ضليع التبريد
10-10-2011, 07:10 PM
لماذا يكتئب القطريون؟
* مواطنون : الاختناقات المرورية وأعباء الحياة أهم الأسباب
* ضغوط العمل والمشاهد الدموية في نشرات الأخبار تحبطنا
* د. طاهر شلتوت: الصراعات النفسية وراء الشعور بالقلق والاكتئاب
كتبت- إيناس شري:
حذر الأطباء النفسيون من تزايد نسبة القلق والاكتئاب في قطر ، لتصل - حسب دراسات أكاديمية - الى ثلث عدد السكان - اى اكثر من 30% من عدد السكان- وهو ما دفع الاطباء الى الدعوة لتوعية المجتمع بمرض القلق واسبابه وطرق تشخيصه وأساليب علاجه.
ويؤكد الاطباء النفسيون ان القلق العام يتصف بالاستمرار المبالغ فيه والضغط العصبي، حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك ويختلف مرض القلق العام عن أنواع القلق الأخرى في أن الأشخاص المصابين بهذه الأعراض عادة يتجنبون مواقف بعينها.
الراية سألت بعض المواطنين والمقيمين عن رأيهم بهذه النسبة وعن أسبابها برأيهم فعبر معظمهم عن عدم استبعادهم انتشار القلق بنسبة كبيرة ليس فقط في قطر بل في العالم لأن الأسباب هي واحدة مثل العمل لساعات طويلة والتطور والتغييرات السريعة وغيرها من الأمور الأخرى.
يرى محمد العمادي (موظف إداري) أن الحياة مليئة بالضغوطات بدء من العمل الذي يتطلب التميز مما يجعل الإنسان دائم التفكير بالعمل حتى خارج الدوام ولاسيما مع وجود الجوال الذي يتحول إلى مكتب نقال.
ويضيف : بعد الدوام تبدأ ضغوطات من نوع آخر أي الطرقات والازدحام المروري الذي يدفع في بعض الأحيان الإنسان إلى الخروج عن رشده فيصل إلى منزله متعبا غاضبا.
واضاف : كل الأمور التي ذكرتها تخلق نوعا من القلق منها على سبيل المثال وأبسطها القلق من عدم القدرة على إنجاز العمل كما هو مطلوب منك، القلق من أن لا تعطي أبناءك الوقت اللازم وغيرها الكثير، فإذا كانت الدراسة تقصد هذا النوع من القلق فأنا أقول شخص من كل 3 أشخاص مصاب بالقلق.
الأمراض والحروب
وتقول أم محمد الراجحي أن أكثر ما يصيب الإنسان بالقلق هو عدم قدرته أن يعزل نفسه عما يدور حوله فكلما تسمع نشرات الأخبار وتسمع عن الموت الذي تتسبب به الحروب والكوارث الطبيعية تشعر بخوف غير مبرر .
واضافت : إذا تناسينا هم العمل وتربية الأطفال نرى كل ما حولنا يهاجمنا مرة مرض يظهر فجأة ومرة خبر من آخر الدنيا تسمعينه في نشرة الأخبار وتشعرين أنك تعشينه.
عدم الاستقرار
ومن الأمور التي ذكرها بعض من التقيناهم كمسبب لإصابتهم بالقلق موضوع عدم الاستقرار ولاسيما المقيمين الذين يعيشون صراعا نفسيا بين الاشتياق لوطنهم الأم ومتابعة الأحداث التي تحصل به وبين حبهم للوطن الذي احتضنهم وعاشوا فيه سنينا طويلة شعروا خلالها بالأمن والأمان.
وفي هذا الإطار تقول فاطمة وهي مقيمة لبنانية تعيش في الدوحة منذ ما يقارب الست سنوات إن أكثر الأسباب التي تشعرها بالقلق كمقيمة هو شعورها الدائم بعدم الاستقرار والصراع بين بلد تنتمي إليه وبلد عاشت به وأحبته قائلة: " كل إجازة أصاب بالاكتئاب بسبب عدم القدرة على تحديد مشاعري فرحة بالعودة ولو مؤقت إلى الوطن وشعور بعدم الاستقرار وكلما أعود أشعر بفرح العودة إلى حياتي المستقرة هنا وحزن لأنني سأترك أهلي ووطني، أنا أعرف بأنني مصابة بنوع من القلق ولكنني لا أعتبره مرضا بل سمة من سمات الحياة العصرية والتنقلات السريعة التي تفرضها علينا متطلبات العيش.
