اللحيف
15-10-2011, 10:24 PM
http://www.up.qatarw.com/up/2011-05-01/qatarw.com_2061209105.jpg
المدرج العلمي لرسم شجرات النسب
علم النسب هو معرفه اصول الاسر وفروعها ، معرفه تضيق عند بعض افرادها لتقتصر على ذكر اسمائهم ، وتتسع عند بعضهم الآخر لتبلغ مبلغ الترجمه الفعلية لحياتهم ، وهو من اوثق العلوم ارتباطا بالعرب في الجاهليه ، فامتازوا به عل سائر الامم براعه في حفظه حتى ادرجوه في كثير من اشعارهم .
غير ان الغايه من تعلم الانساب في الجاهليه انصرفت الى التفاخر والتفاضل والعصبيه والهجاء والترغيب في اخذ الثار .
فلما جاء الاسلام نبذ تلك الغايات ، وصرف علم النسب لغايات اخرى محموده – كقول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم : تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم .
لذا وجب عدم الخلط بين غايات العلم ، والعلم في حد ذاته !
بل جاء الاسلام ليدعم علم النسب بمبادئه الساميه ، فمنع انواعا من الزواج كانت تبلغ مبلغ السفاح ، كزواج المقت وزواج الاخدان وزواج الاستبضاع ، كما حرم الزنا والتبني – يقول تعالى : ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله .
وحرم ادعاء الرجل الى غير ابيه – قال رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم : من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنه عليه حرام . متفق عليه
ولعلم النسب اهميه بالغه في الفقه الاسلامي ، فعليه تترتب احكام الورثه ، فيحجب بعضهم بعضا ، واحكام الاولياء في النكاح ، فيقدم بعضهم على بعض ، واحكام العاقله في الديه حتى تضرب الديه على بعض العصبه دون بعض .
ولو كان في تعلم الانساب ما يريب لقبره منه سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه ، وهو ممن برع في هذا الفن واشتهر به ، ومن الصحابه رضوان الله عليهم ابو الجهم ابن حريقه وجبير بن مطعم و عقيل بن ابي طالب .
وقد سار علم النسب عند العرب من الحفظ في الصدور الى التدوين ، فآفه الحفظ النسيان ، فقيل اول ما كان ذلك في زمن الخلافه العباسيه ، فالفت العديد من الكتب في هذا المجال ، كنسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري 0(236) هجري واشراف عبد قيس للمدائني .
(225 ) هجري ، وانساب الامم للبرقي . ( 274 ) هجري .
وقسمت كتب الانساب الى مبسوطات ومشجرات .
فالمبسوط هو تسطير النسب على السطور ، وفيه يبدا بذكر الآباء ثم الآبناء ثم الاحفاد ، ويتمكن النسابه في المبسوط من الاسهاب في ذكر اخبار الاسر وافرادها .
اما المشجر فهو ما اخذ على هيئه الشجره من تفرعات كالساق والاغصان والاوراق .
وقيل : ان اول من وضع التشجير الامام الشافعي رضي الله عنه .
وكانت المشجرات في السابق تعتمد على وضع حرف النون امام اسم الاب ثم تتصل بهذه النون باءات الابناء ، فلو ان رجلا لديه ابناء عديدون ذكر اسم كل منهم ثم لحق باسمه حرف الباء فقط ، وهذا الباء يعد حتى يصل النون الموجوده امام اسم الاب ، مشكله بذلك كلمه ( بن ) ثم يلحق باسم الولد الآخر حرف الباء الذي مد كذلك ليتصل بذات النون الموجوده امام اسم الاب ، وهكذا بقيه الابناء .
لذا كان يفرق بين المشجر والمبسوط قديما بضروره ذكر الابناء اولا في المشجرات لالحاق حرف الباء بهم ، ثم يذكر الاباء ثم الاجداد .
اما في المبسوط ، فكما بينا آنفا ياتي النسابه على ذكر الاب ثم الابناء – اقول – وفي المشجر لا يسهب النسابه في الترجمه لكل فرد من افراد الاسره مكتفيا احيانا بالتاريخ ليوم الوفاه او ذكر المهنه او البلد التي يقيم فيها الفرد .
