The Dreamer
08-10-2011, 11:55 AM
تصفحت جريدة الوطن القطرية اليوم بحكم العادة وودت مقال للكاتبة نور الغوري .. والتي اعتبرها صريحة بشكل عفوي جميل .. قرأت المقال بالكامل.. وشعرت بالخزي لان بعضنا وليس كلنا لانميز بين الدين والعلم .. ونطلق الاحكام عشوائيا كأننا أنبياء ، حتى انبيائنا لم يطلقوا مثل هذه الاحكام .. أترككم مع هذا المقال والذي ارجو قرائته بتأني وعقلانية وليس مشاعر خاصة..
نور الغوري .. تفاحة غوبز بقضمة عربية
لم يكن العرب يعلمون بأن عاصفة شعواء ستلّم بهم في ليلة وضحاها، ولم يكن ستيف غوبز يعلم أن اختلاف الرأي يفسد للود قضية ويمزقها إرباً عند العرب العاربة والمستعربة.
خاصمك الله يا ستيف، فمنذ رحيلك عن الدنيا وأنت لم تشعل سوى الفتاوى «الطيارة»، ونيران الفتن والخلافات التي لم تخمد منذ ما يزيد عن 1400 عام. رغم إن أفضالك على البشرية كثيرة، وخصالك مديحة باعتراف المقرّبين منك، إلا أن العرب أبوا إلا أن يودعوك على طريقتهم الخاصة.
طريقة تمثلت بالشتم، والشرشحة ونشر الغسيل، وكأن للعرب معك ثأرا قديما، كيف لا وأنت العربي الأصل، ابن سوري جاء بك إلى الدنيا محض صدفة.
مع أن العرب لا يفتؤون بحلقة واستهلاك ليل نهار لأجهزة الإيفون والآيبود، إلا إنك لن تستطيع خداعهم باختراعاتك التي غيرت مجرى التاريخ، فهم أوعى بكثير من أن تلهيهم أجهزتك في طق الحنك طوال الليل، وتسخيرها لكل ما يسيء للبشرية.
ورغم أنك لم تكن يوماً لتعترف بعروبتك، ولم تسرّ لأحد العربان في إحدى الليالي القمراء عن علاقاتك العاطفية المغامرة من وراء زوجتك، إلا أن العرب «خابزينك، وعاجنينك» لذلك حان الوقت لتفريغ كل أحقاد ومشاكل الكون في شخصك، رغم إنك مجهول الهوية، ولكنك الشخص المناسب لتلقي الضربات تلو الأخرى حتى وأنت ميت. فمنذ وفاتك، اشتعل رأس الفايس بوك وتويتر وأغلب المواقع الاجتماعية لهيباً بالفتاوى الطيارة التي خُلق بعضها في ذات لحظة عاصفة، وأظنني لو سمعت إحدى تلك الفتاوى يا ستيف لفكرت في موت صامت بعيد عن أعين وألسنة العرب. تخيّل كل تلك الفتاوى و«تربتك لم تجف بعد»، فما بالك بما ستفعله تلك الشعوب المتعطشة للردح والتنكيل بأرواح الموتى بعد أن تجف التربة؟
فمثلاً يقول بندر عبر تويتر إنك شخصية متعجرفة، فاشلة، لم يسلم منك منتج، ولا حتى شريك، بل وصل حدك يا ستيف أنك طردت 4 مرات بسبب عنجهيتك «العربية»!
أما عمر فيقسم هو الآخر عبر الفايس بوك بأغلظ الأيمان أنك لست بعربي!، ومنذ متى كان العرب أصحاب اختراعات؟، أو تلطشون الأجانب «على عينك يا تاجر»؟ استحوا يا عرب.
وأكمل عمر قائلاً إن العرب لم يخترعوا سوى المصايب، وأن ستيف الأميركاني ليس بحاجة لجنسية عربية يركنها في ملفات آيفونه المحمول.