الديون والقروض
اعتبر بعض من التقيناهم أن تحول العالم إلى ضيعة صغيرة جعل أسباب القلق واحدة في مختلف دول العالم إلا أنه يبقى لكل بلد أسباب إضافية أو أسباب أقل كما هو الحال مع قطر التي تؤمن إلى مواطنيها رفاهية اجتماعية فلا يحمل المواطن هم السكن والتعليم والاستشفاء.
يقول علي النعيمي إن الحياة مليئة بالضغوطات التي تفرضها المهام الكثيرة التي يجب إتمامها في نهار لا تتجاوز ساعاته ال 24 .
ويرى أنه كمواطن قطري يبقى حاله أفضل بكثير من غيره لأنه لا يحمل هموم الأعباء الاقتصادية مثل غيره والتي تولد الانتحار في دول أخرى ويضيف أن جلوسه على الحاسوب بحكم عمله لساعات طويلة يخلق عنده ضغوطات كبيرة بالإضافة إلى الاختناقات المرورية التي تفاقم الاحساس بالقلق لقائدي السيارات ، خاصة مع تأخر افتتاح العديد من الطرق وعرقلة الحفريات لحركة السير ، فيهدر المواطن وقته محتجزا داخل سيارته لفترات طويلة .
ويضيف: كما ان الحياة العصرية مليئة بالضغوطات، فبعد يوم طويل من العمل والقيادة على الطرقات أشعر بصعوبة في النوم ، وعندما اتابع نشرات الاخبار والمجازر التي ترتكب في حق الشعوب المحتلة والمقهورة اصاب بالإحباط ، وحينما أفكر في متطلبات الحياة واعبائها المادية ومستقبل الأبناء لا مفر من شعوري بالقلق.
من جهة أخرى يرى فارس. س أن العادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع والمبالغة في الكماليات تزيد الأعباء المالية وتخلق هما اقتصاديا إذ يضطر البعض إلى الاستدانة والحصول على القروض التي تخلق قلقا يضاف إلى ضغوطات العمل وغيرها.
مخاوف مرضية
بعد هذه الأسباب التي عددها الناس كان لا بد من سؤال أهل الاختصاص وفي هذا الإطار شرح د. طاهر شلتوت استشاري أول للطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية أن القلق في أبسط تعريفاته هو خوف غير محدد مع توقع حدوث السوء وينقسم إلى أنواع مختلفة فمنه ما يسمى القلق النفسي العام ومنه المخاوف المرضية والعصاب والوسواس والهلع واضطراب ما بعد الأزمة مضيفا أن هذه الأنواع وإن اختلفت بأشكالها تتفق جميعها في مظاهر القلق والخوف التي تصاحب المريض.
وأوضح د. شلتوت أن القلق ليس مرضا في حد ذاته ولكنه عارض مهم في كافة الأمراض النفسية ومؤشر هام للكثير من الأمراض العضوية مؤكدا أنه عندما نتكلم عن القلق نتكلم عن عرض شائع يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية وقد يكون مصاحبا لعلامات جسدية مختلفة كالزيادة في ضربات القلب أو صعوبة في التنفس أو آلام متعددة في الجسد .
وفي سؤال عن نسبة انتشاره في قطر وعن الأبحاث التي تقول إن هناك 30% من سكان قطر مصابون بالقلق رأى د. شلتوت أنه عندما نتكلم عن نسبة القلق النفسي بعينه نرى أن نسبة انتشاره تصل في أعلى معدلاته في العالم إلى 12%، أما إذا تكلمنا عن باقي الأنواع فإنها قد تزيد في بعض المجتمعات وربما في قطر كما بينت الدراسة التي حددتها بنحو 30% أو شخص من بين 3 اشخاص.
