المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجواء العاطفة والمحبة في البيت



رجل مثالي
03-10-2011, 08:10 PM
ينقسم البحث في هذا الموضوع إلى قسمين أساسيين، يتوفر القسم الأول منه على رؤية عامة للعاطفة وآثار غيابها على حياة الإنسان، ثم ننتقل في الفصل القادم إلى معرفة دور العاطفة والمحبة على حياة الزوجين والأولاد والعائلة.
يختص بحثنا في هذا الفصل على ضرورة أن تعم أجواء الود والمحبة أرجاء البيت فالمحبة تترك آثارها الإيجابية على الأطفال، وتجعل سلوكهم ـ مستقبلاً ـ متسماً بالعاطفة والود. بعكس ذلك لو حصل وهجرت البيت المودة، وأصبح ضحية الجفاء والجمود، فإن مستقبل الطفل سيُّعرَّض للخطر وستكتسب شخصيته مستقبلاً صفات القسوة والحدية المفرطة.
وإذا كان ولداً سيفتقد بقسوة طبعه ويبوسته أول شروط الزوجية الصالحة الناجحة، التي تتطلب المودة ووفرة العاطفة، أما إذا كانت بنتاً فستفتقد لياقة إدارة الزوج والانسجام معه وتربية الأطفال، وستبدي كرهها للمجتمع الذي تعيش فيه، وتظهر عدم اهتمامها بالآخرين.
إن الطفل الذي يفتقد عاطفة الوالدين سيبدي ـ مستقبلاً ـ كرهه للمجتمع الذي يعيش فيه، ويظهر عدم اهتمامه بالآخرين، ولا يبدي نحوهم روح التعاون والعطف، وسيكون إنساناً معدوم العاطفة!
العاطفة في المجتمعات الراقية!
من المصائب الكبرى التي تواجه عالمنا المعاصر، غياب العاطفة وافتقادها، خصوصاً في البلاد المتمدنة، والمجتمعات الصناعية.
إن أنواع الجنايات وأشكال التآمر والدمار التي تسود بني البشر، إنما تعود إلى غياب العاطفة والحنين حتى غدا العالم يعيش ـ من وجهة نظر القرآن "الجاهلية الثانية".
لقد كان غياب العاطفة وافتقادها من خصائص الجاهلية الأولى قبل بعثة رسول الله (ص) حتى وصلت القسوة بأفراد ذلك المجتمع إلى مستوى دفن المولود إذا كان أنثى وهو حي ووأده في التراب. لقد وصف القرآن الكريم هذا الموقف القاسي الوحشي وصفاً دقيقاً يلامس أوتار النفس والوجدان، فقال جل من قال: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم توارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هو أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون). [النحل: 58 ـ 59]
علينا أن لا نعجب من هذه القصة، فعالمنا الراهن ـ بجاهليته المعاصرة ـ يشهد ما هو أسوأ من هذا النموذج دليلاً على غياب العاطفة وافتقاد الحب والمودة، وإن كان ذلك يحصل بألوان مختلفة ودرجات متباينة.
القوى الكبرى اليوم تنهب الشعوب والبلدان الضعيفة، فالعواصم الكبرى تأمر بنهب ثروات الشعوب، والنظم التابعة العميلة لا تبدي أي معارضة، بل هي تفتخر بطاعة كل ما يصدر لها من عواصم السيطرة الدولية.
الولايات المتحدة الأمريكية وصلت تقنياً إلى مستوى صناعة الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية وغزو الفضاء، ولكن غياب العاطفة فيها وافتقادها إليها جعلها تنهب ثروات الشعوب وتمتص طاقاتها مقابل صمت النظم التابعة.
إن افتقاد القوى الكبرى لمشاعر الإنسانية أوصلها إلى درجة أن تهدر القمح وترميه في البحر بدل أن يصل إلى قطاعات واسعة من أطفال ونساء وشباب العالم من الذين يموتون من الجوع وسوء التغذية وقلة الطعام.
الإحصاءات المعاصرة تتحدث عن موت عدة آلاف من الأطفال يومياً في مختلف أنحاء العالم نتيجة سوء التغذية ونقصها وما يترتب عليها من أمراض، بينما أمريكا تهدر قمحها في البحار!
نفس الكلام وأكثر يقال بالنسبة للاتحاد السوفيتي، إن لغة الإحصاء تعلمنا أن العالم اليوم إذا امتنع عن صنع الأسلحة وخزنها لمدة عام واحد، فإن البشرية بأجمعها ستنعم بالثراء وتنجو من أشكال الفقر والعوز الفردي والاجتماعي.
إن افتقاد المجتمعات الصناعية للعاطفة أدى بها على هدر مكانة الإنسان وقيمته، فأصبح القتل أبسط ما يكون، حتى ساد شعار: ادفع دولاراً تقتل إنساناً!
إن وقائع عالم اليوم تكشف عن علاقة طردية بين التمدن الصناعي وفقدان العاطفة، فكلما تقدمت المجتمعات صناعياً كلما انحدرت عاطفياًَ، حتى نستطيع أن نقول: إن انعدام العاطفة والمشاعر أصبح من مكاسب التقدم التكنولوجي للبشرية!
إلا أن هذا الكلام لا يعني خلو المجتمعات الإسلامية من هذا الداء، فهذه المجتمعات ـ كغيرها ـ ابتليت بداء غياب العاطفة وافتقاد الود والمحبة، وإن كان بدرجة أقل مما عليه المجتمعات الصناعية الغربية.
البيت مصدر العاطفة والمودة
إذا أردنا أن نتتبع حالات الجفاء والقسوة والبرود وفقدان العاطفة والمودة، فأين يا ترى نجد بداياتها؟
إن البيت والمحيط العائلي ـ بلا شك ـ البداية الحقيقية لكل هذه الحالات، فلو هجرت المحبة علاقة الزوجة والزوجة، وساد بينهما الاختلاف والفرقة، وإذا قدر للطفل أن ينموا ويتربى في مثل هذا المحيط الموبوء الذي يجد والده يكيل الكلام السيئ إلى أمه، فإنه سيكبر وهو يفتقد تدريجياً تلك العاطفة التي أودعها الله تبارك وتعالى في النفوس وجبل الفطرة الآدمية عليها، إلى أن يصل في نهاية المطاف إلى مرحلة الفقدان الكلي للعاطفة.
وإذا فقد الإنسان عاطفته سيكون أسوأ من الكلب الوحشي والذئب المفترس، وإلا فهل يملك شيئاً من العاطفة هذا الإنسان الذي يصنع أنواع القنابل وأسلحة الدمار والفتك، التي يعرف ـ هو ـ مقدار التخريب والضرر الذي تلحقه ببني البشر؟
وصدق الله العظيم الذي يقول: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). [الأنفال: 22]
ترى هل ينم هذا الوضع إلا عن افتقاد مشاعر الحب والإنسانية وغياب العاطفة والعقل؟
إن مصدر هذه الحالات تكمن في تربية الطفل داخل البيت والمحيط العائلي الذي عاش فيه، والعوائل في المجتمعات الصناعية المتمدنة تعيش حالة غياب العاطفة أكثر من غيرها.
ثم إنها نقلت أعراضها الضارة إلى العوائل المتغربة في مجتمعاتنا، فمثل هذه العوائل المتأثرة بتقاليد الغرب حيثما تجول في بيوتها لا تجد أثراً للعاطفة بين الزوج وزوجته، ومن الطبيعي أن تنتج أمثال هذه العوائل أطفالاً قساة جفاة يفتقدون حالات الإشباع العاطفي والاستقرار النفسي.
لقد أودع الله تبارك وتعالى في تكوين وفطرة الزوج والزوجة عاطفة الاستقرار والسكن، وذلك قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] فالله تبارك وتعالى خلق المرأة للرجل، جعل منها زوجة له، لا لكي تطفئ وهج الشهوة الجنسية فيه فقط، أو تكون سبباً لإدامة النسل، بل خلقها لتكون ـ أولاً وقبل كل شيء ـ مصدر استقرار الرجل، ومكمن هدوء (لتسكنوا إليها) فالرجل الذي يعثر على زوجة صالحة، والمرأة التي تعثر على زوج صالح، لا يجدان في حياتهما سوى استقرار القلب وسكينة النفس، وسيكون بيتاً مثل هذا بعيداً عن عوامل القلق واضطراب الخاطر.
.
لذلك اهتم القرآن الكريم بهذه المرحلة ووصى بالوالدين كثيراً، يقول تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً). [الإسراء: 23]
لقد أثبتت التجربة الاجتماعية سوء حال الوالدين اللذين يقعان في كبرهما ضحية زوجة ولدهما ويكونا تحت رأفة ابنهما، إلا ما ندر. في نفس الوقت الذي أثبتت فيه التجربة الاجتماعية ـ كذلك ـ أن غالباً ما يكون هذا الابن وفياً لزوجته، والبنت وفية لزوجها.
لذلك أوصى هنا أن لا يفرط الزوجان بهذه العاطفة والمحبة، وهي وديعة الله التي أودعها الفطرة الإنسانية، ومع غيابها تفقد الحياة معاني الخير والسمو، ويعجز الإنسان عن مدّ يد الأخوة والعطاء إلى الآخرين.
إن من مظاهر غياب العاطفة في الحياة الزوجية، هو ما نلاحظه من سلوك الزوج الذي يفضل التسكع في الأندية والمقاهي وقضاء الوقت مع رفاقه خارج البيت حتى وقت متأخر من الليل. وكذلك ما تفعله الزوجة من قضاء الوقت بأي شيء بشرط أن تبقى وحدها بعيداً عن زوجها الذي تفتقد مشاعر المودة إزاءه!
ومن الطبيعي أن تنتهي هذه الحالة إلى قتل روح الحياة تدريجياً في مثل هذه العوائل، ويتحول البيت على سجن، والأنكى من كل ذلك هي الآثار السلبية التي تظهر على الطفل.
إن الطفل الذي يصحو يومياً على إيقاعات البغض والكراهية التي تسود والديه، ستكبر روحه وتنمو على القسوة والبغض، وسيتسم سلوكه بالتعالي والغرور، فهو يضرب اخوته الصغار ولا يحسب إزاءهم بأي مودة، بل يميل إلى الآخرين وهم غرباء عليه ولا يميل إلى اخوته أو والديه.
فقدان العاطفة والأخلاق السيئة
لتلافي مشكلة غياب العاطفة من الجو الأسري، أوصى الإسلام بالأخلاق الحسنة، وحذر من الأخلاق السيئة.
ولا يتصور البعض أن مفهوم الإسلام عن سوء الأخلاق هو ما يصدر من بعض الأزواج من سب وكلام بذيء إزاء الزوجة، أما ما يقوم به بعض الأزواج من ضرب واعتداء على زوجاتهم، فهذه أمور لا تدخل في سوء الأخلاق، لأن مثل هؤلاء الأزواج في إسلامهم خلل أصلاً.
ولذلك فإن دائرة هذه التصرفات خارجة عن نطاق بحثنا، وإنما نقصد بسوء الأخلاق تلك الحالات التي تظهر من الأزواج، فيبدو في البيت عبوساً ملولاً، يتبرم كثيراً ويتذمّر، ويؤذي أهله بسيئ الكلام، وينقل هموم شغله وغصص تجارته وصكوكه ودفاتره المالية إلى داخل البيت فيحيل فضاءه إلى أجواء باردة ومتوترة.
.
إننا نلاحظ أن الأزواج السلبيين المتشائمين يبحثون في بيوتهم عن أية نقيصة مهما تكن صغيرة، كي يتخذوا منها ذريعة لإثارة المشاكل وإكثار الكلام الذي يتسم باللوم والتقريع والأذى وإذا عجزوا عن إيجاد النقص وتبرير سلبيتهم، فإنهم يصطنعون أي حجة لإثارة المشكلة، فترى أحدهم يجلس على سفرة الطعام فيقول: لماذا تميل السفرة إلى هذا الجانب أو ذاك؛ كان الأولى أن تفرش بشكل صحيح!!
إن هذه الحالات من قبل الأزواج من اقتناص الصغائر وتضخيمها والتبرم والتضجر من كل شيء، والتدخل فيما يعني الزوج وما لا يعنيه من أمور المنزل، وإرسال الكلام الخشن الجارح، يستوجب عذاب القبر وضغطته بعد الموت.
وعذاب القبر ينزل بالأشخاص الذين تتسم أخلاقهم داخل منازلهم بالسوء أما استخدام الكلام البذيء الفاحش في البيت مع الزوجة والأولاد، فهو أمر أكبر في مدلوله من سوء الأخلاق.
فالإنسان الذي يحكم علاقته بالله تتفتح فيه الاستعدادات الإنسانية ويكتسب هويته من هذه الجهة، أما الإنسان الذي ينطوي على نقصٍ وسبعية فإن هذه الصفة السبعية تكسبه ـ بدورها ـ هويته الجديدة التي تقوم مقام إنسانية!
إن الإنسان السبعي يكون في سلوكه ووضعه النفسي كالكلب المفترس الوحشي.
إن القرآن الكريم وعلماء الأخلاق والفلاسفة، بحثوا هذه النقطة بشكل عميق ومفصل. وبالنسبة للفيلسوف الكبير صدر المتألهين الشيرازي يطلق على هذه الحالة أسم حالة تجسم العمل.
إن حالة كثرة الكلام وإيذاء الزوجة به، وإثارة المشاكل وعموم سوء الأخلاق داخل البيت، تتحول بمرور الأيام إلى ملكة تؤدي بصاحبها على أن يخرج عن صفة الإنسانية، ويدخله في الصفة "الحيوانية".
إن الحياة الزوجية تتطلب من الإنسان أن يترك التشاؤم والسلبية وينحو نحو التفاؤل إن الزوجة كثيرة الحسنات والإيجابيات، ولكنها تسقط مرة واحدة لخطأ صغير، أو لسلوك لا ينسجم مع مزاج الزوج.
.
يقول أحد الباحثين النفسيين: إن الاختلاف في البيت أمر طبيعي، وهو لابد أن يحصل.. قد يتأخر إلى ما بعد شهر العسل، أو ما بعد السنة الأولى أو الثانية، حيث تكون الغريزة الجنسية قوية فتحجب ظهور المشاكل. أما بعد أن تنطفئ الشهوة الجنسية ويقل لهيبها، فإن شؤون الحياة اليومية تبدأ بإفراز مشكلاتها، وهنا تبدوا الحاجة للتعاطي الإيجابي مع شؤون الحياة وأمور العائلة، كي تنمو المودة الإلهية المودعة. بين الزوجين، وتثمر عطاء حلواً وعيشاً هنيئاً قاراً.
عندما تستقر المودة في القلوب تكون كالزجاجة، فهي إذا تعرضت لحجارة صغيرة تنكسر لذلك ينبغي عدم إيلام القلوب، لأن من الصعب جبرها. ومن الأمثلة السيئة لهذا الإيلام ما قد يصدر من بعض الزوجات عندما تخاطب زوجها بقولها: ترى أي خير جنيته معك!
إن زوجة مثل هذه تحبط أعمالها من وجهة نظر الإسلام ويكون مصيرها جهنم وبئس المصير.
على الزوجة ـ بدل ذلك ـ أن تتهيأ بالزينة والتجمل وتنتظر استقبال زوجها بإعداد نفسها وترتيب بيتها وتنظيف أطفالها، وتطرد عن نفسها الملالة والسأم، وعندما يطرق الزوج الباب عليها أن تستقبله بابتسامة ووجه طلق بشر، ثم تأخذ بيده وترحب به وتقدم له الشراب والطعام، كي تنسيه تعبه، لا أن تقوم بالتأفف وإظهار الضجر، لأن مثل هذا السلوك يترك في نفس الزوج أسوأ الأثر.
عندما عرج برسول الله (ص) إلى السماء رأى طائفتين من أمته تمتازان بطول ألسنتهما حتى تمتد إلى أرض المحشر وتطأهما الأقدام، ثم يؤمر بهما إلى جهنم، ويعلقان هناك من ألسنتهما.
الطائفتان هاتان هما:
أولاً: الذين يغتابون الناس وينتقصون من شخصياتهم من وراء ظهورهم، فتكون لهم يوم القيامة ألسنة طوال توطأ بالأقدام قبل أن يؤمر بهم إلى جهنم فيعلقون بها.
ثانياً: المرأة السيئة الأخلاق في البيت التي تتجرأ بلسانها على زوجها وتراده الكلام.
فعلى الزوجة أن تلتزم طاعة زوجها وتتجاوز عنه ولو كان مقصراً، وإلا فإن عليها أن تتحمل عاقبة أمرها سوءً ومهانة وعذاباً.
نقرأ في الروايات الإسلامية التي ترسم أجواء الأسرة من منظور الإسلام، أن المرأة التي تبيت ولا تحرز رضا زوجها لا يقبل منها عمل. وفي المقابل ليس هناك ثواب أعظم من ثواب خدمة الزوج لزوجته وخدمة الزوجة لزوجها وحسن تبعلها.
ثم تقرر الروايات أن ليس ثمة بعد الشرك من جرم أعظم من إساءة الزوج لزوجته وإيذائها، أو إساءة الزوجة لزوجها وإيذائه.
على اختيار الفتاة النموذجية وفق شروطه ومعاييره التي تنسجم مع قيمه وحضارته، فعالم اليوم يختار المرأة النموذجية بمقياس واقعه المتفسخ، فتفوز باللقب من تشتهر بمجانبة العفة والحياء وتمتاز بالخلاعة أكثر من غيرها.
والإسلام اختار هو الآخر مواصفات للمرأة النموذجية، فتحدث القرآن عن ذلك بقول الله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). [النساء: 34] بمعنى أن المرأة النموذجية من وجهة نظر الإسلام هي من تمتاز بما يلي:
أولاً: التواضع لله، وللزوج.
ثانياً: أن تلبس لباس العفة في الخلوة كما في الشارع، وأن يتسم سلوكها بالتزام أحكام الإسلام في ذلك، وعليها أن تحفظ زوجها في نفسها بحضوره وغيابه.
خلاصة
وهكذا ينتهي الكلام إلى تقرير الثمرة الآتية: على الجميع ـ أزواجاً وزوجات ـ أن يحافظوا على أن تكون بيوتهم وأجواء العائلة نابضة بالحب والمودة والعاطفة، وبدون ذلك سيتحول البيت إلى زنزانة وسيكون الثمن غالياً، فبالإضافة إلى تحطيم أواصر الزوجية الصالحة بين الزوجين، تنعكس الآثار السلبية على الأطفال الذين يكبرون على القسوة والعقد النفسية، الأمر الذي يلحق الأضرار بحركة المجتمع.