أما نهى ومشاعل وسلطان وفهد والكثير من هؤلاء رفضوا رفضاً قاطعاً الدعاء لك بالرحمة، لكونك بوذيا أي من فصيلة لا تنتمي للبشرية.
وحذّروا كل من تسوّل له نفسه الدعاء لك، إن الله سيحرقها بنار جهنم وسيركنها هي الأخرى في الدرك الأسفل من النار.
كل تلك الدعاوي الطيارة وترابك لم يجف بعد، ماذا لو جف يا ستيف؟
لم أكن أعلم إن الدلاخة قد وصلت إلى حدّ يجعل من نفوس الأموات مادة مستوحاة للسخرية، مادة للعنصرية بجميع أشكالها المقيتة.
فكيف لحسام مثلاً أن يكذب أكبر وأصدق الوكالات العالمية لنقلها خبر جنسية الرجل؟، وما الغريب أن يكون جزء منه عربي؟
والسؤال الأهم هو لماذا تناقل العرب موت ستيف بهذه الطريقة المخجلة؟، ولماذا ركزوا على الجانب الديني أكثر منه الجانب العلمي الذي أنار للبشرية طريقها؟،
لماذا لم يثمنوا اختراعاته التي لا يفتؤون تركها ليل نهار والتي صرف فيها نصف بل كل عمره عاكفاً على اختراعها وتطويرها من نجاح إلى آخر، فلولا شاشة ستيف، وفأرته لما وجدنا عربيا يحمل جهاز آيبود وآي فون ليكتب لنا عن لعنة ستيف؟
لماذا لم تعلم سهى ونهى ومشاعل اللواتي حرّمن الرحمة عليه أن ستيف عاش بلا رعاية أب ولا حنان أم ومع ذلك غدا مبدعاً؟
لماذا حرّمن عليه الرحمة وهو النفس البشرية التي لم يفرّقها الله ورسوله الكريم عن بقية الأنفس، ألم يقلّ الله في محكم تنزيله إن رحمتي وسعت كل شيء؟
لماذا يحرّمنها على شخص لم يستطع تحمل أقساط الجامعة لفقره المدقع فخرج لينام على الأرض وفي العراء بينما هنّ يتمتعن بأسرّة أميرات في بيوتهن؟
لماذا يحرّمنها على إنسان نذر حياته لخدمة الآخرين؟
لا يمكننا أن نصحو في الثالثة عصراً نفرك بأعيننا بعد أن نكون قد أمضينا سهرتنا في الدردشات التي لا تفضي سوى لخدش السمع والحياء، ومن ثم نعطي لأنفسنا الحق في تقييم الآخرين، وليس أي آخرين، بل الذين أنجزوا ما لم نستطع إنجازه حتى بالكلام!
من يقرأ تاريخ الرجل يخجل كثيراً من ردة الفعل العربية فلم يلق خيراً منهم، لا هو على قيد الحياة عندما نبذه أبوه وهو في بطن أمه، ولا هو ميت عندما لعنه العرب.
الرحمة لروحك ستيف، لربما هذه الرحمة تخفف من وعثاء ألسنة طالت نفسك بغير حق.
قام النبي عليه الصلاة والسلام لجنازة مرت من عنده، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فردّ عليهم قائلاً: أليست نفساً؟
على الهامش: عند ذكري لمفردة العربي أو العرب لم أضع قبلها «بعض، ثلّة، قلّة، ولا حتى كثرّة»
أنتم الفيصل وأنتم الحكم.
أما الآن سأترككم مع تعليق أضحكني، قرأته على تويتر لأحدهم عندما سأل هل ستيف غوبز موال للنظام السوري بحكم أن أباه سوري الجنسية أم معارض له؟
فعلق عليه آخر: لا أبشرّك لا من ذول ولا من ذول، طلع اللهم عافينا بوذي، وأمه يهودية، واكتشف عبقريته في وادي السليكون، وهو حالياً معروف بوادي الدجال، وأعتقد أنكم لا تعرفون الدجال وهو موسى السامري الذي يعيش في مثلث برمودا شرقي فلوريدا، وهو صاحب الفضل الأول منذ أن جاء إلى الولايات المتحدة بحضارتها وعلومها!!
