذلك النفق المجهول .. فمتى سوف نستيقظ ..؟