نرجو الرد الجميل على هذا الموضوع المتواضع والله يحفظنا

أكاديمية
03-10-2011, 08:35 PM
ينقسم البحث في هذا الموضوع إلى قسمين أساسيين، يتوفر القسم الأول منه على رؤية عامة للعاطفة وآثار غيابها على حياة الإنسان، ثم ننتقل في الفصل القادم إلى معرفة دور العاطفة والمحبة على حياة الزوجين والأولاد والعائلة.
يختص بحثنا في هذا الفصل على ضرورة أن تعم أجواء الود والمحبة أرجاء البيت فالمحبة تترك آثارها الإيجابية على الأطفال، وتجعل سلوكهم ـ مستقبلاً ـ متسماً بالعاطفة والود. بعكس ذلك لو حصل وهجرت البيت المودة، وأصبح ضحية الجفاء والجمود، فإن مستقبل الطفل سيُّعرَّض للخطر وستكتسب شخصيته مستقبلاً صفات القسوة والحدية المفرطة.
وإذا كان ولداً سيفتقد بقسوة طبعه ويبوسته أول شروط الزوجية الصالحة الناجحة، التي تتطلب المودة ووفرة العاطفة، أما إذا كانت بنتاً فستفتقد لياقة إدارة الزوج والانسجام معه وتربية الأطفال، وستبدي كرهها للمجتمع الذي تعيش فيه، وتظهر عدم اهتمامها بالآخرين.
إن الطفل الذي يفتقد عاطفة الوالدين سيبدي ـ مستقبلاً ـ كرهه للمجتمع الذي يعيش فيه، ويظهر عدم اهتمامه بالآخرين، ولا يبدي نحوهم روح التعاون والعطف، وسيكون إنساناً معدوم العاطفة!
العاطفة في المجتمعات الراقية!
من المصائب الكبرى التي تواجه عالمنا المعاصر، غياب العاطفة وافتقادها، خصوصاً في البلاد المتمدنة، والمجتمعات الصناعية.
إن أنواع الجنايات وأشكال التآمر والدمار التي تسود بني البشر، إنما تعود إلى غياب العاطفة والحنين حتى غدا العالم يعيش ـ من وجهة نظر القرآن "الجاهلية الثانية".
لقد كان غياب العاطفة وافتقادها من خصائص الجاهلية الأولى قبل بعثة رسول الله (ص) حتى وصلت القسوة بأفراد ذلك المجتمع إلى مستوى دفن المولود إذا كان أنثى وهو حي ووأده في التراب. لقد وصف القرآن الكريم هذا الموقف القاسي الوحشي وصفاً دقيقاً يلامس أوتار النفس والوجدان، فقال جل من قال: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم توارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هو أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون). [النحل: 58 ـ 59]
علينا أن لا نعجب من هذه القصة، فعالمنا الراهن ـ بجاهليته المعاصرة ـ يشهد ما هو أسوأ من هذا النموذج دليلاً على غياب العاطفة وافتقاد الحب والمودة، وإن كان ذلك يحصل بألوان مختلفة ودرجات متباينة.
القوى الكبرى اليوم تنهب الشعوب والبلدان الضعيفة، فالعواصم الكبرى تأمر بنهب ثروات الشعوب، والنظم التابعة العميلة لا تبدي أي معارضة، بل هي تفتخر بطاعة كل ما يصدر لها من عواصم السيطرة الدولية.
الولايات المتحدة الأمريكية وصلت تقنياً إلى مستوى صناعة الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية وغزو الفضاء، ولكن غياب العاطفة فيها وافتقادها إليها جعلها تنهب ثروات الشعوب وتمتص طاقاتها مقابل صمت النظم التابعة.
إن افتقاد القوى الكبرى لمشاعر الإنسانية أوصلها إلى درجة أن تهدر القمح وترميه في البحر بدل أن يصل إلى قطاعات واسعة من أطفال ونساء وشباب العالم من الذين يموتون من الجوع وسوء التغذية وقلة الطعام.
الإحصاءات المعاصرة تتحدث عن موت عدة آلاف من الأطفال يومياً في مختلف أنحاء العالم نتيجة سوء التغذية ونقصها وما يترتب عليها من أمراض، بينما أمريكا تهدر قمحها في البحار!
نفس الكلام وأكثر يقال بالنسبة للاتحاد السوفيتي، إن لغة الإحصاء تعلمنا أن العالم اليوم إذا امتنع عن صنع الأسلحة وخزنها لمدة عام واحد، فإن البشرية بأجمعها ستنعم بالثراء وتنجو من أشكال الفقر والعوز الفردي والاجتماعي.
إن افتقاد المجتمعات الصناعية للعاطفة أدى بها على هدر مكانة الإنسان وقيمته، فأصبح القتل أبسط ما يكون، حتى ساد شعار: ادفع دولاراً تقتل إنساناً!
إن وقائع عالم اليوم تكشف عن علاقة طردية بين التمدن الصناعي وفقدان العاطفة، فكلما تقدمت المجتمعات صناعياً كلما انحدرت عاطفياًَ، حتى نستطيع أن نقول: إن انعدام العاطفة والمشاعر أصبح من مكاسب التقدم التكنولوجي للبشرية!
إلا أن هذا الكلام لا يعني خلو المجتمعات الإسلامية من هذا الداء، فهذه المجتمعات ـ كغيرها ـ ابتليت بداء غياب العاطفة وافتقاد الود والمحبة، وإن كان بدرجة أقل مما عليه المجتمعات الصناعية الغربية.
البيت مصدر العاطفة والمودة
إذا أردنا أن نتتبع حالات الجفاء والقسوة والبرود وفقدان العاطفة والمودة، فأين يا ترى نجد بداياتها؟
إن البيت والمحيط العائلي ـ بلا شك ـ البداية الحقيقية لكل هذه الحالات، فلو هجرت المحبة علاقة الزوجة والزوجة، وساد بينهما الاختلاف والفرقة، وإذا قدر للطفل أن ينموا ويتربى في مثل هذا المحيط الموبوء الذي يجد والده يكيل الكلام السيئ إلى أمه، فإنه سيكبر وهو يفتقد تدريجياً تلك العاطفة التي أودعها الله تبارك وتعالى في النفوس وجبل الفطرة الآدمية عليها، إلى أن يصل في نهاية المطاف إلى مرحلة الفقدان الكلي للعاطفة.
وإذا فقد الإنسان عاطفته سيكون أسوأ من الكلب الوحشي والذئب المفترس، وإلا فهل يملك شيئاً من العاطفة هذا الإنسان الذي يصنع أنواع القنابل وأسلحة الدمار والفتك، التي يعرف ـ هو ـ مقدار التخريب والضرر الذي تلحقه ببني البشر؟
وصدق الله العظيم الذي يقول: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). [الأنفال: 22]
ترى هل ينم هذا الوضع إلا عن افتقاد مشاعر الحب والإنسانية وغياب العاطفة والعقل؟
إن مصدر هذه الحالات تكمن في تربية الطفل داخل البيت والمحيط العائلي الذي عاش فيه، والعوائل في المجتمعات الصناعية المتمدنة تعيش حالة غياب العاطفة أكثر من غيرها.
ثم إنها نقلت أعراضها الضارة إلى العوائل المتغربة في مجتمعاتنا، فمثل هذه العوائل المتأثرة بتقاليد الغرب حيثما تجول في بيوتها لا تجد أثراً للعاطفة بين الزوج وزوجته، ومن الطبيعي أن تنتج أمثال هذه العوائل أطفالاً قساة جفاة يفتقدون حالات الإشباع العاطفي والاستقرار النفسي.
لقد أودع الله تبارك وتعالى في تكوين وفطرة الزوج والزوجة عاطفة الاستقرار والسكن، وذلك قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] فالله تبارك وتعالى خلق المرأة للرجل، جعل منها زوجة له، لا لكي تطفئ وهج الشهوة الجنسية فيه فقط، أو تكون سبباً لإدامة النسل، بل خلقها لتكون ـ أولاً وقبل كل شيء ـ مصدر استقرار الرجل، ومكمن هدوء (لتسكنوا إليها) فالرجل الذي يعثر على زوجة صالحة، والمرأة التي تعثر على زوج صالح، لا يجدان في حياتهما سوى استقرار القلب وسكينة النفس، وسيكون بيتاً مثل هذا بعيداً عن عوامل القلق واضطراب الخاطر.
.
لذلك اهتم القرآن الكريم بهذه المرحلة ووصى بالوالدين كثيراً، يقول تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً). [الإسراء: 23]
لقد أثبتت التجربة الاجتماعية سوء حال الوالدين اللذين يقعان في كبرهما ضحية زوجة ولدهما ويكونا تحت رأفة ابنهما، إلا ما ندر. في نفس الوقت الذي أثبتت فيه التجربة الاجتماعية ـ كذلك ـ أن غالباً ما يكون هذا الابن وفياً لزوجته، والبنت وفية لزوجها.
لذلك أوصى هنا أن لا يفرط الزوجان بهذه العاطفة والمحبة، وهي وديعة الله التي أودعها الفطرة الإنسانية، ومع غيابها تفقد الحياة معاني الخير والسمو، ويعجز الإنسان عن مدّ يد الأخوة والعطاء إلى الآخرين.