انظروا إلى التعليق يرعاكم الله، وتأملوا بين ما فعلته قضمة تفاحة غوبز للبشرية، وما فعلته قضمة العرب بنفس غوبز !!
نور الغوري .. تفاحة غوبز بقضمة عربية
لم يكن العرب يعلمون بأن عاصفة شعواء ستلّم بهم في ليلة وضحاها، ولم يكن ستيف غوبز يعلم أن اختلاف الرأي يفسد للود قضية ويمزقها إرباً عند العرب العاربة والمستعربة.
خاصمك الله يا ستيف، فمنذ رحيلك عن الدنيا وأنت لم تشعل سوى الفتاوى «الطيارة»، ونيران الفتن والخلافات التي لم تخمد منذ ما يزيد عن 1400 عام. رغم إن أفضالك على البشرية كثيرة، وخصالك مديحة باعتراف المقرّبين منك، إلا أن العرب أبوا إلا أن يودعوك على طريقتهم الخاصة.
طريقة تمثلت بالشتم، والشرشحة ونشر الغسيل، وكأن للعرب معك ثأرا قديما، كيف لا وأنت العربي الأصل، ابن سوري جاء بك إلى الدنيا محض صدفة.
مع أن العرب لا يفتؤون بحلقة واستهلاك ليل نهار لأجهزة الإيفون والآيبود، إلا إنك لن تستطيع خداعهم باختراعاتك التي غيرت مجرى التاريخ، فهم أوعى بكثير من أن تلهيهم أجهزتك في طق الحنك طوال الليل، وتسخيرها لكل ما يسيء للبشرية.
ورغم أنك لم تكن يوماً لتعترف بعروبتك، ولم تسرّ لأحد العربان في إحدى الليالي القمراء عن علاقاتك العاطفية المغامرة من وراء زوجتك، إلا أن العرب «خابزينك، وعاجنينك» لذلك حان الوقت لتفريغ كل أحقاد ومشاكل الكون في شخصك، رغم إنك مجهول الهوية، ولكنك الشخص المناسب لتلقي الضربات تلو الأخرى حتى وأنت ميت. فمنذ وفاتك، اشتعل رأس الفايس بوك وتويتر وأغلب المواقع الاجتماعية لهيباً بالفتاوى الطيارة التي خُلق بعضها في ذات لحظة عاصفة، وأظنني لو سمعت إحدى تلك الفتاوى يا ستيف لفكرت في موت صامت بعيد عن أعين وألسنة العرب. تخيّل كل تلك الفتاوى و«تربتك لم تجف بعد»، فما بالك بما ستفعله تلك الشعوب المتعطشة للردح والتنكيل بأرواح الموتى بعد أن تجف التربة؟
فمثلاً يقول بندر عبر تويتر إنك شخصية متعجرفة، فاشلة، لم يسلم منك منتج، ولا حتى شريك، بل وصل حدك يا ستيف أنك طردت 4 مرات بسبب عنجهيتك «العربية»!
أما عمر فيقسم هو الآخر عبر الفايس بوك بأغلظ الأيمان أنك لست بعربي!، ومنذ متى كان العرب أصحاب اختراعات؟، أو تلطشون الأجانب «على عينك يا تاجر»؟ استحوا يا عرب.
وأكمل عمر قائلاً إن العرب لم يخترعوا سوى المصايب، وأن ستيف الأميركاني ليس بحاجة لجنسية عربية يركنها في ملفات آيفونه المحمول.
أما نهى ومشاعل وسلطان وفهد والكثير من هؤلاء رفضوا رفضاً قاطعاً الدعاء لك بالرحمة، لكونك بوذيا أي من فصيلة لا تنتمي للبشرية.
وحذّروا كل من تسوّل له نفسه الدعاء لك، إن الله سيحرقها بنار جهنم وسيركنها هي الأخرى في الدرك الأسفل من النار.