ثم اخذت كتب الانساب المشجره صورا اخرى ، كرسم اوراق كاوراق الشجر وتدوين الاسماء بها او رسم حلقات او خطوط تصل بين الابناء والاباء مما لا يستلزم ذكر الابناء اولا كما في المشجرات القديمه .
وفيما بعد ظهرت وثائق نسب تخص كل اسره بذاتها ، فتقسم ذات الوثيقه الى ديباجه يحمد الله فيها ويصلي على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ثم يسرد النسب مبسوطا ، ثم يحلق به المشجر ، وتزدان الوثيقه بتصديقات النسابين والعلماء والامراء والوجهاء والاشراف .
ومما لاحظته وانا منذ زمن غير قريب محقق وجامع لانساب الساده الاشراف ومشجراتهم ، ان اجمل ما يميز المشجر هو جمال الخط والهيئه ، وسهوله معرفه اسماء المنتسبين ، وان من ابلغ ما يعيبها طول وثائقها المبالغ فيه حتى تصل في احيان كثيره الى عشرات الامتار .
واخيرا خطا فن تشجير الانساب خطوه جديده نحو الابداع ، فقد طالعتنا الصحف في السنين الماضية بالإبتكار القطري للأخ المصمم . علي بن ابراهيم آل حسن المهندي الرائع ، حيث رسم شجره النسب على شكل دائره يتركز وسطها اسم الجد الجامع للاسره ، ثم تذكر الاجيال المتلاحقه موسعه بذلك محيط الدائره .
وهو بهذه الفكره قد قضى على ما كان يعيب المشجرات القديمه من مساحات مبالغ فيها ، بل اضاف الى فن التشجير ميزات جديده كتحديد مواضع القوه والضعف في النسل ، ومعرفه ما اذا كان احد الاجداد قد تزوج مبكرا او متاخرا ، وهو امر لا يمكن معرفته في المبسوطات من كتب الانساب ولا في الشجرات القديمه .
د.حسن بن عبد الرحيم السيد
باحث ومحقق انساب
المدرج العلمي لرسم شجرات النسب
علم النسب هو معرفه اصول الاسر وفروعها ، معرفه تضيق عند بعض افرادها لتقتصر على ذكر اسمائهم ، وتتسع عند بعضهم الآخر لتبلغ مبلغ الترجمه الفعلية لحياتهم ، وهو من اوثق العلوم ارتباطا بالعرب في الجاهليه ، فامتازوا به عل سائر الامم براعه في حفظه حتى ادرجوه في كثير من اشعارهم .
غير ان الغايه من تعلم الانساب في الجاهليه انصرفت الى التفاخر والتفاضل والعصبيه والهجاء والترغيب في اخذ الثار .
فلما جاء الاسلام نبذ تلك الغايات ، وصرف علم النسب لغايات اخرى محموده – كقول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم : تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم .
لذا وجب عدم الخلط بين غايات العلم ، والعلم في حد ذاته !
بل جاء الاسلام ليدعم علم النسب بمبادئه الساميه ، فمنع انواعا من الزواج كانت تبلغ مبلغ السفاح ، كزواج المقت وزواج الاخدان وزواج الاستبضاع ، كما حرم الزنا والتبني – يقول تعالى : ادعوهم لآبائهم هو اقسط عند الله .
وحرم ادعاء الرجل الى غير ابيه – قال رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم : من ادعى الى غير ابيه وهو يعلم انه غير ابيه فالجنه عليه حرام . متفق عليه
ولعلم النسب اهميه بالغه في الفقه الاسلامي ، فعليه تترتب احكام الورثه ، فيحجب بعضهم بعضا ، واحكام الاولياء في النكاح ، فيقدم بعضهم على بعض ، واحكام العاقله في الديه حتى تضرب الديه على بعض العصبه دون بعض .
ولو كان في تعلم الانساب ما يريب لقبره منه سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه ، وهو ممن برع في هذا الفن واشتهر به ، ومن الصحابه رضوان الله عليهم ابو الجهم ابن حريقه وجبير بن مطعم و عقيل بن ابي طالب .
