تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البورصات الخليجية .. أوضاع متشابهة ومعالجات مختلفة!!



شمعة الحب
24-05-2006, 05:03 PM
البورصات الخليجية .. أوضاع متشابهة ومعالجات مختلفة!!
نبيل بن عبد الله المبارك - 26/04/1427هـ
لم أفاجأ بما حل بالبورصات الخليجية منذ بداية العام المالي الحالي (2006م)، رغم أن نبرة الحديث الشعبي والإعلامي يطغى عليها عنصر المفاجأة وكثرة التساؤلات عما حدث ويحدث باستمرار في سوق الأسهم في جميع دول الخليج، إذا ما استثنينا البحرين ومسقط حيث التأثر والتأثير بدرجات أقل. وقد وصل متوسط التراجعات في القيمة السوقية منذ بداية العام نحو 36 في المائة لدى تلك الدول (أكثر أو أقل حسب تذبذب المؤشرات)، فيما تراجعت مكررات الربحية بأكثر من 48 في المائة من أعلى مستويات وصلت إليها.
وكانت نتيجة ذلك الإطاحة برئيسين لهيئات أسواق المال هما رئيس هيئة سوق المال السعودية، وكذلك رئيس هيئة سوق قطر للأوراق المالية، إضافة إلى محافظ البنك المركزي القطري، وربما نكتشف أن رؤوسا أخرى قد أينعت وحان قطافها. وهي نتائج غير مألوفة على المستوى الخليجي ولم نتعود عليها لأن الأخطاء مشاهدة كل يوم في حياتنا ولم تؤد إلى عزل مسؤولين، ولكن الظروف تغيرت والمعطيات تغيرت أيضا. كما أنه وبسبب ارتباط ما يحدث بالجانب الاجتماعي المالي مباشرة (تريليون و600 مليار حجم الأموال التي خسرها السوق في المملكة حتى الآن)، وهو ما يؤثر في الاستقرار السياسي في تلك الدول، حيث الضغوط الشعبية كانت لافتة للنظر بشكل أو آخر مما قلص الخيارات أمام جميع الدول وجعلها أمام خيار مَن لا خيار له لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة حتى تطفئ لهيب الخليج بسبب تلك التراجعات الحادة التي اختلفنا حتى على تسميتها بين تصحيح قوي وبين انهيار وضياع.
وكان قرار إعفاء رئيسين من رؤساء هيئات أسواق المال المشترك الوحيد في المعالجات التي شاهدناها منذ بداية التراجعات الحادة للأسواق الخليجية، فيما كل المعالجات الأخرى التكتيكية والفنية مختلفة اختلافا جوهرياً بين دول المجلس رغم أن التراجعات متزامنة ومتداخلة أيضا بحكم حركة المستثمرين المتبادلة بين تلك الأسواق. وعليه يكون السؤال: لماذا تراجعت تلك الأسواق في الأساس؟ وهو سؤال لا أعتقد أن أحداً يستطيع الإجابة عنه، إلا الجهات الرسمية التي لديها المعلومات التي تكشف الحقيقة! والسؤال الآخر هو لماذا اختلفت المعالجات لأزمة متشابهة حتى على المستوى اليومي للتداول؟ وأقرب مثال عندما صدر قرار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بإعفاء رئيس هيئة الأوراق المالية، سجل المؤشر نسبتي نمو في يومين متتاليين، كانت سوق الإمارات منتعشة بنسبة عالية في ذلك اليوم.
المسألة معقدة جداً وليست بسبيطة والتبعات سوف تكون أكبر مما نتصور على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، رغم حرص المسؤولين في جميع دول الخليج على تدارك ما يمكن تداركه بأسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر. ولكن - وبكل أسف - هناك تبسيط عام سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى الإعلامي من خلال توجيه أصابع الاتهام إلى جهة محددة، لفترة من الوقت ومن ثم الانتقال إلى الجهات الأخرى بالتتابع، وكأن المسألة تأتي من نظرية التجربة والخطأ. فقد بدأت الحملات في المملكة على هيئة سوق المال ورئيسها السابق على مختلف المستويات، كما ذكرنا، حتى كتّاب الموضة والموضات لم يقصروا وانضموا للحملة وتركوا مواضيعهم لبعض الوقت. وعندما تحقق الهدف توجهوا إلى جهة أخرى وهي القطاع البنكي، وقيل إن كل ما حدث كان بسببهم ونتيجة لأفعالهم الشائنة بتواطؤ مؤسسة النقد ورموزها المعروفة في إدارة السياسة النقدية للمملكة ومنذ أكثر من عشرين عاماً رغم مرور المنطقة بأزمات سياسية كبيرة وخطيرة كان يمكن أن تزعزع أي اقتصاد آخر. ثم بعد ذلك ونتيجة إلى كل ما ذكر من أسباب قد لا تكون مسؤولة بشكل مباشر، لأنها جزء من كل وبالتالي يجب عدم تجزئة المسؤولية، فاليد لا ترتكب الأخطاء المتعمدة دون إرادة صاحبها والرجل لا تمشي للمحرمات دون موافقته أيضا.
طبعا أنا هنا لا أبرئ أحداً وكما ذكرت المسألة في غاية التعقيد، وأنا ضد التبسيط في هذه الحالة بالذات لأنها تسبب خللا في التشخيص الذي يؤدي إلى خلل في المعالجات. وكما ذكرت في بداية المقال أن دول الخليج تواجه التراجعات نفسها وبمعدلات متقاربة وبالذات الإمارات والمملكة ولكن المعالجات مختلفة لأن التشخيص مختلف، ورغم كوني متأكداً من أن أسباب التراجعات الحادة التي تشهدها المنطقة هي أسباب النمو الحادة نفسها التي مرت بالمنطقة منذ ثلاث سنوات بكل تعقيداتها ومسبباتها. وبالتالي ولكون الأسباب مشتركة فإن المعالجات كان يُفترض أن تكون متشابهة ولكن وحتى الآن لم نشاهد تشخيصا سليما ودقيقا للواقع ولا لهيكلة الأسواق، وهي بالضبط مثل مَن يقوم باستيراد سيارة أمريكية مصممة لبلاد الاسكيمو، ليسير بها في الربع الخالي.




تعليقات الزوار
بووليد1400 26/04/1427هـ ساعة 11:55 صباحاً (السعودية)

يأخي الاشمغة تتشابه وتختلف الادمغة التي تحتها.
--------------------------------------------------------------------------------

26/04/1427هـ ساعة 2:28 مساءً (السعودية)

ما حدث من خسائر هي على المستوي الشخصي فقط اما الاقتصاد الكلي لدول المنطقة بشكل عام لم يتأثر .

وكل ما حدث هل فئه قليله جدا ربحت المليارات على حساب الملايين المساكين المغرر بهم مع الاسف

وحدث هذا تحت نظر وبصروعلم الاجهزة الحكومية المقصره في البداية وليس اليوم.

كان عليها التحكم في السوق وعدم تركه يرتفع من الاساس وهو نفس السبب الذي ادى الى انهياره لعدم وجود تلك الاداة