كل تلك الدعاوي الطيارة وترابك لم يجف بعد، ماذا لو جف يا ستيف؟
لم أكن أعلم إن الدلاخة قد وصلت إلى حدّ يجعل من نفوس الأموات مادة مستوحاة للسخرية، مادة للعنصرية بجميع أشكالها المقيتة.
فكيف لحسام مثلاً أن يكذب أكبر وأصدق الوكالات العالمية لنقلها خبر جنسية الرجل؟، وما الغريب أن يكون جزء منه عربي؟
والسؤال الأهم هو لماذا تناقل العرب موت ستيف بهذه الطريقة المخجلة؟، ولماذا ركزوا على الجانب الديني أكثر منه الجانب العلمي الذي أنار للبشرية طريقها؟،
لماذا لم يثمنوا اختراعاته التي لا يفتؤون تركها ليل نهار والتي صرف فيها نصف بل كل عمره عاكفاً على اختراعها وتطويرها من نجاح إلى آخر، فلولا شاشة ستيف، وفأرته لما وجدنا عربيا يحمل جهاز آيبود وآي فون ليكتب لنا عن لعنة ستيف؟
لماذا لم تعلم سهى ونهى ومشاعل اللواتي حرّمن الرحمة عليه أن ستيف عاش بلا رعاية أب ولا حنان أم ومع ذلك غدا مبدعاً؟
لماذا حرّمن عليه الرحمة وهو النفس البشرية التي لم يفرّقها الله ورسوله الكريم عن بقية الأنفس، ألم يقلّ الله في محكم تنزيله إن رحمتي وسعت كل شيء؟
لماذا يحرّمنها على شخص لم يستطع تحمل أقساط الجامعة لفقره المدقع فخرج لينام على الأرض وفي العراء بينما هنّ يتمتعن بأسرّة أميرات في بيوتهن؟
لماذا يحرّمنها على إنسان نذر حياته لخدمة الآخرين؟
لا يمكننا أن نصحو في الثالثة عصراً نفرك بأعيننا بعد أن نكون قد أمضينا سهرتنا في الدردشات التي لا تفضي سوى لخدش السمع والحياء، ومن ثم نعطي لأنفسنا الحق في تقييم الآخرين، وليس أي آخرين، بل الذين أنجزوا ما لم نستطع إنجازه حتى بالكلام!
من يقرأ تاريخ الرجل يخجل كثيراً من ردة الفعل العربية فلم يلق خيراً منهم، لا هو على قيد الحياة عندما نبذه أبوه وهو في بطن أمه، ولا هو ميت عندما لعنه العرب.
الرحمة لروحك ستيف، لربما هذه الرحمة تخفف من وعثاء ألسنة طالت نفسك بغير حق.
قام النبي عليه الصلاة والسلام لجنازة مرت من عنده، فقيل له: إنها جنازة يهودي، فردّ عليهم قائلاً: أليست نفساً؟
على الهامش: عند ذكري لمفردة العربي أو العرب لم أضع قبلها «بعض، ثلّة، قلّة، ولا حتى كثرّة»
أنتم الفيصل وأنتم الحكم.
أما الآن سأترككم مع تعليق أضحكني، قرأته على تويتر لأحدهم عندما سأل هل ستيف غوبز موال للنظام السوري بحكم أن أباه سوري الجنسية أم معارض له؟
فعلق عليه آخر: لا أبشرّك لا من ذول ولا من ذول، طلع اللهم عافينا بوذي، وأمه يهودية، واكتشف عبقريته في وادي السليكون، وهو حالياً معروف بوادي الدجال، وأعتقد أنكم لا تعرفون الدجال وهو موسى السامري الذي يعيش في مثلث برمودا شرقي فلوريدا، وهو صاحب الفضل الأول منذ أن جاء إلى الولايات المتحدة بحضارتها وعلومها!!
انظروا إلى التعليق يرعاكم الله، وتأملوا بين ما فعلته قضمة تفاحة غوبز للبشرية، وما فعلته قضمة العرب بنفس غوبز !!