المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البورصة تواصل نهج الارتفاع



سلوى حسن
10-10-2011, 08:26 AM
مستثمرون لـ «العرب»: الأسهم قادرة على تعويض خسائرها

البورصة تواصل نهج الارتفاع


2011-10-10
دعا مستثمرون نظراءهم للالتفات للمؤشرات الأساسية للاقتصاد الوطني فضلا عن بيانات الشركات المساهمة العامة لدى إجرائهم تقييما لمسار البورصة التي تأثرت سلبيا من الارتباط النفسي لدى هؤلاء، الذي ما انفكوا ينتهجون سلوكا بيعيا تأثرا بمعطيات الاقتصاد العالمي الضبابية التي دفعت الأسواق المالية الأوروبية والأميركية لموجات هبوط قاسية.

قال مستثمرون ومحللون لـ«العرب» إن السوق القطرية قادرة على النسج على المنوال الإيجابي للاقتصاد الوطني الآخذ بالنمو، بيد أن تواصل هيمنة النظرة التقليدية التي تربط أداء السوق بنظيراتها العالمية تسبب في الضغط على غالبية الأسهم المدرجة في ثاني أكبر أسواق المال العربية الفاقدة لنحو %4.8 من قيمتها منذ مطلع العام الحالي.

متانة
وأكد هؤلاء على متانة المركز المالي للشركات المدرجة في البورصة والتي تستقي من معين الفرص التي يتيحها نمو أكبر دول العالم تصديرا للغاز الطبيعي المسال.
وواجهت البورصة في الفترة الأخيرة ضغوطا نفسية سلبية سحبت مؤشرها نحو الأسفل حيث لم يجد المحللون مبررا حقيقيا لها، إذ يعتمد المستثمرون على أداء أسواق المال بالمنطقة إلى جانب تلك الأوروبية والأميركية في أخذ قراراتهم بدخول السوق أو الخروج منها.
وسجل مؤشر البورصة أمس نموا طفيفا بلغت نسبته %0.31 أعاده أحد المحللين إلى أداء سوق الأسهم السعودية التي اكتسبت نحو %1.5 على مدار الجلستين الأخيرتين، في حين تجاهل المستثمرون نتائج بنك qnb و «الإجارة» و «دلالة» في قراراتهم بسبب تخوفهم وعدم ثقتهم في السوق المحلية.
وقال أحمد ماهر، الخبير لدى شركة «نماء» للاستشارات المالية، إن بورصة قطر لم تتجاوب مع النتائج المعلنة لهذه الشركات الثلاث بسبب العامل النفسي السلبي للمستثمرين ما تسبب في تذبذب السوق خصوصا على الأسهم القيادية.
وأكد ماهر أن أداء الشركات الثلاث تعتبر مبشرة لنتائج نظيراتها المدرجة في السوق بالنسبة للربع الثالث من العام الحالي ومن المفروض أن ترتفع السوق وبوتيرة سريعة لكن عدم ثقة المستثمرين تحول دون ذلك.
وأضاف بالقول: «العالم النفسي السلبي لا يقتصر على السوق القطرية فقط بل نجده في بقية الأسواق العالمية لكن المستثمرين المحليين يتأثرون بشكل أكبر لهذه الخاصية من نظرائهم في بقية البلدان»، مشيراً إلى أن السوق تتجاوب وبشكل فوري مع الأخبار الاقتصادية إيجابية كانت أم سلبية.
ولم يستثنِ ماهر المَحافظ الأجنبية في خضوعها للعامل النفسي، مشيراً إلى أنها تعتبر أحد المحركات الرئيسية للسوق، لأنها تستثمر في الأسهم القيادية بشكل رئيسي على غرار صناعات وناقلات والتي تسارع في تسييل أسهمها مع أول أخبار سلبية قد تصدر عن البورصات العالمية..
الثقة
ولفت ماهر إلى أن السوق بحاجة إلى عودة الطمأنينة إلى نفوس المستثمرين لكي تحقق المكاسب خصوصا أن جميع المؤشرات الاقتصادية لدولة قطر جيدة وفي منأى من الاضطرابات المالية لمنطقة اليورو. إلى ذلك، أشار ماهر إلى أن نموّ البورصة جاء نتيجة تداول المستثمرين ومن بينها المحافظ الأجنبية على بعض الأسهم القيادية أبرزها سهم صناعات وبنك qnb والذي يمثل نحو %18 من مؤشر السوق، وهو ما يفسر هذا الارتفاع برغم ضعف حجم التداول الذي انحصر في حدود 136.76 مليون ريال.
بدوره، أكد المستثمر والمحلل المالي سعيد الصيفي أن البورصة تواجه أزمة مستوردة وأن أداءها لا يعكس حقيقة الاقتصاد المحلي وقال: «لا يزال المستثمرون يأخذون أداء الأسواق الخارجية كمرجع رئيسي لقراراتهم.. هذه الثقافة –للأسف- منتشرة لدينا وإن كانت خاطئة»..
وأضاف الصيفي بالقول: «يجب على المستثمرين عدم الالتفات إلى الأسواق الخارجية في بناء استراتيجياتهم الاستثمارية وإعطاء ثقة أكبر لمقومات الاقتصاد القطري، فالكل يشهد له بالمتانة والاستقرار هذا إلى جانب ما تتميز به الشركات المدرجة من مستوى مرتفع للأرباح وبتوزيعات تعتبر الأعلى بين أسواق المنطقة والعالم، لذلك على المستثمر أن يركز على المؤشرات المالية المحلية أكثر من غيرها»..
واستدرك الصيفي بالقول: «إن السوق المحلية ليست منعزلة تماما عن بقية العالم أو أنها لا تتأثر بالتغيرات المالية التي تحصل في الخارج ولكن لا يجب أن تتأثر البورصة بالمستوى الذي نراه اليوم»..
وأوضح الصيفي أن نمو المؤشر أمس الأحد بـ25.17 نقطة جاء تناغما مع أداء سوق الأسهم السعودية في اليوم السابق مشيراً إلى أن المستثمرين سيتطلعون خلال تداول حصة اليوم إلى أداء البورصات الأوروبية والتي توقع الصيفي أن تحقق أرباحا بما يعود إيجابا على السوق المحلية ويدفعها إلى مواصلة الصعود لليوم الثاني على التوالي.

تعويض
من جهته، قال المستثمر محمد بن سالم الدرويش إن السوق بدأت تعوض الخسائر التي لحقت بها في الفترة الأخيرة بسبب الاضطرابات المالية في الأسواق العالمية وذلك بعد ظهور أولى نتائج الشركات المدرجة وعلى رأسها بنك qnb الذي سجل ارتفاعا في أرباحه بنسبة %30.4 في الربع الثالث من العام الحالي.
وأشار الدرويش إلى أن السوق تفاعلت إيجابيا مع نتائج كل من بنك «qnb و «الإجارة» و«دلالة» وإن كان رد الفعل متأخرا ولم يكن متزامنا مع تاريخ الإعلان عن هذه النتائج.
وعبر الدرويش عن تفاؤله بأداء السوق خلال الفترة المقبلة قائلا: «أعتقد أن السوق ستواصل تحقيق الأرباح خلال الفترة القادمة مع توقعات بتسجيل الشركات المتبقية عن نتائج طيبة سيتم الإعلان عنها قريبا»..