وأوضح أن العالم بشكل عام طرأت عليه تغيرات كبيرة بشكل سريع ونمط الحياة بات متعبا بالإضافة إلى الحروب والكوارث الطبيعية التي إن لم نعشها تصل أخبارها إلينا شئنا أم أبينا موضحا أن القلق أصلا مرتبط بما يسمى الصراعات النفسية والصراع النفسي في أبسط تعريفاته هو أن يخير المرء بين أمرين أحلاهما مر وهذا أمر نختبره دائما في حياتنا يوميا بسبب الضغوطات الاجتماعية والتغيرات السريعة والأزمات.
واضاف: أن الأمر لا يعني مجتمعا بعينه ولكن قطر لها طبيعة خاصة من حيث وجود الوافدين الذين قد يتعرضون إلى الكثير من الأمور التي تسبب لهم القلق منها ترك بلدهم وانتقالهم إلى آخر والحروب والهزات التي تتعرض لها بلادهم وغيرها من الأمور مضيفا هذا لا يعني اقتصار القلق عليهم فطبيعة الحياة العصرية بمختلف أشكالها تحمل مسببات عدة للقلق الذي لا يميز بين جنسية وأخرى ولا بين ذكر وأنثى.
أسباب القلق
وفيما خص الأسباب وراء ذلك وطرق المعالجة أوضح د.شلتوت أن البحوث العلمية لا زالت تبحث عن أسبابه وأن هناك نظريات مختلفة منها ما يميل إلى الاعتقاد بأن السبب العضوي يتلخص بحدوث خلل في المواصلات الكيميائية في الدماغ وأن هذا الخلل هو السبب الرئيس لظهور القلق ويرى أصحاب هذه النظرية أن العلاج يكون عن طريق الأدوية التي تعمل على إصلاح الخلل.
وأضاف أن هناك نظرية أخرى ترجع الأمر إلى أسباب نفسية منها النظرية التي ترجع القلق إلى فقدان النفس وسائله الدفاعية أو الحيل الدفاعية مثل الإنكار والإسقاط وغيرها وأن فشل الإنسان في استخدام هذه الحيل بشكل إيجابي يؤدي إلى ظهور علامات القلق مضيفا في هذه النظرية يكون العلاج نفسي لأن الأسباب نفسية حيث يعمل الاختصاصيون على الوصول إلى الضغوطات النفسية والاجتماعية التي أدت إلى ذلك القلق ومحاولة التخلص منه.
أما النظرية الثالثة فترى أن القلق يعود في أسبابه إلى سلوك تعليمي خاطئ اعتاد عليه الإنسان ما يجعله يشعر بأعراض القلق وأصحاب هذه النظرية يعملون على معالجة الأمر بما يسمى العلاج السلوكي.
************************************************** ****
ونضيف أيضا أمور هامه:
1- ضعف الوازع الديني وقلة ذكر الله بين الناس ... (الا بذكر الله تطمئن القلوب) صدق الله العظيم
2- إنشغال الناس بحب الدنيا وإبتعادهم عن التواصل الأسري والإجتماعي
3- إفتقاد الناس لمصداقيه تعامل الأخرين معهم في كثير من الأمور
4- كثرة الأجانب وتأثير الثقافات الأجنبيه السلبيه على سلوكيات المجتمع
5- حركة المرور وصعوبه الوصول للمكان الذي يريده في وقته وقد تثير وتسبب له مشاكل وقلق في العمل والدراسه و......
6- سرعة تغير أمور كثيره في زمن تغير سريعا عجز الكثيرون عن فهمه وأثار فيهم القلق ....
وستعينوا بالصبر والصلاة
قال تعالى: [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] (البقرة 45) للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، فهي خير الأعمال كما قال صـلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية، قال جل وعلا [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ] (العنكبوت 45) ، والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة، كما أنها علاج فعال للجسم أيضا، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد: " إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.. الحديث"، فالصلاة بحق نموذج نوراني يؤكد عظمة المنهج القرآني لهذا الدين !