إن من مظاهر غياب العاطفة في الحياة الزوجية، هو ما نلاحظه من سلوك الزوج الذي يفضل التسكع في الأندية والمقاهي وقضاء الوقت مع رفاقه خارج البيت حتى وقت متأخر من الليل. وكذلك ما تفعله الزوجة من قضاء الوقت بأي شيء بشرط أن تبقى وحدها بعيداً عن زوجها الذي تفتقد مشاعر المودة إزاءه!
ومن الطبيعي أن تنتهي هذه الحالة إلى قتل روح الحياة تدريجياً في مثل هذه العوائل، ويتحول البيت على سجن، والأنكى من كل ذلك هي الآثار السلبية التي تظهر على الطفل.
إن الطفل الذي يصحو يومياً على إيقاعات البغض والكراهية التي تسود والديه، ستكبر روحه وتنمو على القسوة والبغض، وسيتسم سلوكه بالتعالي والغرور، فهو يضرب اخوته الصغار ولا يحسب إزاءهم بأي مودة، بل يميل إلى الآخرين وهم غرباء عليه ولا يميل إلى اخوته أو والديه.
فقدان العاطفة والأخلاق السيئة
لتلافي مشكلة غياب العاطفة من الجو الأسري، أوصى الإسلام بالأخلاق الحسنة، وحذر من الأخلاق السيئة.
ولا يتصور البعض أن مفهوم الإسلام عن سوء الأخلاق هو ما يصدر من بعض الأزواج من سب وكلام بذيء إزاء الزوجة، أما ما يقوم به بعض الأزواج من ضرب واعتداء على زوجاتهم، فهذه أمور لا تدخل في سوء الأخلاق، لأن مثل هؤلاء الأزواج في إسلامهم خلل أصلاً.
ولذلك فإن دائرة هذه التصرفات خارجة عن نطاق بحثنا، وإنما نقصد بسوء الأخلاق تلك الحالات التي تظهر من الأزواج، فيبدو في البيت عبوساً ملولاً، يتبرم كثيراً ويتذمّر، ويؤذي أهله بسيئ الكلام، وينقل هموم شغله وغصص تجارته وصكوكه ودفاتره المالية إلى داخل البيت فيحيل فضاءه إلى أجواء باردة ومتوترة.
.
إننا نلاحظ أن الأزواج السلبيين المتشائمين يبحثون في بيوتهم عن أية نقيصة مهما تكن صغيرة، كي يتخذوا منها ذريعة لإثارة المشاكل وإكثار الكلام الذي يتسم باللوم والتقريع والأذى وإذا عجزوا عن إيجاد النقص وتبرير سلبيتهم، فإنهم يصطنعون أي حجة لإثارة المشكلة، فترى أحدهم يجلس على سفرة الطعام فيقول: لماذا تميل السفرة إلى هذا الجانب أو ذاك؛ كان الأولى أن تفرش بشكل صحيح!!
إن هذه الحالات من قبل الأزواج من اقتناص الصغائر وتضخيمها والتبرم والتضجر من كل شيء، والتدخل فيما يعني الزوج وما لا يعنيه من أمور المنزل، وإرسال الكلام الخشن الجارح، يستوجب عذاب القبر وضغطته بعد الموت.
وعذاب القبر ينزل بالأشخاص الذين تتسم أخلاقهم داخل منازلهم بالسوء أما استخدام الكلام البذيء الفاحش في البيت مع الزوجة والأولاد، فهو أمر أكبر في مدلوله من سوء الأخلاق.
فالإنسان الذي يحكم علاقته بالله تتفتح فيه الاستعدادات الإنسانية ويكتسب هويته من هذه الجهة، أما الإنسان الذي ينطوي على نقصٍ وسبعية فإن هذه الصفة السبعية تكسبه ـ بدورها ـ هويته الجديدة التي تقوم مقام إنسانية!
إن الإنسان السبعي يكون في سلوكه ووضعه النفسي كالكلب المفترس الوحشي.
إن القرآن الكريم وعلماء الأخلاق والفلاسفة، بحثوا هذه النقطة بشكل عميق ومفصل. وبالنسبة للفيلسوف الكبير صدر المتألهين الشيرازي يطلق على هذه الحالة أسم حالة تجسم العمل.
إن حالة كثرة الكلام وإيذاء الزوجة به، وإثارة المشاكل وعموم سوء الأخلاق داخل البيت، تتحول بمرور الأيام إلى ملكة تؤدي بصاحبها على أن يخرج عن صفة الإنسانية، ويدخله في الصفة "الحيوانية".
إن الحياة الزوجية تتطلب من الإنسان أن يترك التشاؤم والسلبية وينحو نحو التفاؤل إن الزوجة كثيرة الحسنات والإيجابيات، ولكنها تسقط مرة واحدة لخطأ صغير، أو لسلوك لا ينسجم مع مزاج الزوج.
.
يقول أحد الباحثين النفسيين: إن الاختلاف في البيت أمر طبيعي، وهو لابد أن يحصل.. قد يتأخر إلى ما بعد شهر العسل، أو ما بعد السنة الأولى أو الثانية، حيث تكون الغريزة الجنسية قوية فتحجب ظهور المشاكل. أما بعد أن تنطفئ الشهوة الجنسية ويقل لهيبها، فإن شؤون الحياة اليومية تبدأ بإفراز مشكلاتها، وهنا تبدوا الحاجة للتعاطي الإيجابي مع شؤون الحياة وأمور العائلة، كي تنمو المودة الإلهية المودعة. بين الزوجين، وتثمر عطاء حلواً وعيشاً هنيئاً قاراً.
عندما تستقر المودة في القلوب تكون كالزجاجة، فهي إذا تعرضت لحجارة صغيرة تنكسر لذلك ينبغي عدم إيلام القلوب، لأن من الصعب جبرها. ومن الأمثلة السيئة لهذا الإيلام ما قد يصدر من بعض الزوجات عندما تخاطب زوجها بقولها: ترى أي خير جنيته معك!
إن زوجة مثل هذه تحبط أعمالها من وجهة نظر الإسلام ويكون مصيرها جهنم وبئس المصير.
على الزوجة ـ بدل ذلك ـ أن تتهيأ بالزينة والتجمل وتنتظر استقبال زوجها بإعداد نفسها وترتيب بيتها وتنظيف أطفالها، وتطرد عن نفسها الملالة والسأم، وعندما يطرق الزوج الباب عليها أن تستقبله بابتسامة ووجه طلق بشر، ثم تأخذ بيده وترحب به وتقدم له الشراب والطعام، كي تنسيه تعبه، لا أن تقوم بالتأفف وإظهار الضجر، لأن مثل هذا السلوك يترك في نفس الزوج أسوأ الأثر.
عندما عرج برسول الله (ص) إلى السماء رأى طائفتين من أمته تمتازان بطول ألسنتهما حتى تمتد إلى أرض المحشر وتطأهما الأقدام، ثم يؤمر بهما إلى جهنم، ويعلقان هناك من ألسنتهما.
الطائفتان هاتان هما:
أولاً: الذين يغتابون الناس وينتقصون من شخصياتهم من وراء ظهورهم، فتكون لهم يوم القيامة ألسنة طوال توطأ بالأقدام قبل أن يؤمر بهم إلى جهنم فيعلقون بها.
ثانياً: المرأة السيئة الأخلاق في البيت التي تتجرأ بلسانها على زوجها وتراده الكلام.
فعلى الزوجة أن تلتزم طاعة زوجها وتتجاوز عنه ولو كان مقصراً، وإلا فإن عليها أن تتحمل عاقبة أمرها سوءً ومهانة وعذاباً. نقرأ في الروايات الإسلامية التي ترسم أجواء الأسرة من منظور الإسلام، أن المرأة التي تبيت ولا تحرز رضا زوجها لا يقبل منها عمل. وفي المقابل ليس هناك ثواب أعظم من ثواب خدمة الزوج لزوجته وخدمة الزوجة لزوجها وحسن تبعلها.
ثم تقرر الروايات أن ليس ثمة بعد الشرك من جرم أعظم من إساءة الزوج لزوجته وإيذائها، أو إساءة الزوجة لزوجها وإيذائه.
على اختيار الفتاة النموذجية وفق شروطه ومعاييره التي تنسجم مع قيمه وحضارته، فعالم اليوم يختار المرأة النموذجية بمقياس واقعه المتفسخ، فتفوز باللقب من تشتهر بمجانبة العفة والحياء وتمتاز بالخلاعة أكثر من غيرها.
والإسلام اختار هو الآخر مواصفات للمرأة النموذجية، فتحدث القرآن عن ذلك بقول الله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). [النساء: 34] بمعنى أن المرأة النموذجية من وجهة نظر الإسلام هي من تمتاز بما يلي:
أولاً: التواضع لله، وللزوج.
ثانياً: أن تلبس لباس العفة في الخلوة كما في الشارع، وأن يتسم سلوكها بالتزام أحكام الإسلام في ذلك، وعليها أن تحفظ زوجها في نفسها بحضوره وغيابه.
خلاصة
وهكذا ينتهي الكلام إلى تقرير الثمرة الآتية: على الجميع ـ أزواجاً وزوجات ـ أن يحافظوا على أن تكون بيوتهم وأجواء العائلة نابضة بالحب والمودة والعاطفة، وبدون ذلك سيتحول البيت إلى زنزانة وسيكون الثمن غالياً، فبالإضافة إلى تحطيم أواصر الزوجية الصالحة بين الزوجين، تنعكس الآثار السلبية على الأطفال الذين يكبرون على القسوة والعقد النفسية، الأمر الذي يلحق الأضرار بحركة المجتمع.


