المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توقع تزايد عمليات الدمج والتملك بالقطاع المالي الق



سلوى حسن
02-10-2011, 07:56 AM
مع قرب فصل الفروع الإسلامية عن التقليدية

توقع تزايد عمليات الدمج والتملك بالقطاع المالي القطري


| 2011-10-02
توقعت صحيفة «فيننشيال تايمز» عودة نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط بعد فترة النمو الباهت التي شهدتها سابقا وذلك رغم أن تلك الصفقات ربما لا تكون من فئة مليارات الدولارات التي تثير اهتمام البنوك الاستثمارية العالمية.

ضرب تقرير الصحيفة مثالا عن النشاط الملحوظ في عمليات الاستحواذ، ما تقوم به صناديق قطر السيادية هذا العام من عمليات استحواذ على عقارات في بريطانيا فضلا عن استثمارات في القطاع المصرفي اليوناني.
ويقول المتخصص في عمليات الاندماج والاستحواذ والشريك في لينكليترز في دبي سكوت كامبل «بدأت تظهر بدايات التعافي والنمو. هناك حاجة للاندماج داخل هذه الاقتصادات؛ إذ إن هناك الكثير من التجزؤ».
وتوقع كامبل أن يشهد القطاع المالي المزيد من الصفقات، مشيراً إلى أن هناك عاملين ظهرا على السطح: الأول قد تضطر البنوك في البلدان المتضررة من الاضطرابات السياسية المستمرة إلى الاتحاد حتى تتمكن من النجاة والاستمرار.
ففي البحرين حيث تسبب عدم الاستقرار السياسي في الإضرار بالبنوك، أعلن بنك البحرين الإسلامي وبنك السلام في الشهر الماضي عن خطة للاندماج في بنك واحد يبلغ مجموع أصوله 4.5 مليار دولار.
الأصول الإسلامية
أما الأمر الثاني، سوف تؤدي قواعد صادرة عن مصرف قطر المركزي تلزم البنوك بفصل الخدمات المصرفية الإسلامية عن البنوك التقليدية إلى بيع الإدارات التي تعمل وفق مبادئ الشريعة الإسلامية إلى البنوك الإسلامية الأخرى.
وقد أعلن بنك قطر الدولي في الشهر الماضي عن بيع عمليات اليسر الإسلامي للتجزئة إلى بنك بروة القطري.
وأشار كامبل إلى أن صفقات الاندماج والاستحواذ الخارجية تحجم تقليديا عن تلك التي تتم داخل منطقة الشرق الأوسط التي غالبا ما تتعثر عند مرحلة التنفيذ، ففي العام الماضي، أخفق عرض تقدمت به شركة اتصالات الإماراتية لشراء حصة بقيمة 12 مليار دولار في شركة زين للاتصالات في أن يتحقق وينجز، وهو الأمر الذي خيب آمال المصرفيين.
وذكرت «أرنست آند يونغ» أن حجم صفقات الاندماج والاستحواذ ارتفع بنسبة %36 في النصف الأول من العام الحالي، على أساس سنوي، بينما زادت قيمة تلك الصفقات بنسبة %8، وكانت السعودية والإمارات الأسواق الأكثر نشاطا في هذا المجال.
وأظهرت دراسة أعدتها الشهر الماضي شركة زاوية للمعلومات أن صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا زادت بنسبة %33 في النصف الأول مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وارتفعت القيمة الإجمالية لتلك الصفقات في النصف الأول بنسبة %30 إلى 21.2 مليار دولار مقارنة مع 16.3 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي، وجاءت نسبة كبيرة من ذلك المبلغ من عملية استحواذ شركة الاستثمارات البترولية الدولية ومقرها أبوظبي على شركة سيسبا النفطية الإسبانية بقيمة 3.7 مليار يورو في فبراير الماضي.
وذكر التقرير أن المعطيات السابقة تعني بالنسبة للمتخصصين في عمليات الاندماج والاستحواذ، الذين لم يغادروا المنطقة خلال سنوات التباطؤ الاقتصادي، أن البراعم الخضراء، أي مؤشرات التعافي، قد بدأت في الظهور وإن لم يكن على نطاق مليارات الدولارات.
ويقول مدير إدارة تمويل الشركات في بنك أرقام كابيتال الاستثماري -ومقره دبي- تامر مكاري: «يكفي أن ترضيني. حتى ولو كانت تلك الصفقات بمليارات الدولارات، فإن تلك قصة أخرى».
تراجع
وكان نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط تراجع خلال الأزمة المالية العالمية مع تردد البائعين في التخلص من الأصول بأسعار منخفضة.
ويقول مصرفيون إن الجهات البائعة باتت حاليا تتقبل الظروف المالية الجديدة. يقول مدير إدارة الاستشارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «أتش أس بي سي» في دبي عمر مهنا «التقييمات بدأت تصبح أكثر واقعية في المنطقة.
ويقول مصرفيون إن المستثمرين بدؤوا يبحثون عن فرص في دول ما بعد الثورة. وفي مصر التي أعيد رسم المشهد السياسي فيها في الأشهر الأخيرة، بدأت تستقطب المستثمرين من منطقة الخليج والبلدان الغربية والآسيوية.
ويقول الشريك في شركة بيريلا واينبيرغ بارتنرز للخدمات المالية نبيل لحام «المستثمرون الإقليميون والأجانب المطلعون يبحثون في عدد من الفرص في المنطقة، مشيراً إلى أن القيمة هي أحد المحفزات».
وقد استحوذت الشركة الشهر الماضي على «أموندي للملكية الخاصة» في شمال إفريقيا، وهي شركة لإدارة الأصول مملوكة لجنرال سوسيتيه وكريدي أغريكول، وسوف تستحوذ «أبراج» على الأصول في المغرب وتونس.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة أبراج كابيتال مصطفى عبدالودود «إنك تبدأ بالتمييز في مرحلة ما بعد «الربيع العربي» وتبحث في الأسواق المختلفة التي تأثرت بما حدث. في اعتقادي أن الموضوع الرئيسي عند التفكير في دخول تلك الأسواق هو إمكانات النمو على المدى البعيد، التي ستؤدي في النهاية إلى نتائج أكثر إيجابية».