* مواطنون : الاختناقات المرورية وأعباء الحياة أهم الأسباب
* ضغوط العمل والمشاهد الدموية في نشرات الأخبار تحبطنا
* د. طاهر شلتوت: الصراعات النفسية وراء الشعور بالقلق والاكتئاب
كتبت- إيناس شري:
حذر الأطباء النفسيون من تزايد نسبة القلق والاكتئاب في قطر ، لتصل - حسب دراسات أكاديمية - الى ثلث عدد السكان - اى اكثر من 30% من عدد السكان- وهو ما دفع الاطباء الى الدعوة لتوعية المجتمع بمرض القلق واسبابه وطرق تشخيصه وأساليب علاجه.
ويؤكد الاطباء النفسيون ان القلق العام يتصف بالاستمرار المبالغ فيه والضغط العصبي، حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك ويختلف مرض القلق العام عن أنواع القلق الأخرى في أن الأشخاص المصابين بهذه الأعراض عادة يتجنبون مواقف بعينها.
الراية سألت بعض المواطنين والمقيمين عن رأيهم بهذه النسبة وعن أسبابها برأيهم فعبر معظمهم عن عدم استبعادهم انتشار القلق بنسبة كبيرة ليس فقط في قطر بل في العالم لأن الأسباب هي واحدة مثل العمل لساعات طويلة والتطور والتغييرات السريعة وغيرها من الأمور الأخرى.
يرى محمد العمادي (موظف إداري) أن الحياة مليئة بالضغوطات بدء من العمل الذي يتطلب التميز مما يجعل الإنسان دائم التفكير بالعمل حتى خارج الدوام ولاسيما مع وجود الجوال الذي يتحول إلى مكتب نقال.
ويضيف : بعد الدوام تبدأ ضغوطات من نوع آخر أي الطرقات والازدحام المروري الذي يدفع في بعض الأحيان الإنسان إلى الخروج عن رشده فيصل إلى منزله متعبا غاضبا.
واضاف : كل الأمور التي ذكرتها تخلق نوعا من القلق منها على سبيل المثال وأبسطها القلق من عدم القدرة على إنجاز العمل كما هو مطلوب منك، القلق من أن لا تعطي أبناءك الوقت اللازم وغيرها الكثير، فإذا كانت الدراسة تقصد هذا النوع من القلق فأنا أقول شخص من كل 3 أشخاص مصاب بالقلق.
الأمراض والحروب
وتقول أم محمد الراجحي أن أكثر ما يصيب الإنسان بالقلق هو عدم قدرته أن يعزل نفسه عما يدور حوله فكلما تسمع نشرات الأخبار وتسمع عن الموت الذي تتسبب به الحروب والكوارث الطبيعية تشعر بخوف غير مبرر .
واضافت : إذا تناسينا هم العمل وتربية الأطفال نرى كل ما حولنا يهاجمنا مرة مرض يظهر فجأة ومرة خبر من آخر الدنيا تسمعينه في نشرة الأخبار وتشعرين أنك تعشينه.
عدم الاستقرار
ومن الأمور التي ذكرها بعض من التقيناهم كمسبب لإصابتهم بالقلق موضوع عدم الاستقرار ولاسيما المقيمين الذين يعيشون صراعا نفسيا بين الاشتياق لوطنهم الأم ومتابعة الأحداث التي تحصل به وبين حبهم للوطن الذي احتضنهم وعاشوا فيه سنينا طويلة شعروا خلالها بالأمن والأمان.
وفي هذا الإطار تقول فاطمة وهي مقيمة لبنانية تعيش في الدوحة منذ ما يقارب الست سنوات إن أكثر الأسباب التي تشعرها بالقلق كمقيمة هو شعورها الدائم بعدم الاستقرار والصراع بين بلد تنتمي إليه وبلد عاشت به وأحبته قائلة: " كل إجازة أصاب بالاكتئاب بسبب عدم القدرة على تحديد مشاعري فرحة بالعودة ولو مؤقت إلى الوطن وشعور بعدم الاستقرار وكلما أعود أشعر بفرح العودة إلى حياتي المستقرة هنا وحزن لأنني سأترك أهلي ووطني، أنا أعرف بأنني مصابة بنوع من القلق ولكنني لا أعتبره مرضا بل سمة من سمات الحياة العصرية والتنقلات السريعة التي تفرضها علينا متطلبات العيش.
