المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضغوط النفسية تلقي بظلالها السلبية على البورصة



ابوريما الرياشي
03-10-2011, 08:44 AM
تكبدت بورصة قطر أمس خسائر ترجمت بتراجع مؤشرها 37.15 نقطة، في حين عانت سوق الأسهم من ضعف قيم التداول والرغبة في الإقدام على الشراء.
وأرجع محللون ماليون ذلك التراجع للضغوط النفسية التي أثرت على قرارات المستثمرين نتيجة الأزمة التي تواجهها منطقة اليورو في الفترة الأخيرة، والتي تمكنت من زعزعة النظام المالي الأوروبي والعالمي.
وأكد هؤلاء المحللون لـ «العرب» أن الظرف الذي تمر به البورصة ذو طابع مؤقت لن يدوم طويلا، وستتمكن السوق من تجاوزه مع بداية الإعلان عن نتائج الشركات المدرجة، متوقعين أن تحقق هذه الأخيرة نموا في أرباحها مما سيدعم ثقة المستثمرين في السوق ويفتح شهيتهم من جديد للتداول.
وأرجع المحلل المالي فائز عمار التراجع الذي شهدته سوق الأسهم القطرية خلال الجلسات الأخيرة إلى تخوف المستثمرين من تكرار الكساد الاقتصادي العالمي لعام 2008 والذي مصدره هذه المرة الأزمة الأوروبية، التي تلوح في الأفق، وقال: «يفترض أن يسلك مؤشر البورصة منحى تصاعديا في الفترة الحالية مع اقتراب الإعلان عن نتائج الشركات الربع سنوية، والتي في اعتقادي ستكون أفضل من العام الماضي لكن الضبابية التي تسود أسواق الأسهم في أوروبا خلقت عاملا نفسيا سلبيا لدى المستثمرين المحليين».
وأضاف فائز عمار أن المستثمرين متخوفون من دخول السوق لاعتقادهم أن الأزمة التي تمر بها منطقة اليورو حاليا قد تتفاقم أكثر، مؤكداً على أن هناك آمالا معلقة على النتائج المالية للشركات في إخراج السوق من حالة الركود التي تمر بها، قائلا: «من المؤكد أن تداولات السوق ستتحسن وسترتفع الأسعار مع الإفصاح على أرباح الشركات».
وأكد عمار أن الضغوط النفسية التي تشهدها بورصة قطر وقتية وستزول قريبا، وذلك من منطلق أن الاقتصاد القطري متين وفي منأى عن تداعيات الأزمة الأوروبية إن حصلت.. ولفت إلى أن مؤشر السوق تراجع بشكل بسيط، ولم يعكس بشكل كامل الانخفاض الذي تعاني منه البورصات الأوروبية، وهو ما يدل على وجود مقاومة للسوق المحلية أمام التداعيات النفسية لهذه الأزمة.
بدوره، أكد المستثمر أبو عبدالعزيز الأنصاري أن تجربة الأزمة المالية العالمية الأخيرة لم تمح من مخيلة المستثمرين في سوق الأسهم القطرية وأنها ما زالت تسيطر على حالتهم النفسية وعلى قراراتهم وأن الأحداث الأخيرة التي جدت على الساحة الاقتصادية الأوروبية خلقت حالة من التخوف والذعر من حدوث موجة كساد عالمية ثانية.
وأوضح أبو عبدالعزيز أن هناك مستثمرين خاصة الصغار منهم لم يتمكنوا بعد من تعوض الخسائر التي لحقت بهم جراء الأزمة المالية العالمية 2008 وهو ما يفسر حالة الحذر والتوتر التي تمر بها السوق في الفترة الحالية.
وأكد الأنصاري أن الأداء الحالي لسوق الأسهم لا يعكس الوضع المالي للشركات المدرجة، متوقعا أن تحقق نموا في أرباحها في الربع الثالث من العام الحالي، كما أن قوة الاقتصاد القطري لم تنجح في جبر نفسية المستثمرين السلبية.
وتوقع أبو عبدالعزيز أن تصحح بورصة قطر أداءها في الفترة القليلة القادمة وقبل نهاية العام ليعود المؤشر للارتفاع ويتجاوز مستوى الـ8700 نقطة مقابل 8393 يوم أمس، مشيراً إلى أن ضعف مستوى التداول في السوق والبالغ يوم أمس نحو 107.72 مليون ريال لا يعود إلى شح في السيولة بل إلى إحجام المستثمرين عن دخول السوق لتدهور ثقتهم في مستقبل الاقتصاد العالمي وتخوفهم من انخفاض مفاجئ للسوق.
وأوضح المستثمر والمحلل المالي سعيد الصيفي أن الأحداث العالمية السلبية أدخلت السوق في حالة ترقب وانتظار لما سيحدث على الساحة الاقتصادية الأوروبية ما دفع بالمستثمرين إلى الإحجام عن التداول رغم اقتراب موعد إفصاح الشركات عن نتائجها المالية للربع الثالث من العام الحالي، متوقعا الإعلان على أرباح أعلى من نفس الفترة من العام الماضي.
وأشار سعيد إلى أن السوق لا تشهد هرولة من قبل المستثمرين للتفريط في أسهمهم، لأنهم يأملون في عودة السوق للانتعاش مع إعلان الشركات عن أرباحها. وأكد سعيد أن الضغوط التي يواجهها مؤشر بورصة قطر وقتية وستزول خلال الأسبوع المقبل مع ظهور أول مؤشرات انفراج أزمة دول اليورو ونتائج الجهود المبذولة من أصحاب القرار الأوروبيين لتصحيح المسار الاقتصادي لبلدانهم، وذلك في إطار دعوات من قبل هؤلاء لليونان بالمثول للحلول والتعليمات التي يصدرونها. وتوقع سعيد أن تتدارك أسواق المال العالمية الخسائر التي لحقت بها في الفترة الأخيرة مع تجدد الآمال بالتحسن الاقتصادي الأوروبي والعالمي وظهور نهاية نفق الأزمة اليونانية.