نرجو الرد الجميل على هذا الموضوع المتواضع والله يحفظنا

بارك الله فيك أخي على هذا المقال الشامل المتكامل الذي وضع النقاط الاساسية لما يجب ان تكون عليه الاسرة وماهي واجبات كل من الزوج والزوجة لكي تسود المحبة والالفة بينهم .... ولكن لي تحفظ على سطر كتب فيه ان على المرأة ان تتجاوز عن تقصير الزوج وأن لم تفعل فأن في ذلك وعد بالمهانة والعذاب فلماذا العذاب والمهانة وهي من كان التقصير في حقها ... وهل يعاقب المظلوم أن استنكر الظلم !!! :eek5:

شاكرة لك هذا الموضوع المتعوب عليه فعلا :nice:

رجل مثالي
03-10-2011, 08:42 PM
بارك الله فيك أخي على هذا المقال الشامل المتكامل الذي وضع النقاط الاساسية لما يجب ان تكون عليه الاسرة وماهي واجبات كل من الزوج والزوجة لكي تسود المحبة والالفة بينهم .... ولكن لي تحفظ على سطر كتب فيه ان على المرأة ان تتجاوز عن تقصير الزوج وأن لم تفعل فأن في ذلك وعد بالمهانة والعذاب فلماذا العذاب والمهانة وهي من كان التقصير في حقها ... وهل يعاقب المظلوم أن استنكر الظلم !!! :eek5:

شاكرة لك هذا الموضوع المتعوب عليه فعلا :nice:


والإسلام اختار هو الآخر مواصفات للمرأة النموذجية، فتحدث القرآن عن ذلك بقول الله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). [النساء: 34] بمعنى أن المرأة النموذجية من وجهة نظر الإسلام هي من تمتاز بما يلي:
أولاً: التواضع لله، وللزوج.
ثانياً: أن تلبس لباس العفة في الخلوة كما في الشارع، وأن يتسم سلوكها بالتزام أحكام الإسلام في ذلك، وعليها أن تحفظ زوجها في نفسها بحضوره وغيابه.
خلاصة
وهكذا ينتهي الكلام إلى تقرير الثمرة الآتية: على الجميع ـ أزواجاً وزوجات ـ أن يحافظوا على أن تكون بيوتهم وأجواء العائلة نابضة بالحب والمودة والعاطفة، وبدون ذلك سيتحول البيت إلى زنزانة وسيكون الثمن غالياً، فبالإضافة إلى تحطيم أواصر الزوجية الصالحة بين الزوجين، تنعكس الآثار السلبية على الأطفال الذين يكبرون على القسوة والعقد النفسية، الأمر الذي يلحق الأضرار بحركة المجتمع.

عن السطر المذكور معناه ان تتجاوز عن بعض التقصير من زوجها حفاظآ على

المودة بينهما ولا تعاتبه على كل شىء

بدون
03-10-2011, 11:31 PM
جزاك الله خير

رجل مثالي
04-10-2011, 11:49 AM
ضرورة أن تعم أجواء الود والمحبة أرجاء البيت فالمحبة تترك آثارها الإيجابية على الأطفال، وتجعل سلوكهم ـ مستقبلاً ـ متسماً بالعاطفة والود. بعكس ذلك لو حصل وهجرت البيت المودة، وأصبح ضحية الجفاء والجمود، فإن مستقبل الطفل سيُّعرَّض للخطر وستكتسب شخصيته مستقبلاً صفات القسوة والحدية المفرطة.
وإذا كان ولداً سيفتقد بقسوة طبعه ويبوسته أول شروط الزوجية الصالحة الناجحة، التي تتطلب المودة ووفرة العاطفة، أما إذا كانت بنتاً فستفتقد لياقة إدارة الزوج والانسجام معه وتربية الأطفال، وستبدي كرهها للمجتمع الذي تعيش فيه، وتظهر عدم اهتمامها بالآخرين.
إن الطفل الذي يفتقد عاطفة الوالدين سيبدي ـ مستقبلاً ـ كرهه للمجتمع الذي يعيش فيه، ويظهر عدم اهتمامه بالآخرين، ولا يبدي نحوهم روح التعاون والعطف، وسيكون إنساناً معدوم العاطفة!

رجل مثالي
04-10-2011, 12:24 PM
تعد المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية.


* مشاكل المراهقة:
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي: "إن المراهقة تختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة جغرافية إلى أخرى، ومن سلالة إلى أخرى، كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق، فهي في المجتمع البدائي تختلف عنها في المجتمع المتحضر، وكذلك تختلف في مجتمع المدينة عنها في المجتمع الريفي، كما تختلف من المجتمع المتزمت الذي يفرض كثيراً من القيود والأغلال على نشاط المراهق، عنها في المجتمع الحر الذي يتيح للمراهق فرص العمل والنشاط، وفرص إشباع الحاجات والدوافع المختلفة.
كذلك فإن مرحلة المراهقة ليست مستقلة بذاتها استقلالاً تاماً، وإنما هي تتأثر بما مر به الطفل من خبرات في المرحلة السابقة، والنمو عملية مستمرة ومتصلة".
ولأن النمو الجنسي الذي يحدث في المراهقة ليس من شأنه أن يؤدي بالضرورة إلى حدوث أزمات للمراهقين، فقد دلت التجارب على أن النظم الاجتماعية الحديثة التي يعيش فيها المراهق هي المسؤولة عن حدوث أزمة المراهقة، فمشاكل المراهقة في المجتمعات الغربية أكثر بكثير من نظيرتها في المجتمعات العربية والإسلامية، وهناك أشكال مختلفة للمراهقة، * أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق:
1
- الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.

23- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.

4- السلوك المزعج: والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.

5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
وتجدر الإشارة إلى أن كثيراًَ من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث.

وفي حديثه مع موقع المسلم، يذكر الدكتور المجدوب من مظاهر وسلوكيات الفتاة المراهقة: " الاندفاع، ومحاولة إثبات الذات، والخجل من التغيرات التي حدثت في شكلها، و جنوحها لتقليد أمها في سلوكياتها، وتذبذب وتردد عواطفها، فهي تغضب بسرعة وتصفو بسرعة، وتميل لتكوين صداقات مع الجنس الآخر، وشعورها بالقلق والرهبة عند حدوث أول دورة من دورات الطمث، فهي لا تستطيع أن تناقش ما تحس به من مشكلات مع أفراد الأسرة، كما أنها لا تفهم طبيعة هذه العملية".
ويشير الخبير الاجتماعي الدكتور المجدوب إلى أن هناك بعض المشاكل التي تظهر في مرحلة المراهقة، مثل: " الانحرافات الجنسية، والميل الجنسي لأفراد من نفس الجنس، والجنوح، وعدم التوافق مع البيئة، وكذا انحرافات الأحداث من اعتداء، وسرقة، وهروب"، موضحاً "أن هذه الانحرافات تحدث نتيجة حرمان المراهق في المنزل والمدرسة من العطف والحنان والرعاية والإشراف، وعدم إشباع رغباته، وأيضاً لضعف التوجيه الديني".

* طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق:
قد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء".

كما أوصوا بأهمية " تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي... إلخ".
كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة".

وقد أثبتت دراسة قامت بها الـ (Gssw) المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة على حوالي 400 طفل، بداية من سن رياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5، 9، 15، 18، 21، أن المراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض، هم الأقل ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية.

وهناك أسباب أخرى لعصبية المراهقين كضيق المنزل، وعدم توافر أماكن للهو، وممارسة أنشطة ذهنية أو جسدية، وإهمال حاجتهم الحقيقية للاسترخاء والراحة لبعض الوقت.
ويرى الدكتور الحر أن علاج عصبية المراهق يكون من خلال الأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم، فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل.. الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في الدراسة، والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري؛ لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها، والاستقلالية مهمة، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن، ولابد من الحزم مع المراهق، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها.