الديون والقروض
اعتبر بعض من التقيناهم أن تحول العالم إلى ضيعة صغيرة جعل أسباب القلق واحدة في مختلف دول العالم إلا أنه يبقى لكل بلد أسباب إضافية أو أسباب أقل كما هو الحال مع قطر التي تؤمن إلى مواطنيها رفاهية اجتماعية فلا يحمل المواطن هم السكن والتعليم والاستشفاء.
يقول علي النعيمي إن الحياة مليئة بالضغوطات التي تفرضها المهام الكثيرة التي يجب إتمامها في نهار لا تتجاوز ساعاته ال 24 .
ويرى أنه كمواطن قطري يبقى حاله أفضل بكثير من غيره لأنه لا يحمل هموم الأعباء الاقتصادية مثل غيره والتي تولد الانتحار في دول أخرى ويضيف أن جلوسه على الحاسوب بحكم عمله لساعات طويلة يخلق عنده ضغوطات كبيرة بالإضافة إلى الاختناقات المرورية التي تفاقم الاحساس بالقلق لقائدي السيارات ، خاصة مع تأخر افتتاح العديد من الطرق وعرقلة الحفريات لحركة السير ، فيهدر المواطن وقته محتجزا داخل سيارته لفترات طويلة .
ويضيف: كما ان الحياة العصرية مليئة بالضغوطات، فبعد يوم طويل من العمل والقيادة على الطرقات أشعر بصعوبة في النوم ، وعندما اتابع نشرات الاخبار والمجازر التي ترتكب في حق الشعوب المحتلة والمقهورة اصاب بالإحباط ، وحينما أفكر في متطلبات الحياة واعبائها المادية ومستقبل الأبناء لا مفر من شعوري بالقلق.
من جهة أخرى يرى فارس. س أن العادات والتقاليد الدخيلة على المجتمع والمبالغة في الكماليات تزيد الأعباء المالية وتخلق هما اقتصاديا إذ يضطر البعض إلى الاستدانة والحصول على القروض التي تخلق قلقا يضاف إلى ضغوطات العمل وغيرها.
مخاوف مرضية
بعد هذه الأسباب التي عددها الناس كان لا بد من سؤال أهل الاختصاص وفي هذا الإطار شرح د. طاهر شلتوت استشاري أول للطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية أن القلق في أبسط تعريفاته هو خوف غير محدد مع توقع حدوث السوء وينقسم إلى أنواع مختلفة فمنه ما يسمى القلق النفسي العام ومنه المخاوف المرضية والعصاب والوسواس والهلع واضطراب ما بعد الأزمة مضيفا أن هذه الأنواع وإن اختلفت بأشكالها تتفق جميعها في مظاهر القلق والخوف التي تصاحب المريض.
وأوضح د. شلتوت أن القلق ليس مرضا في حد ذاته ولكنه عارض مهم في كافة الأمراض النفسية ومؤشر هام للكثير من الأمراض العضوية مؤكدا أنه عندما نتكلم عن القلق نتكلم عن عرض شائع يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية وقد يكون مصاحبا لعلامات جسدية مختلفة كالزيادة في ضربات القلب أو صعوبة في التنفس أو آلام متعددة في الجسد .
وفي سؤال عن نسبة انتشاره في قطر وعن الأبحاث التي تقول إن هناك 30% من سكان قطر مصابون بالقلق رأى د. شلتوت أنه عندما نتكلم عن نسبة القلق النفسي بعينه نرى أن نسبة انتشاره تصل في أعلى معدلاته في العالم إلى 12%، أما إذا تكلمنا عن باقي الأنواع فإنها قد تزيد في بعض المجتمعات وربما في قطر كما بينت الدراسة التي حددتها بنحو 30% أو شخص من بين 3 اشخاص.
وأوضح أن العالم بشكل عام طرأت عليه تغيرات كبيرة بشكل سريع ونمط الحياة بات متعبا بالإضافة إلى الحروب والكوارث الطبيعية التي إن لم نعشها تصل أخبارها إلينا شئنا أم أبينا موضحا أن القلق أصلا مرتبط بما يسمى الصراعات النفسية والصراع النفسي في أبسط تعريفاته هو أن يخير المرء بين أمرين أحلاهما مر وهذا أمر نختبره دائما في حياتنا يوميا بسبب الضغوطات الاجتماعية والتغيرات السريعة والأزمات.