وقد سار علم النسب عند العرب من الحفظ في الصدور الى التدوين ، فآفه الحفظ النسيان ، فقيل اول ما كان ذلك في زمن الخلافه العباسيه ، فالفت العديد من الكتب في هذا المجال ، كنسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري 0(236) هجري واشراف عبد قيس للمدائني .
(225 ) هجري ، وانساب الامم للبرقي . ( 274 ) هجري .
وقسمت كتب الانساب الى مبسوطات ومشجرات .
فالمبسوط هو تسطير النسب على السطور ، وفيه يبدا بذكر الآباء ثم الآبناء ثم الاحفاد ، ويتمكن النسابه في المبسوط من الاسهاب في ذكر اخبار الاسر وافرادها .
اما المشجر فهو ما اخذ على هيئه الشجره من تفرعات كالساق والاغصان والاوراق .
وقيل : ان اول من وضع التشجير الامام الشافعي رضي الله عنه .
وكانت المشجرات في السابق تعتمد على وضع حرف النون امام اسم الاب ثم تتصل بهذه النون باءات الابناء ، فلو ان رجلا لديه ابناء عديدون ذكر اسم كل منهم ثم لحق باسمه حرف الباء فقط ، وهذا الباء يعد حتى يصل النون الموجوده امام اسم الاب ، مشكله بذلك كلمه ( بن ) ثم يلحق باسم الولد الآخر حرف الباء الذي مد كذلك ليتصل بذات النون الموجوده امام اسم الاب ، وهكذا بقيه الابناء .
لذا كان يفرق بين المشجر والمبسوط قديما بضروره ذكر الابناء اولا في المشجرات لالحاق حرف الباء بهم ، ثم يذكر الاباء ثم الاجداد .
اما في المبسوط ، فكما بينا آنفا ياتي النسابه على ذكر الاب ثم الابناء – اقول – وفي المشجر لا يسهب النسابه في الترجمه لكل فرد من افراد الاسره مكتفيا احيانا بالتاريخ ليوم الوفاه او ذكر المهنه او البلد التي يقيم فيها الفرد .
ثم اخذت كتب الانساب المشجره صورا اخرى ، كرسم اوراق كاوراق الشجر وتدوين الاسماء بها او رسم حلقات او خطوط تصل بين الابناء والاباء مما لا يستلزم ذكر الابناء اولا كما في المشجرات القديمه .
وفيما بعد ظهرت وثائق نسب تخص كل اسره بذاتها ، فتقسم ذات الوثيقه الى ديباجه يحمد الله فيها ويصلي على النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ثم يسرد النسب مبسوطا ، ثم يحلق به المشجر ، وتزدان الوثيقه بتصديقات النسابين والعلماء والامراء والوجهاء والاشراف .
ومما لاحظته وانا منذ زمن غير قريب محقق وجامع لانساب الساده الاشراف ومشجراتهم ، ان اجمل ما يميز المشجر هو جمال الخط والهيئه ، وسهوله معرفه اسماء المنتسبين ، وان من ابلغ ما يعيبها طول وثائقها المبالغ فيه حتى تصل في احيان كثيره الى عشرات الامتار .
واخيرا خطا فن تشجير الانساب خطوه جديده نحو الابداع ، فقد طالعتنا الصحف في السنين الماضية بالإبتكار القطري للأخ المصمم . علي بن ابراهيم آل حسن المهندي الرائع ، حيث رسم شجره النسب على شكل دائره يتركز وسطها اسم الجد الجامع للاسره ، ثم تذكر الاجيال المتلاحقه موسعه بذلك محيط الدائره .
وهو بهذه الفكره قد قضى على ما كان يعيب المشجرات القديمه من مساحات مبالغ فيها ، بل اضاف الى فن التشجير ميزات جديده كتحديد مواضع القوه والضعف في النسل ، ومعرفه ما اذا كان احد الاجداد قد تزوج مبكرا او متاخرا ، وهو امر لا يمكن معرفته في المبسوطات من كتب الانساب ولا في الشجرات القديمه .
د.حسن بن عبد الرحيم السيد
باحث ومحقق انساب