المشكلة الخامسة: تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نحو التمرد السلبي على الأسرة وقيم المجتمع، ويظهر ذلك في شعوره بضعف الانتماء الأسري، وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين، والمعارضة والتصلب في المواقف، والتكبر، والغرور، وحب الظهور، وإلقاء اللوم على الآخرين، التلفظ بألفاظ نابية.
- الحل المقترح: إن غياب التوجيه السليم، والمتابعة اليقظة المتزنة، والقدوة الصحيحة يقود المراهق نحو التمرد، ومن أسباب التمرد أيضاً: عيش المراهق في حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسؤوليات، وكثرة القيود الاجتماعية التي تحد من حركته، وضعف الاهتمام الأسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة، وتأنيب الوالدين له أمام إخوته أو أقربائه أو أصدقائه، ومتابعته للأفلام والبرامج التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية والاجتماعية والعنف.
ويرى كل من الدكتور بدر محمد ملك، والدكتورة لطيفة حسين الكندري أن علاج تمرد المراهق يكون بالوسائل التالية: السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره الشخصية، وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية، وتقوية الوازع الديني من خلال أداء الفرائض الدينية والتزام الصحبة الصالحة ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة والصلاح في المحيط الأسري وخارجه، ولا بد من تكثيف جرعات الثقافة الإسلامية، حيث إن الشريعة الإسلامية تنظم حياة المراهق لا كما يزعم أعداء الإسلام بأنه يكبت الرغبات ويحرم الشهوات، والاشتراك مع المراهق في عمل أنشطة يفضلها، وذلك لتقليص مساحات الاختلاف وتوسيع حقول التوافق وبناء جسور التفاهم، وتشجيع وضع أهداف عائلية مشتركة واتخاذ القرارات بصورة جماعية مقنعة، والسماح للمراهق باستضافة أصدقائه في البيت مع الحرص على التعرف إليهم والجلوس معهم لبعض الوقت، والحذر من البرمجة السلبية، وتجنب عبارات: أنت فاشل، عنيد، متمرد، اسكت يا سليط اللسان، أنت دائماً تجادل وتنتقد، أنت لا تفهم أبداً...إلخ؛ لأن هذه الكلمات والعبارات تستفز المراهق وتجلب المزيد من المشاكل والمتاعب ولا تحقق المراد من العلاج.

كيف عالج الإسلام مرحلة المراهقة؟
يقول الدكتور أحمد المجدوب (المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة)، أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قد سبق الجميع بقوله: "علموا أولادكم الصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع".
ويدلل المجدوب بالدراسة التي أجراها عالم أمريكي يدعى " ألفريد كنسي" بعنوان " السلوك الجنسي لدى الأمريكيين"، والتي طبقها على 12 ألف مواطن أمريكي من مختلف شرائح المجتمع، والتي أثبتت أن 22 % ممن سألهم عن أول تجربة لممارسة الجنس قالوا: إن أول تجربة جنسية لهم كانت في سن العاشرة، وأنها كانت في فراش النوم، وأنها كانت مع الأخ أو الأخت أو الأم !!

ويقول المجدوب: " لقد اتضح لي من خلال دراسة ميدانية شاملة قمت بها على عينة من 200 حالة حول (زنا المحارم) الذي أصبح منتشراً للأسف، أن معظم حالات زنا المحارم كانت بسبب النوم المشترك في نفس الفراش مع الأخت أو الأم أو...، وهو ما حذرنا منه الرسول _صلى الله عليه وسلم_ بقوله: " وفرقوا بينهم في المضاجع".

•وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

منيرة الطواش
04-10-2011, 12:50 PM
مرحلة المراهقة مرحلة متعبة ليس للمراهق ولكن للاهل


لما بدت بنتي بهالمرحلة تعبت معاها كثير ولكن لما صرت صديقتها واجلس معاها واكلمها ونختار لبسنا مع بعض واستشيرها في امور خاصة فيني واخذ رايها في امور تخص اخوانها الصغار بدت تخف عصبيتها وتمردها




ومن بعد ماكانت تصارخ على اخوانها الصغار صارت تساعدني وحتى تنوم اخوانها وتقص لهم قصص


المعاملة والحب لهم دور كبير في هذا التغيير



موضوع متميز فعلا وحبذا لو كبرت الخط شوي لكبار السن:shy:


متابعة ان شاء الله

رجل مثالي
10-10-2011, 02:30 PM
وإذا فقد الإنسان عاطفته سيكون أسوأ من الكلب الوحشي والذئب المفترس، وإلا فهل يملك شيئاً من العاطفة هذا الإنسان الذي يصنع أنواع القنابل وأسلحة الدمار والفتك، التي يعرف ـ هو ـ مقدار التخريب والضرر الذي تلحقه ببني البشر؟
وصدق الله العظيم الذي يقول: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). [الأنفال: 22]
ترى هل ينم هذا الوضع إلا عن افتقاد مشاعر الحب والإنسانية وغياب العاطفة والعقل؟
إن مصدر هذه الحالات تكمن في تربية الطفل داخل البيت والمحيط العائلي الذي عاش فيه، والعوائل في المجتمعات الصناعية المتمدنة تعيش حالة غياب العاطفة أكثر من غيرها.
ثم إنها نقلت أعراضها الضارة إلى العوائل المتغربة في مجتمعاتنا، فمثل هذه العوائل المتأثرة بتقاليد الغرب حيثما تجول في بيوتها لا تجد أثراً للعاطفة بين الزوج وزوجته، ومن الطبيعي أن تنتج أمثال هذه العوائل أطفالاً قساة جفاة يفتقدون حالات الإشباع العاطفي والاستقرار النفسي.
لقد أودع الله تبارك وتعالى في تكوين وفطرة الزوج والزوجة عاطفة الاستقرار والسكن، وذلك قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] فالله تبارك وتعالى خلق المرأة للرجل، جعل منها زوجة له، لا لكي تطفئ وهج الشهوة الجنسية فيه فقط، أو تكون سبباً لإدامة النسل، بل خلقها لتكون ـ أولاً وقبل كل شيء ـ مصدر استقرار الرجل، ومكمن هدوء (لتسكنوا إليها) فالرجل الذي يعثر على زوجة صالحة، والمرأة التي تعثر على زوج صالح، لا يجدان في حياتهما سوى استقرار القلب وسكينة النفس، وسيكون بيتاً مثل هذا بعيداً عن عوامل القلق واضطراب الخاطر.

رجل مثالي
10-10-2011, 03:02 PM
وقوله تعالى: (وجعل بينكم مودة ورحمة) يعني أن الله تعالى هو الذي أودع في فطرة الإنسان وجبلته الأولى هذه المحبة والعاطفة والسكن، وأن المنطلق الذي تنمو فيه هذه العاطفة يبدأ مع صيغة التعاقد الشرعي بين الزوجين المشهورة بصيغة "أنكحت وقبلت" ثم تنمو تدريجياً وتنساح على الجو العائلي برمته.