واضاف: أن الأمر لا يعني مجتمعا بعينه ولكن قطر لها طبيعة خاصة من حيث وجود الوافدين الذين قد يتعرضون إلى الكثير من الأمور التي تسبب لهم القلق منها ترك بلدهم وانتقالهم إلى آخر والحروب والهزات التي تتعرض لها بلادهم وغيرها من الأمور مضيفا هذا لا يعني اقتصار القلق عليهم فطبيعة الحياة العصرية بمختلف أشكالها تحمل مسببات عدة للقلق الذي لا يميز بين جنسية وأخرى ولا بين ذكر وأنثى.
أسباب القلق
وفيما خص الأسباب وراء ذلك وطرق المعالجة أوضح د.شلتوت أن البحوث العلمية لا زالت تبحث عن أسبابه وأن هناك نظريات مختلفة منها ما يميل إلى الاعتقاد بأن السبب العضوي يتلخص بحدوث خلل في المواصلات الكيميائية في الدماغ وأن هذا الخلل هو السبب الرئيس لظهور القلق ويرى أصحاب هذه النظرية أن العلاج يكون عن طريق الأدوية التي تعمل على إصلاح الخلل.
وأضاف أن هناك نظرية أخرى ترجع الأمر إلى أسباب نفسية منها النظرية التي ترجع القلق إلى فقدان النفس وسائله الدفاعية أو الحيل الدفاعية مثل الإنكار والإسقاط وغيرها وأن فشل الإنسان في استخدام هذه الحيل بشكل إيجابي يؤدي إلى ظهور علامات القلق مضيفا في هذه النظرية يكون العلاج نفسي لأن الأسباب نفسية حيث يعمل الاختصاصيون على الوصول إلى الضغوطات النفسية والاجتماعية التي أدت إلى ذلك القلق ومحاولة التخلص منه.
أما النظرية الثالثة فترى أن القلق يعود في أسبابه إلى سلوك تعليمي خاطئ اعتاد عليه الإنسان ما يجعله يشعر بأعراض القلق وأصحاب هذه النظرية يعملون على معالجة الأمر بما يسمى العلاج السلوكي.
************************************************** ****
ونضيف أيضا أمور هامه:
1- ضعف الوازع الديني وقلة ذكر الله بين الناس ... (الا بذكر الله تطمئن القلوب) صدق الله العظيم
2- إنشغال الناس بحب الدنيا وإبتعادهم عن التواصل الأسري والإجتماعي
3- إفتقاد الناس لمصداقيه تعامل الأخرين معهم في كثير من الأمور
4- كثرة الأجانب وتأثير الثقافات الأجنبيه السلبيه على سلوكيات المجتمع
5- حركة المرور وصعوبه الوصول للمكان الذي يريده في وقته وقد تثير وتسبب له مشاكل وقلق في العمل والدراسه و......
6- سرعة تغير أمور كثيره في زمن تغير سريعا عجز الكثيرون عن فهمه وأثار فيهم القلق ....
وستعينوا بالصبر والصلاة
قال تعالى: [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] (البقرة 45) للصلاة الفضل الأكبر في تفريج هموم النفس، وتفريح القلب وتقويته وفي شرح الصدر لما فيها من اتصال القلب بالله عز وجل، فهي خير الأعمال كما قال صـلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم عن ثوبان رضي الله عنه " واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة وللوقوف بين يدي الله في الصلاة أسرار عظيمة في جلب الصحة والعافية، قال جل وعلا [ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون ] (العنكبوت 45) ، والصلاة هي الشفاء الأكيد للنفس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة، كما أنها علاج فعال للجسم أيضا، فقد روى ابن ماجة من حديث مجاهد عن أبي هريرة قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء إن الصلاة عملية حيوية ترتفع بأداء وظائف الإنسان النفسية والبدنية إلى أعلى مرتبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد: " إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟.. الحديث"، فالصلاة بحق نموذج نوراني يؤكد عظمة المنهج القرآني لهذا الدين !