QatariFallah
10-10-2011, 04:06 PM
ينقسم البحث في هذا الموضوع إلى قسمين أساسيين، يتوفر القسم الأول منه على رؤية عامة للعاطفة وآثار غيابها على حياة الإنسان، ثم ننتقل في الفصل القادم إلى معرفة دور العاطفة والمحبة على حياة الزوجين والأولاد والعائلة.
يختص بحثنا في هذا الفصل على ضرورة أن تعم أجواء الود والمحبة أرجاء البيت فالمحبة تترك آثارها الإيجابية على الأطفال، وتجعل سلوكهم ـ مستقبلاً ـ متسماً بالعاطفة والود. بعكس ذلك لو حصل وهجرت البيت المودة، وأصبح ضحية الجفاء والجمود، فإن مستقبل الطفل سيُّعرَّض للخطر وستكتسب شخصيته مستقبلاً صفات القسوة والحدية المفرطة.
وإذا كان ولداً سيفتقد بقسوة طبعه ويبوسته أول شروط الزوجية الصالحة الناجحة، التي تتطلب المودة ووفرة العاطفة، أما إذا كانت بنتاً فستفتقد لياقة إدارة الزوج والانسجام معه وتربية الأطفال، وستبدي كرهها للمجتمع الذي تعيش فيه، وتظهر عدم اهتمامها بالآخرين.
إن الطفل الذي يفتقد عاطفة الوالدين سيبدي ـ مستقبلاً ـ كرهه للمجتمع الذي يعيش فيه، ويظهر عدم اهتمامه بالآخرين، ولا يبدي نحوهم روح التعاون والعطف، وسيكون إنساناً معدوم العاطفة!
العاطفة في المجتمعات الراقية!
من المصائب الكبرى التي تواجه عالمنا المعاصر، غياب العاطفة وافتقادها، خصوصاً في البلاد المتمدنة، والمجتمعات الصناعية.
إن أنواع الجنايات وأشكال التآمر والدمار التي تسود بني البشر، إنما تعود إلى غياب العاطفة والحنين حتى غدا العالم يعيش ـ من وجهة نظر القرآن "الجاهلية الثانية".
لقد كان غياب العاطفة وافتقادها من خصائص الجاهلية الأولى قبل بعثة رسول الله (ص) حتى وصلت القسوة بأفراد ذلك المجتمع إلى مستوى دفن المولود إذا كان أنثى وهو حي ووأده في التراب. لقد وصف القرآن الكريم هذا الموقف القاسي الوحشي وصفاً دقيقاً يلامس أوتار النفس والوجدان، فقال جل من قال: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم توارى من القوم من سوء ما بشر به، أيمسكه على هو أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون). [النحل: 58 ـ 59]
علينا أن لا نعجب من هذه القصة، فعالمنا الراهن ـ بجاهليته المعاصرة ـ يشهد ما هو أسوأ من هذا النموذج دليلاً على غياب العاطفة وافتقاد الحب والمودة، وإن كان ذلك يحصل بألوان مختلفة ودرجات متباينة.
القوى الكبرى اليوم تنهب الشعوب والبلدان الضعيفة، فالعواصم الكبرى تأمر بنهب ثروات الشعوب، والنظم التابعة العميلة لا تبدي أي معارضة، بل هي تفتخر بطاعة كل ما يصدر لها من عواصم السيطرة الدولية.
الولايات المتحدة الأمريكية وصلت تقنياً إلى مستوى صناعة الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية وغزو الفضاء، ولكن غياب العاطفة فيها وافتقادها إليها جعلها تنهب ثروات الشعوب وتمتص طاقاتها مقابل صمت النظم التابعة.
إن افتقاد القوى الكبرى لمشاعر الإنسانية أوصلها إلى درجة أن تهدر القمح وترميه في البحر بدل أن يصل إلى قطاعات واسعة من أطفال ونساء وشباب العالم من الذين يموتون من الجوع وسوء التغذية وقلة الطعام.
الإحصاءات المعاصرة تتحدث عن موت عدة آلاف من الأطفال يومياً في مختلف أنحاء العالم نتيجة سوء التغذية ونقصها وما يترتب عليها من أمراض، بينما أمريكا تهدر قمحها في البحار!
نفس الكلام وأكثر يقال بالنسبة للاتحاد السوفيتي، إن لغة الإحصاء تعلمنا أن العالم اليوم إذا امتنع عن صنع الأسلحة وخزنها لمدة عام واحد، فإن البشرية بأجمعها ستنعم بالثراء وتنجو من أشكال الفقر والعوز الفردي والاجتماعي.
إن افتقاد المجتمعات الصناعية للعاطفة أدى بها على هدر مكانة الإنسان وقيمته، فأصبح القتل أبسط ما يكون، حتى ساد شعار: ادفع دولاراً تقتل إنساناً!
إن وقائع عالم اليوم تكشف عن علاقة طردية بين التمدن الصناعي وفقدان العاطفة، فكلما تقدمت المجتمعات صناعياً كلما انحدرت عاطفياًَ، حتى نستطيع أن نقول: إن انعدام العاطفة والمشاعر أصبح من مكاسب التقدم التكنولوجي للبشرية!
إلا أن هذا الكلام لا يعني خلو المجتمعات الإسلامية من هذا الداء، فهذه المجتمعات ـ كغيرها ـ ابتليت بداء غياب العاطفة وافتقاد الود والمحبة، وإن كان بدرجة أقل مما عليه المجتمعات الصناعية الغربية.
البيت مصدر العاطفة والمودة
إذا أردنا أن نتتبع حالات الجفاء والقسوة والبرود وفقدان العاطفة والمودة، فأين يا ترى نجد بداياتها؟
إن البيت والمحيط العائلي ـ بلا شك ـ البداية الحقيقية لكل هذه الحالات، فلو هجرت المحبة علاقة الزوجة والزوجة، وساد بينهما الاختلاف والفرقة، وإذا قدر للطفل أن ينموا ويتربى في مثل هذا المحيط الموبوء الذي يجد والده يكيل الكلام السيئ إلى أمه، فإنه سيكبر وهو يفتقد تدريجياً تلك العاطفة التي أودعها الله تبارك وتعالى في النفوس وجبل الفطرة الآدمية عليها، إلى أن يصل في نهاية المطاف إلى مرحلة الفقدان الكلي للعاطفة.
وإذا فقد الإنسان عاطفته سيكون أسوأ من الكلب الوحشي والذئب المفترس، وإلا فهل يملك شيئاً من العاطفة هذا الإنسان الذي يصنع أنواع القنابل وأسلحة الدمار والفتك، التي يعرف ـ هو ـ مقدار التخريب والضرر الذي تلحقه ببني البشر؟
وصدق الله العظيم الذي يقول: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون). [الأنفال: 22]
ترى هل ينم هذا الوضع إلا عن افتقاد مشاعر الحب والإنسانية وغياب العاطفة والعقل؟
إن مصدر هذه الحالات تكمن في تربية الطفل داخل البيت والمحيط العائلي الذي عاش فيه، والعوائل في المجتمعات الصناعية المتمدنة تعيش حالة غياب العاطفة أكثر من غيرها.
ثم إنها نقلت أعراضها الضارة إلى العوائل المتغربة في مجتمعاتنا، فمثل هذه العوائل المتأثرة بتقاليد الغرب حيثما تجول في بيوتها لا تجد أثراً للعاطفة بين الزوج وزوجته، ومن الطبيعي أن تنتج أمثال هذه العوائل أطفالاً قساة جفاة يفتقدون حالات الإشباع العاطفي والاستقرار النفسي.
لقد أودع الله تبارك وتعالى في تكوين وفطرة الزوج والزوجة عاطفة الاستقرار والسكن، وذلك قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] فالله تبارك وتعالى خلق المرأة للرجل، جعل منها زوجة له، لا لكي تطفئ وهج الشهوة الجنسية فيه فقط، أو تكون سبباً لإدامة النسل، بل خلقها لتكون ـ أولاً وقبل كل شيء ـ مصدر استقرار الرجل، ومكمن هدوء (لتسكنوا إليها) فالرجل الذي يعثر على زوجة صالحة، والمرأة التي تعثر على زوج صالح، لا يجدان في حياتهما سوى استقرار القلب وسكينة النفس، وسيكون بيتاً مثل هذا بعيداً عن عوامل القلق واضطراب الخاطر.
.
لذلك اهتم القرآن الكريم بهذه المرحلة ووصى بالوالدين كثيراً، يقول تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً). [الإسراء: 23]
لقد أثبتت التجربة الاجتماعية سوء حال الوالدين اللذين يقعان في كبرهما ضحية زوجة ولدهما ويكونا تحت رأفة ابنهما، إلا ما ندر. في نفس الوقت الذي أثبتت فيه التجربة الاجتماعية ـ كذلك ـ أن غالباً ما يكون هذا الابن وفياً لزوجته، والبنت وفية لزوجها.
لذلك أوصى هنا أن لا يفرط الزوجان بهذه العاطفة والمحبة، وهي وديعة الله التي أودعها الفطرة الإنسانية، ومع غيابها تفقد الحياة معاني الخير والسمو، ويعجز الإنسان عن مدّ يد الأخوة والعطاء إلى الآخرين.
إن من مظاهر غياب العاطفة في الحياة الزوجية، هو ما نلاحظه من سلوك الزوج الذي يفضل التسكع في الأندية والمقاهي وقضاء الوقت مع رفاقه خارج البيت حتى وقت متأخر من الليل. وكذلك ما تفعله الزوجة من قضاء الوقت بأي شيء بشرط أن تبقى وحدها بعيداً عن زوجها الذي تفتقد مشاعر المودة إزاءه!
ومن الطبيعي أن تنتهي هذه الحالة إلى قتل روح الحياة تدريجياً في مثل هذه العوائل، ويتحول البيت على سجن، والأنكى من كل ذلك هي الآثار السلبية التي تظهر على الطفل.
إن الطفل الذي يصحو يومياً على إيقاعات البغض والكراهية التي تسود والديه، ستكبر روحه وتنمو على القسوة والبغض، وسيتسم سلوكه بالتعالي والغرور، فهو يضرب اخوته الصغار ولا يحسب إزاءهم بأي مودة، بل يميل إلى الآخرين وهم غرباء عليه ولا يميل إلى اخوته أو والديه.
فقدان العاطفة والأخلاق السيئة
لتلافي مشكلة غياب العاطفة من الجو الأسري، أوصى الإسلام بالأخلاق الحسنة، وحذر من الأخلاق السيئة.
ولا يتصور البعض أن مفهوم الإسلام عن سوء الأخلاق هو ما يصدر من بعض الأزواج من سب وكلام بذيء إزاء الزوجة، أما ما يقوم به بعض الأزواج من ضرب واعتداء على زوجاتهم، فهذه أمور لا تدخل في سوء الأخلاق، لأن مثل هؤلاء الأزواج في إسلامهم خلل أصلاً.
ولذلك فإن دائرة هذه التصرفات خارجة عن نطاق بحثنا، وإنما نقصد بسوء الأخلاق تلك الحالات التي تظهر من الأزواج، فيبدو في البيت عبوساً ملولاً، يتبرم كثيراً ويتذمّر، ويؤذي أهله بسيئ الكلام، وينقل هموم شغله وغصص تجارته وصكوكه ودفاتره المالية إلى داخل البيت فيحيل فضاءه إلى أجواء باردة ومتوترة.
.
إننا نلاحظ أن الأزواج السلبيين المتشائمين يبحثون في بيوتهم عن أية نقيصة مهما تكن صغيرة، كي يتخذوا منها ذريعة لإثارة المشاكل وإكثار الكلام الذي يتسم باللوم والتقريع والأذى وإذا عجزوا عن إيجاد النقص وتبرير سلبيتهم، فإنهم يصطنعون أي حجة لإثارة المشكلة، فترى أحدهم يجلس على سفرة الطعام فيقول: لماذا تميل السفرة إلى هذا الجانب أو ذاك؛ كان الأولى أن تفرش بشكل صحيح!!
إن هذه الحالات من قبل الأزواج من اقتناص الصغائر وتضخيمها والتبرم والتضجر من كل شيء، والتدخل فيما يعني الزوج وما لا يعنيه من أمور المنزل، وإرسال الكلام الخشن الجارح، يستوجب عذاب القبر وضغطته بعد الموت.
وعذاب القبر ينزل بالأشخاص الذين تتسم أخلاقهم داخل منازلهم بالسوء أما استخدام الكلام البذيء الفاحش في البيت مع الزوجة والأولاد، فهو أمر أكبر في مدلوله من سوء الأخلاق.
فالإنسان الذي يحكم علاقته بالله تتفتح فيه الاستعدادات الإنسانية ويكتسب هويته من هذه الجهة، أما الإنسان الذي ينطوي على نقصٍ وسبعية فإن هذه الصفة السبعية تكسبه ـ بدورها ـ هويته الجديدة التي تقوم مقام إنسانية!
إن الإنسان السبعي يكون في سلوكه ووضعه النفسي كالكلب المفترس الوحشي.
إن القرآن الكريم وعلماء الأخلاق والفلاسفة، بحثوا هذه النقطة بشكل عميق ومفصل. وبالنسبة للفيلسوف الكبير صدر المتألهين الشيرازي يطلق على هذه الحالة أسم حالة تجسم العمل.
إن حالة كثرة الكلام وإيذاء الزوجة به، وإثارة المشاكل وعموم سوء الأخلاق داخل البيت، تتحول بمرور الأيام إلى ملكة تؤدي بصاحبها على أن يخرج عن صفة الإنسانية، ويدخله في الصفة "الحيوانية".
إن الحياة الزوجية تتطلب من الإنسان أن يترك التشاؤم والسلبية وينحو نحو التفاؤل إن الزوجة كثيرة الحسنات والإيجابيات، ولكنها تسقط مرة واحدة لخطأ صغير، أو لسلوك لا ينسجم مع مزاج الزوج.
.
يقول أحد الباحثين النفسيين: إن الاختلاف في البيت أمر طبيعي، وهو لابد أن يحصل.. قد يتأخر إلى ما بعد شهر العسل، أو ما بعد السنة الأولى أو الثانية، حيث تكون الغريزة الجنسية قوية فتحجب ظهور المشاكل. أما بعد أن تنطفئ الشهوة الجنسية ويقل لهيبها، فإن شؤون الحياة اليومية تبدأ بإفراز مشكلاتها، وهنا تبدوا الحاجة للتعاطي الإيجابي مع شؤون الحياة وأمور العائلة، كي تنمو المودة الإلهية المودعة. بين الزوجين، وتثمر عطاء حلواً وعيشاً هنيئاً قاراً.
عندما تستقر المودة في القلوب تكون كالزجاجة، فهي إذا تعرضت لحجارة صغيرة تنكسر لذلك ينبغي عدم إيلام القلوب، لأن من الصعب جبرها. ومن الأمثلة السيئة لهذا الإيلام ما قد يصدر من بعض الزوجات عندما تخاطب زوجها بقولها: ترى أي خير جنيته معك!
إن زوجة مثل هذه تحبط أعمالها من وجهة نظر الإسلام ويكون مصيرها جهنم وبئس المصير.
على الزوجة ـ بدل ذلك ـ أن تتهيأ بالزينة والتجمل وتنتظر استقبال زوجها بإعداد نفسها وترتيب بيتها وتنظيف أطفالها، وتطرد عن نفسها الملالة والسأم، وعندما يطرق الزوج الباب عليها أن تستقبله بابتسامة ووجه طلق بشر، ثم تأخذ بيده وترحب به وتقدم له الشراب والطعام، كي تنسيه تعبه، لا أن تقوم بالتأفف وإظهار الضجر، لأن مثل هذا السلوك يترك في نفس الزوج أسوأ الأثر.
عندما عرج برسول الله (ص) إلى السماء رأى طائفتين من أمته تمتازان بطول ألسنتهما حتى تمتد إلى أرض المحشر وتطأهما الأقدام، ثم يؤمر بهما إلى جهنم، ويعلقان هناك من ألسنتهما.
الطائفتان هاتان هما:
أولاً: الذين يغتابون الناس وينتقصون من شخصياتهم من وراء ظهورهم، فتكون لهم يوم القيامة ألسنة طوال توطأ بالأقدام قبل أن يؤمر بهم إلى جهنم فيعلقون بها.
ثانياً: المرأة السيئة الأخلاق في البيت التي تتجرأ بلسانها على زوجها وتراده الكلام.
فعلى الزوجة أن تلتزم طاعة زوجها وتتجاوز عنه ولو كان مقصراً، وإلا فإن عليها أن تتحمل عاقبة أمرها سوءً ومهانة وعذاباً.
نقرأ في الروايات الإسلامية التي ترسم أجواء الأسرة من منظور الإسلام، أن المرأة التي تبيت ولا تحرز رضا زوجها لا يقبل منها عمل. وفي المقابل ليس هناك ثواب أعظم من ثواب خدمة الزوج لزوجته وخدمة الزوجة لزوجها وحسن تبعلها.
ثم تقرر الروايات أن ليس ثمة بعد الشرك من جرم أعظم من إساءة الزوج لزوجته وإيذائها، أو إساءة الزوجة لزوجها وإيذائه.
على اختيار الفتاة النموذجية وفق شروطه ومعاييره التي تنسجم مع قيمه وحضارته، فعالم اليوم يختار المرأة النموذجية بمقياس واقعه المتفسخ، فتفوز باللقب من تشتهر بمجانبة العفة والحياء وتمتاز بالخلاعة أكثر من غيرها.
والإسلام اختار هو الآخر مواصفات للمرأة النموذجية، فتحدث القرآن عن ذلك بقول الله تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله). [النساء: 34] بمعنى أن المرأة النموذجية من وجهة نظر الإسلام هي من تمتاز بما يلي:
أولاً: التواضع لله، وللزوج.
ثانياً: أن تلبس لباس العفة في الخلوة كما في الشارع، وأن يتسم سلوكها بالتزام أحكام الإسلام في ذلك، وعليها أن تحفظ زوجها في نفسها بحضوره وغيابه.
خلاصة
وهكذا ينتهي الكلام إلى تقرير الثمرة الآتية: على الجميع ـ أزواجاً وزوجات ـ أن يحافظوا على أن تكون بيوتهم وأجواء العائلة نابضة بالحب والمودة والعاطفة، وبدون ذلك سيتحول البيت إلى زنزانة وسيكون الثمن غالياً، فبالإضافة إلى تحطيم أواصر الزوجية الصالحة بين الزوجين، تنعكس الآثار السلبية على الأطفال الذين يكبرون على القسوة والعقد النفسية، الأمر الذي يلحق الأضرار بحركة المجتمع.


نرجو الرد الجميل على هذا الموضوع المتواضع والله يحفظنا

شكرا اخ مثالي على الموضوع

لكن اخ مثالي..انا انسان مافتهم
ممكن تعطيني مثال واقعي من حياتك وتصرفك مع اهلك وعيالك في البيت
لو سمحت..

عشان اسوي مثلك واصير ايجابي

عيون Qatar
10-10-2011, 04:12 PM
جزاك الله خير على الطرح

رجل مثالي
10-10-2011, 08:21 PM
كثير من الرجال يتصور أن علاقته بزوجه علاقة الآمر بالمأمور والمتبوع بالتابع والمخدوم بالخادم، ومن ثم فعليه الأمر وعليها الطاعة، وعليه أن يستلقي في الدار وعليها أن تقوم بكل شيء، عليه أن يوفر القوت وعليها أن تدفع ثمن ذلك ذلاً وخضوعًا وانكسارًا.

إن أول ما يلفت النظر في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزوجية أنه كان حريصا على إظهار حبه لزوجاته - رضي الله عنهم -، كان يصرح بهذا الحب ويجهر به، وكان يعلمه أصحابه - رضي الله عنهم وأرضاهم -. كان يقول عليه الصلاة والسلام عن خديجة: ((إني قد رُزقت حبها)) رواه مسلم (2453)أرأيتم؟! فما لأحدنا اليوم يخجل من أن يظهر حبه لأهله ويستحيي من أن يعبر لزوجه عما يكنه لها من مودة ومحبة؟!

لقد كان عليه الصلاة والسلام يدعو الزوج إلى أن يتلطف مع زوجه بالشكل الذي يشعرها بمحبته ومودته، حتى إنه دعا الزوج إلى أن يضع اللقمة بيده في فم زوجه تحببًا وتوددًا، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله : ((وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللُّقمة التي ترفعها إلى في امرأتك)) رواه الشيخان.

وكان عليه الصلاة والسلام يصحب زوجاته في السفر، كما صحّ في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. رواه البخاري ومسلم.

أيها الأحبة، لقد قال الله - سبحانه - : {وَمِنْ ءايَـاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْواجًا لّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لايَـاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم:21.